الرغبة الشديدة في الحمل والإنجاب قد تعوقها بعض عادات خاطئة تحول دون إشباع هذه الرغبة، والمُثير للحسرة أن جزء من تلك العادات الخاطئة تافهة ويسهُل التخلي عنه نهائيًا، والجزء الآخر مَرَدُّه إلى الجهل أو إلى نصائح باطلة هوجاء تتناقلها ألسن الناس بدون أدنى دليل علمي عليها.
في هذا المقال نُقدم بالتفصيل مجموعة عادات خاطئة ومفاهيم مغلوطة ذات تأثير مباشر على عدم حدوث الحمل، علاوةً على كونها الأكثر شيوعًا.
عادات خاطئة تعوق حدوث الحمل
تتعدد العادات الخاطئة التي تؤثر على حدوث الحمل ونذكر منها:
تقليل الاتصال السريري بين الزوجين
تتناقل الألسن أن تجنب اللقاء السريري بين الزوجين لفترة زمنية يزيد الدوافع والطاقات الجنسية عند الرجل، وعليه تزداد قوة وأعداد الحيوانات المنوية في السائل المنوي، وعليه تتعزز فرص حدوث الحمل، وكل هذا خاطئ ومُعاكس للحقائق العلمية.
حيث إن الإقلال من الاتصال السريري بين الزوجين قد تُفوّت فرصة اقتناص أيام الإباضة عند الزوجة، خصوصًا مع اليقين الجازم بأن غالبية النساء يُخطئن في حساب فترة الإباضة على نحوٍ صحيح، وبالتالي تتضاعف وتتعقد المُشكلة أكثر، والصحيح بعيدًا عن هذه الخزعبلات هو الاتصال السريري بين الزوجين وقتما رغبا في ذلك، وإن استطاعا التركيز على فترة الإباضة فأولى.
المُبالغة في الاتصال السريري بين الزوجين
يتوهم الأزواج أن العلاقة ما بين حدوث الحمل والاتصال السريري علاقة طردية، بمعنى أنه كلما كثر الاتصال كلما زادت فرص الحمل، وهو أيضًا من المفاهيم المغلوطة كالإقلال تمامًا، ويكمن السر في أن الإفراط في حدوثه واحدًا من ضمن مجموعة عادات خاطئة تمنع حدوث الحمل فيما يسببه من آثار نفسية سلبية للزوجين.
حيث يتحول الجماع إلى عبء يومي، كما يحوله إلى روتين ممل ورتيب لا روح فيه ولا مُتعة، أي يُصبح عملية ميكانيكية لا غرض منها سوى الإنجاب.
إلقاء اللوم في العقم على المرأة وحدها
على رأس قائمة عادات خاطئة وتحد من القدرة على الحمل والإنجاب هو اتهام الزوجة وحدها بالتسبب في العقم خصوصًا في المجتمعات الذكورية التفكير، ومن ثَم الجنوح عن الأسباب الحقيقة والعلاجات المثالية، وقد أثبتت الدراسات أن 50% من حالات العقم أو تأخر الحمل ترجع إلى المرأة، و40% إلى الرجل، و10% لأسبابٍ بعيدة عنهما.
قد يهمك أيضًا: هل إبرة التفجير مضمونة لإنجاب توأم؟ كل ما لا تعرفه عن إبر تفجير البويضة
شائعات طرق حساب وقت الإباضة
تنتشر بين الزوجات كواحدة من ضمن عدة عادات خاطئة تحد من حدوث الحمل التأسيس على أن يوم الإباضة هو اليوم رقم 14 عدًا من اليوم الأول لنزول الدورة الشهرية، وتغفل الكثيرات أن طول أيام الطمث مُختلف من سيدةٍ لأخرى، ومن شهرٍ لآخر، وعليه يُصبح استشعار المرأة ليوم الإباضة أفضل، وتستطيع المرأة ذلك عبر التنبه للأعراض المُصاحبة له مثل خروج سائل أبيض من المهبل في اليوم السابق ليوم الإباضة.
تخصيص يوم الإباضة للجماع
من مُضحكات العادات الخاطئة التي تمنع حدوث الحمل أن يُحدد الزوجان يوم الإباضة بدقة منقطعة النظير وفق كل العوامل العلمية المُقررة، ثم تخصيص هذا اليوم تحديدًا لإقامة العلاقة بينهما، غير أن حدوث هذا الفعل في يوم الإباضة نفسه لن يُجدي نفعًا، فقد فات الأوان؛ لأن إخصاب البويضة يتم خلال 24 ساعة من الإباضة على أقصى تقدير، وبذلك يُعتبر الجماع قبل يوم الإباضة بيوم أو يومين أفضل، خصوصًا مع العلم ببقاء الحيوانات المنوية حية لحوالي 3 أيامٍ بالرحم.
التأخر أو الاستعجال في طلب المشورة الطبية
من مثبطات حدوث الحمل التعجل في طلب الدعم الطبي بالرغم من قِصَر فترة المحاولة، أو التأخر بعد طول فترة المحاولة دون جدوى، فالحالة الأولى تدفع للإحباط واليأس جراء الدخول في الدوامات الطبية من فحوصات وأدوية وخلافه، والثانية تجعل الزوجة تخسر أهم سنوات الخصوبة عندها وهي الأبكر من سن الـ 35 سنة.
إهمال الزوجان حالتهما الصحية العامة
قد يعتقد البعض أن الصحة الإنجابية ذات استقلالية كاملة، في حين أنها فرعٌ أصيل عن الصحة العامة للجسم، وبالتالي فإن التركيز وصب الاهتمام على عناصر حدوث الحمل عند الرجل كعدد الحيوانات المنوية وقوتها وعند المرأة كمخاطية المهبل وطبيعة الرحم لن يُفيد بالكُلية، والأولى والأصح هو الاهتمام والتركيز على بنود الصحة العضوية والنفسية جميعها.
قد يهمك أيضًا: كيف يتم علاج العقم بالخلايا الجذعية وما مدى فاعليتها
تليين المهبل بالمُستحضرات التجارية
تسعى بعض النساء – أو أكثرهم – إلى الإفراط في استعمال المُستحضرات الكيميائية التجارية التي من شأنها ترطيب وتليين المهبل، وكذلك مُستحضرات تبييض المنطقة المحيطة به، وينبع هذا التصرف من إلحاح نفسي بزيادة الأنوثة وعوامل الإغراء للزوج.
غير أن جُلّ هذه المُستحضرات – بما فيها الموثوقة – تُعيق حركة الحيوانات المنوية داخل المهبل وتحد من وصولها إلى عنق الرحم للقاء البويضة، بل وتقتلها، ولذلك يُنصح بتجنب مثل هذه المواد الكيميائية واللجوء إلى المواد والزيوت النباتية الطبيعية مثل زيت الزيتون وبياض البيض… إلخ، فهي تُعطي نفس النتائج ولا تؤثر على عمر أو حركة الحيوانات المنوية.
اضطراب وزن الجسم للزوجين
إن زيادة وزن الجسم أو نقصه عن المُعدلات المثالية لأيٍ من الزوجين يفرض أثره على الخصوبة، وهذا ما أكدته كل الدراسات الطبية الحديثة، لذلك يُعد التعافي الكامل من السمنة أو من النحافة أول خطوة على طريق حدوث الحمل.
إدمان الكافيين
واحدًا من أكثر عادات خاطئة تحول دون الحمل والإنجاب الإفراط في استهلاك المُنتجات الغنية بالكافيين مثل القهوة والشاي والشوكولاتة…. إلخ.
تدخين مُنتجات التبغ وشرب الكحوليات
حتى مع عدم الوصول إلى مرحلة الإدمان فإن الأثر الناتج عنهم على مُعدلات الخصوبة لكلٍ من الزوج والزوجة كبير جدًا.
ضيق الملابس الداخلية
ارتداء الزوج أو الزوجة ملابس داخلية ضيقة يؤثر سلبًا على عضلات الحوض، كما أنه يُسبب مُشكلات جلدية في ذات المنطقة، وهو ما يُعزز فرص العقم أو تأخر الحمل.
قد يهمك أيضًا: العلاجات والمكملات الطبيعية التي تساعد في علاج العقم لدى المرأة والرجل
اعتلال الصحة النفسية
الوقوع الدائم تحت الضغوط النفسية والتوتر والقلق والاكتئاب بسبب الظروف المعيشية أو بسبب استعجال حدوث الحمل يُلقي بظلاله السلبية بصورة واضحة وجلية على مُعدلات الخصوبة عند الزوجين أو أحدهما على الأقل.
سوء التغذية
من أشهر العادات الخاطئة التي تمنع الحمل الاستهتار بالتركيز على الأنظمة الغذائية الصحية التي تمد الجسم بالفيتامينات والمعادن والمغذيات الضرورية، واستسهال تناول الأغذية الغنية بالدهون المُشبعة والمواد الحافظة مثل الوجبات السريعة والأطعمة المُصنعة والمُعلبة، الأمر الذي يجعل الجسم يفقد قدرته على أداء وظائفه بالمُعدلات الطبيعية الفعالة، وخصوصًا فيما يخص عملية التبويض وعملية إنتاج الحيوانات المنوية.
اعتياد السهر
تفويت النوم ليلًا وبالقدر الصحي الكافي يُصيب الجسم بحالة من الإجهاد الذاتي فتختل قدرته على القيام بوظائفه، ولذلك لا مفر لحدوث الحمل من نوم الزوجين لما لا يقل عن خمس ساعات مُتواصلة بالليل لتعزيز إفراز هرمون اللبتين المُعزز للخصوبة.
قد يهمك أيضًا: الحمل في الأربعينات من عمر المرأة هل هو ممكن؟ وما هي مخاطره؟
إهمال علاج الأمراض التناسلية
من أكثر ما يؤثر على الصحة الإنجابية تغاضي الزوج أو الزوجة عن علاج أي أمراض تُصيب المنطقة التناسلية مثل الالتهابات أو الحكة أو الشعور بالألم عند اللقاء أو الشعور بحرقان عند التبول أو تغير لون أو رائحة الإفرازات المهبلية… إلى آخر هذه الأمراض التي تتدخل في الخصوبة مُباشرةً.
اللقاء السريري بين الزوجين بطرق تُعيق حدوث الحمل
وهذه أخطر العادات الخاطئة التي تمنع حدوث الحمل، لأن الأصل فيها أن الزوجان صحيحين إنجابيًا، ولكن اشتهاء تقليد الطرق الغريبة تحرمهم من متعة إنجاب ذرية أو على الأقل تؤخر تحقيق الحلم كاستلقاء الرجل على ظهره.
طفنا قدمنا لكم مجموعة عادات خاطئة مُنتشرة بين الأزواج، وعلى الراغبين في تحقيق حلم الذرية عليهم العمل الدؤوب والسعي الحثيث بالتخلي عن مثل هذه العادات والأفكار.
للمزيد: ما هي اعراض الحمل المُبكرة؟ علامات إن ظهرت تأكدي أنك حامل