يُعد فقدان الوزن قبل الحمل جزءً أصيلًا من صحة الحمل واستمراريته وما قد يظهر خلاله من مُضاعفات صحية ونفسية، حتى إن وزن الجسم المثالي للمرأة يتدخل بصورة مُباشرة في حدوث الحمل بحد ذاته أو تأخر حدوثه، من هُنا تُعد السمنة وزيادة الوزن من أحلك السمات الصحية على الحمل والحامل؛ فتعرفي معنا على دور وزن الجسم وتأثيره على الحمل من خلال هذا المقال.
كيف تُقاس السمنة؟
تعريف السمنة، أو لنقول ينطبق وزن البدانة على الجسم يكون عبر معادلة رياضية تُنتج قياسات رقمية تربط بين الطول والوزن، تُعرف باسم مؤشر كتلة الجسم، ويُرمز لها اختصارًا بالأحرف الإنجليزية BMI، والمؤشر عبارة عن معادلة حسابية = الوزن كجم/ الطول بالمتر X 2.
وتُشخَّص الحالة وتُنعت بالسمنة إذا ما كان الحاصل الرقمي للمعادلة الرياضية ما يفوق الرقم 30 من أعداد، وهي الحدود القياسية التي قد تُقلل من فرص حدوث الإباضة الطبيعية نفسها، بل والإباضة المعملية أيضًا، ومن ثَم يُصبح فقدان الوزن قبل الحمل ضرورة صحية مُلِّحة.
أما أن تتراوح النتائج الرقمية بين الـ 25 والـ 29.9 فهي مؤشرات على تراوح وزن الجسم ما بين المثالية والزيادة، ومن ثَم لا يُفترض أن تقل زيادة الوزن الطبيعية المُتوقعة عن 7 كجم ولا تتجاوز 11 كجم.
قد يهمك أيضًا: أسباب الاجهاض في الشهر الأول وطُرق الوقاية
مخاطر عدم فقدان الوزن قبل الحمل
قد لا تتصور بعض النساء أن السمنة والبدانة من معوقات حدوث الحمل، حيث أكدت الدراسات الأكاديمية على أن اللواتي يُعانين من السمنة والسمنة المُفرطة الأكثر عُرضة لتأخر الحمل وصولًا إلى العقم الكامل، ويرجع ذلك إلى الأثر السلبي للسمنة على حدوث عملية التبويض من الأساس، فضلًا عن مُضاعفاتها الصحية والتي من بينها المشكلات الرحمية والتناسلية.
بالإضافة إلى أن السمنة تزيد من مُعدلات إفراز الإنسولين بالجسم وهو ما يتبعه بالضرورة الإصابة بمقاومة الإنسولين المؤثرة على حياة البويضات وتطورها.
بذلك تتضح ضرورة فقدان الوزن قبل الحمل كواحد من أهم طُرق التغلب على تأخر الحمل والعقم، حتى إن الرجال البُدناء ليسوا بمعزلٍ عن هذا العقم، حيث إن السمنة تؤثر سلبيًا أيضًا على إنتاج وكفاءة وتطور حياة الحيوانات المنوية.
قد يهمك أيضًا: العلاجات والمكملات الطبيعية التي تساعد في علاج العقم لدى المرأة والرجل
مخاطر السمنة على الحمل
البدانة والسمنة المُفرطة ترفع مُعدلات حدوث الكثير من مخاطر ومُضاعفات الحمل بعد حدوثه، ومنها على سبيل المثال:
- الإجهاض، والإجهاض المُتكرر.
- وفاة الطفل داخل الرحم أو ولادة طفل مُتوفى.
- الإصابة بسكري الحمل.
- ارتفاع ضغط الدم مع تلف بعض الأجهزة والأعضاء على رأسها الكُلى، وهي الحالة التي تُعرف طبيًا باسم تسمم الحمل.
- ضعف عضلة القلب مع ظهور أمراض القلب من البسيطة إلى الحادة والمُزمنة على اختلافها.
- المُعاناة من انقطاع التنفس النومى، أي فقدان القدرة على التنفس أثناء النوم.
- حدوث صعوبات أثناء الولادة الطبيعية لاختلالات المهبل المُختلفة.
- ارتفاع احتمالات اللجوء إلى الولادة القيصرية، وهو ما يُعزز المخاطر الصحية المُختلفة الناشئة والمتوقعة عنها مثل حدوث عدوى للشق الجراحي أو النزيف أو مخاطر التخدير المُختلفة.
قد يهمك أيضًا: هل إبرة التفجير مضمونة لإنجاب توأم؟ كل ما لا تعرفه عن إبر تفجير البويضة
نصائح فقدان الوزن قبل الحمل
بمجرد التفكير في الحمل من الضروري اتباع النصائح الآتية تجنبًا لأي أعراض أو مُضاعفاتٍ صحية مُستقبلية:
- البدء في المحاولات الجادة لفقدان الوزن قبل الحمل والوصول إلى الوزن المثالي، أو على الأقل أقرب وزن منه، مع ضرورة التعرف على مؤشر كتلة الجسم أولًا.
- إلزامية فقدان الوزن قبل الحمل ليست صكًا صريحًا بإتباع أي حمياتٍ غذائية بشكلٍ عشوائي، وخصوصًا الحميات القاسية، فبالرغم من أهمية فقدان الوزن الزائد لحدوث الحمل ولصحته عقب حدوثه، إلا أن الأساس هو اتباع النظام الغذائي الصحي والمُتوازن الذي يمد الجسم بكافة احتياجاته من العناصر الغذائية والفيتامينات والمعادن الأساسية.
- من الضروري أن يكون النظام الغذائي المُتبع مُقيد السعرات الحرارية ولكن باعتدال دون إفراط، وذلك كي لا يفقد الجسم قدرته على التعامل مع مُتغيرات ومُتطلبات الحمل.
- من الضروري اعتماد ممارسة الرياضة كنمط حياتي مُستمر، لدورها في فقدان الوزن قبل الحمل وتحسين الدورة الدموية، وتسهيل التخلص من الوزن الزائد بفعل الحمل بعد الولادة.
- من المهم الرجوع للطبيب المُتخصص قبل تنفيذ أي خطوة.
فقدان الوزن قبل الحمل ضرورة مُلحة لحدوث الحمل من ناحية، ولصحة الحمل والجنين من ناحيةٍ أخرى، فلا تستهيني بأثر وزنك الزائد على صحتك الإنجابية.
للمزيد: كيف تتحكم في نسبة املاح الكلى وما مخاطر زيادتها ونقصانها خاصة أثناء الحمل؟
متى يُشكل مرض ارتفاع ضغط الدم خطرًا على الحامل وكيف يُمكن علاجه بسرعة؟
الحمل في الأربعينات من عمر المرأة هل هو ممكن؟ وما هي مخاطره؟