الجفاف المهبلي أحد المشكلات المزعجة جدًا التي قد تواجهها المرأة في مراحل مُختلفة من حياتها، وهُناك عدة أسباب يُمكن أن تؤدي إلى حدوث تلك المُشكلة، وتصاحبها أعراضٍ مُعينة، وهنا سنتناول بالتفصيل تلك المشكلة وما يتعلق بها.
لما كان الجفاف المهبلي سببًا في الازعاج
الأصل أن تحتفظ منطقة المهبل بالليونة وخاصة مع تعرضها للإثارة التي تسبق العلاقة الحميمة ومن ثم يتيسر اكمال العلاقة بسهولة مع تحقق المُتعة والإشباع الجنسي المطلوب، ولكن أحيانًا تحدث حالة من الجفاف المهبلي وعدم وجود أي إفرازات تُرطب المنطقة أثناء العلاقة فينتج عن ذلك ألم شديد.
وقد يحدث شعور بالحرقة أو نزيف خفيف، مما يؤثر جدًا على رغبة المرأة في العلاقة مرة أخرى، وقد يؤدي إلى عزوف المرأة تمامًا عنها إذا ما استمر الأمر لفترة طويلة.
أسباب الإصابة بمشكلة الجفاف المهبلي
هُناك عدة أسباب تؤدي إلى مُشكلة الجفاف المهبلي منها ما هو عضوي ومنها ما هو نفسي، ويُمكن التمييز بين السبب النفسي والعضوي بملاحظة العوامل المُصاحبة مثل عمر المرأة وظروفها الصحية، وعلاقتها بالزوج، ولعل من أهم الأسباب ما يلي:
الأسباب النفسية: وتشمل نفور الزوجة من العلاقة وعدم تقبل الزوج، أو عدم قدرة الزوج على إحداث الإثارة الكافية لإفراز السائل المُرطب للمهبل قبل الشروع في ممارسة العلاقة.
الأسباب العضوية: والتي تشمل كل مما يلي:
- الإصابة بالتهابات المهبل الفطرية أو البكتيرية لفترات طويلة.
- حدوث خلل في افراز هرمون الاستروجين وهو المسئول عن رطوبة المهبل والذي قد يرتبط بالحمل أو الرضاعة أو تناول بعض وسائل منع الحمل أو تقدم السن وانقطاع الطمث، أو حدوث مُشكلة مرضية للمبيض مثل التليف أو التكيسات.
- تهتك غدد البارثولين التي توجد على جانبي المهبل والذي غالبًا ما يحدث نتيجة للولادة الطبيعية وشق العجان، ومن ثم يتوقف افراز المادة الرطبة للمهبل، وغالبًا ما تنتهي تلك المشكلة تلقائيًا بعد أشهر من الولادة والتئام جرح الولادة.
- الإفراط في استخدام الغسول المهبلي أو استخدام موادٍ كيميائية غير مُناسبة لتعطير المنطقة أو تطهيرها، أو تناول علاجات الأورام التي تُصيب الرحم، أو التعرض لاستئصال المبيض، تناول أدوية الاكتئاب، والإصابة بمتلازمة سجوجرن وهذه المُتلازمة تُعد خللًا في الجهاز المناعي ومن ثم تؤثر على ترطيب الجسم.
قد يهمك أيضًا: عملية تنظيف الرحم (كحت الرحم) .. كل ما يلزمك معرفته عنها
ما هي أعراض الجفاف المهبلي؟
من أهم الأعراض التي تلفت نظر المرأة إلى جود مشكلة الجفاف المهبلي هو عدم وجود أي ليونة أو ترطيب أثناء العلاقة الزوجة مما ينشأ عنه صعوبة في اتمام العلاقة، كما يُصاحب ذلك الألم وجود تهيج في المنطقة الخارجية من المهبل أو احمرار، كذلك الشعور بالحكة والحرقان أثناء التبول، والشعور بالحرارة والرغبة في التبول.
طُرق علاج الجفاف المهبلي
يتوقف تحديد العلاج المُناسب ومدى فاعليته على التشخيص السليم ومعرفة السبب الحقيقي للمُشكلة، ويتباين العلاج بين الطُرق التالية:
- العلاج الهرموني الموضعي، وهو على هيئة مراهم أو كريمات ترطب المنطقة وتُحفز افراز الاستروجين.
- العلاج الهرموني العميق ويعتمد على تناول بعض الأدوية التي تعمل على تعويض الخلل الحادث في افراز الاستروجين الطبيعي.
- بعض الكريمات المُرطبة والتي تُعتبر علاجًا مؤقت، فهي تتعامل مع الأعراض وتخفف من حدتها وتسهل إتمام العلاقة الزوجية، لكنها لا تقضي على جذور المُشكلة.
قد يهمك أيضًا: سرطان عنق الرحم .. ماذا تعرفين عن أسبابه وعلاجه
نصائح للوقاية من الجفاف المهبلي
هُناك بعض الإجراءات الوقائية التي يجب أن تتبعها النساء لتجنب حدوث مُشكلة الجفاف المهبلي، ويُمكن إضافة بعضها إلى الروتين اليومي بالجسم الصحة لعل من أهم تلك الإجراءات ما يلي:
- التعامل بشكلٍ سريع وحاسم مع أي مُشكلة تصيب المنطقة التناسلية الأنثوية مثل التهابات الرحم أو المهبل أو تليف المبيض أو وجود تكيسات وغيرها من المشاكل التي تؤدي بدورها إلى الجفاف المهبلي.
- استخدام أدوات نظافة لطيفة وصحية مثل الفوط.
- التنظيف المُستمر والمُعتدل بلا مُبالغة باستخدام الماء الفاتر، والبعد عن المُنظفات الكيماوية التي تؤثر سلبًا على منطقة المهبل.
- استخدام ملابس قطنية.
- ممارسة العلاقة الحميمة بانتظام حيث أن من شأن ذلك ان يُحفز افراز الاستروجين والسائل المُرطب للمهبل.
- تناول المشروبات المُفيدة في مد الجسم بالاستروجين البديل مثل الحلبة والينسون وتناول فول الصويا.
- الإقلاع عن التدخين أو تناول الكحوليات عمومًا.
وختامًا؛ من المهم التحدث مع زوجك وطبيبك في تلك المُشكلة وعدم تركها تتفاقم، وعدم تجاهلها حتى لا تفسد حياتك، كما يجب الانتباه إلى عدم الإقدام على أي وصفات عشوائية.
للمزيد: ماذا يعني مصطلح الرحم المرتفع وهل له مخاطر على الحمل؟