تُصاب كثير من السيدات بتأخُر الحمل لفترات عديدة قد تصل إلى سنوات وتقوم المرأة بالبحث عن حلول فعلية لحل هذه المشكلة التي تؤرق حياتها وحياة زوجها وقد تؤدي بهم إلى الانفصال.
هنا سنقدم معلومات وافية عن الأمراض التي تصيب رحم المرأة وتمنع الحمل لكي تتعرف كل امرأة عن مرضها وما الذي يجب أن تفعله لكي تتخلص منه لكي يحدث الحمل.
ولكن لا بد بدايةً من أن تكون المرأة ذات عزيمة وإرادة قوية لكي تتحدى أي مرض وتنتصر عليه ولكن هذا يجب أن يتم بمساعدة زوجها.
الأمراض التي تصيب رحم المرأة وتمنع الحمل
مرض بطانة الرحم المُهاجرة
سُميت بطانة الرحم المُهاجرة بهذا الاسم لأن هذا المرض يعمل على نمو بطانة الرحم في أماكن غير مكانها الطبيعي لذلك سُميت بالمُهاجرة، فقد تنمو هذه البطانة في التجويف الخارجي للرحم أو على جانبي قناتي فالوب أو على المبيضين أو بالمثانة أو بالأمعاء سواء كانت الدقيقة أو الغليظة وقد تنمو أعلى الرحم في المكان الذي يحدث به تلقيح البويضة ومن ثم تعيق حدوث الحمل بكافة الطرق.
وأثبتت الأبحاث العلمية أن هذا المرض من أكثر الأمراض التي تُعيق حدوث الحمل لدى نسبة كبيرة من السيدات قد تصل نسبتهم إلى النصف من السيدات اللاتي يتأخر حملهن، وإذا لم يتم علاج هذا المرض بشكل فعال لا يُمكن حدوث الحمل. ولا توجد علاجات معينة يعطيها الطبيب للتخلص من ذلك المرض فبعد إجراء الإشاعات والتحاليل والتأكد من وجودها يضطر الطبيب إلى التدخل الجراحي للتخلص من البطانة المُهاجرة التي قد تتطور ويُنتج عن طريقها مجموعة من الأكياس التي تتجمع على الأعضاء المُصابة ببطانة الرحم ومن ثم ينتج العديد من الخُراجات التي تُؤثر على الصحة بشكل واضح.
تعرفي على الأسباب التي تؤدي إلى حدوث مرض بطانة الرحم المهاجرة وكيفية انتشارها في بعض أعضاء الجسم مع الدكتور/ سيد الأخرس مع برنامج الدكتور.
أعراض الإصابة بمرض بطانة الرحم المُهاجرة
- اضطرابات رحمية أثناء الدورة الشهرية فقد يقل معدل نزولها إلى حد كبير وقد يحدث نزيف شديد.
- الإصابة بالعقم وعدم الإنجاب.
- الشعور الدائم بالإرهاق والإجهاد.
- الرغبة المُتكررة للتبول والشعور بألم شديد أثناء ذلك.
- الشعور بآلام شديدة في الرحم.
- الإحساس بآلام متكررة عند المُعاشرة الزوجية.
- الشعور بالضجر والاكتئاب لأنها تؤثر على الحالة النفسية.
مرض سرطان الرحم
يُصيب سرطان الرحم السيدات التي يتمتعن بجهاز مناعي ضعيف لا يستطيع أن يقاوم الفيروس المُهاجم للرحم، ويُسمى هذا الفيروس بفيروس الأورام الحُليمية الذي يقوم بتدمير الجهاز التناسلي للمرأة من خلال تدمير الأغشية المُخاطية الموجودة بالرحم وعنق الرحم، وينتقل هذا المرض من العلاقة الجنسية مع شخص يحمل نفس الفيروس. وهذا المرض الخبيث من الممكن أن يستمر وجوده بجسم المرأة لعدة سنوات دون أن تعلم؛ حيث لا تظهر عليها أية أعراض واضحة تدل على ذلك المرض اللعين.
وتوجد العديد من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بمرض سرطان الرحم التي تتمثل في وجود العوامل الوراثية المُنقولة من الجدات والتي قد تظهر في بعض الأبناء، كما أثبتت بعض الدراسات أن التدخين والتدخين السلبي من أكثر العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بمرض سرطان الرحم؛ حيث توجد بعض المواد الكيميائية الموجودة في السجائر والتي تُؤثر على عنق الرحم وتجعل أنسجته ضعيفة لا تستطيع مُقاومة الجراثيم والفيروسات ومن ثم تتحول إلى أمراض سرطانية خطيرة.
تعرفوا مع برنامج 90 دقيقة أخبار على أعراض وأسباب مرض سرطان الرحم وكيف يمكن علاجه والتخلص منه.
أعراض الإصابة بمرض سرطان الرحم
- الشعور بآلام أثناء المعاشرة الزوجية والنفور منها.
- قلة الوزن بصورة ملحوظة.
- آلام ومشاكل عند التبول.
- آلام مُتفرقة في بعض أعضاء الجسم كالظهر والحوض والساقين.
- الإصابة المُفاجئة بمرض فقر الدم.
- عدم انتظام الدورة الشهرية.
- زيادة الإفرازات المهبلية بشكل ملحوظ.
النزيف المهبلي
يحدث النزيف المهبلي لدى كثير من السيدات نتيجة وجود اضطرابات في الهرمونات، ومن المعروف أن أثناء فترة الدورة الشهرية يحدث نزول الدم لمدة لا تزيد عن خمسة أيام، ولكن هذا النزيف المهبلي يختلف عن الدورة الشهرية حيث ينزل من المهبل كميات كبيرة من الدم وعلى فترات كبيرة من الشهر، وقد ينزل كميات من الدم المتجلط في صورة كتل دموية والتي تجعل المرأة في حالة هزلان تام وتمنع الحمل بشكل كبير.
أسباب النزيف المهبلي
- وجود خلل في وظائف وأنشطة الكبد.
- وجود قُرح كثيرة داخل الرحم ناتجة من الالتهابات المُتكررة لبطانة وأغشية الرحم التي أدت إلى ذلك النزيف.
- وجود خلل في إنتاج الهرمونات الأنثوية كهرمون الأستروجين وهرمون البروجستيرون.
- نتيجة وجود تكيُسات على المبيضين.
- بسبب وجود بعض الأورام الليفية التي تؤثر على الرحم وبطانتهُ.
- من الممكن تناول الأدوية والعقاقير الخاطئة بدون استشارة الطبيب أن تؤدي إلى النزيف المهبلي.
- تركيب موانع الحمل كاللولب الذي يؤدي إلى نزيف كميات كبيرة من الدم، وتناول حبوب منع الحمل.
مرض تليف الرحم
هذا المرض يُسمى بالورم الليفي ويتمثل في وجود ورم رحمي قد يكون كبيرًا وقد يكون صغيرًا وقد يتسع ليشمل منطقة البطن والحوض، ومن الممكن أن يتطور إلى أن يؤثر على جميع أعضاء الرحم ومن ثم يضطر الأطباء إلى عمل عملية جراحية للتخلص نهائيًا من الرحم وبتره من الجسم، ولكن إذا كان حجم الورم صغير فقد لا يحتاج إلى بتره ومع الأدوية والعلاج قد يتم التخلص منه.
ومن الغريب أنه لم يتم التوصل حتى الآن إلى أسباب وجود هذا المرض، فبعض العلماء يتصورون أن هذا الورم يظهر نتيجة تناول المرأة للمواد البروتينية بشكل كبير مثل: لحوم الدجاج ولحوم الأبقار والجاموس، وقد يكون السبب وراء ذلك هو انتقال بعض العوامل الوراثية من الجدات اللاتي يحملن المرض، ولكن اتجه البعض الآخر من العلماء أن السبب في وجود الأورام الليفية هو وجود بقايا من الخلايا الجنينية التي كانت في الرحم عندما كانت المرأة جنينًا والتي قامت بالتطور والنمو خلال عمرها إلى أن تكوّن الورم الليفي.
توجد الكثير من أنواع العلاجات المختلفة التي تُساعد على علاج مرض تليف الرحم من خلال من يلي:
- العلاج بالأدوية: وهذا يعمل على إيقاف نمو الورم الليفي وقتل الخلايا المتكاثرة به.
- العلاج الجراحي: وذلك من خلال عمل العمليات الجراحية واستئصال الورم الليفي وما يلحق به من خلايا ليفية؛ حتى لا تتطور هذه الخلايا مرة أخرى وتنتج أورام ليفية جديدة.
- عملية الكي بالكهرباء: وفيها يقوم الطبيب بتمرير تيار كهربي إلى مكان وجود الورم وكيه بالكهرباء والتخلص منه.
- عملية اختناق الورم: يقوم الطبيب بحقن الورم الليفي بمادة مُخصصة تقوم بخنق الورم حتى ينكمش ويتلاشى بعد ذلك.
مرض الرحم المقلوب
يُعتبر الرحم المقلوب من أكثر الأمراض التي تصيب رحم المرأة وتعيق الحمل؛ حيث يكون اتجاه الرحم إلى الخلف ناحية الظهر وهذا وضع غير طبيعي لحدوث الحمل، وتوجد هذه المشكلة بنسبة 15%: 20% من السيدات وهي نسبة غير قليلة ومُقلقة للغاية؛ لذا يجب على كل امرأة أن تقوم بالفحص الدوري على الجهاز التناسلي حتى تكتشف هذه المشكلة بصورة سريعة وتحاول حلها.
وتتمثل أسباب حدوث الرحم المقلوب في كلٍ من:
- الأمراض والعوامل الوراثية التي تنتقل من الجدات إلى البنات الصِغار ومن ثم يتم اكتشاف المرض بعد البلوغ.
- الالتصاقات الداخلية للرحم وقناتي فالوب مع البطن والأمعاء.
- عند حدوث بعض التغيرات الجسمانية أثناء الولادة.
- الالتهابات المُزمنة لمنطقة الحوض.
- وجود الأورام الليفية.
- حدوث مرض البطانة المُهاجرة.
- وجود الأورام على المبايض.
ولكن يعتقد البعض أن السبب الرئيسي في عدم حدوث الحمل هو الرحم المقلوب ولكن هذا الاعتقاد خاطئ لأن عدم الإنجاب يُسببه مُسببات وجود الرحم المقلوب مثل: الأورام الليفية والبطانة المُهاجرة. ويُمكن استكشاف وجود الرحم المقلوب عن طريق:
- مُنظار البطن.
- الأشعة الفوق صوتية.
- الفحص المهبلي.
مرض تكيُسات مبايض الرحم
تبدأ تكيُسات مبايض الرحم بإصابة الغدد الصماء لدى النساء وتقوم بمُهاجمتها، فهو مرض وراثي مرتبط ببعض الأمراض كمرض السكري ومرض السمنة المُفرطة ومرض زيادة نسبة الكولستيرول في الدم وارتفاع ضغط الدم، وتتعدد الأعراض المُلازمة لمرض تكيُسات مبايض الرحم مثل:
- زيادة وجود حب الشباب ويكون بصورة ملحوظة.
- تُصاب المرأة بالحزن والاكتئاب الشديد وتعكير الحالة المزاجية.
- سقوط نسبة كبيرة من شعر الرأس
- عدم انتظام الدورة الشهرية وربما انقطاعها.
- زيادة نسبة الشعر في أماكن غريبة ومتفرقة بجسم المرأة المُصابة بسبب زيادة إفراز الهرمون الذكري “هرمون التستوستيرون”.
- وجود زيادة في هرمون الحليب.
مجموعة من الحلول لتكيُسات مبايض الرحم وما هي الأسباب المؤدية للمرض.
مرض انسداد قناتي فالوب
يعتبر الحمل خارج الرحم من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى انسداد قناتي فالوب؛ حيث يتم نمو الخلايا الجنينية خارج الرحم وتتوالى الانقسامات ليتكون الجنين، ولكن يُعتبر الحمل خارج الرحم من أكثر المشاكل التي تضر المرأة ومن الممكن أن يؤدي إلى انفجار قناة فالوب وعدم استطاعة الأم أن تحمل مرة أخرى، كما توجد أسباب أخرى تتسبب في انسداد فناتي فالوب تتمثل في وجود الالتهابات المُتكررة داخل منطقة الحوض والرحم، وحدوث الإجهاضات المُتتابعة، ووجود التشوهات الخلفية في قناتي فالوب التي تكون موجودة منذ الولادة، وكذلك إذا كانت المرأة مُصابة بمرض بطانة الرحم المُهاجرة.
أعراض انسداد قناتي فالوب
- فقدان مُفاجئ وكامل للوعي بسبب الإعياء الشديد.
- الشعور بألم شديد عند التنفس في منطقة الأكتاف.
- يصبح لون البشرة أصفر شاحبًا.
- تغيُر لون البول وتعكره مع زيادة كبيرة للإفرازات المهبلية.
- إذا أصيبت المرأة بقطع في جسدها ونزل الدم يكون لونه داكنًا غير لون الدم الطبيعي.
- الإصابة بالتقيؤ والإسهال.
يُمكن علاج انسداد قناتي فالوب عن طريق المُنظار الرحمي الذي يقوم بفتح هذه الالتصاقات، أو من الممكن إجراء العلميات الجراحية إذا كانت الالتصاقات شديدة وذلك للتخلص منها نهائيًا.
الالتهابات المهبلية
تتعدد أنواع البكتيريا والجراثيم المُسببة للالتهابات المهبلية فيوجد منها أنواع ضعيفة لا تتسبب في حدوث إعاقة للحمل، ولكن توجد أنواع أخرى تكون سبب رئيسي في عدم حدوث الحمل بسبب تكاثرها ونشاطها إلى أن تصل إلى المسالك البولية وتُصيبها بالالتهاب ومن ثم تزيد الالتهابات إلى أن تؤثر على مجرى البول والمهبل ومن ثم إعاقة حدوث الحمل.
أعراض الالتهابات المهبلية
- تتحول الإفرازات المهبلية إلى اللون الأصفر أو الأخضر الذي يكون مُصاحب برائحة كريهة تُشبه رائحة السمك المُتعفن أو رائحة الجُبن.
- تصبح الإفرازات مُتكتلة كالجبن.
- الشعور بحرقان شديد أثناء التبول.
قرحة عنق الرحم
تتسبب قرحة عنق الرحم في منع حدوث الحمل، ولكن لا يوجد سبب محدد في حدوثها إلا أنها ناتجة عن خلل هرموني وتحدث لنسبة قليلة من السيدات، ويحدث ذلك الخلل بسبب تناول بعض العقاقير والأدوية الخاصة بالحمل التي تحتوي على نسبة كبيرة من هرمون البروجستيرون الذي يعمل على حدوث مشاكل كبيرة في الهرمونات.
ما هي قرحة عنق الرحم، وما هي أسبابها وطرق العلاج منها… تعرفوا على هذه المعلومات مع استشارية أمراض النسا د/ هدى الجفيري.
وينتج عن قرحة عنق الرحم العديد من الإفرازات المُخاطية المُصاحبة بصديد بني اللون التي تجعل من العلاقة الحميمة مسألة مُحرجة لدى المرأة، ولكن يوجد خطر على الرجل من هذه الإفرازات الصديدية التي تحتوي على الميكروبات والفيروسات الضارة والتي قد تنتقل للرجل عن طريق الجماع كما تقوم بقتل الحيوانات المنوية ولا تستطيع أن تكمل رحلتها تجاه البويضة لحدوث التلقيح ومن ثم تُعيق حدوث الحمل.
تعرفنا على الكثير من الأمراض التي تصيب رحم المرأة والتي تتعدد أسبابها وأعراضها، وتوجد بعض الأمراض التي لا ينتج عنها أي أعراض لذا يجب على كل امرأة تنوي الحمل أن تتجه لعمل التحاليل والفحوصات الطبية لكي تطمئن على صحتها وعدم وجود أي أمراض تُعيق حدوث الحمل، وفي حالة اكتشاف أي مرض يجب أن يتم مُعالجته بشكل سريع حتى لا يؤثر ذلك على الحالة النفسية للمرأة وتُصاب بالحزن والاكتئاب.