التسنين هو بداية ظهور الأسنان عند الطفل، وهي مرحلة شاقة ومؤلمة ومتعبة جدًا للطفل، يكون فيها الطفل في أمس الحاجة إلى الحنان والاحتضان.
فآلام تسنين الأطفال تشبه في صعوبتها آلام ظهور ضرس العقل لدى الكبار، وتكون عملية التسنين مصاحبة بتقلبات مزاجية عند الطفل، واضطراب نظام النوم لديه، وغيرها من الأعراض الأخرى.
ما هي أعراض التسنين لدى الأطفال؟
- شعور الطفل بآلام في اللثة؛ مما يدفعه للانزعاج والبكاء المستمر.
- تورم لثة الطفل واحمرارها نتيجة التهابها.
- زيادة إفراز وسيلان اللعاب من الفم.
- اتجاه الطفل لوضع أصابعه أو أشياء أخرى في فمه، والرغبة في عضها باستمرار.
- عدم رغبة الطفل في الطعام وفقدان الشهية.
- حدة طبع الطفل وبكاءه وضيقه باستمرار، وزيادة عصبيته.
- تورم في الخد الذي يقع في نفس جهة التسنين مع احمرار ذلك الجانب من الوجه.
- فرك الطفل للأذن المجاورة للجانب الذي تحدث فيه عملية التسنين.
- نقص النوم لدى الطفل سواء ليلًا أو نهارًا، وقيامه من النوم فزعًا وهو يبكي.
- قلة رغبة الطفل في الرضاعة الطبيعية أو الصناعية.
- تؤدي مرحلة التسنين إلى نقص المناعة لدى الطفل؛ مما يتسبب في ظهور أعراض أخرى كارتفاع درجة حرارة الطفل، والإصابة بتقلصات الجهاز الهضمي، والإسهال والقيء.
لماذا يكون التسنين عند الأطفال مؤلمًا؟
في الحقيقة تبدأ أسنان الطفل في مراحل نموها الأولى في رحم الأم، حيث تتشكل براعم الأسنان تحت اللثة؛ لذا عند وصول الطفل إلى عمر التسنين تستعد تلك البراعم للخروج من اللثة؛ مما يتسبب في تهيج اللثة والتهابها.
السبب وراء رفض الطفل الرضاعة سواء من لبن الأم أو اللبن الصناعي أن عملية المص تزيد من تدفق الدم إلى اللثة الملتهبة؛ مما يزيد من آلام الأسنان لدى الطفل.
ما هي أفضل الطرق لتخفيف آلام التسنين؟
- البرودة تقلل من آلام اللثة وتخفف الالتهاب؛ لذا يمكنك وضع قطعة قماش في الفريزر لمدة نصف ساعة، ثم وضع قطعة القماش على لثة الطفل فذلك يخفف كثيرًا من الآلام.
- يمكنك تدليك لثة طفلك باستخدام إحدى أصابعك؛ فذلك يُخدر من الآلام قليلًا، ولكن تأكدي من نظافة أصابعك قبل ذلك حتى لا تتسبب في زيادة التهابات اللثة.
- يمكنك استخدام حلقة التسنين وهي عبارة عن عضاضة مصنوعة من مادة السليكون، وهي آمنة على الطفل وتخفف من آلام التسنين ،وتساعد أيضًا على إلهاء الطفل.
- يمكنك إعطاء الطفل بعض قطع الفاكهة والخضروات سواء المجمدة أو الطازجة حتى يمضغها كالموز أو الخيار مثلًا، ولكن بشرط أن يتجاوز عمر الطفل ستة أشهر.
- يمكنك إعطاء طفلك السوائل الباردة كالعصائر الطازجة والماء البارد؛ فذلك يعمل على تهدئة اللثة وتخفيف الآلام، ولكن تجنبي تجميدها حتى لا ينزعج الطفل ويسبب له المزيد من الآلام.
- يمكنك إلهاء طفلك بإعطائه مصاصة يقوم بمصها، كما يمكنك إعطاءه البقسماط أو الخبز المحمص، أو الكعك ليمضغه مع مراعاة الانتباه إلى طفلك حتى لا يختنق.
- يمكنك إعطاء الطفل الفواكه الباردة كالعنب بعد التخلص من بذوره، أو الفراولة فذلك سيجعل الطفل يستفيد من الفيتامينات التي بها بالإضافة إلى تخفيف آلام التسنين لديه.
- تجنبي تعليق حلقة التسنين في رقبة طفلك، فقد تعرضه للاختناق؛ نتيجة لعب الطفل بها ولفها حول رقبته.
- لا يجب اللجوء إلى استعمال الأدوية إلا بعد استشارة الطبيب لإعطائه الأدوية المناسبة لعمره وحالته، وعادةً تكون تلك الأدوية في صورة دهان للثة الملتهبة.
- في حالة زيادة في سيلان لعاب الطفل قد يؤدي ذلك إلى حدوث تقرحات في ذقنه؛ لذا يجب على الأم تنشيف ذقن الطفل باستمرار بواسطة قطعة من القماش الناعم لتجنب تلك التقرحات، كما يمكن دهن المنطقة بالقليل من الفازلين.
- قومي بتدعيم طفلك في تلك المرحلة بالاحتضان والتقبيل، فهو في حاجة للحنان والشعور بالأمان لتخفيف تلك الآلام التي يعاني منها.
ما هي استخدامات جل التسنين؟
هو عبارة عن جل هلامي يحتوي على مادة مخدرة موضعيًا تعمل على تهدئة اللثة وتخفيف آلام التسنين عند الطفل، بالإضافة إلى احتواءه على مواد مطهرة تقلل من انتقال العدوى أو البكتريا إلى لثة الطفل.
يمكن استخدام جل التسنين للأطفال بعد تجاوزهم الأربعة أشهر، وتقوم الأم بوضع القليل من جل التسنين على طرف إصبعها، ثم تقوم بتدليك اللثة به، أو يمكن وضعه بواسطة قطعة نظيفة من القماش ثم يُترك على لثة الطفل لمدة 20 دقيقة.
ويجب التأكد من أن الجل خاص بآلام التسنين عند الأطفال، فهناك أنواع من الجل المخدر للآلام للكبار واستخدامه للأطفال يشكل خطرًا على صحتهم.
يُفضل استخدام جل التسنين الخالي من السكر مع مراعاة عدم استخدامه لأكثر من 6 مرات في اليوم الواحد، ويجب تجنب وضع جل التسنين قبل عملية الرضاعة مباشرةً فهو يخدر لثة الطفل؛ مما يجعل عملية المص صعبة ومرهقة.
كما أن استخدام جل التسنين قبل الرضاعة مباشرةً قد يتسبب في انتقال الجل إلى الهالة الداكنة حول ثدي الأم؛ مما يتسبب في جعل عملية الرضاعة مُتعبة وصعبة على الأم.
كم الوقت الذي تستغرقه عملية التسنين عند الأطفال؟
لا يوجد وقت محدد تبدأ خلاله عملية التسنين عند الطفل، فذلك يختلف من طفل لآخر، ولا يجب على الأم أن تقلق من تأخر عملية التسنين، ولابد لها أن تعلم أن اختلاف وقت التسنين أمر طبيعي نتيجة جينات وراثية وليس له علاقة بقوة أو نمو الطفل.
في أغلب الأحيان يبدأ معظم الأطفال في التسنين في عمر 6 أشهر، وقد تتأخر عملية التسنين حتى عمر 12 شهر، دون وجود داعي للقلق من ذلك التأخير.
تختلف أيضًا المدة التي تستغرقها الأسنان للظهور، فبعض الأطفال قد يستمر أشهرًا طويلة يعاني من آلام التسنين، والبعض الآخر قد يستغرق أيام قليلة قبل ظهور الأسنان.
ما هو ترتيب ظهور الأسنان عند الأطفال؟
- يبدأ ظهور الأسنان عند الأطفال بظهور الأسنان الأمامية السفلى أي ما تسمى بالقواطع، وغالبًا تظهر خلال الفترة من الشهر الخامس إلى الشهر السابع.
- بعد ذلك تبدأ القواطع العليا الأمامية في الظهور، وغالبًا تظهر في الفترة ما بين الشهر السادس إلى الشهر الثامن.
- ثم يأتي دور القواطع الجانبية أي الأسنان التي تجاور الأسنان الأمامية العليا، وهي تظهر عادةً ما بين الشهر التاسع إلى الشهر الحادي عشر.
- بعد ذلك تظهر القواطع الجانبية السفلى أي الأسنان التي تجاور الأسنان الأمامية السفلى، وهي تظهر في الفترة ما بين الشهر العاشر إلى الشهر الثاني عشر.
- يأتي دور الضروس الخلفية في الظهور خلال الفترة ما بين الشهر الثاني عشر والشهر السادس عشر من عمر الطفل.
- أما الأنياب فهي تبدأ في الظهور من الشهر السادس عشر إلى الشهر العشرين من عمر الطفل.
- وأخيرًا الضروس الثانية للطفل، وهي تبدأ في الظهور في الفترة ما بين الشهر العشرين والشهر الثلاثين من عمر الطفل.
- يبدأ الطفل في الحصول على الأسنان اللبنية عندما يصل الطفل إلى سن سنتين ونصف.
هل استخدام الباراسيتامول لتخفيف آمن على الأطفال؟
لا يُنصح بتناول الأطفال دواء باراسيتامول وخاصة إذا كان الطفل لم يصل إلى عمر ثلاثة أشهر، كما يجب استشارة الطبيب إذا لزم الأمر، ولحسن الحظ أن أغلب عمليات التسنين تحدث بعد بلوغ الطفل ذلك العمر.
قد يعاني الطفل من آلام شديدة مع البكاء المستمر، وتظن الأم أن سبب تلك الآلام هي عملية التسنين، بينما قد يكون السبب الحقيقي التهاب في الأذن على سبيل المثال؛ مما يستدعي الذهاب إلى الطبيب لإعطاء العلاج المناسب للحالة.
لذلك يجب على الأم استبعاد أية أسباب أخرى للألم، وخاصةً مع ارتفاع درجة حرارة جسم الطفل، والتي قد تكون دليلًا على وجود التهاب بكتيري في الجسم.
ما هي طرق العناية بالطفل في مرحلة التسنين؟
- في تلك المرحلة يكون الطفل أكثر عرضة للإصابة بالأمراض بشكل عام وتسوس الأسنان بشكل خاص؛ لذا يجب على الأم الاهتمام بصحة طفلها والحفاظ على نظافة ملابسه وألعابه التي يقوم بوضعها داخل فمه.
- في مرحلة تسنين الطفل يفقد الطفل شهيته ويرفض تناول الطعام والشراب، حينها لا يجب على الأم مسايرة الطفل في ذلك الأمر بل يجب عليها أن تجذب انتباهه للطعام عن طريق تقديمه بشكل مختلف وفي أطباق ملونة.
- الأسنان اللبنية هي عرضة للتسوس مثل: الأسنان الدائمة؛ لذا يجب على الأم الاهتمام بنظافة أسنان طفلها، واستخدام فرشاة المعجون الخاصة بالطفل وغسل الفم بالماء باستمرار.
- يجب على الأم الاهتمام بتغذية طفلها في تلك المرحلة عن طريق تقديم الأطعمة الغنية بالعناصر الهامة لنمو جسمه وأسنانه: كالخضروات والفاكهة والألبان الغنية بالكالسيوم اللازم لنمو الأسنان.
ما هي أسباب تسوس الأسنان عند الأطفال؟
أثبتت الدراسات أن الأطفال الذين يأكلون الحلويات يوميًا هم أكثر عرضة للإصابة بتسوس الأسنان بحوالي مرتين أكثر من الأطفال الذين لا يتناولون الحلويات بكثرة.
ارتفاع نسبة السكر هي ليست العامل الوحيد المسبب لتسوس الأسنان، فالفترة التي تكون فيها الأسنان في احتكاك مع السكر هي أيضًا تزيد من التعرض لتسوس الأسنان.
إليكِ أهم الأسباب التي تزيد من تعرض طفلك لتسوس الأسنان:
- كثرة تناول الطفل للحلويات والجيلي والشوكولاتة والبسكويت الذي يحتوي على نسبة عالية من السكريات.
- كثرة تناول الأطعمة النشوية كالأرز والمكرونة، فهي تحتوي أيضًا على نسبة سكريات تؤدي إلى تسوس الأسنان.
- نقص مناعة الطفل وسوء التغذية، مما يجعل الطفل عرضة للإصابة بالأمراض العديدة ويسهل على البكتريا أن تصيب الأسنان وتسبب التسوس.
- نقص العناصر الغذائية الهامة للطفل مثل: الكالسيوم اللازم لتكوين الأسنان والعظام بشكل صحي سليم، وكذلك عنصر الحديد وغيرهم من العناصر الهامة لنمو الطفل.
- قلة اهتمام الأم برعاية الطفل ونظافة أسنانه مما يساهم في تراكم البكتريا والميكروبات على أسنان الطفل، ويجعلها عُرضة للتسوس.
كيف يمكنك وقاية طفلك من تسوس الأسنان؟
- حاولي التقليل من تناول الطفل للأطعمة والمشروبات الغنية بالسكر كالعصائر الصناعية والبسكويت، وقومي بتعويد الطفل على تناول الطعام الذي يحتوي على الملح.
- لا تقومي بتقديم العصائر والحلويات المختلفة بعيدًا عن وجبات الطفل، بل حاولي دمجها مع الوجبات الرئيسية للطفل حتى لا تحتك مباشرةً بأسنانه مما يزيد من فرصة تسوسها.
- إذا كان الطفل يحب الشوكولاتة والحلويات بشدة، فالأفضل أن تجعليه يتناولها دفعة واحدة بعد تناول الوجبة الرئيسية بدلًا من أن يتناولها على مرات متفرقة خلال اليوم.
- قومي باستبدال العصائر والمشروبات المُعلبة باللبن أو الماء.
- في حالة حاجة الطفل إلى أدوية معينة، حاولي أن تبحثي عن أدوية خالية من السكر.
- اهتمي بتنظيف أسنان طفلك بالماء جيدًا، واستخدمي فرشاة الأسنان والمعجون الخاص بالأطفال لتقليل تسوس الأسنان.
فترة التسنين لدى الطفل هي فترة صعبة وتحتاج إلى عناية بالغة واهتمام كبير من الأم للطفل، ولا يجب التهاون في تلك المرحلة حتى ينمو الطفل بشكل سليم وصحي.