هل أنتِ أم حديثة ولم يمر على ولادتك لطفلك وقت كبير، وتشعرين بأن الحليب في صدرك يقل ولا يزيد؟ تعرفي على أشياء غير متوقعة تقلل إدرار حليب الرضاعة لديكي؛ حتى تتجنبيها.
كل أم ترغب في ضمان الغذاء الكافي لطفلها وتراقب مدى شبعه والحليب بالنسبة للطفل المولود حديثًا هو الغذاء الأساسي والوحيد؛ لهذا يجب أن تحرصي على وجود الحليب الكافي في صدرك، وذلك بالابتعاد عن الأشياء التي تقلل من إدرار حليب الرضاعة.
فوائد حليب الرضاعة (حليب الأم) للطفل والأم
يجب أن تعلمي أن الحليب الخاص بكِ هو أهم غذاء لطفلك وخاصةً خلال سنته الأولى ولا يغني عنه الحليب الصناعي؛ لأن حليب الرضاعة له فوائد كثيرة جدًا تساعد طفلك على بناء جسم سليم وتساهم في بنائه البنية الصحيحة ومن هذه الفوائد:
- يقوي مناعة الطفل ضد أي أمراض قد تصيبه في الطفولة.
- يجعل وزن طفلك مناسب فلا يكسبه وزن زائد مثل: الحليب الصناعي.
- تزيد من معدل ذكاء طفلك عن الأطفال الذين يتغذون على الحليب الصناعي.
- تجعل عظام وأسنان طفلك قوية.
- تزيد من ارتباط الأم بالطفل والعكس مما يجعل العلاقة بينكما أقوى.
- تحسن من حالتك النفسية والمزاجية كثيرًا.
- تقلل من خطر إصابتك بسرطان الثدي وأي أمراض خاصة بالرحم.
كما أنه أكثر الأغذية أمانًا لطفلك؛ لعدم تأثره بأي ملوثات خارجية، وهو أكثر الأغذية نظافة لطفلك الصغير، لذلك إذا أحسستِ أن لبّنك قليل ابحثي عن مُدرات اللبن، واذهبي للطبيب إن استوجب الأمر، ولكن لا تتوقفي أبدًا عن إرضاع طفلك، وتجنبي الأشياء التي تقلل من إدرار اللبن.
علامات قلة حليب الرضاعة في ثدييك
توجد علامات تدل على أن لبّنك قليل وهي أن طفلك لا يشعر بالشبع ويبكي كثيرًا مهما أرضعتيه ولا ينام من كثرة الجوع، وأقوى العلامات التي تدل على قلة اللبن في ثديكِ هي وزن طفلك، إذا لاحظتي أن وزن طفلك ينخفض فهذا إنذار سيء وهذا أكبر دليل على أن اللبن قليل ولا يكفي لتغذية طفلك، ولكن سألفت انتباهك إلى معلومة صغيرة إذا وضعتي طفلك بعملية قيصرية فإن اللبن يتأخر في التدفق في ثديك من يومين إلى ثلاثة أيام وفي بعض الحالات قد تصل إلى أسبوع. وهناك علامة أخرى وهي مراقبة عدد مرات تبرز طفلك فالطبيعي أن يكون من 3: 5 مرات فإذا كان أقل فهذا غير طبيعي، ودليل كبير على أن طفلك لا يأخذ حاجاته من الغذاء.
أشياء غير متوقعة تقلل إدرار حليب الرضاعة
توجد أشياء كثيرة قد تجعل اللبن في صدركِ لا يكفي طفلك وتقلل من إدرار اللبن فيه وهي أشياء غير متوقعة قد تفعليها وأنتِ غير مدركة أنها سبب كبير في تقليل حليبك وسنوضحها لكي تتجنبيها:
التوتر والحالة النفسية
أكدت العديد من الدراسات التي أجريت على أكثر من سيدة حديثة الولادة عندما راقبوا كمية اللبن وعلاقته باختلاف مزاج كل سيدة لاحظوا أن نزول اللبن قد يتأخر عندما تشعر بالتوتر أو الاكتئاب أو مشاعر مزاجية سيئة وبالعكس إذا كانت سعيدة ومزاجها في أحسن حالاته تجد أن اللبن كثير في صدرها، لذلك انتبهي إلى حالتك النفسية، وحاولي أن تظلي في حالة من الاستقرار النفسي؛ حتى لا تضعفي مناعة طفلك لأنك بذلك تفرزي هرمون الأسترس في لبّنك الذي يضعف مناعة طفلك ويجعله غير مستقر نفسيًا أيضًا.
بعض الأدوية والعقاقير
توجد بعض الأدوية والعقاقير التي تعمل بشكل كبير على تقليل إدرار اللبن في صدرك وذلك لاحتوائها على مواد كيميائية قد تلعب في هرمونات جسدك وبذلك تؤثر على كمية اللبن في صدركِ، ومن هذه الأدوية:
حبوب منع الحمل
تحتوي بعض حبوب منع الحمل على هرمون الاستروجين والبروجستيرون وهما من أكثر الأشياء التي تقلل إدرار حليب الرضاعة وخاصةً خلال الستة شهور الأولى، لذلك يجب أن تتأكدي جيدًا أن الحبوب التي تأخذيها لا تحتوي على هذه الهرمونات، ويفضل استخدام اللولب خلال فترة الرضاعة.
أدوية نزلات البرد والحساسية
إذا أصبتِ بنزلة برد لا تمتنعي عن إرضاع طفلك؛ لأن الرضاعة الطبيعية تقوي مناعتك ومناعة طفلك، ولا تنتقل العدوى في لبن الأم أبدًا، ولكن إذا قررتِ أخذ أدوية لعلاج البرد ننصحكِ بالابتعاد عن الأدوية المحتوية على مادة السيدروفيديرين؛ لأنها مادة مضرة بالأطفال وتسبب لهم التوتر والعصبية، كما أنها تقلل من إدرار اللبن، لكن يمكنك اللجوء إلى بعض الأدوية التي تحتوي على مادة الهستامين بعد أن تتأكدي ما إذا كانت مسببة للنعاس أم لا، فإذا كانت غير مسببة فهي آمنة تمامًا لكي ولطفلك.
المُلينات
تجنبي المُلينات أثناء مرحلة الرضاعة قدر الإمكان؛ لأنها تقلل اللبن وتصيب طفلك بالإسهال لهذا إذا أصبتِ بالإمساك فعليكِ بالملينات الطبيعية التي لا تؤثر على كمية اللبن ولا على طفلك بل تفيد في زيادة كمية اللبن وتستفادي من قيمتها الغذائية أنتِ وطفلك مثل: الخس والخيار واللبن الخالي الدسم.
بعض أنواع الأعشاب
توجد بعض الأعشاب التي تكون سبب في عدم إدرار اللبن لديكي بالرغم من أنها طبيعية وقد تكوني معتادة على شربها منها: الميرمية والنعناع، كما أن أعشاب التخسيس تؤثر بطريقة كبيرة جدًا على صحة طفلك وكمية اللبن التي تكون في صدرك.
نزيف الأم بعد الولادة
إذا حدثت لكي بعض المضاعفات بعد الولادة مثل: حدوث نزيف مما قد يُسبب لكي الأنيميا، فهذا للأسف يقلل من إدرار الحليب، لذلك عالجي النزيف سريعًا وعوضي جسدك عن كمية الدم التي فقدها بالأغذية المُدرة للبن والفيتامينات اللازمة لصحتك.
الحمل أثناء الرضاعة
قد تعتقدين أن الرضاعة مانع طبيعي للحمل ولكنها لا تمنع بنسبة 100%، فيوجد حالات كثيرة من النساء حملت أثناء الرضاعة، ولكن الحمل يؤثر على كمية اللبن في صدرك؛ لأنه يستهلك من مخزون جسمك من الغذاء مما يعني أن حليب الرضاعة سوف تقل كميته مع قيمته الغذائية، لذلك كوني حذرة من ناحية حدوث حمل أثناء فترة رضاعة طفلك حتى تنتهي بسلام ويأخذ ما يحتاجه من فيتامينات ومضادات حيوية وأساسية لبناء جسمه.
قد يهمك أيضًا: هل يمكن حدوث حمل خلال الرضاعة الطبيعية؟
قلة شرب السوائل وخاصةً المياه
السوائل من أهم الأشياء التي لابد أن تكون بجانب المرضعة أثناء عملية الرضاعة وبالأخص الماء؛ حتى تزيد من كمية اللبن، لذلك إذا لم تشرب الأم من 8 إلى 10 لتر ماء أو سوائل في اليوم فهذا يؤثر وبشكل كبير على كمية حليب الرضاعة؛ لأن الماء يعوض جسم الأم عما تفقده من سوائل في عملية الرضاعة، وقد تكون هذه السوائل متمثلة في الشوربات أو العصائر الطبيعية غير المحفوظة بدون سكر أو المشروبات الساخنة كاليانسون أو الحليب الخالي الدسم.
التدخين والكحوليات
هل امتنعت عن التدخين خلال فترة حملك على أمل أنكي عندما تضعين طفلك سوف تدخنين مرة أخرى؟ للأسف إذا كانت إجابتك بنعم فهذا يعني أنكِ سوف تتوقفي مرة أخرى حتى تقومي بفطام طفلك؛ لأن اللّبن الذي بصدرك يتأثر بأي شيء تتناولينه أو تشربيه أو تدخنيه مما يجعل النيكوتين ينتقل إلى طفلك عبر اللبن، كما أنكِ تُعرضين طفلك للإصابة بعدة أمراض منها: الالتهاب الرئوي والربو، وينطبق كل ذلك على الكحوليات، فمع كل هذه الأضرار فإن تناول الكحول وشرب السجائر يقلل من إدرار اللبن بشكل كبير.
عدم التغذية الصحيحة للأم
يجب أن يكون غذائك أثناء الرضاعة متكامل وغني بالعديد من العناصر الغذائية المدرة لللّبن ومن الأشياء الأساسية التي يجب أن تكون بغذائك اليومي البروتينات والفاكهة والخضار، لكن إذا لم يكن غذائك متوازن أو إذا تناولت الأم طعام غير صحي أو إذا أهملت في تناولها لطعامها فهذا يساعد على تقليل اللبن في ثدييها.
قلة إرضاع طفلك والانتظار لمدة طويلة بدون إرضاع الطفل
كثرة عدد مرات الرضاعة يجعل كمية الحليب أكثر، وإذا اعتقدتِ أن سحب اللبن منك يقل فهذا خطأ بل بالعكس؛ لأن عدم رضاعة طفلك لوقت طويل أو لأوقات متباعدة يقلل من إدرار اللبن بشكل كبير، وكثرة الرضاعة تجعل اللبن في ازدياد وتدفق دائم، وإذا كنتِ تعطي طفلك اللهاية فانتبهي إلى عدد الساعات بين كل رضعة؛ حتى لا تتسببي بإطالة الفترة بينهم مما يقلل من إدرار لبّنك.
جراحة سابقة في الثدي
قد تؤدي إجراء أي عمليات جراحية سابقة بداخل الثدي إلى تقليل إدرار حليب الرضاعة، لكن يجب عليكِ سؤال الطبيب إذا كانت ستؤثر هذه العملية الجراحية على كمية الحليب أم لا.
إصابة الأم بداء السكري
إذا كنتِ مصابة بداء السكري قبل الحمل فيجب عليكِ أن تنتبهي لنسبة السكر في دمك؛ لأنه يؤثر على معدل إدرار الحليب، كما أنه يؤثر على صحتك وقوتك الجسمانية؛ لأنه عند ارتفاع أو انخفاض نسبة السكر في دمك مع الرضاعة قد يجعلك تفقدين وعيك ولا تقدرين على الوقوف ومتابعة حياتك اليومية ومراعاة طفلك، أما إذا أصبتِ بالسكري أثناء الحمل فلا تقلقي فأغلب النساء يشفون منه بعد الولادة، ولكن يكونوا أكثر عُرضة للإصابة بداء السكري، لذلك انتبهي لنفسك جيدًا.
اضطرابات في الغدة الدرقية عند الأم
أو بمعنى أصح انخفاض نشاط الغدة الدرقية هو ما يؤدي إلى قلة إدرار حليب الرضاعة حيث أنها مسؤولة عن تنظيم هرمونات اللبن: (الأوكسيتوسين والبرولاكتين)؛ لذلك يجب عليكِ إجراء فحص الغدة الدرقية بعد الولادة إذا لاحظتي نقص في إدرار الحليب حيث أن 4% إلى 9% من النساء يصابوا بالتهاب في الغدة الدرقية مما يجعلها عرضة أكثر لانخفاض نشاطها.
اللجوء إلى الحليب الصناعي
عندما تلجأ الأم إلى إرضاع طفلها بالحليب الصناعي فهذا يجعل سحبه من حليبها أقل مما يقلل من إدرار حليب الرضاعة لديها، كما أنه يعرض الطفل للفطام المبكر من صدرك؛ لأن الطفل يميل للرضاعة من زجاجة الرضاعة أكثر من الثدي وذلك لسهولة الرضاعة بها، كما أنه من الأولى أن يأخذ الطفل كفايته من حليبك المليء بالفيتامينات والمضادات الحيوية عوضًا عن الحليب الصناعي الذي يعرض طفلك وجهازه الهضمي إلى أمراض كثيرة.
علاج قلة حليب الرضاعة
إذا تأكدتِ من أنك تعانين من قلة إدرار حليب الرضاعة فيجب أن تعرفي سبب ذلك وتعالجيه وهناك بعض النصائح التي تساعدك على زيادة كمية اللبن في صدرك منها:
- أكثري من إرضاع طفلك بفترات متقاربة، وينصح بعدم استخدام اللهاية.
- أفرغي صدرك أولًا بأول عن طريق شفطه بأداة شفط اللبن إذا لم يرضع طفلك.
قد يهمك أيضًا: طرق شفط حليب الثدي المختلفة.
- ابتعدي تمامًا عن الحليب الصناعي.
- إذا لم تجدي أي نتيجة يجب عليكِ استشارة الطبيب للجوء لبعض العقاقير التي قد تساهم في حل مشكلتك.
- تناول مدرات الحليب مثل:
- من المشروبات: مشروب الحلبة والماء والألبان خالية الدسم.
- من الفاكهة: توت العليق والبرتقال واليوسفي والمشمش والتين الشوكي.
- من النشويات: الأرز البني.
- البقوليات.
- الخضروات مثل: الفجل والجزر ولكن تجنبي الكرفس.
- البيض والحبوب الكاملة.
- المكسرات والشوفان والخميرة.
- تدليك الثديين من أهم طرق زيادة اللبن.
- أسماك السالمون.
- حبوب الرضاعة.
- حبة البركة.
أسئلة متعلقة بكمية حليب الرضاعة
هذه بعض الأسئلة التي قد تأتي على ذهنك حول كمية حليب الرضاعة لديكي هل هو قليل أم طبيعي، وإجابة كل سؤال:
هل صغر حجم صدري دليل على قلة اللبن فيه؟
لا، ليس له علاقة ولكن إذا كان صدرك صغير جدًا قد تحتاجين إلى زيادة عدد مرات الرضاعة؛ لزيادة إدرار الحليب به ولزيادة مخزون اللبن فيه.
هل بالفعل تزيد حبوب الرضاعة من كمية اللبن في صدري؟
نعم، وهي مفيدة جدًا للأمهات حديثة الولادة؛ لأنها تساعدهم على إدرار الحليب سريعًا، كما أن مكوناتها طبيعية فهي تتكون من مجموعة من الأعشاب الطبيعية المُدرّة للبن مثل: الحلبة والشمر والكراوية، وليس لديها أي تأثير سلبي عليكِ أو على طفلك.
كم مرة أرضع طفلي حتى يظل غير جائع؟ وما هي مدة كل رضعة مشبعة؟
تختلف المدة والعدد من طفل إلى آخر ومن فترة عمرية لأخرى، بمعنى أن إذا تعدى طفلك الستة شهور الأولى وبدأتِ بإطعامه فهذا سيقلل من عدد مرات الرضاعة وهكذا، ولكن إذا وجدتي أن طفلك لا يشبع يجب عليكِ زيادة عدد المرات عن المعتاد وتقريب المدة بين كل رضعة وأخرى.
كيف أتأكد أن طفلي غير جائع وأن حليبي يشبعه؟
إذا لم يشبع طفلك فسيبكي كثيرًا، كما يمكنك التأكد من معدل نمو وزنه وعدد مرات التبرز الطبيعية لعمره؛ حتى تتأكدين من أن حليبك يكفي لتغذيته أم لا، وقد يظهر على طفلك مظاهر الشبع مثل: النوم الكثير أو اللعب لفترة طويلة بدون بكاء، كما يمكنك معرفة أسباب بكاء الطفل والحل النهائي للتوقف عن البكاء من هنا.
هل توجد حالات معينة تجعلني أتوقف عن إرضاع طفلي؟
إذا أصيبت الأم بأمراض معينة قد تنقل إلى طفلها خلال اللبن مثل: الحصبة الألمانية والهربس والتهاب الكبد الفيروسي والحمى المالطية، أو مرض قد يؤذي الأم مثل: الأنيميا الحادة أو مرض القلب، أو إذا أصيبت الأم بمرض نفسي أو أصيبت بمرض معدي مثل السل فلابد أن تتوقف فورًا عن الرضاعة حتى تعالج هذا المرض.
وفي النهاية يجب أن تنتبهي إلى طفلك جيدًا؛ لأنكِ الوحيدة التي ستعرفين إذا شبع أو لا يزال جائعًا، راقبيه جيدًا وراقبي نموه وعدد مرات التبرز لديه؛ حتى تتأكدين من أن حليبك يغذيه بشكل صحيح، وتأكدي من عدم وجود أي أشياء قد تقلل من إدرار حليب الرضاعة الخاص بكي، ونتمنى لكي ولطفلك الصحة والعافية.
مقالات أخرى قد تهمك أيضًا: