تغيرات الحالة النفسية للحامل وطرق السيطرة عليها

الحالة النفسية للحامل

يتزوج الرجل والمرأة وتبدأ الحياة المشتركة وتزداد الهموم والمسؤوليات، ولكن يكون شعور الأبوة والأمومة هو طموح وأمل الطرفين ومحاولة اتمام الحمل بسلامة أمر مهم للأب والأم فيجب الانتباه لكل التفاصيل من كلا الطرفين.

شعور الأم الحامل بالخوف والمسؤولية يسبب مضاعفات نفسية مختلفة ومتنوعة عندها مما يستدعي القلق والخوف على استقرارها النفسي وسلامة الجنين، وبالمقابل قد يمر الحمل بسهولة وتفاؤل وسرور وطاقة إيجابية حسب المرأة والظروف المحيطة بها.

في الحمل يطرأ على جسم الأم تغيرات عضوية وهرمونية يتبعها تغيرات كثيرة جسدية وصحية ونفسية، حيث أن الحالة النفسية للحامل من أهم النقاط التي يجب الانتباه لها والتغيرات النفسية يجب أن تأخذ بعين الاعتبار ويتم تحديدها وعلاجها بشكل فوري، لأنها من الممكن أن تؤثر على الحمل بكل مراحله وقد تستمر الحالة النفسية لما بعد الولادة وقد تؤثر على الحياة الزوجية وعلى الطفل أيضاً، لذا يجب الانتباه ومراجعة الطبيب لإيجاد العلاج السليم الذي يضمن سلامة الأم والطفل والعائلة على طول الوقت، ولذلك بمقالنا هذا سوف نقدم كافة المعلومات المتعلقة بالحالة النفسية للحامل خلال فترة الحمل.

مراحل الحمل والحالة النفسية للحامل

يمر الحمل بمراحل متعددة وكل مرحلة لها تغيراتها النفسية وحالة نفسية للحامل، والتي هي وهي:

 الحالة النفسية للحامل في الثلث الأول من الحمل:

تبدأ التغيرات الجسدية والنفسية للمرأة منذ اللحظات الأولى للحمل، وتتمثل بما يلي:

  • تزداد الحساسية نتيجة التغيرات الهرمونية وقد تكون التغيرات مشابهة لما يحدث عند الدورة الشهرية.
  • شدة العصبية للسيدة الحامل في أغلب الأوقات.
  • البكاء دون أي سبب واضح.
  • الإصابة بالاكتئاب والغضب بشكل متكرر.

وترتبط هذه التغيرات النفسية لدى الحامل، بما يلي:

  • شخصية الأم.
  • الظروف المحيطة بالسيدة الحامل.
  • التشجيع المحيط بالحامل.
  • الاضطرابات الهرمونية عند المرأة التي تحدث خلال فترة الحمل.

الحالة النفسية للحامل في الثلث الثاني من الحمل:

في الثلث الثاني من الحمل يكون الخطر من حدوث الإجهاض قد زال وانتهى وقل احتمال حدوثه، لذا تكون الحالة النفسية للحامل أفضل وأقل توتر من المرحلة السابقة والتغيرات التي تطرأ على نفسية الحامل هذه الفترة، هي:

  • الفرح والتوتر الممزوجين معاً مع بداية الإحساس بحركة الجنين.
  • تتزايد حاجة المرأة للزوج أكثر من السابق.

 الحالة النفسية للحامل في الثلث الأخير من الحمل:

 في هذه المرحلة تبدأ مشاعر القلق والخوف والمشاعر المتناقضة بالزوال وتدخل عند الحامل مشاعر الخوف من الولادة، فيمكن خلال هذا الوقت أن تقوم السيدة الحامل باتباع بعض أنواع الدورات التوعوية لتبسيط الموضوع وتوضيحه، حيث تهدف هذه الدورات لتخفيف شعور التوتر والقلق لدى السيدة الحامل وتشجيع الأم على البدء بالتحضير للولادة واستقبال مولودها بفرح وسرور.

العوامل المؤثرة في الحالة النفسية للحامل

هناك مجموعة من العوامل التي توثر على الحالة النفسية للحامل خلال فترات الحمل والتي تسبب لها بعض التغيرات النفسية، والتي هي:

التغيرات الهرمونية عند الحامل:

خلال الحمل، يرتفع معدل هرموني الأستروجين والبروجيسترون مما يسبب للحامل تغيرات مزاجية كبيرة تؤثر على الحالة النفسية للحامل وبالتالي على حالة الجنين.

شدة القلق والتوتر التي تصاب به الحامل:

مع وجود الحمل ونمو الجنين داخل رحم الأم واقتراب موعد قدوم طفلك تزداد مسؤولية الأم والشعور بالخوف والتوتر كل ذلك يؤثر على الحالة النفسية للحامل.

الإصابة بالتعب والجهد خلال فترة الحمل:

تتعرض المرأة الحامل خلال فترة الحمل للغثيان والقيء، والتعب، والوهن، عند القيام بأي جهد مما يشعرها بالتعب النفسي، وكل ذلك من الممكن أن يؤثر بشكل سلبي على الحالة النفسية للحامل.

أعراض الحالة النفسية للحامل خلال الحمل

هناك مجموعة من الأعراض النفسية التي من الممكن أن تصيب السيدة الحامل خلال فترة الحمل، والتي هي:

  • الإصابة بالاكتئاب حيث تصاب الأم بالحزن الشديد وقد يستمر هذا الاكتئاب لفترة ما بعد الولادة وإنجاب لطفل.
  • الإصابة بالقلق والخوف من المسؤولية القادمة.
  • التعرض للإصابة ببعض نوبات الهلع والخوف.
  • التعرض لاضطرابات في الأكل وفقدان الرغبة في تناول الطعام في بعض الحالات.
  • الإصابة بالوسواس القهري.

كيفية علاج التغيرات النفسية للحامل خلال الحمل

هناك مجموعة من الإجراءات التي يمكن للحامل أن تقوم باتباعها لعلاج المشاكل النفسية التي قد تصاب بها خلال فترة الحمل، ومنها:

  • استشارة أمهات سبق لهم أن مروا بظروف مشابهة.
  • مطالبة الزوج بالدعم والتشجيع ووحل بعض المشاكل الموجودة ليصبح الوضع أفضل.
  • أخذ قسط من الراحة والاسترخاء للشعور بالأمان وابتعاد خطر الإجهاض.
  • التنزه ومرافقة الأصدقاء الإيجابيين للحصول على الدعم النفسي الجيد، والتخلص من المشاعر السلبية والمخاوف.
  • ممارسة الرياضة المناسبة للحمل، واليوغا لتخفيف التوتر والقلق.
  • مراجعة الطبيب في حال الوصول لشعور الاكتئاب لأنها درجة خطيرة يجب مراقبتها وعلاجها ليمر الحمل بسلام.
  • اتباع سلوك كتابة الأنشطة اليومية لتخفيف الضغط النفسي.
  • الشعور بالسعادة لتقوية الجهاز المناعي.
  • اتباع نظام غذائي متكامل.
  • شرب مشروب دافئ للشعور بالاسترخاء.
  • الابتعاد عن الأجهزة الإلكترونية قبل النوم.
  • الابتعاد عن الضجيج والضوضاء.
  • ممارسة هواية مفضلة تشعرك بالراحة.
  • النوم باسترخاء وعمق مع اختيار وسادة ووضعية مناسبة.
  • ممارسة الجماع بالطريقة السليمة وعدم الانقطاع عن الأمر لاستمرار العلاقة الزوجية بشكل سليم وطبيعي ويستمر الترابط بين الزوجين مما ينعكس على الحالة النفسية لكل من الاب والام والجنين.

الاكتئاب النفسي خلال الحمل

الاكتئاب عبارة عن اضطراب مزاج نفسي يصيب الشخص نسبة انتشاره ليست كبيرة وهنا نخص إصابة المرأة الحامل به، ولكن المشكلة أن أغلب النساء تخجل من عرض المشكلة على الطبيب وتعول الموضع على الوضع الصحي فقط مع العلم أن الاكتئاب مشكلة خطيرة قد توصل الام لنتائج سيئة مع نفسها وطفلها وعائلتها، لأنه قد يسبب مشاكل نفسية وجسدية جسيمة وغيرها من تفاصيل الحياة التي قد تتدهور إذا لم تعالج بشكل فوري وسريع.

 الأسباب المؤدية للاكتئاب النفسي عند الحامل:

  • القلق المتكرر.
  • التوتُّر الدائم
  • تاريخ الاكتئاب في العائلة.
  • قلة الدعم الاجتماعي والتشجيع.
  • عدم الرغبة بالحمل.
  • سوء معاملة الشريك وعدم دعمه للام.

أعراض الاكتئاب النفسي خلال فترة الحمل:

  • شدة القلق والخوف على المولود.
  • قلة الثقة بالنفس والشعور بالتقصير الدائم.
  • فقدان الاحساس بالمتعة والفرح بأي نشاط.
  • فقدان الاحساس بالأمان.
  • اهمال الرعاية الصحية.
  • الاكثار من التدخين وشرب الكحول والمخدرات.
  • زيادة الوزن بسبب اهمال الاعتناء بالنفس والشكل.
  • محاولة الانتحار.

لا يجب اهمال هذه المشكلة ابداً ويجب علاجها حسب ارشادات الطبيب ولو اضطر الأمر لاستخدام أدوية مضادة للاكتئاب للحفاظ على سلامة الأم والجنين واستمرار الحمل بسلام وطبعاً مع مراعات كافة الظروف المحيطة.

اثبتت العديد من الدراسات والأبحاث العلمية أن الأطفال التي امضت أمهاتهم حمل طبيعي وسليم نفسياً كانوا أقوى وأكثر استقرار ونجاح في حياتهم مقارنة بالأطفال الذين امضت امهاتهم فترة حمل سيئة فكانت حياتهم متوترة وشخصيتهم مهزوزة وضعيفة.

تأثير الحالة النفسية للحامل على الجنين

كما تتأثر الأم بالحالة النفسية خلال الحمل يتأثر الجنين وقد يتعرض لحدوث تشوهات بسبب هذه الحالة، ومن هذه الاضطرابات:

  • حدوث تشوهات خلقية عند الجنين نتيجة الحالة النفسية والحزن الذي قد تتعرض له الام خلال الحمل أو التعرض لصدمة ما نتيجة خسارة عمل أو طلاق أو وفاة.
  • الحمل المتكرر قد يزيد نسبة التشوهات.
  •  ارتفاع سكر الدم ونقص الاوكسجين نتيجة الحزن أيضاً يسبب تشوه الجنين.
  • العوامل الوراثية والبيئة المحيطة قد تكون تسبب التشوه عند الجنين.
  • عدم توازن الغذاء وعدم الحصول على العناصر الغذائية الضرورية وممارسة الرياضة قد يزيد من احتمال تشوه الجنين.
  • الاضرابات الهرمونية يزيد من احتمال تشوه الجنين.
  • حتى الام المغص التي يتعرض لها الطفل نتيجة الحالة النفسية للام اثناء الحمل.
  • البيئة المحيطة الغير مناسبة يزيد من احتمال تشوه الجنين.