أعراض لا يجب التغاضي عنها أثناء الحمل

يمر جسد المرأة الحامل بالعديد من التغيُرات في خلال شهور حملها التسعة فدون سابق إنذار تظهر أعراض وتختفي أعراض أخرى ومن هذه الأعراض ما لا يجب التغاضي عنه أو إهماله على الإطلاق أو تجاهلها، فربما تتسبب بهذا الإهمال أو التجاهل إلى نتيجة سيئة تصل إلى الموت أو الإجهاض.

من الصعب تحديد ما تشعر به المرأة أثناء الحمل هل هذا طبيعيًا أو لا فالمرأة الحامل تشعر بأعراض كثيرة أثناء الحمل وكل عرض من هذه الأعراض من الممكن أن يشير إلى عدة أسباب منها ما هو خطير مثل: تسمم الحمل والحرارة الزائدة والتقلصات في جانب البطن أو في إحدى الجانبين من البطن وما يصاحبه ألم حاد ووجع في الظهر.

وأيضًا من هذه الأعراض الصداع المستمر الشديد والذي من الممكن أن يصاحبه اضطرابات في الرؤية ونزول ماء من الرحم، والنزيف المهبلي والتقيؤ لأكثر من ثلاث مرات في اليوم والدوار الشديد، والانتفاخ في اليدين والرجلين في أول فترة الحمل، وتوقف حركة الجنين.

ومنها ما هو غير مقلق مثل: حالات انتفاخ الرجلين واليدين والعينين في أخر فترة الحمل والصداع الخفيف فلابد وأن نلفت الانتباه إلى أنه يجب زيارة الطبيب والمتابعة معه في فترة الحمل وفيما يلي سنجد شرحًا وافيًا للأعراض التي تُصاحب المرأة الحامل والتي يجب الانتباه إليها والنظر إليها بعين الاهتمام.

الأعراض التفصيلية التي لا يجب التغاضي عنها

ارتفاع درجة الحرارة (الحمى)

إذا ارتفعت درجت الحرارة عند الحامل لأكثر من 39 درجة مئوية فمن الممكن أن تكون مصابة بالتهاب ففي هذه الحالة لابد من الاتصال على الفور بالطبيب، ولا ينصح بالتأجيل فستحصل الحامل على المساعدة الفورية فقد تكون الحامل في حاجة إلى الراحة وأخذ مضادًا حيويًا حتى لا يضر الطفل أي مكروه.

أعراض الحمل التي لا يجب التغاضي عنها

اضطرابات الرؤية

إن الاضطراب في الرؤية من الأعراض الهامة التي يجب الاهتمام بها وعدم تأجيلها وخاصةً إذا وجدت الحامل اضطراب في الرؤية وأنها ترى نقاط تضيء وتنطفئ وتشوش وعدم وضوح في النظر أو ازدواج في الرؤية أو ضوء مستمر لأكثر من ساعتين أو تعتم إذا كان ذلك في النصف الثاني من الحمل فيشير ذلك إلى تسمم حمل فلابد أيضًا من مكالمة الطبيب على الفور من حدوث هذا لتجنب الأضرار للحامل والطفل.

تورم وانتفاخ اليدين والرجلين والعينين

تصل نسبة السيدات الحوامل اللاتي يتعرضن لهذا العرض وهو تورم القدمين واليدين أو الوجه والعينين خلال هذه الفترة إلى نحو ما يقارب ثمانين بالمائة، وهو عرض منتشر جدًا إلا إذا كان مصاحبًا لهذه الأعراض الأخرى وهي ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع الضغط الحملي أو الصداع الشديد فينذر هذا إلى خطر حتمي.

وتعتقد الحامل هذه الأعراض أثناء الحمل عادية ولا تلتفت لها أبدًا ولكن من اللازم الانتباه لهذه الأعراض وخاصةً إذا كانت مفاجئة أو قوية وحادة وكانت مصاحبة لصداع شديد أو اضطرابات في الرؤية، وإذا كانت هذه الأعراض في بداية فترة الحمل فإنها من الأعراض الخطيرة التي تُنذر بتسمم حمل.

ويجب ألا نتجاهلها أبدًا ولابد من زيارة الطبيب لمعرفة اللازم في هذه الحالة فقد ينصح بعمل تحاليل (تحليل بول) للوقاية من الضرر وتفادي أي خسائر ناتجة عن الإهمال لهذه الأعراض، لكن إذا كان التورم والانتفاخ في أخر الحمل لا داعي للقلق في هذه الحالة.

الصداع الشديد

من الأعراض الملازمة للحامل في أغلب الأحيان الصداع وهو من الشكاوى الشائعة لسيدات في فترة الحمل وهو عرض منتشر بكثرة في جميع مراحل الحمل المُختلفة، فمتى نُقر بخطورة هذا العرض؟

الصداع الشديد للمرأة الحامل

أولًا: إذا كان في الثلث الثاني والثالث من الحمل فإذا كان الصداع شديد وحاد جدًا ومصاحب باضطرابات في الرؤية وعدم اتزان وانتفاخ للأعضاء فقد يكون سبب ذلك تسمم حمل وخاصةً إذا زادت مدة الصداع عن ساعتين في اليوم وكان شديدًا، ففي هذه الحالة يجب استشارة الطبيب لعمل اللازم، وعدم التجاهل لمثل هذه الأعراض يجعل الحامل في طمأنينة عليها وعلى طفلها.

النزيف المهبلي

من المؤشرات الخطيرة التي يجب الانتباه لها النزيف المهبلي من الشائع نزول بعض الدم أو دم خفيف فهذا ما يسمى بنزيف الاختراق حيث أن الهرمونات قوية لتسبب نزيفًا فلابد من الاتصال بالطبيب حتى نتفادى أي ضرر.

  • إذا كان في أي وقت من الحمل وكان داكن اللون مختلفًا عن الطمث أخف من السيلان فهو ينذر بمضاعفات خطيرة وهذه الحالات هي:
  • نزيف مُصاحب بألم أو بدون ألم لفترة طويلة وفي جانب واحد من البطن فهذا يدل على حمل خارج الرحم.
  • نزيف كثير مُصاحب بألم حاد في البطن والظهر ويستمر لمدة طويلة فهذا العرض يشير إلى حالة إجهاض، وهذا مؤشر خطير يجب الانتباه له وفي هذه الحالة يجب التعجل واستشارة الطبيب.
  • إذا كان النزيف في أواخر أيام الحمل وداكن اللون مع تكتُلات في نزول النزيف ومصاحبًا لألم حاد فيكون ذلك مؤشر إلى أن المشيمة بدأت تبتعد عن جدار الرحم والتي يجب فحصها بالموجات ما فوق الصوتية أو السونار فهذا ينذر بولادة مبكرة؛ حيث أن المشيمة هي الجزء الذي يتغذى من خلاله الجنين ويمده بالأكسجين في الرحم.

تسرب السائل من المهبل

من الأعراض أيضًا تسرب السائل من المهبل فإذا كان ذلك قبل الأسبوع السابع والثلاثون من الحمل فيعني ذلك أن كيس الماء الذي يحمي الطفل قد انفجر وفي هذه الحالة لابد على الفور سرعة الذهاب إلى المستشفى؛ لكي يقوم الطبيب بفحص وتجهيز الحامل لتلقي العلاج اللازم للوقاية من الإصابة بالالتهاب أو العدوى أو التجهيز لولادة مبكرة، وأيضًا للاطمئنان على صحة الحامل وعلى الجنين.

وإذا حدث تسرب السائل من المهبل بعد الأسبوع السابع والثلاثون فلربما تكون الحامل على وشك الدخول في المخاض لو حدث انفجار في كيس الماء الحامي للجنين وتعتبر هذه علامة من علامات الولادة فعلى الحامل الاتصال بالطبيب مباشرةً؛ ليشرح لها ما عليها القيام به.

العطش والبول القليل

العطش والتبول القليل أو عدم التبول لفترات عديدة قد يكون هذه علامة على الإصابة بمرض السكري الذي يصاحب العديد من الحوامل أثناء فترة الحمل، أو الجفاف أيضًا وهذا يُسمى بنقص السوائل في الجسم وهذه الحالات تظهر أثناء الحمل بكثرة ومن الممكن حدوث مضاعفات كثيرة هي في غنى عنها فإذا تداركت أي عرض من هذه الأعراض وتمت معالجته على الفور فبذلك تقلل من الإصابة بأي ضرر عليها أو على الطفل.

ألم البطن

فألم البطن من الممكن أن يكون مُصاحب بغثيان وقيئ أو بدون ذلك، فلو كان الألم قويًا وكان في وسط البطن أو أعلاها مع غثيان وقيئ وخاصةً إذا كان في النصف الثاني من الحمل فقد يكون هذا مؤشر إلى تسمم حمل (تسمم غذائي) أو عسر هضم أو فيروس في المعدة، وفي هذه الحالات الثلاثة لابد أن نكون على دراية بماذا نفعل في هذه الأحوال ماعدا الحالة الأولى وهي تسمم الحمل (التسمم الغذائي) فهذه أخطرهم ولابد من زيارة الطبيب على الفور لإغاثة الطفل.

ألم البطن للمرأة الحامل

أما إذا كان الألم في أسفل البطن وفي جانب أو في الجانبين وحادًا جدًا يحتاج هذا الألم أيضًا للطبيب لكي يتم التأكد من عدم وجود أمر من هذه الأمور وهي:

  • الحمل خارج الرحم.
  • الإجهاض.
  • تمدد الأربطة وهذه الحالة شائعة في الحمل.
  • انفجار ورم موجود مما ينتج عنه نزيف.
  • انفصال المشيمة عن بطانة الرحم.
  • الولادة المبكرة.

التقيؤ الحاد والإغماء أو الدوار

من الحالات المصاحبة للحمل التقيؤ والدوار أو الإغماء فإذا زاد التقيؤ عند الحامل عن ثلاثة مرات في اليوم فقد تصاب الحامل بالجفاف إذا كان ذلك في مرحلة مبكرة من الحمل وقد تحتاجين في هذه الحالة لدخول المستشفى لعمل اللازم ومتابعتك.

أما إذا كان هذا في مرحلة متأخرة للحمل مصاحب لحرارة وألم تحت الأضلاع فقد يكون هذا تسمم حمل ويجب الاتصال بالطبيب على الفور أيضًا لتدارك العرض وعمل اللازم والاطمئنان على الطفل، أما الإغماء أو الدوار فهذا يدل على ارتفاع أو انخفاض ضغط الدم.

الحكة في أواخر الحمل

ينذر هذا على أن هناك مشكلة في الكبد.

توقف الطفل عن الحركة

حركة الجنين أحد الأشياء التي تحدد صحة الحمل من عدمه، فالجنين يبدأ بالحركة بين الأسبوع السابع عشر والثامن عشر، فيبدأ بالركل وكلما مر وقت الحمل زادت حركة الجنين وتصبح أقوى بمجرد دخول الأسبوع الرابع والعشرون.

فإذا لاحظت الأم توقف حركة الطفل أو قلة حركته ويكون هذا بعد الأسبوع الحادي والعشرون فينصح بشرب كوب من الماء المثلج أو عصير البرتقال، فزيادة نسبة السكر في الدم أو تغير درجة الحرارة قد يثير حماسة الجنين وتجعله يبدأ في التحرك من جديد.

ولكم إذا لم يتحرك الطفل واستمر بالسكون يجب علي الأم الاستلقاء على جنبها الأيمن لمدة لا تقل عن خمسة دقائق، فإذا استمر في عدم الحركة فقد يكون الطفل في محنة فلابد من استشارة الطبيب على الفور للاطمئنان على الطفل، وللاطمئنان على حالتك وحالة الطفل والكشف بالسونار وعمل أشعة موجات فوق صوتية؛ حتى نعلم سبب توقف حركة الطفل وعمل اللازم.

آلام الساقين

قد تتسبب الزيادة في هرمون البروجسترون في فترة الحمل إلى التمدد في الأوعية الدموية وهذا الأمر يؤدي إلى بطء حركة الدم للساقين، مما قد يكون سبب لجلطة أكيدة، فآلام الساقين يجب عدم إهمالها والنظر إليها أنها شيء بسيط ونتجاهلها؛ لأنها تكون بسبب تمدد الأوعية فيجب استشارة الطبيب.

الاكتئاب

كثير من السيدات الحوامل يعانون من الاكتئاب في فترة الحمل وهذا ما يُعرف باكتئاب الحمل الذي يحدث فيه التغيرات الفسيولوجية داخل جسم المرأة الحامل، وهذا الاكتئاب أثناء الحمل يُعزز من احتمالية التعرض للاكتئاب بعد الولادة.

وفي هذه الحالة ينصح الأطباء الأزواج دائمًا بمتابعة سلوك الزوجات الحوامل أثناء فترة الحمل وعند ملاحظة أي تغير في السلوك مثل: الميل إلى العزلة أو أي عرض من أعراض الاكتئاب يجب على الفور استشارة الطبيب حتى لا تتعرض الحامل للأذى.

وأيضًا من الحالات المشابهة لهذه الحالة هي إحساس الحامل بضيق في التنفس ويكون مُصاحبًا لفترة الحمل الأخيرة وسبب ذلك تدفق أو زيادة حجم البطن لدى السيدات الحوامل وإذا لم تكن حالة وراثية فهذا لم يُنذر بقلق.

فكل حامل تتمنى إتمام حملها على خير، فإذا طرأ أمر من هذه الأمور ما لم تكن الحامل متأكدة من الأعراض التي تشعر بها فلابد من استشارة الطبيب للاطمئنان على صحتها وصحة طفلها الذي لم يُولد والذي انتظرته طويلًا وتحملت معاناة كبيرة لأجل أن يولد وتراه بعينها وهذا يؤدي إلى زيادة الراحة النفسية للحامل وعدم الوسواس.

عن الكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *