قد تُلاحظين أعراض الجلطة باليد عند الأطفال تبعًا لاختلال عمل الأوعية الدموية باليد على النحو الذي سنوضحه لاحقًا، ولكون الحديث هُنا عن مرض خطير يُعاني منه الطفل، فالحذر والتشخيص الدقيق جدًا هو سيد الموقف في مثل هذه الحالة؛ تعويلًا على دور ذلك في تخطيط البرنامج العلاجي الأمثل.
ما هي الجلطة؟
الجلطة الدموية عبارة عن عملية طبيعية تحدث بالجسم تلقائيًا لإيقاف نزيف حاصل أو مُحتمل، وكذلك لترميم وعاءٍ دموي مُصاب، فالأصل في جلطات اليد أو الساق هو حدوث تجمعات للصفائح الدموية لمنع النزيف، كما يُمكن أن تكون التجمعات لنوعٍ من البروتين الليفي الذي يكون شبكة مُتماسكة تمنع خروج الدم من الوعاء الدموي المُصاب.
وبالرغم من المنحى الصحي السابق لمفهوم الجلطة الدموية إلا أن الضرر المرضي جراءها له أثره السلبي البالغ، حيث إن حدوث الخثرة الدموية بما يلحقها من تجمع الصفائح وكريات الدم الحمراء وكريات الدم البيضاء داخل الأوعية الدموية ينتج عنه لا محالة انسداد الوعاء الدموي المُتضرر، وهو ما يتبعه من منع مرور الدم، ومن ثَم قطع إمدادات الأكسجين والغذاء عن خلايا العضو المُصاب مما يؤدي إلى توقفه عن العمل.
أنواع الجلطات وتأثيراتها
تتعدد أنواع الجلطات الدموية بحسب مكان حدوثها بالجسم، فتنقسم إلى:
الجلطة الدماغية
وهي الأخطر على الإطلاق، حيث تؤدي مُباشرةً إلى الوفاة، أو إلى الشلل الكامل على أقل تقدير؛ بفعل انسداد أو تمزق أحد الأوعية الدموية في الدماغ.
الجلطة القلبية
وهي ثاني أنواع الجلطات الدموية خطورة، حيث تُسبب توقف القلب عن العمل ومن ثَم الوفاة.
الجلطات الوريدية
وهي الأقل خطورة تبعًا لقلة تأثيرها على حياة المريض، إلا أنها بالضرورة تمنع تدفق الدم، وبالتالي توقف العضو المنوط بالوعاء توصيل الدم له عن العمل، ومن المُمكن الإصابة بالجلطة الوريدية في أي مكانٍ بالجسم، إلا أنها أكثر شيوعًا في الساقين واليدين.
أعراض الجلطة باليد عند الأطفال
التفصيل السابق لأنواع الجلطات يوضح لنا أن الجلطة باليد عند الأطفال هي من الجلطات الوريدية، وبشكل عام لا اختلاف بين أعراض الجلطة باليد عند الأطفال وعند البالغين، فكلها تتمحور حول الأعراض الآتية:
- الشعور الشديد بتنميل اليد وخدرها للدرجة التي لا يشعر فيها المرء بالذراع واليد المُصابة.
- الصداع بدون مُسبب.
- الدِوار والغثيان المُنعدم الأسباب.
- فقدان التوازن وانعدام القدرة على الحركة المُستقيمة.
- الضعف المُفاجئ في الرؤية.
- تورم اليد المُصابة مع الشعور بألمٍ شديد فيها.
- احمرار الجلد حول موقع انسداد الوريد وتجلط الدم.
- ارتفاع درجة حرارة اليد المُصابة.
أسباب جلطة اليد عند الأطفال
لا تختلف أسباب الجلطة باليد عند الأطفال عن تلك الخاصة بالكبار، فمنها:
- الارتفاع المُفاجئ لضغط الدم.
- الإصابة بمرض السكري من النوع الأول الخاص بالأطفال.
- المُعاناة من السمنة المُفرطة.
- الكسل وعدم الاهتمام بالنظافة الشخصية وعدم ممارسة الرياضة أو أي نشاطٍ بدني مُعتبر.
- ارتفاع مُعدلات الكوليسترول في الدم.
- الإفراط في تناول الأغذية الغنية بالدهون المُشبعة أو الملح.
- إدمان الحامل على المخدرات أو الكحوليات أو التدخين قد يؤثر على جنينها لما بعد الولادة، ومن بينها احتمالية إصابته بالجلطات الوريدية.
علاج الجلطه باليد عند الأطفال
يتفرع البرنامج العلاجي للتخلص من اعراض الجلطه باليد عند الأطفال إلى عدة مسارات مُتوازية، حيث يتضمن البرنامج ما يلي:
- الحقن بالأدوية المُساعدة على سيولة الدم لتعزيز تدفقه ومنع تداعيات عدم وصوله إلى اليد.
- ضبط مُعدلات ومُستويات ضغط الدم والسكر والكوليسترول بالدم من خلال الأدوية والمحاليل الوريدية.
- وبعد استتباب الحالة الصحية وتفادي عواقبها واختفاء اعراض باليد عند الأطفال تمامًا يدخل على البرنامج الدوائي مجموعة من الممارسات الأخرى، مثل: ممارسة تمارين اليد لتنشيط الدورة الدموية فيها وزيادة تدفق الدم إليها، إنقاص الوزن، منع الأغذية الغنية بالدهون المهدرجة والملح والسكريات.
للمزيد: كيفية الاعتناء بالطفل حديث الولادة
ولنعلم جميعًا خاصة الأمهات أن الوقاية خيرٌ من العلاج وعليكِ ألا تُهملي أي عرضٍ يُعاني منه طفلك بل قومي باستشارة المختصين أو أصحاب الخبرات للاطمئنان على صحة طفلك وعدم تفاقم الأمور فلا خاب من استشار.