كيف يتم علاج العقم بالخلايا الجذعية ؟!
ساهم تواتر الحديث عن علاج العقم بالخلايا الجذعية في خلق بصيص أمل عند من يحلمون بالإنجاب وتحول طبيعتهم الصحية لأي سببٍ كان بينهم وبين هذا الحلم، وما بين ترهات الحديث والدراسات الموثقة تفاقمت المفاهيم المغلوطة وتناقلتها الألسن عن جهل.
من هُنا تبحر بنا السطور القادمة في سيلٍ من المعلومات حول علاج العقم بالخلايا الجذعية، آثرنا معها أن ننتقي أدقَّها وأكثرها ثبوتًا من الناحية الطبية.
تعريف العقم
قبل الحديث عن علاج العقم بالخلايا الجذعية يجدُر الوقوف على التعريف العلمي الصحيح للعقم، حيث إنه لا يُعد كلُ تأخرٍ في الحمل عقم، لأن العقم هو عدم حدوث الحمل لسببٍ صحيٍّ ما عند أحد الشريكين بالرغم من ممارسة العلاقة الحميمة بالشكل الطبيعي المُنتظم لعامٍ كامل بدون استعمال أي عوازل فيزيائية أو وسائل هرمونية لمنع الحمل.
مُعدلات العقم حول العالم
أشارت أحدث الإحصائيات إلى أن نسبة النساء اللواتي يُعانين العقم تُقدر بحوالي 10% في الفئة العمرية التي تتراوح بين 15 إلى 44 عامًا، في حين يُعاني ما مُعدله 8% إلى 12% من الذكور مُشكلاتٍ في الخصوبة.
أسباب العقم
تتعدد أسباب العُم وتختلف من الذكور للإناث كما يلي:
أسباب العقم عند الرجال
غالبًا ما تتمحور أسباب العقم الذكورية حول إنتاج حيوانات منوية مُشوهة من حيث العدد أو الحركة، أو لخللٍ صحي يؤثر على عمل الخصيتين، أو لعيوبٍ خلقية، أو لعوامل وراثية، أو للمُعاناة من أمراضٍ حادة ومُزمنة من أمثال السكري والضغط والعدوى والدوالي والسرطانات التي تستدعي العلاج الكيميائي والإشعاعي …. إلخ، أو للشكوى من مُشكلاتٍ جنسية مثل سرعة القذف أو ضعف الانتصاب أو القذف الداخلي…. إلخ.
فضلًا عن أن الإفراط في التعرض للمؤثرات البيئية الضارة بالصحة مثل المُبيدات الحشرية والمعادن الثقيلة والإشعاع والحرارة المُرتفعة له أثره البالغ على الصحة الإنجابية.
كذلك فإن العادات الغذائية والصحية السيئة مثل التدخين وإدمان المخدرات والكحوليات والإصابة بالسمنة المُزمنة من عوامل الخطورة للإصابة بالعقم.
قد يهمك أيضًا: علاج العقم عند الرجال بالاعشاب
أسباب العقم عند النساء
أما عقم النساء فأسبابه أكثر تشعبًا وتعقيدًا، حيث قد ينتج عن اضطرابات في التبويض، اضطراباتٍ هرمونية، عيبٍ خلقي بالرحم أو عنقه، مرض رحمي حاد أو مُزمن أو خبيث، بالإضافة إلى التليفات والانسدادات والتصاقات الحوض والأمراض المناعية مثل الذئبة والحصبة الألمانية.
قد يهمك ايضًا: علاج العقم للنساء بالأدوية والعمليات الجراحية
الخلايا الجذعية وماهيتها وآليتها
تردد مؤخرًا مُصطلح الخلايا الجذعية وتلقَّفته ألسنة العامة والخاصة، لذا وجبت التوعية بماهيته.
الخلايا الجذعية هي نوع من الخلايا (يُطلق عليها خلايا المنشأ لبقائها على حالها) التي يُمكن بواسطتها تشكيل وتطوير أنواعٍ أخرى مُختلفة من الخلايا والأنسجة، وبمعنى أدق هي وسيلة مُستخدمة لتحفيز عملية الإصلاح الداخلي لبُنى خلايا الجسم التي تسبب المرض في إتلافها.
إذا ما انقسمت الخلية الجذعية الواحدة يصبح بإمكانها واحدة من اثنتين، إما أن تبقى على حالها خلية جذعية لا غير، وإما أن تتحول لنوعٍ آخر من الخلايا، وإذا ما تحقق هذا التحول فإنه عادةً ما يكون تحولًا جذريًا كاملًا شكلًا وموضوعًا.
بمعنى أن الخلية الجذعية التي تحولت فاتخذت هيئة وبنية ومُكونات خلية العضلات –مثلًا– فإنها -ولا شك– ستأخذ وظائفها ومُقوماتها الحيوية، وكذلك الحال مع التحولات لخلايا الدم أو خلايا الكبد أو.. أو… وصولًا إلى خلايا البويضات وخلايا الحيوانات المنوية.
قد يهمك أيضًا: العقم والضغط النفسي .. هل من علاقة؟
علاج العقم بالخلايا الجذعية
كل الدراسات العلمية المُعتبرة (معظم الدراسات وأهمها أُجريت في الجامعات اليابانية) التي ركزت على علاج العقم بالخلايا الجذعية تمحورت حول سبيلين أساسيين هما:
استخدام هذه الخلايا في علاج الضرر الواقع على خلايا الأعضاء التناسلية من خلال محو خلايا العضو التناسلي التالفة واستخدام الخلايا الجذعية في بناء خلايا وأنسجة جديدة تؤدي وظيفتها كما ينبغي، وكذلك الحال مع خلايا أعضاء الأنثى وخلايا وأنسجة الرحم.
الشاهد: أن بعض الأبحاث الواقعية نجحت بالفعل في تبديل ما هو تالف بما هو جديد وسليم عبر الخلايا الجذعية، غير أن نفس الأبحاث لم تثبت إلى الآن كفاءة الخلايا والأنسجة الجديدة في إتمام الحمل وتحسين الصحة الإنجابية، وذلك لطرفي العلاقة الجنسية الذكر والأنثى.
أما السبيل الثاني في علاج العقم بالخلايا الجذعية تمحور حول تخليق الأنسجة والخلايا التي من شأنها تكوين حيوان منوي أو بويضة أنثوية أو حتى جنينٍ بأكمله، بيد أن العلماء قد أشاروا إلى أن هذه الطريقة قد تُمكننا من الحصول في المُختبر على حيواناتٍ منوية أو بويضاتٍ لهما قدرة وظيفية كاملة على التلقيح الاصطناعي والإخصاب المعملي، لكن فاعليتها وكفاءتها في علاج العقم بالخلايا الجذعية حال زراعة أيٍ منها في الجسم البشري لم تتحدد بعد.
والإفادة أن علاج العقم بالخلايا الجذعية قد لاحت بوادره في الأفق، وطالما استمر العمل عليه بدأب وجد؛ فستشرق شمس اليوم الذي يُقضى فيه على العقم تمامًا، ولكن إلى وقتنا هذا لم تُجيز هيئة طبية عالمية اللجوء إلى علاج العقم بالخلايا الجذعية، وكذلك لم تقطع بنتائجه النهائية، لذا وجب التريث، رزقنا الله وإياكم الذرية الصالحة التي تقر بها الأعين.
للمزيد: الابر الصينية هل ترفع احتماليَة الحمل بأطفال الأنابيب؟؟!
العلاجات والمكملات الطبيعية التي تساعد في علاج العقم لدى المرأة والرجل