من الأخطاء الشائعة والتي دائمًا ما يقع فيها الآباء والأمهات هو إلحاق أطفالهم بالمدرسة في سن صغيرة؛ ظنًا منهم أنهم بذلك يُساعدون طفلهم بإنهاء المرحلة التعليمية صغيرًا ويبدأ في الالتفات لمستقبله مبكرًا، ولكن ظنهم هذا دون محله، بل ويضر بالطفل أكثر من أن ينفعه.
فقد أثبتت الدراسات أن السن المناسب عند دخول الطفل المدرسة هو 6 سنوات؛ حيث يكون الطفل مستعدًا لتلقي المعلومات، ويستطيع أن يحصل المواد الدراسية جيدًا. وللتعرف على مزيد من المعلومات حول العمر المناسب الذي يستطيع فيه الطفل الالتحاق بالمدرسة، وما هو الضرر الذي يقع عليه بدخوله مبكرًا، نقدم هذا الموضوع.
هل هُناك ضررًا في دخول الطفل المدرسة في سن مبكرة؟
نعم، هُناك العديد من الأضرار التي تعود على الطفل إذا تم الحاقه مبكرًا بالمدرسة، سواء كانت هذه الأضرار نفسية أو صحية، ومن هذه الأضرار ما يلي:
- الإحساس بالضغط الدراسي الكبير؛ لأن عقل الطفل في هذا العمر لا يستوعب كل ما يتلقاه في المدرسة من مواد دراسية ومعلومات.
- دخول الطفل المدرسة في سن صغير يشعره بالغباء ويفقده الثقة في نفسه؛ لأن كل مَن حوله من الأطفال الأكبر سنًا يستوعب ويتفاعل داخل الفصل الدراسي وهو لا يتفاعل ولا يستطيع الفهم؛ وذلك لصغر سنه، بذلك يظن نفسه أغبى الموجودين وأن الجميع أفضل منه.
- دخول الطفل المدرسة في سن مبكرة يجعله عرضة للضغط العصبي وسوء الحالة النفسية والمزاجية؛ لشعوره الدائم بأنه أقل من غيره، ولا يستطيع الإلحاق بزملائه في الفهم والاستيعاب.
- الانطواء والبعد عن الأصدقاء والميل إلى الجلوس بمفرده؛ نظرًا لشعوره بأنه أقل مستوى منهم، ومن ثم ينعكس ذلك على تصرفاته في المنزل أيضًا؛ حيث يميل إلى الانفراد بنفسه طوال الوقت والبعد عن الأهل.
فيديو يوضح دراسة عن السن المناسبة لإرسال الأطفال إلى المدارس
شاهدي أيضًا: مخاطر تعليم الطفل الكتابة قبل سن السابعة
https://youtu.be/aJ8iHVmNTBc
ما هو العمر المناسب عند دخول الطفل المدرسة؟
كلما اقترب العمر من الست سنوات لبداية المرحلة الابتدائية كلما كان أفضل للطفل؛ فيكون الطفل في هذا العمر قادرًا على التحكم في مسكة القلم والأدوات المدرسية والسماع لإرشادات المعلمة.
ويصبح أيضًا مستعدًا للاندماج مع الآخرين اجتماعيًا، وتكون قدرته على الاستيعاب والتحصيل كافية، كما أنه يكون في هذا السن قادرًا على الجلوس لفترات أكبر للدراسة عن غيره من الصغار دون الست سنوات.
أما الأطفال دون السادسة (أربع أو خمس سنوات) فيمكنهم أن يلتحقوا برياض الأطفال كمرحلة تمهيدية للبيئة الدراسية، يتعرفون فيها على الأشياء ويتعودون فيها أيضًا على الاختلاط بالأصدقاء والمُعلمين، ويقومون ببعض الأنشطة كحفظ الأناشيد والغناء والرسم والتلوين، وتعلم بعض المواد العلمية الخفيفة التي تؤهلهم نفسيًا وذهنيًا لاستيعاب ما هو أكبر من ذلك في المراحل المقبلة.
ماذا نفعل إذا تم دخول الطفل المدرسة وهو في سن صغير؟
- نحاول أن نلحقه بالمرحلة الدراسية الأقل؛ لمساعدته على استيعاب ما هو قادم.
- إذا تعذر إلحاقه بمرحلة أقل فلا بد توصيل فكرة أنه أقل من أقرانه عمرًا لمدرسته؛ كي تستطيع التعامل معه على هذا الأساس؛ حتى لا يشعر بأنه أقل من أحد في شيء.
- توصيل المعلومة عن طريق القصص والأغاني واللعب معه سواءً في المدرسة أو في المنزل.
- عدم مقارنته بأي أحد تحت أي ظرف؛ فكل طفل وله قدرة على الاستيعاب والتحصيل مختلفة عن غيره.
- مهمة الأهل في المنزل البعد عن التوبيخ والتعنيف إذا استصعب فهم أي شيء أثناء دراسته؛ لأنه مازال صغيرًا وقدرته على الفهم والاستيعاب ليست كبيرة.
- حاولي أن تحببي طفلك في المدرسة والذهاب إليها؛ فالأطفال في سن صغيرة لا يحبذون الاستيقاظ مبكرًا للذهاب للمدرسة، وعدم تعنيفهم أو ضربهم للقيام بذلك، فقد ينقلب الأمر سوءً فيكره الطفل الذهاب إلى المدرسة، وحينها سيكون الأمر صعب جدًا على الأم والطفل معًا.
مقالات أخرى قد تهمك:
- طُرق مُبسطه لتحفيظ الطفل الحروف الهجائية
- مراحل تطور الطفل: المشي، كل ما يهم طفلك
- أسباب السلوك العدواني لدى الأطفال وكيفية التعامل معه؟
- بعض النصائح للأمهات الجدد وكيف تتعامل الأم مع مولودها الجديد
وأخيرًا لا يتبقى منكِ سوى التأن في اتخاذ قرار الحاق طفلكِ بالمدرسة؛ حتى يصل إلى العمر المناسب لذلك، وهذا للحفاظ على أطفالنا من الإصابة بالأضرار النفسية أو الاجتماعية، مع تمنياتي بدوام الصحة والعافية لجميع أطفالنا بإذن الله.