هل مثبت الحمل ضروري لكل حامل؟ وما هي دواعي الاستعمال؟

مثبتات الحمل

رغبة المرأة بالحمل تدفعها في كثير من الأحيان للتسرع، فبمجرد تأخر الدورة الشهرية عن موعدها، تقوم بعمل تحليل اختبار الحمل السريع، فيظهر أنها حامل. وهنا تبدأ برعاية الحمل، ضاربة بعرض الحائط ضرورة استشارة الطبيب المختص، فتبدأ بتناول مثبت الحمل التي ربما أعطاها إياها الطبيب في حملها السابق، أو أخذتها إحدى قريباتها واستفادت عليها.

وبعد مرور شهر أو شهرين على هذا الحال، تذهب السيدة للطبيب للاطمئنان على وضع الجنين، وإذا بها تفاجأ بعدم وجود جنين! أين الجنين؟ ولماذا غابت الدورة الشهرية؟ أسئلة كثيرة تراود هذه السيدة، ولمعرفة الجواب لابد على كل سيدة أن تتعرف أولًا على ماهية المثبتات وأنواعها، ومتى تستخدم ولماذا؟

ما هو مثبت الحمل؟

في البداية يجب أن نعلم أن ما يُطلق عليه مثبتات هو ليس إلا هرمون البروجسترون، وهو ليس مثبت للحمل كما يظن البعض، بل هو هرمون مهمته تهيئة الرحم لاستقبال الجنين والحد من تقلصات الرحم.

أنواع مثبتات الحمل

هناك عدة أنواع من الأدوية تستخدم عند ظهور أعراض الإجهاض منها:

أدوية البروجسترون

  • دواء Dydrogesterone: الاسم التجاري له دوفاستون (Duphaston): وهي أقراص تستخدم لعلاج نقص البروجسترون لدى السيدة الحامل.
  • دواء hydroxyprogesterone: الاسم التجاري له (Primolut Depot)، (Hylutin)، (Duralutin)، (Delta-Lutin)، (Hyprogesterone): وهو عبارة عن حقن عضلية تستخدم لمنع الإجهاض لدى السيدة التي تعرضت لإجهاضات متكررة.
  • دواء Progesterone: يتواجد على شكل أقراص بالأسماء التجارية التالية: (Prometrium)، (Progest)، (First Progesterone MC10)، (FirstProgesterone MC5).

وعلى شكل تحاميل مهبلية أو شرجية بالأسماء التجارية التالية: Cyclogest, Endometrin، ويستخدم لتحسين فرص حصول الحمل، ورفع مستوى البروجسترون في الدم.

  • دواء Crinone 8% gel: وهو عبارة عن جل يستخدم لدعم بطانة الرحم بعد عمليات التلقيح خارج الرحم.

أدوية الأمراض الوعائية المحيطية

دوفيلان 20 الاسم العلمي (يزوكسوبرين هيدوركلوريد10 ملغ): وهو أقراص تستخدم للسيدة المهددة بولادة باكرة للحد من تقلصات الرحم.

الأسبرين

يعمل على تميع الدم، وبالتالي يزيد تدفق الدم عبر المشيمة ويحسن من وصول الغذاء الكافي إلى الجنين.

دواعي استعمال مثبت الحمل

متى تستعمل المثبتات؟ وهل يجوز استعمالها بمجرد الشك بحصول حمل؟

لا يجوز استعمال المثبتات إلا وفق مشورة طبية، وبعد التأكد من وجود نبض الجنين، فاستعمال البروجسترون لسيدة تشك بوجود حمل لا يقدم لها شيء سوى تأخير نزول الدورة الشهرية.

الحالات التي يتوجب فيها استخدام مثبت الحمل

  • لمن تعاني من إسقاطات متكررة.
  • لمن خضعت لعملية إخصاب مساعد.
  • التهديد بالإسقاط: يكون لسيدة في أشهر الحمل الأولى، تأكدت من وجود الحمل وتعاني من نزيف مهبلي خفيف.
  • التهديد بولادة باكرة: يكون لسيدة في الشهر الخامس فما فوق، تعاني من نزيف مهبلي ولم يحن وقت الولادة.
  • لمن تعاني من عيوب خلقية مثل: الرحم ذو القرنين فهذا الرحم لا يتوسع بشكل جيد فيضغط على الجنين ويسبب الإجهاض.
  • التعرض للسقوط وحصول آلام مخاض مع نزيف مهبلي.
  • المشيمة النازلة: تنغرس المشيمة عادةً في مكان بعيد عن عنق الرحم، أما بالنسبة للمشيمة النازلة فهي تنغرس في الجزء السفلي من الرحم، وكلما كانت أقرب من عنق الرحم كان احتمال حصول النزيف وارد أكثر، وخصوصًا مع كبر حجم الجنين وتمدد المشيمة.

مشيمة طبيعية

مشيمة نازلة

 المشيمة الطبيعية المشيمة النازلة

هل استخدام مثبت الحمل يسبب عسر الولادة؟

إن هذا الاعتقاد خاطئ، فالمثبت سواء أكان نوع من أنواع الإبر عيار 250 الأسبوعية، أو إبر progesta عيار 100 اليومية، أو أقراص progesta التي تؤخذ حبة صباحًا وحبة مساء، كلها ذات مفعول مؤقت.

فالمشيمة طيلة فترة الحمل تفرز هرمون البروجسترون بشكل طبيعي، وعند الولادة تهبط نسبة البروجسترون الموجود في الدم وفق آلية غير معروفة حتى الآن، مما يؤدي إلى حدوث آلام المخاض، وبالتالي فتح الرحم وحصول الولادة.

حلول مساعدة مع مثبت الحمل

إن تناول جرعات كافية من المثبتات هو إجراء غير كاف لإيقاف النزف والحفاظ على الجنين، فلابد من اللجوء إلى الراحة.

وتكون الراحة بأن تستلقي السيدة على الجانب الأيمن مائلة على بطنها، أو على الجانب الأيسر مائلة على بطنها، ومن الخطأ الاستلقاء على الظهر.

فالرحم مثبت من الأسفل بأربطة إلا أنه حر الحركة من الأعلى، ولذلك عندما تستلقي السيدة على إحدى جانبيها الأيمن أو الأيسر يكون الرحم متكئ على المثانة، والمثانة هي عبارة عن كيس ماء ساخن، وهذا يريح الرحم.

في حين أن السيدة عندما تستلقي على ظهرها يميل الرحم باتجاه الخلف أي باتجاه المستقيم و عظم العامود الفقري، وفي حالات نادرة يكون هناك ارتخاء بالأربطة المثبتة للرحم عند السيدة، فيُخشى من انقلاب الرحم إلى الخلف مما يؤدي إلى استعصائه بالحوض فيصبح الإسقاط حتمي.

هل استخدام مثبتات الحمل والراحة كافية للعلاج؟

إن تناول أدوية البروجسترون والراحة وغيرها من الإجراءات العلاجية هي عوامل مساعدة للحمل، لكن لن تنفع السيدة في حالتين:

  • الحمل الضعيف أو المشوه، لن تنفع معه هذه الإجراءات وسيكون حصول الإجهاض أمر لابد منه، مثل إجهاض البيضة المعطوبة.
  • وفي حال حصول نزيف حاد أو آلام مخاض شديدة أيضًا لن تنفع أدوية التثبيت أو البروجسترون، وأشبه ذلك بشخص يحاول إيقاف مركبته بعد أن تحركت نحو المنحدر، فهذا الشخص يستطيع أن يسيطر على حركة المركبة عندما تكون بطيئة وسيتمكن من إيقافها، ولكن يستحيل عليه إيقافها عندما تسير باتجاه المنحدر بسرعة.

وبذلك نجد أن استعمال المثبت أو هرمون البروجسترون بكافة مسمياته ليس ضرورة ملحة لكل حامل، بل هو دواء كغيره من الأدوية يستعمل عند الحاجة فقط، ووفق مشورة طبية، وتستطيع السيدة الحامل التي لم تظهر عندها أعراض الإسقاط أن تتابع حملها بشكل طبيعي دون استخدام هذه الأدوية.

المصادر: