ما هي متلازمة الحصبة الألمانية وطُرق الوقاية منها؟

الكثير من الأشخاص تظهر عليهم أو على أطفالهم بعض أثار حمراء على الجلد ولم يُعرف سببها، مع وجود ارتفاع في درجة حرارة الجسم تستمر لأيام، والبعض منا يتساءل هل هذه علامات عادية أم أنها مرض خطير قد أصيب به؟، وقد تكون هذه علامات الحصبة الألمانية ونحن لا نعلم عنها شيء، سوف نقوم في هذا المقال بعرض كل ما يخص الحصبة الألمانية من كيفية حدوثها، وأعراضها، وطرق الوقاية منها.

ما هي متلازمة الحصبة الألمانية (Rubella)؟

الحصبة الألمانية هي مرض معدِ، يتسبب به فيروس الحصبة الألمانية، وبرغم أنه مُعتدل الأعراض، إلا أنه ذو عواقب وخيمة إذا أصيبت به المرأة الحامل؛ لأنه قد يتسبب في موت الجنين لا قدر الله. ويُصاب بها الأطفال والكبار على حدٍ سواء، ويظهر على شكل طفح جلدي أحمر اللون. ولا يسبب للطفل في هذه المرحلة سوى أعرض تشبه أعراض الإصابة بالزكام. وفترة الحضانة لفيروس الحصبة الألمانية تستمر بعد دخوله للجسم من 14 إلى 21 يومًا، وفي المتوسط يكون 18 يومًا (عن أغلب الحالات)، ثم تظهر أعراض المرض مثل: الارتفاع في درجة الحرارة في أول يومين للمرض. أما الطفح الجلدي والانتفاخ في الغدد فيظهرا في اليوم الأول والثاني.

ما هي متلازمة الحصبة الألمانية وطُرق الوقاية منها؟

كيف يحدث مرض الحصبة الألمانية؟

متلازمة الحصبة الألمانية تنتج عن عدوى بفيروس الحصبة، وتقريبًا جميع من يُصاب بالعدوى يظهر عليهم أعراضها المشهورة، كارتفاع درجة حرارة الجسم (حمى)، والطفح الجلدي، والشعور بالإجهاد العام. ولا بد من الراحة التامة للأطفال وعزلهم عن الأطفال الأخرى كعدم الذهاب إلى المدارس لفتره لا تقل عن 10 أيام. وتطول فترة المرض للراشدين أكثر من الصغار. كما أنه لا يمكن أن يُحدد سن معين للإصابة بمرض الحصبة؛ لأن المضاعفات الناتجة عن الحصبة يُصاب بها واحد من كل 15طفلًا، وتكون مُضاعفتاها شديدة وخطيره إذا أصيب بها الجنين أو كبار السن.

كيفية انتشار الحصبة الألمانية أو ما هي طريقة العدوى؟

الحصبة هي واحدة من أكثر الأمراض المُعدية المعروفة، ويستطيع عن طريق الرذاذ الناتج عن السعال أو العطس أن ينشر فيروس الحصبة في منطقة واسعة؛ حيث تصل إمكانية العدوى إلى أعلى حد في حالة الإصابة بطفح جلدي، إلا أنها يمكن أن تنتقل خلال السبعة أيام السابقة لظهور الطفح الجلدي. وتنتشر الحصبة الألمانية بسرعة أكبر لدى الأطفال. كما أنها تنتقل إلى الجنين أيضًا بسبب إصابة الأم من خلال المشيمة.

ما هي أعراض الحصبة الألمانية؟

الحصبة الألمانية تظهر في عدة أشكال وأعراضها كالتالي:

  • طفح جلدي يبدأ من الوجه ثم الجسم ثم باقي الجسم من أذرع وسيقان.
  • ارتفاع في درجة حرارة الجسم حد أقصى لا تزيد عنه 38.4 درجات، وتستمر لمدة يومين مع تزايد البقع الحمراء في الوجه ثم تنتشر بجميع أنحاء الجسم.
  • انتفاخ في الغدة الدرقية الموجودة خلف الأذن وحول العنق، وهذا التضخم للغدد الليمفاوية يبدأ قبل يوم واحد من ظهور الطفح الجلديّ.
  • آلام في المفاصل.
  • الشعور بالصداع.

وتختفي في خلال ثلاث إلى أربعة أيام، حيث يتوسع الطفح على سائر الجسم وسرعان ما يختفي خلال نفس الفترة، ولهذا أحيانًا تُسمى “حصبة الأيام الثلاثة”.

ما مدى خطورة الحصبة الألمانية؟

تتسبب الحصبة الألمانية في ظهور طفح جلدي وحمى وتورم الغدد. يعتبر هذا المرض مرضًا بسيطًا عندما يُصيب الأطفال، وبعض الأشخاص المصابين بالحصبة الألمانية لا تظهر عليهم أي أعراض إلا أنهم يظلوا حاملين للمرض، وقد تؤثر الحصبة الألمانية على الأشخاص المتقدمين في العمر بشكل كبير أكثر من الأطفال أو الشباب، وقد تلازمهم أعراض آلام المفاصل أو النوع الرباطي مدة طويلة.

إصابة المرأة الحامل بالحصبة الألمانية

إذا أصيبت المرأة الحامل بالحصبة الألمانية في بداية الحمل فمن مضاعفاتها يحدث الآتي:

يُصاب الجنين بفيروس الحصبة الألمانية فينتشر بالدم لديه، ونسبة إصابة الجنين بالعدوى عن طريق الأم تتوقف على وقت العدوى التي تتراوح ما بين:

  • 47% إذا كانت العدوى في الأربع أسابيع الأولى من فترة الحمل.
  • 22% إذا كانت العدوى ما بين 5 إلى 8 أسابيع.
  • 7% إذا حدثت العدوى من 9 إلى 12 أسبوعًا.
  • 6% إذا كانت العدوى في الفترة ما بين 13 إلى 16 أسبوعًا.

أما بعد الأسبوع ال 17 فالعدوى لا تؤثر بالجنين، ويصبح آمن من خطرها بإذن الله.

ما هي درجة إصابة الجنين بالعدوى؟

تختلف درجة إصابة الجنين بالعدوى نظرًا لاختلاف الأجنة ووقت الإصابة بالعدوى؛ لذلك فلا نستطيع أن نتنبأ بنتائج الإصابة لكل حالة، ولكن في المُجمل فإن نتائج العدوى المُحتملة بوجه عام هي كالتالي:

  • يؤدي ذلك إلى الإجهاض أو أنها تضع الجنين ميت.
  • من الممكن أن ينجو الجنين.
  • حدوث تشوهات للجنين ولهذه التشوهات عدة أشكال كما يلي:
  1. تشوهات بالأسنان: إذا تمت الإصابة بالعدوى خلال 6 إلى 9 أسابيع من فترة الحمل.
  2. تخلف عقليّ: إذا تمت الإصابة بالعدوى ببداية الثلث الثانيّ من فترة الحمل.
  3. تشوه بالقلب: إذا حدثت الإصابة خلال 5 إلى 10 أسابيع من فترة الحمل.
  4. الإصابة بالعمى: إذا حدثت العدوى في أول ستة أسابيع من فترة الحمل.
  5. الإصابة بالصم: إذا كانت العدوى في الأسبوع ال 9 من الحمل.

يُعرف هذا بمتلازمة الحصبة الألمانية الخلقية (CRS). وقد لا يتم اكتشاف هذه التشوهات بعد الولادة مُباشرةً، كتشوهات الأسنان، أو التخلف العقلي، أو الإصابة بالصمم التي من الممكن أن يتأخر اكتشافه حتى أن يصل عمر الطفل إلى 2 أو 4 أعوام.

كيف يمكن الوقاية من متلازمة الحصبة الألمانية؟

للوقاية من الحصبة الألمانية يجب التطعيم بأخذ المصل الخاص بها؛ لأنه هو السبيل الوحيد للوقاية من متلازمة الحصبة الألمانية، ويتواجد المصل مُنفردًا (ضد الحصبة فقط) أو يتوافر لقاح الحصبة الألمانية كلقاح مشترك لكل من الحصبة الألمانية والنكاف (MMR). ويُسمى (ثلاثيّ الحصبة)، ويمكن إعطاء لقاح (MMR)في أي سن.

مصل الحصبة الألمانية المُشترك هام جدًا للمرأة الحامل؛ حتى تتم الوقاية من مخاطر الحصبة الألمانية، ووقاية المرأة الحامل من الإصابة بالغدة النخامية، وتعرض الجنين إلى الموت. كما أنه له أهمية في التصدي لالتهاب الغدة النخامية الذي ينتج عنه المضاعفات التي تؤدي إلى العقم المؤقت عند الرجال.

جرعات المصل تُعطى كما يلي

  • يتم تناول جرعة واحدة في عمر 12 إلى 15 شهرًا.
  • تناول جرعة واحدة في عمر 4 إلى 6 أعوام، أو 11 إلى 12 عام.
  • ويُعطى للنساء الغير حوامل كتطعيم بشرط أن يؤجل الحمل لفترة 7 أشهر كوقاية للجنين.

كيف يمكن الوقاية للمرأة الحامل من الحصبة الألمانية؟

إذا كنت تخططين للحمل عليك أن تطلبي من الممارس العام اختبار مناعتك ضد الحصبة الألمانية، إذا أظهر الاختبار أنه ليس لديك مناعة ضد هذا المرض فعليك أخذ لقاح (MMR) قبل الحمل. وينبغي أن تتجنبي حدوث الحمل لمدة شهر بعد أخذ اللقاح، لأن لقاح (MMR) مكون من فيروسات حية تم إضعافها.

هل يوجد أعراض عند أخذ لقاح (MMR) للوقاية من الحصبة الألمانية؟

بعد أخذ لقاح (MMR) مباشرة قد يصاب ذراعك بألم أو تورم أو احمرار حول مكان الحقنة. وقد تصابين بتورم في المفاصل أو ألم في المفاصل أو تضخم الغدد بعد 2-3 أسابيع من التطعيم، وهذا لا يعتبر معديًا.

ما هو علاج متلازمة الحصبة الألمانية أو طرق الوقاية منها؟

لا يوجد للحصبة الألمانية علاج محدد، ولكن الوقاية هي العامل الأساسي لعدم الإصابة بها، بالنسبة للأطفال يجب تحصين وأخذ التطعيمات الكافية لتجنب حدوث انتقال المرض إليهم أو انتقاله عن طريق العدوى، وأيضًا المرأة الحامل يجب عليها عمل تحاليل شاملة إذا وجد لديها الحصبة الألمانية يجب أن تحصن نفسها من خلال أخذ لقاح (MMR)؛ حتى إذا حدث حمل في أي وقت لا يصيبها أي ضرر.

وحيث أنه يتم انتقال عدوى الحصبة الألمانية عن طريق ملامسة الشخص المُصاب أو أحد أغراضه، أو انتقالها عن طريق العطس أو السعال؛ فيجب علينا مراعاة كل ذلك عندما نجد شخص مُصاب بهذا المرض، وأخذ الحذر اللازم من انتقال العدوى إلينا أو لأطفالنا بأخذ اللقاح المخصص لها. وعند إصابة أحد من أطفالنا فيجب عزله عن باقي الأطفال أو عن أخوته سواءً في المدرسة أو في المنزل.

ويجب على المرأة الحامل الابتعاد عمن هو مُصاب بمتلازمة الحصبة الألمانية لتقي نفسها وجنينها من خطر الإصابة بها.

عن الكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *