فيروس الروتا هو أحد الأسباب الأساسية وراء إصابة الأطفال بالإسهال ومشاكل الجفاف التي قد تؤدي إلى الموت، لذا سنتعرف على هذا الفيروس وما يتعلق به من معلومات كأسبابه وأعراضه وطُرق العلاج وسُبل الوقاية في محاولة للارتقاء بالوعي الصحي للأمهات.
فيروس الروتا وكيف يُسبب المرض للأطفال؟
فيروس الروتا أو العدوى الفيروسية العجلية عبارة عن فيروس مسؤول بشكلٍ كبير عن حدوث حالات الإسهال الحادة التي تحدث للأطفال الصغار اللذين تتراوح أعمارهم من شهر أو أكثر وحتى ثلاث سنوات، فهذه الفئة العمرية للأطفال هي الفئة الأكثر ُعرضة للإصابة بهذا الفيروس وتزيد احتمالات الإصابة لدى البالغين ممن يعتنون بالأطفال الصغار ونظافتهم.
ولا تُعد العدوى بفيروس الروتا عدوى خطيرة في حد ذاتها حيث يُمكن التعامل معها في المنزل بالحفاظ على النظافة وتزويد الطفل بكمياتٍ كبيرة من السوائل لتعويض الفقد في السوائل وحمايته من الجفاف، ولأنها قد تؤدي إلى مُضاعفاتٍ لا يُستهان بها.
أسباب انتقال العدوى بفيروس الروتا

تنتقل العدوى بفيروس الروتا عامة بسبب عدم النظافة والتي تتمثل في عدم الاهتمام بغسل الأيدي بعد الحمام حيث ينتقل الفيروس من مُلامسة الفم لليد التي تحمل الفيروس، وهذا ما يحدث للأطفال أو البالغين ممن يقومون بتنظيف الأطفال أو تغيير الحفاضات ولا يعتنون بغسل اليدين جيدًا.
كما يُمكن أن تنتقل العدوى بسبب تناول طعامٍ مُلوث بالفيروس أو مُلامسة سطح ملوث بالفيروس ومُلامسة الفم بعد ذلك، ومن الجدير بالذكر أن الفيروس يظل نشطًا لفترة كبيرة تصل إلى أسابيع مالم يتم تنظيف الأسطح وتعقيمها جيدًا، ومن ثم يظل قادرًا على الإصابة وإحداث المرض.
قد يهمك أيضًا: الأطفال الرضع والتلفاز ومدى صحة تأثيره على ذكاء الطفل وتوحده
أهم أعراض الفيروس

تبدأ أعراض الإصابة بعدوى فيروس الروتا عادة بعد يومين من دخول الفيروس جسم المُصاب، وتبدو أكثر وضوحًا في حالة كون المُصاب طفلًا رضيعًا، وتتمثل في الآتي:
- ارتفاع في درجة حرارة جسم الطفل.
- حدوث قيء مُتكرر.
- حدوث إسهال مائي قد يستمر لمدة سبعة أيام.
- في بعض الحالات يصحب الإسهال ألمًا في البطن.
هذا بالنسبة للأطفال أما الكبار فتكون الأعراض أقل حدة ووضوحًا كلما كانت الحالة الصحية للمُصاب أفضل، هذا ومن الجدير بالذكر أن ظهور الأعراض خفيفة وغير مُبالغ فيها لا يستدعى عرض الطفل المُصاب على طبيب ويُمكن الاكتفاء بالعلاج المنزلي.
أما إذا كانت هُناك أعراضًا عنيفة وحادة فيجب عرض المُصاب فورًا على الطبيب ومن تلك الأعراض التي تنذر بالخطر وتستدعي زيارة الطبيب ما يلي:

- تكرار القيئ عدة مرات في اليوم الوحد وبقوة.
- نزول براز الطفل بلونٍ أسود أو اختلاطه بدم أو صديد.
- ارتفاع درجات الحرارة بصورة كبيرة كأن تصل مثلا إلى 40 درجة مئوية أو أكثر، فهذا يستدعي تدخل الطبيب فورًا.
- استمرار الإسهال بصورةٍ مُتكررة لمدة يومٍ كامل.
- ظهور أعراض الجفاف على الطفل مثل قلة التبول أو انعدامه تمامًا، أو بكاء الطفل بلا دموع، أو الجفاف الذي يظهر على الحلق والشفتين.
- خمول الطفل والميل للنعاس وعدم القدرة على الحركة أو اللعب.
- أما بالنسبة للكبار البالغين فيعد ارتفاع درجة حرارة الجسم على 39.5، أو استمرار الإسهال ليومين مُتواصلين، أو حالة كون القيء مختلطًا بدم أو صديد أو نحو ذلك من أعراض الجفاف كالشعور المُستمر بالعطش وجفاف الحلق وندرة التبول أو عدمه، والشعور بالدوخة أو الدوار وعدم القدرة على الوقوف، فأيٍ من تلك الأعراض يُعد سببًا كافيًا لزيارة الطبيب.
قد يهمك أيضًا: مراحل تطور الطفل الطبيعي بعد الولادة من عمر اليوم إلى العامين
طُرق العلاج

قلنا سابقًا أن الإصابة بعدوى فيروس الروتا تأخذ أيامًا ويُمكن في خلال تلك الفترة علاج الطفل منزليًا وذلك عن طريق إعطائه كمياتٍ مُناسبة من السوائل لتعويض فقد السائل الناتج عن الإسهال والقيء واعطاءه خافض حارة أمن، هذا في حالات الاسهال الخفيفة والتي تظن الأم أنها قادرة على تعويض فقد السوائل بما تُعطيه للطفل وفي حالة قبول الطفل لشرب تلك السوائل، كذلك في حالة كون ارتفاع درجة الحرارة لم يصل إلى 40 درجة أو أكثر.
أما في حالات الإسهال الشديد والقيء المُتكرر فيُصبِح من الأفضل التوجه إلى طبيب وخاصة أن تلك الأعراض تزيد من احتمالات حدوث الجفاف بصورةٍ كبيرة وقوية، لذا يتم إعطاء الطفل محاليل وسوائل عن طريق الحقن في الوريد وبشكلٍ مُكثف.
قد يهمك أيضًا: الأكل الصحي للأطفال وجدول لأهم الفيتامينات المناسبة لصحتهم
سُبل الوقاية

تتمثل اجراءات الوقاية من الإصابة بعدوى فيروس الروتا فيما يلي:
- عناية الأم بنظافة اليدين وغسلهما جيدًا بعد تنظيف الطفل أو تغيير الحفاضات له.
- الاهتمام بتنظيف أيدي الطفل جيدًا وتطهيرهما بغسول قوي إذا كان يذهب بنفسه إلى الحمام.
- الاهتمام بتنظيف الأسطح التي يُمكن أن يلمسها الطفل التي تُلامسها الأم وتعقيمها جيدًا تحسبًا لاحتمالات تلوثها بالفيروس.
- الاهتمام والحرص على نظافة الطعام الذي يدخل جوف الطفل أو الماء الذي يشربه.
أما الإجراء الطبي فيتمثل في إعطاء الطفل التطعيمات أو اللقاحات الخاصة بفيروس الروتا، ومن الجدير بالذكر أن هُناك لقاحان ضعيفان خاصان بفيروس الروتا، اقرتهما مُنظمة الصحة العالمية وهما لقاح “رتاريكس تي ام”، ولقاح “روتاتك تي إم” وهما فاعلان في علاج المعدة والمشاكل المعوية الحادة.
وختامًا؛ فمهما بدت الإصابة بفيروس الروتا غير خطيرة ويُمكن التعامل معها إلا أننا لا يُمكن أن نتجاهل تصريحات مُنظمة الصحة العالمية لعام 2008 والتي تؤكد أن عدد 450000 من الأطفال دون الخمس سنوات يموتون جراء الإصابة بهذا الفيروس، وبغض النظر عن دقة هذا العدد إلا أن هذا مؤشرًا قويًا لكي ننتبه لوقاية أطفالنا منه، ومن ثم يجب العناية بتحقيق أقصى درجات النظافة لنجنب أطفالنا وأنفسنا الإصابة بعدوى فيروس الروتا أو مُضاعفاته الخطيرة.