برغم أن الله عز وجل هيأ جسم المرأة لعملية الولادة التي تُعد ضمن الوظائف الفسيولوجية الأساسية في حياة الأنثى إلا أن عملية الولادة تظل بالنسبة للمرأة حدثًا استثنائيًا، تعتريه الصعوبة والمشقة والأوجاع التي قد تنتهي بمجرد خروج الجنين بسلامٍ إلى العالم، وقد تبدأ حين تحدث للمرأة بعض المضاعفات النادرة بعد الولادة والتي يجب التوعية بها للتصرف السريع عند مُلاحظة أعراضها وإبلاغ الطبيب فورًا وعدم الاستهانة بها.
لذا سوف ينصب حديثنا في هذا المقال عن بعض المضاعفات النادرة التي قد تعقب الولادة، مبينين أسبابها ومخاطرها وكيف يُمكن التعامل معها.
المضاعفات النادرة بعد الولادة
المقصود بالمضاعفات النادرة بعد الولادة هي تلك المُشكلات أو المخاطر التي تلي مرحلة الولادة وليست مُعتادة ولا شائعة الحدوث وإنما نادرة، بمعنى أنها قد تتعرض لها سيدة واحدة من كل مائة سيدة أو بنسبة أقل، ومع كونها نادرة فهي خطيرة، ومن أهم تلك المضاعفات ما يلي:
تسمم الحمل
يُعتبر تسمم الحمل من المضاعفات الخطيرة جدًا وغير شائعة الحدوث، وتظهر الإصابة بتسمم الحمل في خلال ثلاثة أيامٍ من الولادة، ويُمكنك التعرف على تلك المُشكلة إذا ما لاحظت أيًا من الأعراض التالية:
- صداع شديد ومُستمر.
- حرقة شديدة في القلب.
- تشوش في الرؤية وعدم وضوحها.
- ظهر ورم في منطقة الكاحلين.
الإصابة بمتلازمة هيلب ” HELLP”
حالة مرضية تُشبه إلى حدٍ ما تسمم الحمل، تُصاب بها الحامل أثناء الحمل وقد تستمر إلى الولادة، وإذا استمرت بعد الولادة فهي تُمثل خطورة كبيرة على الأم قد تصل إلى الوفاة، ومن الجدير بالذكر أن الإصابة بتلك المتلازمة تؤثر على أداء الكبد لوظائفه، وتؤثر في عملية تخثر الدم، ومن ثم فيجب الانتباه لأعراض تلك المتلازمة والتوجه إلى أقرب مستشفى عند ملاحظة أعراضها، ومن أهم تلك الأعراض وأبرزها:
- الشعور بألم في الجزء الأعلى من البطن وخاصة من الناحية اليمني.
- الشعور بالإعياء والإجهاد المستمر.
- حدوث صداع مُستمر.
قد يهمك أيضًا: الغذاء الصحي هو الطعام المتوازن خاصةً فترة الحمل … أنواع الغذاء الصحي وفوائده للجسم
الإصابة بـــ “تعفن الدم”
“تعفن الدم” هو عبارة عن التهاب يبدأ من جزءٍ واحد في الجسم ثم ينتشر حتى يُصيب جميع أجزاء الجسم، وهو من أخطر المضاعفات النادرة بعد الولادة ، وله عدة أعراض يجب الانتباه إليها والتي من أهمها:
- ارتفاع درجة حرارة الجسم إلى 38 درجة فما فوق، يُصاحبه حدوث رعشة واضطراب في التنفس وتسارع في ضربات القلب.
- التهاب جرح العملية القيصرية مع خروج رائحة كريهة منه.
- نزول افرازات مهبلية كريهة الرائحة.
- الشعور بألمٍ شديد في منطقة البطن أو منطقة الفخذ لا يتراجع حتى مع تناول المُسكنات.
- الشعور بالألمٍ بمجرد لمس الثديين.
- تكرار التبول بصورة مُبالغ فيها والشعور بالألم عند التبول.
- الرائحة الكريهة للبول.
التجلط العميق في للشريان
قد يحدث بعد الولادة أن تشعر الأم بألمٍ في الساقين، ولكن إذا شعرت بألم في الجزء الأسفل من ساقٍ واحدة مع احمرارها وتورمها وزيادة درجة حرارتها عن الجسم فقد يكون هذا مُؤشرًا هاماً للإصابة بالتجلط العميق في الشريان وهو من المضاعفات النادرة بعد الولادة الأمر الذي قد يتضاعف ويُسبب انسداد رئوي، ومن ثم يجب التوجه فورًا للفحص والعلاج.
قد يهمك أيضًا: متى يُشكل مرض ارتفاع ضغط الدم خطرًا على الحامل وكيف يُمكن علاجه بسرعة؟
حصر البول
مُشكلة مُزعجة تحدث للمرأة إذا لم تستطع القيام بعملية التبول لمدة 6 ساعات مُتواصلة من بعد الولادة، وهي تُسبب ضررًا بالغًا للكلى والآلام الشديدة والالتهابات.
اكتئاب ما بعد الولادة
تتعرض بعض النساء إلى الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة، حيث تُصبح عصبية جدًا وقلقة ومُتقلبة المزاج، تميل إلى البكاء، مع عدم القدرة على التركيز واضطرابات النوم والوساوس والقلق الغير مُبرر.
نزيف ما بعد الولادة
يُعتبر نزول الدم ما بعد الولادة نزيفًا إذا زاد عن 500 سنتيمتر مكعب في الولادة الطبيعية، وزاد عن ألف سنتيمتر مكعب في الولادة القيصرية، ويُعتبر خطرًا إذا كان في الساعات الأولى بعد الولادة ولم يتم تداركه فورًا، ويعتقد باحثون أن الأمهات الأكبر سنًا أكثر عُرضة للإصابة بنزيف ما بعد الولادة حيث تقل لديهن قدرة الرحم على الانقباض، الأمر الذي يُعنى فقد كمياتٍ كبيرة من الدم قد تهدد حياتهن.
قد يهمك أيضًا: الحمل في الأربعينات من عمر المرأة هل هو ممكن؟ وما هي مخاطره؟
الإصابة بالانسداد الرئوي
تحدث الإصابة بالانسداد الرئوي حال انسداد أحد الشرايين الدموية في الرئة، الأمر الذي يحول دون وصول الدم إلى الرئة بشكلٍ سليم، وهذا يُمثل خطورة على حياة الأم، ومن أهم الاعراض التي تُشير إلى حدوث تلك الإصابة ما يلي:
- ضيق أو صعوبة في التنفس.
- الشعور بألم في منطقة الصدر.
- اختلاط البصاق بالدم.
- حدوث اغماء.
بعض المضاعفات تحدث أثناء الولادة وتمتد مشاكلها إلى ما بعد الولادة
هُناك بعض المُضاعفات التي تحدث أثناء الولادة لكن تمتد مشاكلها إلى ما بعد الولادة ويجب التنبه لها، وهي تتمثل في:
اختناق الأم أثناء الولادة
قد تُصاب المرأة بالاختناق أثناء الولادة وأعراض هذا الاختناق تتمثل في:
- ضيق التنفس.
- تباطؤ ضربات القلب.
- شحوب البشرة.
في تلك الحالة سيلجئ الطبيب إلى الاستعانة بالتنفس الصناعي أو الولادة القيصرية لإنقاذ حياة الام والجنين.
كسر فقرات العصص
وتتعرض له النساء اللاتي يُعانين من مشاكل هشاشة العظام أو الضعف وهذا نادرًا ما يحدث، ولكنه عند حدوثه يُسبب للأم مشاكل كثيرة ويتطلب علاج مُتخصص.
قد يهمك أيضًا: مرض الذئبة الحمراء هل هو خطير مع الحمل .. المخاطر المحتملة ونصائح هامة
عدم المقدرة على اكمال الولادة الطبيعية
أحيانًا تعجز المرأة عن استكمال الولادة الطبيعية وقد تستمر لمدة 20 ساعة أو أكثر في حالة الولادة الأولى، أو 14 في الولادات التالية، وهُنا يضطر الطبيب إلى إجراء عملية قيصرية وقد يكون السبب في ذلك كبر حجم المولود، أو صغر حجم الحوض، قلة تدفق الدم إلى عنق الرحم، القلق أو الخوف الزائدين اللذان يعطلان قدرة الأم على القيام بدفع الجنين إلى الخارج (الحذق).
صعوبة خروج الجنين بصورة طبيعية
فقد ينزل الجنين بوضعية غير مُعتدلة فينحشر ويصعُب إخراجه، مما ينتج عنه اختناق للمولود ونقص الأوكسجين الواصل إلى المخ، أما الأم فتُعاني من تمزق الأنسجة وإصابة عضلات المِهبل ومن ثم حدوث نزيف بعد الولادة.
وأخيرًا عزيزتي أم المُستقبل فكل ما ذكرناه ما هو إلا مُضاعفات نادرة الحدوث لكن أردنا التنبيه ليس إلا ولا يستلزم ذلك إطلاقًا الخوف من عملية الولادة.
للمزيد:
اترك تقييم