في مستهل حديثنا عن طرق تربية الأولاد الذكور يأتي موضوع التربية بشكل عام، وأهم المراحل في عمر الطفل، والتي يجب على الأم والأب التعامل معها بكل حذر؛ وذلك لتفادي حدوث الكثير من المشكلات في المستقبل، فالطفل مُنذ نعومة أظافره يبدأ باستكشاف الأشياء من حوله ومحاولة التحدث إلى الآخرين، واللعب وتفريغ طاقته والتي غالبًا ما تكون متضاعفة في الذكور عن الإناث.
ودور الأم هُنا هو التقرب لطفلها وعدم تعنيفه أمام الآخرين؛ إذ يشعره هذا بالخجل ويضعف شخصيته، ولكن عليها مدحه وثناؤه وتشجيعه وعدم إحباطه، وليس من الخطأ أن تُعبر الأم عن حبها لطفلها من خلال هذه الأمور إذ يشعره ذلك بأنه محبوبًا لدى والديه، وهذا لا يُسمى تدليلًا على الإطلاق ولكنه من أسس التربية الصحيحة، وفيما يلي نتعرف سويًا على بعض طرق تربية الأولاد الذكور وبماذا تختلف عن تربية الإناث.
طرق تربية الأولاد الذكور وتعامل الوالدين مع طفلهما
بعض الأمهات يعتبرون أن تربية الأولاد الذكور من الأمور الصعبة والمُرهقة خاصةً ممَن لا يمتلكن الخبرة الكافية في الحياة، فالأم تطمح دائمًا بأن تربي طفلها ليصبح رجلًا صالحًا يُفيد مجتمعه وتبدأ في بناء ذلك مُنذ صغره، وتعتقد الكثير من الأمهات أن إظهار حبها لطفلها هذا نوع من التدليل الغير مسموح به للولد، أما للبنت فهو من الأمور المقبولة والمسموح بها، إلا أنه اعتقاد خاطئ بالمرة.
فتعبير الأم عن حبها يقوي شخصية الطفل ويشعره بأنه محبوبًا، وأن القسوة والعنف الزائدين ينتج عنهما طفل عنيد مُتمرد وليس رجلًا يتحمل المسئولية في المستقبل كما يظن معظمهن، فإن تقبيل الأم لطفلها واحتضانه والتعامل معه بلين يقوي من شخصيته وحبه لوالديه.
قد يهمك أيضًا: 6 قصص هادفة للأطفال مع هدف كل قصة
من طرق تربية الأولاد الذكور تحفيز الطفل
تسعى بعض الأمهات إلى انتقاد طفلها أمام الناس ظنًا منها أنها بذلك تجعل منه شخصية قوية وهذا خطأٌ فادح، إذ يتسبب ذلك في ضعف شخصيته وشعوره بالخجل، ولكن عليها مدحه وثناؤه وتحفيزه أمام الآخرين؛ فهذا يُزيد من نشاطه وحماسه، فالأطفال الذكور كثيري الحركة عن الإناث ولديهم طاقة كبيرة، لذا على الأم أن تستغل هذه الطاقة في ممارسة أي نوع من أنواع الرياضة، أو أي نوع من النشاطات التي يفضلها طفلها.
من طرق تربية الأولاد الذكور منح الطفل الحرية
يجب على الأم منح طفلها بعض الحرية وعدم تقييده وذلك لاستكشاف ما حوله بنفسه، وتحفيزه على بناء علاقات قوية مع أصدقائه مع مراقبته عن بعد وإرشاده إلى البعد عن أصدقاء السوء، والعمل على تنمية موهبته كممارسة الرياضة أو الرسم والتلوين وما إلى ذلك من الهوايات التي يفضلها الطفل.
كل هذا يُزيد من ثقة الطفل بنفسه؛ فتقييد الطفل يجعله عنيد ومُتمرد بل ويجعله يقوم بعكس ما يُقال له أو ما يُطلب منه من قبل والديه، لذا يجب على الأم أن تترك له بعض الحرية، ولكن لا تبالغ في ذلك أي عدم إعطاء الطفل الحرية بشكل مفرط؛ فقد يصعب على الأم السيطرة على أفعاله فيما بعد، وذلك بعد أن يتعود الطفل على الحرية المفرطة وعدم التقيد.
شاهد أيضًا معلومات عن تربية الأبناء الذكور
إسناد مهام للطفل تُعد من طرق تربية الأولاد الذكور الناجحة
كما ذكرنا سابقًا يجب على الأم منح طفلها قدرًا من الحرية وكذلك يجب أن تُعلم طفلها كيف يتحمل المسئولية وألا يكون معتمدًا على الآخرين، ويتم هذا من خلال توكيل بعض المهام للطفل للقيام بها مثل: مساعدة والدته في أعمال المنزل، ترتيب غرفته، تجميع ألعابه في المكان المُخصص لها، كل ذلك يزيد من حماس الطفل ويجعله متعاونًا مع الآخرين.
ولكن يجب أن يشعر الطفل بأن تلك الأعمال التي يقوم بها هي من واجباته الأساسية كفرد من أفراد المنزل، وأنها ليست شيءً يكافئ عليه في النهاية، حتى وأن كنتِ تنوين مكافئته، فلا تخبرينه بأن تلك المكافئة لقيامه بمثل هذه الأعمال؛ وذلك حتى يتعود على التعاون ولا ينتظر المقابل في كل مرة، ويكفي بأن تعطينه قبلة وتعانقينه وتشكرينه على قيامه بذلك.
من طرق تربية الأطفال الذكور تشجيع الطفل على إظهار مشاعره
أكدت كثير من الأبحاث والدراسات في مجال الطب النفسي المعني بدراسة التأثيرات الخارجية على شخصية الطفل، أن إظهار الطفل لمشاعره كالبكاء والغضب يجعل منه شخصًا سويًا وغير مُعقدًا، وهذا منافي تمامًا للتربية الخاطئة التي يقوم بها معظم الأهل بتعليم الولد عدم البكاء مُعللين ذلك بأنه رجل والرجل لا يبكي، ويجب عليه تحمل المسئولية منذ صغره، وأن يكون ذو طبع خشن وقاسي القلب.
وهذا خطأ فادح يقوم به الأهل في حق الطفل؛ ويجب عليهم تعليم الولد كيف يكون رجل حقًا، ولكن عن طريق إظهار مشاعره وعدم كبتها وإحساسه بمشاعر الآخرين.
قد يهمك أيضًا: أسباب السلوك العدواني لدى الأطفال وكيفية التعامل معه؟
في الختام نرى أن تربية الولد تختلف نوعًا ما عن تربية البنت وذلك بسبب كثرة حركة الذكور ونشاطهم الزائد، فيجب على الأم مراعاة ذلك وترك بعض الحرية للطفل ليلعب ويخرج ما لديه من طاقة زائدة، وعدم استخدام القسوة والخشونة في التعامل مع الطفل بحجة أنه ولد.
وإنما يجب التعامل معه بحنان ولين ولطف فأولًا وأخيرًا هو طفل سواء كان بنت أم ولد؛ حتى يعزز ذلك من شخصيته، وكل هذه الأمور تنشأ طفل سوي ورجل صالح يُفيد مجتمعه ومتفوق في حياته العملية مستقبلًا.
اترك تقييم