فوائد قراءة القرآن للحامل أثناء فترة الحمل

لقد قال الله – تعالى- في كتابة العزيز: ﴿لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الحشر:21]، هذا في الجماد فما بالك بالإنسان!!

من رحمة الله – تعالى- بنا أن جعل لنا القرآن الكريم نورًا نمشي به في الظُلمات، ورحمةً مُهداة من الله لعباده، فللقرآن فوائد عظيمة لا حصر لها ولا اختصار، ومن عظمة الله أنه جعل فوائد القرآن الكريم تشمل كل كائن على وجه الكرة الأرضية من إنسان وحيوان ونبات.

فكان من عجائب القرآن تأثيره على الجنين في بطن الحامل أثناء حملها، وعلامات هذا يتضح بشكل فعال جدًا في الجنين قبل وبعد الولادة وهو ما سنراه واضحًا في هذا الموضوع من خلال العلامات التي سأقوم بسردها لكم.

فمن أرادت أن تتعرف ماذا يفعل القرآن في جنينها إذا سمع صوته فلتأتي معي نبحر سويًا مع بعض التجارب التي أثبتت نتائج تأثير كلام الله – تعالى- في الجنين.

القرآن أثناء الحمل

القرآن أثناء الحمل
القرآن أثناء الحمل

قال الله -تعالى-: ﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ [الأعراف:204].

أمرنا الله – عز وجل- بالإنصات عند قراءة القرآن والاستماع إليه فاستجاب له كل شيء بلا استثناء، فكان للقرآن الكريم بالغ الأثر في كل شيءٍ أيًا كان كبيرًا كان أو صغيرًا، وهذا ما جاءت به النظريات العلمية، وما قال به العلماء، حيث قاموا بعمل تجارب على النبات بقراءة القرآن الكريم بجواره، فما كان إلا أن نموه أسرع وإنتاجه أكثر، هذا في النبات فما بالك بالإنسان!!

أكدت التجارب أن الجهاز النفسي والعصبي للإنسان بل كل خلاياه تتأثر بالقرآن تأثيرًا إيجابي، فيكون له أكبر فضل في تقـوية جهـاز المناعة لجسم الإنسان من حيث شفاءه من كثير من الأمـراض المستعصية، مثل: قراءة الرقية الشرعية.

قاسوا على ذلك أيضًا أن صوت القرآن أثناء الحمل له تأثير على الجنين في بطن الأم، وأن السيدة الحامل عند سماعها للقرآن كل يوم نتائجه إيجابية عليها أولًا ثم على جنينها ثانيًا، فيؤدي ذلك لإفراز هرمون يمر للجنين عبر المشيمة، فكلما كانت الأم في حالة هدوء نفسي كلما تأثر بذلك الجنين وأصبح هادئ الطباع بعد ولادته.

وإذا تعرضت الأم إلى ضغوط نفسية وعصبيه هذا أيضًا يوثر سلبًا على الجنين مما يجعله طفل عصبي الطبع بعد ولادته، ويصعب نومه وتهدئته وفي الغالب يصاحب هذا زيادة في النشاط، ما نفهم منه أن حالة الأم تنعـكس على جنينها، ومن المعروف أن الاستماع إلى القرآن للأم يبعث في القلب السكينة والراحة والهدوء فتنتقل حالة الأم بدورها لجنينها، فيكون قليل الحركة داخل الرحم.

فوائد قراءة القرآن للحامل

عندما تسمعه الحامل يزيد من ذكاء الطفل بعد ولادته

أكدت بعض التجارب العلمية ودراسات كثيرة من بعض الأطباء بمراقبة الجنين في رحم أمه تحت جهاز السونار، أن الجنين في رحم الأم يبدأ انتباهه للأصوات بعد شهره الرابع، وقلب الأم هو أول شيء يسمعه الجنين.

ويلفت انتباه الجنين بعض الأصوات الأخرى وهي الأصوات التي تكون بمستويات مختلفة وترددات مرتفعة ومنخفضة كأصوات بعض قُراء القرآن الكريم.

فقالوا بعض من قاموا بهذه التجارب أن هناك استجابة واضحة من الجنين عند سماع القرآن، حيث أن أجهزة الجسم عند الجنين تتشكل في هذا الوقت، وانتباهه لهذه الأصوات ذات الترددات المختلفة واعتياده على هذا ينشط جهازه العصبي فيولد القدرة العالية على استجابته.

اعتياد الطفل على سماعه فيكون متعلقًا به في الكبر

إذا اعتادت الأم قراءة القرآن بصوت عالٍ فإن الجنين يعتاد هذا الصوت، مما يجعله ينصت كلما سمعه بعد أن يولد، فيكون محبًا للقرآن ومقبلًا على سماعه، فيولد مرتبط بالقرآن بعاطفته ووجدانه فيزيد هذا من إقباله على حفظه بعد ذلك.

زيـادة القـدرة السـلوكية والمهـارية لدى الجنيـن

ويكون هذا بعد ولادة الطفل لنشاط جهازه العصبي وهو جنين، فمن الأطفـال ما يمتاز بالهدوء والانتباه، ولهذا يوجد بعض الأطفال في عمر الثلاث سنوات أو الأربع سنوات ويكون عنده مهارة في قراءة القرآن الكريم.

ونصحوا بعض الأطباء ألا تكون مدة القراءة للجنين أكثر من عشرة دقائق يوميًا ما يُعادل ثلاثة آيات إلى خمسة آيات من القرآن، ولكن تُكرر على مدار اليوم حسب المستطاع، ويكون هذا بسماعة توضع على البطن للحامل أو بقراءة الأم بصوت عالٍ لكي يصل إلى الجنين.

ولكن لم يُستدل على أن قراءة سورة معينة من القرآن تفيد الجنين في أنها تؤثر في شكله مثلًا أو في تكوينه؛ لأنه لا يثبت عن ذلك شيء عن أحد العلماء أو الفقهاء، ومن قال غير ذلك فقد أفتى في العلم بما لا يعلم.

فلا شك أن قراءة القرآن فيها الكثير من الخير والزيادة في البركة والأجر، ولكن هذا لا يجعلنا نجزم بدون دليل واضح بأن قراءة سورة معينة تجعل الطفل جميلًا فإننا بذلك ننسب إلى القرآن أي شيء أردناه لأنفسـنا أو لأبنائنا، ولعلنا نتحرى الصدق في هذا فلا نقول إلا ما جاءت به التجارب فقط.

فالله – جل في علاه- يقول: ﴿هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [آل عمران: 6].

يقول القرطبي – رحمه الله- مفسرًا لهذه الآية: ((من حسن وقبح، وسواد وبياض، وطول وقِصر، وسلامة وعاهة، إلى غير ذلك)) الجامع لأحكام القرآن.

ولا مانع من التمسك بما أمرنا الله به وهو قراءة القرآن، وخاصةً لو اعتادت الحامل على قراءة القرآن لما فيه من خير، ولما جاء من أبحاث أهل الطب في استماع الجنين وتأثره بالصوت الخارجي وحبذا أن يكون هذا الصوت الخارجي هو صوت القرآن الكريم، فنرجو منه الخير والبركة والنفع للجنين إن شاء الله دون أن نحدد ما هو النفع أو نحدد سور أو آيات بعينها.

فمن المستحب أن نداوم على قراءة القرآن وأن نعلمه لأولادنا، وقراءته للتبرك والاستشفاء، وندعو الله أن ينفع به أولادنا، ويجعلهم ذرية صالحة متمسكون بكتاب الله عاملين بما فيه.

عن الكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *