الكثير من الأمهات الجُدد لا يعرفنَ كيف يتم إنتاج الحليب من ثدي الأم بعد الولادة مباشرةً؟ وهل هذا الأمر قد سبق ترتيبه من خلال تفاعل هرمونات الأنوثة لدى الأم الحامل أم أنه أمر يأتي من تلقاء اللحظة ذاتها عند ولادة الطفل وبغريزة الأمومة الفطرية.
هناك أمهات سبق لهن الولادة أكثر من مرة ويعتقدن أن عملية إنتاج الحليب هي عملية طبيعية تنتج عند إقبال الرضيع على ثديي الأم ويبدأ في التغذية السليمة التي تستمر قرابة عامين حتى يتغذى الطفل ويحصل على قوام جسده من المعادن والعناصر الغذائية الهامة التي سوف يحتاجها في مرحلة مهده ونموه الأولى، ولكن هذا الأمر غير صحيح؛ لأن عملية إدرار الحليب لم تكن وليدة لحظة بعينها وإنما تأتي نتيجة لعدة أمور سوف نشرحها لكم باستفاضة في هذا المقال.
التغييرات الطارئة على ثديي الحامل خلال فترة حملها
بالفعل عملية إنتاج الحليب لم تكن وليدة اللحظة ذاتها والمتوقع أن تكون تلك اللحظة هي لحظة الولادة، وإنما هناك تغييرات جسدية وفسيولوجية تمر بها الحامل خلال فترة التسعة أشهر، وخلالها لا تتغير نفسيتها وتكوينات جسدها ووزنها وملامحها وغيره فقط بل أن هذه التغييرات أيضًا تتجه نحو ثدييها، فتظهر بعض ملامح الحمل عليهم، وتبدأ في البروز أكثر وتبدأ الغدد اللبنية في التطور نتيجة لمؤشرات الجسم التي تؤكد الحمل وانتشار هرمون الحمل الإستروجين في الجسم.
وبالتالي فإن التغييرات المبدئية هذه تظهر في الثلث الأول من الحمل، وتبدأ في البروز بشكل ملفت للنظر في الثلث الثاني من الحمل، بينما تصل لأوجها في الثلث الثالث والأخير من الحمل، وخلال هذه الفترة تزيد عدد الغدد اللبنية حول حلمة الثدي التي تصبح لونها داكنًا أكثر من قبل وتتسع وتبدو أطري وألين؛ لتتهيأ لإرضاع المولود الجديد، ومن التغييرات الطارئة الآتي:
- لون حلمة الثدي تصبح بني غامق قليلًا.
- ظهور انتفاخات حول حلمة الثدي وهذه تعبر عن الغدد اللبنية التي بدأت في النضوج والنشاط تجهيزًا لإنتاج الحليب من الثديين.
- الانتفاخات حول الحلمة تبدو كالحبوب الصغيرة وهي تنتج مادة عبارة عن زيت يقوم بترطيب المنطقة، وهذا الزيت يعمل كمُرشد للطفل على مكان تغذيته السليمة بعد ولادته مباشرةً؛ لأن هذه المادة الزيتية رائحتها مثل رائحة السائل السلوي الذي يحيط بالجنين لمدة تسعة أشهر في رحم الأم وبالتالي يكون الطفل معتاد عليه ويبدأ في تحقيق الغريزة ولكن بشكل تسلسلي واضح يربط كل أمر بالآخر وليس بشكل دوري غريزي غير مفهوم.
- في موعد الولادة تتضاعف أنسجة الغدد اللبنية الموجودة حول الحلمة وبالتالي تشعر الأم بثقل في ثدييها لامتلائهم بالحليب.
هل أقلق إذا لم يكبر ثدييَ في فترة الحمل؟
العديد من السيدات يرتبط فكرة كبر حجم الثدي لديهن بمفهوم كثرة الحليب أو عدم إدراره، باعتبار أنه إذا كان حجم الثدي كبير يمتلئ أكثر وتزيد به كمية الحليب، ولكن هذا الأمر غير طبي وغير علمي على الإطلاق، وإنما حجم الثديين لم يكن لهما علاقة بكمية الحليب أو نقصه وزيادته، وإنما المسئول عن ذلك الغدد اللبنية فقط والتي سوف نشرح طريقة إنتاجها للبن بشكل تفصيلي.
وهذا يؤكد أنه من الممكن أن يكون حجم الثديين صغير ولكن الغدد اللبنية به متضاعفة وهنا يزيد إنتاج الحليب بصورة دورية مقارنة بمن هي حجم ثدييها كبير، ولكن الغدد اللبنية لديها غير ناضجة بما يكفي؛ لزيادة إدرار الحليب، فلا داعي للقلق من هذا الأمر ما دامت التغييرات الجوهرية تظهر عليكِ في فترة الحمل وتظهر معها الغدد اللبنية بارزة حول الحلمة.
قد يهمك أيضًا: وصفات لزيادة حليب الأم وأفضل الطرق لكثرة إدراره
كيف يتم إنتاج الحليب من ثدي الأم بعد الولادة؟
عند ولادة الطفل كما ذكرنا تتضاعف الغدد اللبنية في ثديي الأم؛ للبدء في رضاعة طفلها، وهنا تبدأ عملية إنتاج الحليب للتو؛ لأن الطفل لا بد وأن يرضع بعد ساعتين على الأقل من ولادته، وهنا تسير عملية إنتاج الحليب كالآتي:
- قنوات الحليب: عبارة عن شبكة كبيرة من القنوات الدقيقة والتي تقوم بعملية نقل الحليب المصنوع في الجريبات والقنيات عبر هذه القنوات لتصل بالأخير إلى فم الطفل عن طريق حلمة ثدي الأم.
- القنيات: مجموعة قنوات أيضًا ولكن مهمتها تتمثل في كونها حلقة وصل بين المصنع المتمثل في الجريبات وبين القنوات الناقلة للحليب من أجل الطفل وهي قنوات الحليب الرئيسية.
- الجريبات: تعد الجريبات هي أساس صنع حليب الأم، والجريبات تشبه في شكلها وتعانقها بعنقود العنب المتشابك مع بعضه البعض، تلك الحبات العنبية الشكل يحيط بكل حبة منها عضلة صغيرة تعمل بمثابة ضاغط على الحبة؛ لتُخرج الحليب منها وبالتالي يخرج الحليب الذي يسير في القنيات ويصل بالأخير إلى قنوات الحليب الرئيسية؛ ليستقبلها الطفل مباشرةً من خلالها.
هل هناك خطر من سقوط حليب من ثديي الحامل قبل الولادة والرضاعة؟
بالفعل لا بد وأن نعرف أن عملية إنتاج الحليب تبدأ مع بداية الحمل وتستمر في نضجها، وبالتالي من الممكن أن تسقط نقطة أو اثنين عند الأم الحامل خلال فترة حملها فلا قلق ولا ضرر من ذلك ولا يشكل خطورة على الإطلاق بل هذا دليل على تفاعل جسدك مع هرمون الحمل بصورة طبيعية، ولمن تنزعج من الأمر يمكنها التغلب عليه بتنظيف المنطقة من وقت لآخر أو تهويتها خاصةً في وقت المكوث في المنزل.
هناك أمر آخر لا بد من إيضاحه وهو أن عملية إنتاج الحليب لا تتم بشكل كامل في فترة الحمل، أي أن المرأة الحامل لا يمكنها أن تُرضع حتى وإن سقط نقطة أو اثنين من ثدييها، وهنا يأتي السبب وراء كثرة نسبة هرمون الإستروجين والبروجسترون هرمونات الحمل المنتشرة في الجسم بشكل قوي، والتي تمنع عملية إدرار حليب الأم ولكنها تساعد فقط في تغييرات الثدي الفسيولوجية المهيأة لإنتاجه، وتحدث عملية إدرار اللبن بعد الولادة مباشرةً عند قلة واختفاء هرمونات الحمل هذه باعتبار أن عملية الولادة قد حدثت بالفعل وخرج المولود للدنيا، فيسمح الأمر هنا لهرمون البرولاكتين بالقيام بدوره في إنتاج الحليب بكمية تتناسب مع إرضاع الأم لمولودها الجديد.
ومع هذا الفيديو سوف تتعرفينَ أكثر عن عملية إنتاج حليب الأم من الثديين.
https://youtu.be/1Fvgxc04Lww
ما هي الأطعمة التي تزيد من كمية الحليب لتغذية الطفل
هناك بعض الأطعمة والمشروبات التي قد تفيد بجانب بعض النصائح الأخرى التي من الممكن أن تغير الكثير تجاه كمية الحليب التي ينتجها الثديين لديكِ، فقط اتبعي النقاط هذه:
- شرب ما يتراوح من 6 لـ 8 أكواب مياه يوميًا.
- تناول الخضروات الطازجة والفواكه المليئة بالفيتامينات.
- الإكثار من تناول الخضروات الورقية الغنية بالعديد من العناصر الغذائية الهامة.
- تناول الشوفان بكثرة يزيد من إدرار اللبن بجانب قدرته الفعالة في علاج أمراض فقر الدم والأنيميا التي تؤثر سلبًا على جودة وكمية الحليب.
- تناول الجزر سواء ثمرة أو كوب عصير يعد مفيد جدًا.
- تناول المشروبات الساخنة كالحلبة والمغات وتوت العليق.
- تناول البنجر بكثرة.
- إرضاع الطفل على فترات متقاربة حتى وإن كانت فترة الرضاعة نفسها ليست كبيرة، فهذا يساعد على تحفيز الغدد اللبنية، وإذا لزم الأمر من الممكن أن يتم شفط الحليب وتخزينه بصورة صحية وإعطائه للطفل عن طريق الزجاجة.
- احرصي على إرضاع الطفل بكلا الثديين حتى تحفزي إنتاج اللبن بهما، ومنع جفاف إحداهما.
وهذا الفيديو يضم مجموعة من النصائح الهامة جدًا للأم المرضع والتي تزيد من عملية إدرار الحليب؛ لتغذية المولود.
عادات خاطئة تقوم بها الأمهات الرضع تقلل من كمية الحليب وتغير طعمه
هناك بالفعل بعض العادات الخاطئة أو ما تسمى بمعنى آخر وهي: تطبيق النصيحة بشكل خاطئ إما بزيادة الأمر عن حده أو عدم كفايتك من العمل بتلك النصيحة، ومن أهم العادات الخاطئة هذه النقاط الآتية:
- شرب الماء بكثرة أو التقليل منه الأمران يضران بكمية الحليب التي ينتجها جسمك خلال فترة الرضاعة فلا تزيدي بشكل مبالغ فيه في شرب المياه باعتبار أنه يزيد من إدرار اللبن فتزيدي من الكمية وينقلب الأمر بالعكس والجفاف أيضًا يقلل من كمية اللبن باعتبار أن المكون الرئيسي للبن هو الماء.
- التدخين بشراهة خاصةً إذا كانت الأم قد توقفت خلال فترة حملها عن التدخين لصحة مولودها: اعلمي أنه كما كان التدخين ضار في فترة الحمل فهو ضار جدًا أيضًا في فترة الرضاعة لما يحتويه من نسبة عالية من النيكوتين الذي يُخفض بل ويمنع إدرار الحليب.
- القيام بعمل ريجيم بعد الولادة للتخلص من الوزن الزائد: لا تفعلي ذلك إلا باستشارة طبيب على أن يختار لكِ نظامًا غذائيًا صحيًا يخفض من الوزن ولا يضر بحليبك.
- من يستخدمون المرمرية في إنقاص الوزن أو بهدف آخر ابتعدوا عن هذه العشبة حتى وإن كنتي لا تتناولينها سوى بضعة مرات فقط.
- تناول حبوب منع الحمل وتحديد النسل التي تحتوي على هرمون الإستروجين من شأنها الإضرار بكمية حليب الأم المغذية للطفل؛ لذا اسألي طبيبتك بشأن حبوب منع حمل الغير مضرة بحليبك.
- هناك بعض الأدوية التي تضر بكمية اللبن مثل أدوية الاحتقان والزكام والرشح، فيجب تجنبها قدر المستطاع أيضًا.
- تناول المواد المنبهة التي تحتوي على نسبة كافيين عالية كالقهوة والشاي والشكولاتة أيضًا يؤثر على كمية الحليب.
- تعويد طفلك على اللهاية أو الشراب عن طريق الزجاجة يجعل إقباله أقل على الحليب الطبيعي فيبدأ في الانخفاض في كميته.
- إرضاع الطفل وأنتِ منزعجة أو مضغوطة نفسيًا وهذا الأمر يقلل من جودة وطعم ونوعية الحليب فينفر الطفل منكِ وتبدأ الغدد اللبنية في التكاسل لعدم القيام بتنشيطها وشفط اللبن منها.
هل أي أم مرضع مُعرضة لنقص كمية الحليب لديها؟
بالفعل كل أم مرضع مُعرضة لذلك وللكن بطريقة نسبية، فكل هذه الأمور المذكورة سابقًا تختلف من واحدة إلى أخرى ويجب على الأم المرضع الانتباه لها جميعًا حتى لا تقع في مأزق انخفاض كمية الحليب في ثدييها، وأما من تعاني بالفعل من نقص في كمية الحليب لديها عليها بإتباع النصائح وتجنب العادات الخاطئة المذكورة، وهذا الفيديو يزودكم بمعلومات مهمة حول الطعام المُفضل للأم المرضع والذي يزيد من كمية إدرار الحليب بجانب تحسين جودته ونوعيته، إليكم الفيديو التالي:
وهنا بقيتم على معرفة بكل شيء عن حليب ثدي الأم وطريقة تخزينه وشفطه، وكيف تتم العملية والكثير عن فوائد الرضاعة الطبيعية التي تعود على طفلك الرضيع بالصحة والعافية وتفيد خاصةً في حالة كنتِ لا ترغبينَ في إطعامه من ثدييك لأغراض تخص الجسم أو تمسكك بالريجيم الذي يعوق كمية إنتاج الحليب، وبالتالي فهنا نجد أن عملية إنتاج الحليب يسبقها تأهيلات لجسد الأم خلال فترة الحمل وعن إجابة سؤال كيف يتم إنتاج الحليب من ثدي الأم ؟ الآن أنتِ تعرفينَ الإجابة المُثلى له بجانب معلومات هامة عليكِ أن تكونينَ على دراية بها وأطعمة ومشروبات تزيد من كمية إدرار الحليب باعتباره الغذاء الصحي للرضيع.