أسباب وتأثير مرض هشاشة العظام للمرأة الحامل وهل يمكن علاجه طبيًا أم لا؟

أصبح مرض هشاشة العظام للمرأة الحامل والنساء عمومًا مرض شائع ولكن هل تعرفينَ أنه خطير جدًا ويصعب علاجه طبيًا؟ هل أنتِ على دراية بما يفعله مرض هشاشة العظام من كسور وتمزق في العظام والأربطة مما يجعلك تعانين من آلام العظام طيلة حياتك؟ إذا لم تأخذي الأمر على محمل الجد فلا بد من قراءة هذا المقال حتى تعرفي أسباب الإصابة بمرض هشاشة العظام ومدى تأثيراته السلبية على المرأة الحامل بشكل خاص وطرق الوقاية منه باعتبار أنه ليس من السهل علاجه.

ما هو مرض هشاشة العظام وعلاقته بالمرأة الحامل

أسباب وتأثير مرض هشاشة العظام للمرأة الحامل وهل يمكن علاجه طبيًا أم لا؟

مرض هشاشة العظام يعتبر مرض العصر ويصيب السيدات على وجه الخصوص لما يمرن به من مراحل الحمل والولادة، تلك المرحلة التي تُعد مرحلة انتقالية في حياة أي امرأة فهي تحمل بين أحشائها روح جنين يتقاسم معها كافة العناصر الغذائية والمعادن التي تتناولها بشكل يومي ولمدة تسعة أشهر، وبعدها أيضًا يستمر في التغذية على حليبها لمدة عامين ليمتص ما يحتاجه من عناصر غذائية متمثلة في الفيتامينات والمعادن الهامة التي لا يُعوضها الأقراص الطبية فقط.

بالفعل العديد يقول أنه يتناول فيتامينات طبية وأقراص معدنية لتقوية العظام وغيرها، ولكن اسمحي لي أن أقول لكِ أنه لا غنى عن النظام الغذائي الصحي والمفيد أولًا ثم تأتي بعد ذلك الأقراص الطبية في المرحلة الثانية، وإن بدأتي بها كمرحلة أولى فهي لا تُجدي ولا تنفع.

مرض هشاشة العظام ينتج عن نقص حاد في مستوى الكالسيوم في العظام، ومن المعروف أن ترسيب الكالسيوم في العظام لم يأتي بين ليلة وضحاها وإنما هو يعتمد على مسيرتك الغذائية طيلة حياتك منذ كونك طفل بل وجنين في رحم الأم، فإذا أصيب الطفل بنقص الكالسيوم عند ولادته بسبب نقص الكالسيوم لدى الأم الحامل فهنا يبقى الأمر معه طيلة حياته فيحاول علاجه من وقت لآخر ولكن يظهر الأمر بشكل تحذيري في سن المراهقة ويزداد الأمر إلى الإصابة بالمرض بعد تخطي سن الشباب؛ لأن الجسم يصعب عليه امتصاص الكالسيوم كلما زاد عمر الشخص فيكون مستوى الامتصاص أعلى لكونه طفلًا عن كونه مراهقًا عن كونه ذات الثلاثين من عمره وهكذا.

 والمرأة الحامل لا تتحكم في كمية الكالسيوم التي يمتصها الجنين؛ لذا يجب عليها تناول كمية مضاعفة للكالسيوم يوميًا من الأغذية والأقراص الطبية التي تصفها الطبيبة لها وفقًا لمستوى الكالسيوم لديها، وبالتالي فإن السيدات عمومًا واللواتي مررنَ بمراحل الحمل والرضاعة هم الأكثر عُرضة لهشاشة العظام سواء في سن مبكر أو متأخر في حالة عدم الاهتمام بطرق الوقاية من المرض وزيادة معدل الكالسيوم في الأغذية المُتناولة يوميًا.

أسباب الإصابة بـ مرض هشاشة العظام للمرأة الحامل والمقبلة على الحمل

أسباب الإصابة بـ مرض هشاشة العظام للمرأة الحامل والمٌقبلة على الحمل

هناك نسبة 20 في المائة من السيدات ذوات العشرينات والثلاثينيات من عمرهنَ يُصبنَ بمرض هشاشة العظام قبل بلوغ سن اليأس وهذا الأمر خطير للغاية مع العلم أن هذه النسبة تتمركز في الدول العربية بشكل خاص نظرًا للأسباب التي تتمثل في الآتي:

  • عدم الاهتمام بصحة المرأة قبل الزواج ومعرفة معدل الكالسيوم والحديد وغيرها من المعادن والفيتامينات في جسدها للمعالجة الدورية والمتابعة مع الطبيب.
  • الدخول في الحمل مباشرةً قبل معالجة تعويض نقص الكالسيوم عند المرأة في حالة وجود ذلك.
  • عدم تناول كمية مضاعفة من الأغذية التي تحتوي على الكالسيوم في فترات ومراحل الحمل الثلاثة باعتبار أن الجنين يتغذى على الكالسيوم بشكل أساسي من الأم.
  • سوء التغذية لعدم إتباع نظام صحي سليم يحتوي على الألبان والبيض وكل ما يحتوي على الكالسيوم باعتبارهم من الأغذية التي لا تتقبلها الحامل ويُشعرها بالغثيان فتقلع عنها.
  • الحمل المستمر والمتعدد.
  • قلة النشاط والحركة وعدم الاستفادة من الكالسيوم في الجسم.
  • عوامل وراثية.
  • نقص فيتامين د.
  • استعمال المنشطات.
  • زيادة هرمون الإستروجين.
  • الإصابة بالأمراض المزمنة وارتفاع استقلاب العظام.
  • زيادة الوزن أثناء الحمل والرضاعة.

مدى تأثير الحمل على هشاشة العظام

هشاشة العظام للمرأة الحامل تكون مؤقتة وتتمركز في الثلث الأخير من الحمل نظرًا لزيادة الوزن وبعض الأسباب الأخرى التي ذكرناها سابقًا التي يتسبب فيها الحمل، والمرأة العادية يحتاج جسمها إلى نسبة كالسيوم يومية تتراوح ما بين 1000 إلى 1200 مللي جرام لمحاربة هشاشة العظام واحتمالية كسرها، والحامل تستمر على هذه الجرعة أيضًا في المرحلة الأولى من الحمل ويُفضل تناولها من خلال النظام الغذائي الصحي فقط، ولكن في المرحلة الثانية والثالثة من الحمل تتناول جرعة أكبر قليلًا قد تصل إلى 1500 مللي جرام يوميًا وبالتالي تتناول أقراص كالسيوم بجانب النظام الصحي باعتبار أن هذه النسبة الكبيرة من الصعب أن تحصل عليها الحامل من خلال نظامها الغذائي اليومي.

وفي فترة الرضاعة تقل معدلات الكالسيوم في جسم المُرضع لمدة عامي الرضاعة ولكن على الأغلب تستعيد المرأة الحامل معدل الكالسيوم بعد ستة أشهر فقط من تناول الرضاعة أي أن نقص الكالسيوم في هذه المرحلة وقتي وهذا في أغلب الحالات وفي حالات أخرى تتحول إلى مرض.

ومع هذا الفيديو يمكنكم معرفة المزيد عن تأثير الحمل على زيادة قابلية المرأة للإصابة بمرض هشاشة العظام.

أعراض إصابة الحامل بهشاشة العظام

هناك بعض الأعراض التي على الحامل معرفتها للتأكد من إصابتها بهشاشة عظام أم لا؛ لأن الأمر يكون حينها خطير ومؤلم للغاية ومن الممكن أن يؤدي إلى حدوث كسور ونتائج وخيمة، ومن أهم الأعراض الآتي:

  • آلام شديدة في العمود الفقري.
  • حدوث ألم في عظام الوركين وعظام الحوض.
  • عدم القدرة على الحركة والتنقل بشكل طبيعي.
  • الشعور بكسر في إحدى الفقرات أدت إلى إعاقة في الحركة.

ما هي الأطعمة التي تساعد على امتصاص الكالسيوم في الجسم للحامل

ما هي الأطعمة التي تساعد على امتصاص الكالسيوم في الجسم للحامل

اعلمي سيدتي أنه يوجد أمر أهم من تناول معدن الكالسيوم ومشتقاته والأغذية التي تحتوي عليه بل والأقراص الطبية الغنية به ألا وهو وقت تناول أقراص  الكالسيوم والأغذية التي تساعد على امتصاصه، فلا قيمة لتناول أقراص الكالسيوم إذا كان يتبعها تناول أقراص الحديد مباشرةً، ولا قيمة لتناول أغذية مليئة بعنصر الكالسيوم دون تناول أغذية تساعد على سهولة ترسيبه في العظام وليس ترسيبه في البول فيتخلص منه الجسد دون الحصول على أدنى فائدة؛ لذا لا بد من إتباع الأمور هذه حتى تتأكدينَ أنكِ لم تتناولينَ الكالسيوم فقط بل تستفادينَ منه أيضًا:

  • إذا كنتي ممن يتناولن أقراص الحديد والكالسيوم الأمر الأكثر شيوعًا بين الحوامل والذي يُعطى بأمر الطبيب، فاحرصي على تناول الكالسيوم في المساء قبل النوم بساعة على الأقل والفصل بين تناول أقراص الحديد وأقراص الكالسيوم بثلاثة ساعات على الأقل.
  • تناولي البرتقال مع اللبن أو بعده؛ لأنه يساعد على ترسيب الكالسيوم في العظام.
  • الحرص على تناول الفول بشكل شبه يومي فهو من الأغذية المليئة بالكالسيوم والتي تساعد على امتصاصه بالجسم أيضًا.
  • تناول الخضروات الورقية كالملفوف والبروكلي والملوخية والبقدونس والجرجير.
  • تناول الحبوب الغذائية كالعدس والفاصوليا والحمص واللوبيا فهي تبني العظام وترسب الكالسيوم بها؛ لاحتوائها على الماغنسيوم.
  • تقليل الملح في الطعام يساعد على سرعة ترسيب الكالسيوم.
  • الابتعاد قدر الإمكان عن اللحوم الحيوانية فهي تعمل على سحب الكالسيوم من العظام.
  • الحصول على فيتامين د يعمل على ترسيب الكالسيوم في العظام.
  • لمن هم يعانون بالفعل من هشاشة العظام يجب عليهم الابتعاد عن تناول الألبان والحصول على الكالسيوم من البقوليات والخضروات الورقية.
  • تناول الأغذية المليئة بهرمون البروجسترون المُقوي للعظام مثل: فول الصويا والبطاطا الحلوة.

مع العلم أنه يُفضل تناول الحبوب والخضروات وكل الأغذية المذكورة سابقًا دون طهي للاستفادة من القيمة الغذائية بها والتي تتلاشى عند وضعها على النار.

هل مرض هشاشة العظام له علاج؟ وما هي طرق التغلب عليه؟

بالفعل هشاشة العظام من الأمراض المُصنفة بصعوبة وجود علاج طبي مُحدد لها سوى ببدء الشخص بالإقلاع عن بعض العادات الخاطئة التي أدت إلى إصابته بالمرض هذا مع العلم أن الأمر سوف يأخذ وقتًا طويلًا وبالأخير النتيجة لم تكون مرضية بالنسبة للكثير، والأمر قد يتدهور بشكل مبالغ فيه خاصةً مع بلوغ المرأة سن اليأس الذي يعتبر كفيل بالإصابة بهشاشة العظام في حالة عدم متابعة الطبيب بصفة مستمرة في هذا السن فما بالك بمن أصيبوا به قبل بلوغ سن اليأس؟!

هناك علاج دوائي طبي يتم وصفه للمريض للحد من تدهور حالة مريض هشاشة العظام  بشكل عام مع العلم أنه يصعب تشخيص المرض أثناء فترة الحمل باعتبار أنه يجب عمل أشعة سينية والتي تُعتبر خطر على الجنين؛ لذا يتم وصف أقراص وفيتامينات على الأغلب وبعد الولادة يتم اتخاذ اللازم حيال الأمر، وتتمثل العقارات الطبية في الآتي:

  • أقراص فيتامين د.
  • أقراص الكالسيوم والكالسيتونين.
  • العلاج الهرموني الاستبدالي ويُفضل لمن بلغوا سن اليأس.
  • العلاج الغير هرموني والمتمثل في البيسفوسفونات.
  • تناول دواء الفلوريد.
  • عقار الستيرويدات البناءة.

وهناك طرق للتغلب عليه بشكل يريح الشخص في حالة تم التأكد من إصابة المرأة الحامل بمرض هشاشة العظام وتتمثل في بعض الأمور الآتية:

  • عدم حمل الأشياء الثقيلة.
  • الابتعاد عن ممارسة الرياضات العنيفة والصعبة والاكتفاء برياضة المشي.
  • الابتعاد عن تناول المهدئات إذا كنتِ تتناولينها فهي بمثابة مُدمر للتحكم العصبي والعضلي.
  • التزام الراحة التامة على السرير.
  • عمل كمادات باردة ودافئة على الأماكن التي تشعرينَ فيها بألم.
  • العمل على إتباع نصائح الوقاية المذكورة أدناه.

نصائح للحوامل للوقاية من مرض هشاشة العظام

باعتبار أن مرض هشاشة العظام يتم اكتشافه على الأغلب عند المرأة في فترة الحمل لكون الكالسيوم من أهم عناصر بناء جسم الجنين داخل رحم الأم حيث يصعب تعويض الكمية التي يمتصها الجنين في وقت قصير مما يؤدي إلى ظهور أعراض الإصابة بهشاشة العظام في وقت قياسي فهناك سبل عديدة للوقاية من هذا الأمر خاصةً قبل الحمل وتتمثل الأمور في الآتي:

  • الحرص على تناول حمض الفوليك لمن هم مُقبلون على الزواج أو في شهورهم الأولى من الزواج لتهيئة الجسم لاستقبال الجنين والأم في صحة وعافية.
  • عمل تحاليل لمعرفة معدل الكالسيوم في جسم المرأة وإتباع الوصفات الطبية المُعطاة لها وتناول الأقراص وفقًا لحالتها ولرأي الطبيب في نتيجة التحاليل.
  • الحرص على تناول العديد من الخضروات والفواكه الطازجة بشكل يومي.
  • إتباع نظام غذائي صحي والابتعاد عن الأغذية الحارة والوجبات السريعة والدهنية.
  • إذا كنتي من مدمنين المشروبات الغازية فحان الوقت للتخلص من هذه العادة السيئة التي تعتبر من أهم أسباب الإصابة بمرض هشاشة العظام في وقتنا الحالي وفقًا لدراسات عالمية.
  • الحرص على التعرض للشمس من حين لآخر للحصول على فيتامين د خاصةً إذا كنتِ في عمر متقدم.

قد يهمك أيضًا: تأثير الكحة على الحمل ومدى خطورته على الجنين

إرشادات أخرى للوقاية من مرض هشاشة العظام

  • عمل رياضة بسيطة بشكل يومي كالمشي أو اليوجا للمساعدة على ترسيب الكالسيوم في الدم.
  • المتابعة مع طبيب مختص حتى يتم تعديل نقص الكالسيوم لديك إن وجد.
  • إذا كنتِ قد تخطيتِ سن الأربعون عامًا وبدأتي تدخلينَ في مرحلة سن اليأس فلا بد من العرض على الطبيب لمعرفة الفيتامينات التي يجب تناولها في هذه المرحلة التي تعتبر من أكثر الأوقات حرجًا بالنسبة لإصابة المرأة بهشاشة العظام.
  • إذا كنتِ من المدخنات فلا بد من الإقلاع فورًا عنها لخطورتها عليكِ قبل الزواج وبعده وأثناء الحمل وفي سن اليأس أيضًا.
  • تناولي أغذية تحتوي على فيتامين د مثل: السردين والسالمون والتونة والحليب.
  • الابتعاد عن تناول الشيبسي والمعلبات خاصةً المالح منها والحد من تناول القهوة بصورة مستمرة.

وبهذه النصائح يمكن الوقاية من الإصابة بمرض هشاشة العظام للمرأة الحامل الذي يعتبر من الأمراض المزمنة والتي يصعب علاجها في كثير من الأحيان والتي يتأثر بها عظام الجسم بشكل كامل وقوة البصر بشكل خاص فتصبح العظام مُعرضة للكسر حتى وإن كان الشخص قد تعرض لسقوط بسيط، ويصبح هناك غشاوة وضعف للنظر؛ لذا فالوقاية خير من العلاج خاصةً إن كان العلاج صعب المنال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *