أحيانًا لا تهتم المرأة المرضعة لتناول حبوب منع الحمل خشيةً على تغير جودة حليبها الذي يتغذى عليه الطفل، واعتقادًا منهم أن الحمل في الشهور التي تلي الولادة لا يحدث بها حمل، ولكن توجد العديد من علامات الحمل للأم المرضعة التي قد تغفل عنها الكثيرات، ويرجع السبب إلى حدوث الحمل إلى تضارب مواعيد الدورة الشهرية بالإضافة إلى انخفاض معدل الخصوبة لدى المرأة في ذلك الوقت، الأمر الذي يجعلها توقن أنه لن يحدث حمل.
ولكن هذا أمر غير صحيح، فهناك العديد من الأمهات المرضعات ممن اكتشفوا حملهم في أشهر الرضاعة، وظهرت عليهم علامات الحمل التي تختلف بطريقة ما بالنسبة للمرأة الغير مرضعة، فترى تغييرات معينة لا يلاحظها سواها تؤكد لها على أنها حامل بالفعل.
ولكن كيف تكتشف الأم المرضعة حملها؟ وما هي أعراض الحمل في هذا التوقيت بالأخص؟ وهل هذا مضر لها وللجنين أم لا؟ وما عساها أن تفعل المرضعة عند اكتشاف حملها؟ كل هذه الأسئلة بالفعل تدور في عقول المرضعات اللواتي يتشككنَ ولو للحظة أنهم حوامل، ويرغبون في التأكد بمعرفة الأعراض ومن ثم التأكد النهائي بالاختبار المنزلي وتحليل الدم.
أهم علامات الحمل للأم المرضعة
هناك علامات للحمل معروفة للجميع سواء للبكريات الحوامل أو لمن سبق لهم الحمل ولكن الآن ليسوا مرضعات، ولكن قد تختلف قليلًا علامات الحمل لدى المرأة المرضعة والتي يمكن أن تكتشف حملها بطرق عدة واضحة للغاية تتمثل في الآتي:
- عند الشعور بألم في الثدي عند الرضاعة يفوق الألم العادي الذي تشعرينَ به وقت الرضاعة منذ البدء في ذلك.
- حدوث التهاب ملحوظ في حلمة الثدي.
- تغير رائحة وطعم حليب الأم، ويمكنك معرفة ذلك من خلال شهية طفلك، فإذا لاحظتي أنه لا يرغب في تناول حليبك، وأنه بدأ في أن يفطم نفسه تلقائيًا دون تدخل منكِ، فهنا تكون التغييرات الهرمونية قد لعبت دورها في تغيير طعم الحليب وبالتالي لم يعد الطفل يتذوقه أو يرغب فيه.
- الشعور بالدوخة وعدم اتزان الجسم.
- الشعور بالغثيان والرغبة في التقيؤ.
- آلام في المعدة وحرقان.
- إذا تأخرت الدورة الشهرية في حال كانت منتظمة لديكِ.
- التبول المتكرر ورغبة الأم في الدخول إلى دورة المياه باستمرار.
ويمكنكم الاطلاع على هذا الفيديو لمعرفة المزيد عن أعراض الحمل للمرضعات.
https://youtu.be/Eg3s1ggbvw0
هل الحمل وارد أثناء الرضاعة؟
بالفعل من الممكن جدًا حدوث حمل أثناء الرضاعة، فالكثير يعرف أن معدل الخصوبة لدى المرضعة لم يكن جيد، ولذلك لا يمكن أن تحمل السيدة، ولكن معدل نسبة الحمل موجودة بالفعل خاصةً وأن علميًا وطبيًا تكون هذه الحالة نسبية، وترجع إلى زيادة معدل هرمون البرولاكتين الذي يظهر وينتشر في جسم المرضعة عند الرضاعة والذي يعمل كمانع للحمل بشكل طبيعي.
ومن اعتادت ألا تُرضع طفلها كثيرًا فهنا يقل معدل الهرمون الحليبي الناتج، وبالتالي تزيد فرص الحمل في هذه الفترة إن لم يتم استخدام مانع طبي للحمل سواء أقراص أو اللولب أو أي من الطرق الأخرى المتاحة؛ لذا لمن لا ترغب في الحمل في هذه الفترة الحساسة يجب أن تنتبه كثيرًا ولا تترك الأمر هكذا.
هل الرضاعة في فترة الحمل خطيرة؟
بالفعل هناك خطورة على الأم المرضعة في حالة اكتشفت حملها في هذه الفترة، وذلك لاحتمالات كثيرة من الممكن أن تؤذي الأم والطفل الرضيع والجنين أيضًا، وتتمثل في أمور كثيرة من بينها الآتي:
- باعتبار أن حليب الأم سوف يتغير طعمه ورائحته، فهنا سوف يفطم الطفل نفسه بشكل تلقائي، وبالفعل سوف يتعرض لنقص في فترة رضاعته التي من الطبيعي أن تكون عامين، ونحن نعلم مدى تأثير فطام الطفل باكرًا.
- أيضًا هذا يكون إجهاد كبير على الأم المرضعة التي تتعرض لمضاعفات الحمل وأعراضه، وفي الوقت نفسه تعمل على المواظبة على إرضاع طفلها وتنام متقطع من أجل إرضاعه في الليل وغيرها من نشأة الرضيع حديث الولادة وما يحتاجه.
- تشعر الأم بآلام كثيرة وأوجاع عند رضاعة الطفل، فتتألم من ثدييها وربما يصل على حد الالتهاب الحاد، فيصعب عندها إرضاع الطفل.
- تؤدي الرضاعة الطبيعية إلى حدوث تقلصات في الرحم وهذا يعد خطير في المرحلة الأولى من الحمل، حيث تؤدي كثرة التقلصات إلى احتمالية حدوث الإجهاض.
- لا بد من التوقف عن الرضاعة الطبيعية منذ بدء المرحلة الثانية من الحمل وحتى نهاية الحمل؛ لخطورة لبن الأم على الطفل آنذاك، وخطورة الرضاعة أيضًا عليها، وهنا من الممكن ألا يكون الطفل قد أكمل عام من فطامه أو لم يكمل فطامه كامًلا فتتأثر صحته مستقبليًا وتبدأ الأم في إدخال الأغذية المضافة باكرًا.
وهنا يجب الحرص على معرفة الحمل باكرًا، وعند تأخر موعد الدورة الشهرية أو الشعور بأي من الأعراض المذكورة سابقًا لا بد من عمل اختبار منزلي، والتأكد الأخير بعمل فحص دم أو عمل سونار.
ويمكنكم معرفة المزيد عن خطورة الحمل أثناء الرضاعة من خلال هذا الفيديو.
نصائح هامة للأم المرضعة الحامل
من وجدت بالفعل أنها حامل وكشفت لها إحدى وسائل كشف الحمل عن ذلك، فلا بد من إتباع بعض النصائح والإرشادات الهامة للحفاظ على صحة جنينها وأيضًا صحة رضيعها، بالإضافة إلى تجنب الإرهاق والتعب قدر الإمكان الذي قد تتعرض له الحامل إذا حدث ذلك، إليكم بعض النصائح الهامة:
- التوقف عن إرضاع طفلك تدريجيًا، بحيث تتوقفينَ في الشهر الثالث أو الرابع بحد أقصى.
- الاهتمام بترطيب حلمة الثدي بشكل دوري؛ لتجنب فرار طفلك من الرضاعة، وعدم التهابها وإيلامك بشكل كبير.
- إتباع نظام صحي في تناول الغذاء خاصةً الفواكه والخضروات الطازجة؛ للتغذية السليمة لجسمك وحليبك، وإفادة أطفالك سواء الذي بين يديكِ أو الذي بين أحشائك.
- الحصول على الراحة قدر المستطاع.
- تناول السوائل بالأخص المياه فتتراوح بين 8 إلى 10 أكواب يوميًا.
- الابتعاد عن تناول المُنبهات والمشروبات التي تحتوي على الكافيين.
- العمل على تناول حبوب الحديد والكالسيوم في الوقت المناسب وفقًا لما يحدده الطبيب.
- التوقف عن التدخين وتناول الكحوليات في حالة كنتِ ممن يتناولنها.
- تناول الفيتامينات لتقوية بنية الأم وبالتالي الطفل؛ للحصول على المعادن قدر المستطاع من الغذاء الطبيعي.
- في حالة كنتِ ترضعينَ الطفل في الشهور الأولى من الحمل، فحينها قومي بترطيب وتنشيف الحلمة وتطهيرها، ووضعها في فم الطفل بإحكام؛ لتجنب التهابها واحمرارها.
ومع الدكتور محمد الفايد يمكنكم متابعة نصائح حول حمل المرأة المرضعة، إليكم هذا الفيديو.
https://youtu.be/pKPRQeiU_pE
والأخصائية الدكتورة رولا قطامي تقدم إرشادات هامة للحوامل المرضعات يمكنكم الاطلاع عليها من خلال رابط هذا الفيديو.
وبالأخير فإن صحة الأم هي الأهم وباعتبار أنها لا تزال في فترة نقاهة من حملها السابق وترضع طفلها الذي يحتاج عناية فائقة، هنا يجب توخي الحذر واستخدام وسائل منع الحمل الممكنة لديها؛ لإعطاء كل طفل فترته التي يحتاجها بالإضافة إلى عدم إرهاق صحة الأم ما بين الرضاعة والاهتمام بنشأة الصغير وتولي مسئولية تكوين جنين آخر يكمن داخل أحشائها.