تكمن معضلة الحمل في الشهر الثاني في شيوع حالات اكتشاف الحمل فيه، حيث إن العديد من النساء لا يعلمن بحملهن إلا بعد وصوله للشهر الثاني، ورغم ما يجمعه الاكتشاف من البهجة والفرح، إلا أنه يُمثل في ذات الوقت صدمة نفسية مآلها التوتر والخوف والحيطة والحذر مما هو قادم.
تبعًا لذلك سنتناول في السطور القادمة أهم وأبرز التغيرات الجسدية للحامل لعل مُراقبة ظهورها تُصبح مؤشرًا على حدوث الحمل، ثم نتبعها بأهم النصائح لحملٍ صحي ومُستقر.
أعراض الحمل في الشهر الثاني
إن كان العلم بالحمل من شهره الأول؛ فنقول أن الأعراض ستستمر مع زيادة طفيفة في حدتها، وإن لم يُعلم عن الحمل مُسبقًا فراقبي ظهور هذه الأعراض للتثبت من وجود حمل.
وجدير القول أن التغيرات الجسدية وأعراض الحمل في الشهر الثاني هي نتاج مُباشر لزيادة مُعدلات هرمونات البروجسترون والأستروجين بالجسم، ومن بين أبرز الأعراض ما يلي:
- حتمية الشعور بالغثيان كل صباحٍ عقب الاستيقاظ من النوم مُباشرةً.
- الشعور الدائم بالوهن والضعف العام والإرهاق.
- دوام الأرق واضطرابات النوم رغم الحاجة المُلحّة والرغبة الشديدة في النوم لساعاتٍ طويلة.
- تكرار التبول، وهو ناتج عن زيادة مُستويات هرمون الحمل والذي يؤثر بدوره على آلية دورة الدم في الكُلى بصورة تزيد من نشاطها، بالإضافة إلى أن زيادة حجم الرحم تؤدي إلى الضغط المُستمر على المثانة.
- الإصابة المُتكررة بالإمساك وغازات وانتفاخات البطن.
- فقدان القدرة على التركيز، ودوام النسيان والتقلبات المزاجية الحادة.
قد يهمك أيضًا: الشهر الرابع من الحمل وأهم التغيرات التي تحدث للأم والجنين
أهم التغيرات الجسدية على الأم
مع بداية الحمل في الشهر الثاني تطرأ على الحامل بعض التغيرات، منها:
- كبر حجم البطن وزيادة مُحيط الخصر تبعًا لتمدد الرحم وزيادة حجمه بمُعدل 1000 ضعف عن حجمه الطبيعي.
- مُلاحظة زيادة حجم الثديين لبدء تكون الغدد اللبنية المسئولة عن إدرار الحليب، بالإضافة إلى تغير لون الحلمات إلى لونٍ شديد القتامة والدُكنة، إلى جانب الشعور المُستمر بالألم والحساسية عند لمس الثديين.
- زيادة سُمك بطانة المهبل مع قلة حساسيتها والشعور بها، إلى جانب زيادة خروج الإفرازات المهبلية الغريبة، علمًا بأن بعض الحوامل قد يُعانين من النزيف المهبلي البسيط.
- بدء ظهور الأوردة الزرقاء بمناطق البطن والثديين والساقين تبعًا لزيادة وسرعة ضخ الدم من القلب، وهو ما يتبعه أيضًا توهج الوجه واحمراره المُستمر، ومن المُمكن أن تُعاني الحامل من مُشكلاتٍ صحية بالبشرة مثل ظهور حب الشباب والكلف لإفراز الجلد كمياتٍ كبيرة من الدهون.
قد يهمك أيضًا: الشهر السابع من الحمل .. احذري الأسباب التي تؤدي للولادة المُبكرة
تطور الجنين في الشهر الثاني
الحمل في الشهر الثاني هو بدايةً لكل شيء يخص الجنين، فهو البداية لتكون وتطور الأعضاء الداخلية الأساسية مثل الدماغ والكبد والقلب والكُلى والمعدة والهيكل العظمي والأطراف والأصابع والجفون.
يظل الجنين صغير الحجم حتى الأسبوع الثامن وفي منتصف تلك الفترة تبدأ حاسة اللمس لأول مرة في الظهور؛ حيث تبدأ بلمس منطقة الخدين ومع نهاية الشهر الثاني تتطور لتصل إلى الأعضاء التناسلية، بينما تبدأ حاسة السمع في الظهور ولكن بصورة ضعيفة للغاية.
كما أنه مع نهاية مرحلة الحمل في الشهر الثاني -إن سار تطور الحمل طبيعيًا- يصل طول الجنين إلى 2 سم ويزيد قليلًا، وبالنسبة للوزن فسيصل إلى حوالي 9 جراماتٍ تمثل فيها الرأس ثلث الجسم.
قد يهمك أيضًا: الحمل في الشهر الثامن .. وخطورة الولادة في الشهر الثامن
أشد مخاطر الشهر الثاني
نظرًا لأهمية الحمل في الشهر الثاني من حيث بدء تكون الأعضاء الداخلية؛ يكون من أشد المخاطر المُحتملة على الجنين هي حدوث التشوهات والتي عادةً ما تكون ناتجة عن تناول عشوائي لأدوية وعقاقير تضر بالحمل، بالإضافة إلى إمكانية تعرض الجنين للعدوى الفيروسية أو البكتيرية والتي عادةً ما تنتج عن إهمال الأم لحالتها الصحية فتُصاب بعدوى ما كالحصبة الألمانية مثلًا ومن ثَم تنتقل إلى الجنين.
أهم النصائح لحملٍ صحي ومُستمر
مع الحمل في الشهر الثاني لا بد على الأم الاهتمام بـ:
- التغذية الصحية والمُتوازنة، إلى جانب التخلي عن كل العادات الغذائية الضارة والغير سليمة.
- تناول الفيتامينات والمعادن الأغذية الطبيعية وبالمُكملات الغذائية الموصوفة من الطبيب، ويُشدد في هذه المرحلة على تناول حمض الفوليك لدوره في إنتاج وتطوير الخلايا، وكذلك لأهميته في الوقاية من العيوب والتشوهات الخلقية، وهو مُتوفر بكثرة في الخضراوات الورقية الخضراء والحمضيات والحبوب الكاملة والبقوليات.
- تناول الأغذية الغنية بالبروتينات والكالسيوم لدورها في تعزيز بناء أنسجة وعضلات الجنين، وهي متوافرة بكثرة في أنواع اللحوم المُختلفة والمكسرات النيئة ومنتجات الألبان والبيض.
- تجنب تناول الحلويات والدهون المُشبعة الضارة.
- الحصول على قدرٍ كافٍ من النوم، مع الاهتمام بأخذ قيلولة نهارية لراحة الجسم واسترخاءه.
- المتابعة الدورية مع الطبيب المُتخصص وعدم إهمال نصائح وإرشاداته.
- اجراء الفحوصات الطبية الأساسية لتلك المرحلة، وأهمها فحص مُستويات البروتين في البول للتأكد من سلامة الكُلى، فحص ضغط الدم، فحص مُستوى السكر بالدم، فحص فصيلة الدم للحامل وزوجها للتأكد من عدم وجود مُشكلة RH، فحص مُستويات الحديد والهيموجلوبين الدم، إلى جانب الفحوصات الخاصة بالكشف عن الفيروسات الضارة والمُعدية.
وبعد أن عرضنا لكِ سيدتي أهم تغيرات الحمل في الشهر الثاني والنصائح اللازمة لكلًا من الأم والجنين وطُرق الوقاية من أي مشكلاتٍ طارئة، نتمنى لكِ حملًا يسيرًا وولادةً سهلة إن شاء الله.
للمزيد: الحمل في الأربعينات من عمر المرأة هل هو ممكن؟ وما هي مخاطره؟