الحمل في توأم أو في عدة توأم يُعني الكثير والكثير من النواحي الصحية والحياتية والاقتصادية والتربوية، ومن ثَم يحتاج إلى معرفة الكثير وتنفيذ الأكثر؛ فكل المناحي هنا ثنائية أو متعددة، وهو ما لا يُمكن مقارنته بالحمل في جنينٍ واحد، لذا سنتناول شرحًا تفصيليًا عن ماذا يُعني الحمل في التوأم أو عدة توائم للأم.
آليات وعوامل حدوث الحمل في توأم
أصبحنا نُصادف في حياتنا العديد من حالات الحمل في توأم أو في توائم مُتعددة، لذا لم تعد تُمثل لنا هذه الظاهرة أي اندهاش مُجتمعي أو صحي، لكن في الواقع توجد العديد من العوامل التي تلعب دورًا أساسيًا في حدوث الحمل المُتعدد، وبالنظر إلى أغلبها يتضح لنا أنها – ومع شديد الأسف – دلالات على اختلالات صحية واقعة.
فمن أبرز هذه العوامل كمثالٍ صادم لحقيقة الحمل في توأم غرابة وكثافة التغيرات الهرمونية الناتجة عن تقدم عمر الحامل، والتي ينتج عنها انطلاق أكثر من بويضة في المرة الواحدة، لتتطور كلٌ منها إلى جنين، ومن الأمثلة الأخرى اللجوء إلى التقنيات المعملية للإخصاب الصناعي.
من هذين المثالين فقط يتضح لنا أن الحمل في توأم ليس كما يُشاع عنه بأنه دلالة على قوة الصحة الإنجابية، أو فرط النشاط الجنسي، بل هو في غالبية الأوقات وليد خللٍ صحي عند الأم.
أنواع الحمل في توأم
يتنوع الحمل في توأم إلى نوعين وهما:
الحمل في توأم غير متماثل
ويُعد أكثر الأنواع شيوعًا، ويكون ناتجًا عن تخصيب حيوانين منويين مُختلفين لبويضتين مُستقلتين، ومن ثَم يمتلك كل جنين مشيمة مُستقلة وكيس أمينوسي خاص، ومن ثَم أيضًا من الوارد أن يكون كلا التوأم أنثيين أو ذكرين أو ذكر وأنثى، ومن الناحية الوراثية لا يعدو كونهما أشقاء لا يتجاوز وجه الشبه بينهما وجه الشبه بين أي أخوين طبيعيين.
الحمل في توأم متماثل
وهو الناتج عن انشطار بويضة واحدة بعد التخصيب إلى بويضتين منفصلتين، ومن ثَم قد يتشارك التوأمان مشيمة واحدة وقد لا، في حين أنه عادةً ما يكون لكل واحدٍ منهما كيسه الأمنوسي المُستقل، أما من ناحية التماثل الوراثي فهو مُتحقق بدرجة كبيرة بحيث يتطابق التوأم من حيث الشكل والخصائص البدنية بل ومن حيث السمات الشخصية أيضًا.
وتجدر الإشارة إلى أن الحمل في توأم متماثل قد يحدث معه أحيانًا نادرة صعوبة في الانفصال الكامل إلى شخصين مستقلين، وهو ما يُعرف بالتوأم الملتصق.
قد يهمك أيضًا: هل إبرة التفجير مضمونة لإنجاب توأم؟ كل ما لا تعرفه عن إبر تفجير البويضة
دلالات الحمل في توأم
يراود الطبيب الشك بحمل الأم في أكثر من جنين عند ملاحظته أحد العلامات الدالة والتي تتمثل في:
- ارتفاع وزن الحامل مُنذ الثلث الأول للحمل بزيادة كبيرة وتفوق التوقعات الطبيعية.
- تضاعف حدة أعراض الحمل من أمثال الغثيان والقيء مقارنةً بالحمل في جنينٍ واحد.
- الشعور بحركة الجنين داخل الرحم مُبكرًا جدًا، فمن الطبيعي ألا تشعر الحامل بحركة الجنين إلا بعد الوصول إلى الأسابيع من الـ 18 إلى الـ 22 من الحمل.
- زيادة حجم الرحم بمُعدلات أكبر من المُعتادة المُتعارف عليها عند الحمل بجنينٍ واحد.
- الإكثار في تناول الطعام وتعدد الوجبات الغذائية.
- كثرة الذهاب للحمام والحاجة المُتكررة على فتراتٍ قصيرة للتبول.
- وجود أكثر من نبض قلب، بمعنى وجود أكثر من قلب أي أكثر من جنين بالرحم.
وجدير القول أنه توجد حالة طبية معروفة باسم مُتلازمة التوأم المُتلاشية، حيث تتوافر كل المؤشرات والدلالات على الحمل في توأم، ثم ما يلبث أن يُكتشف أنه حمل في جنينٍ واحد فقط، وإلى الآن لم تصل الدراسات الطبية إلى أي أسباب تتدخل في هذه المُتلازمة.
قد يهمك أيضًا: كيف ينمو التوأم داخل رحم الأم؟
مخاطر الحمل في توأم
مما يعنيه الحمل في توأم زيادة فرص حدوث المضاعفات الصحية على الأم وعلى الأجنة، فأما عن المخاطر الصحية التي من الممكن أن تطال الأم:
- ارتفاع احتمالية الإجهاض وفقد جنين أو أكثر أو كل الأجنة.
- الولادة المُبكرة واقعة لا محالة.
- احتمالية الإصابة بارتفاع في ضغط الدم.
- زيادة فرص تسمم الحمل.
- من الوارد حدوث انفصال مفاجئ للمشيمة.
- تعسر الولادة إن تمت بالطريقة الطبيعية.
- المُعاناة من النزيف بعد الولادة.
- احتمال حدوث انفجار مُبكر للكيس الأمينوسي.
- زيادة فرص حدوث العدوى البكتيرية.
أما على الأجنة، فمن المخاطر المتوقعة:
- العيوب الخلقية، والتشوهات الجينية.
- فقدان أحد الأجنة لحياته قبل أو أثناء أو بعد الولادة.
- ولادة أطفال غير مُكتملي النمو.
- التصاق التوائم.
قد يهمك أيضًا: الغذاء الصحي هو الطعام المتوازن خاصةً فترة الحمل … أنواع الغذاء الصحي وفوائده للجسم
ماذا يعني الحمل في توأم؟
الحمل في توأم يُعني المزيد في كل شيء، مثل:
- مزيدًا من العناية والرعاية الصحية والغذائية للأم طوال فترة الحمل.
- مزيدًا من التحاليل والفحوصات الطبية للمُتابعة الدورية لنمو الأجنة وتطورهم، وكذلك لمُراقبة صحة الحامل واستمراريته.
- مزيدًا من التشديد على مُلاحظة أعراض المخاض لارتفاع احتمالية الولادة المُبكرة.
- مزيدًا من التوجيه بتناول أنواعٍ مُعينة من العناصر الغذائية، حيث ستحتاج الأم إلى زيادة مُعدل المتناول من عناصر البروتينات والكالسوم وحمض الفوليك والحديد، فضلًا عن وجود حاجة أساسية لتناول أنواع من المُكملات الغذائية الموصوفة بمعرفة الطبيب.
- تضاعف المتناول من السعرات الحرارية، فإن كانت الحامل في جنين واحد تحتاج إلى زيادة بمعدل 300 سعر حراري، فإن الحمل في توأم يُلزم الأم بتناول ما لا يقل عن 600 سعر حراري إضافية طوال أشهر الحمل.
- مزيدًا من الاحترازات الصحية والتقيد في الأنشطة البدنية والعمل والسفر، خصوصًا مع تقدم الحمل.
- مزيدًا من الراحة والاستلقاء في السرير لضمان ثبات الحمل وتقليل فرص حدوث الولادة المُبكرة.
- مزيدًا من القلق والخوف من المُستقبل وانعدام الثقة في القدرة على الإبقاء بمتطلبات التوائم.
- مزيدًا من احتمال اللجوء إلى الولادة القيصرية.
- مزيدًا من عوامل الخطورة التي تُعزز حدوث مُضاعفات الحمل من أمثال ارتفاع ضغط الدم، وجود بروتين في البول، تسمم الحمل.
- مزيدًا من فرص ولادة أطفال مُبتسرين وغير مُكتملي النمو.
- مزيدًا من خطورة وفاة الأجنة أو بعضهم أثناء أو بعد الولادة نظرًا لما يُعانون منه من صعوبات التنفس والعدوى وعدم اكتمال النمو.
- وبعد الولادة مزيدًا من اجراءات العناية والرعاية بالتوائم وهو ما يُمثل عبئًا مُضاعفًا على الأم والأب.
الحمل في توأم يحتاج إلى جهد مُضاعف مُنذ اللحظة الأولى، ويحتاج إلى مُتابعة طبية دورية، ذلك لأن احتمالات الإجهاض الكامل أو على الأقل فقدان واحدًا من التوأم مُرتفعة جدًا، فاحذروا.
للمزيد: أفضل وقت لـ تناول حبوب الحديد والكالسيوم أثناء الحمل