تتعدد تغيرات الحمل في الشهر الثامن لكلٍ من الأم والجنين، وتمثل الولادات المُبكرة سواءً في الشهر السابع أو الثامن نوعًا من الخطورة المُقدرة على حياة الطفل تبعًا لعوامل مُتعددة.
في هذا المقال سنتعرف على أهم تغيرات الحمل في الشهر الثامن، وعلى مدى خطورة الولادة فيه.
تغيرات الحمل في الشهر الثامن
من المعروف للكافة أن أعضاء الجنين يكتمل نموها منذ بداية الشهر الخامس للحمل، ثم تبدأ في التطور وصولًا إلى الشهر السابع بالقدر الذي يسمح للطفل بالعيش خارج الرحم، وأكثر التغيرات النمائية حدوثًا في الشهر الثامن –والتاسع أيضًا– هي:
- اكتمال نمو الرئتين نهائيًا ووصول مُعدلات تطور الجهاز التنفسي إلى نهاياته.
- اكتساب الطفل الوزن المثالي الضروري لمواجهة المُشكلات الصحية عند الخروج من رحم الأم إلى الدنيا.
- ارتفاع مُعدل استقبال الجنين لعنصر الحديد، وهو ما يُساهم في اكتمال نمو العظام وزيادة صلابتها، وكذلك يُساعد على زيادة قوة المناعة للحد الذي يحمي من إصابته بالأنيميا أو أمراض فقر الدم الأخرى.
- ارتفاع مُعدلات الدهون بجسم الجنين بما يحول بين الإصابة بضعف البنيان.
- في الأشهر الثامن والتاسع تكون حواس الطفل قد وصلت إلى أوج التطور؛ فعند طرق الباب أو التواجد وسط الضوضاء قد يركل الطفل وتشعر به الأم بشكلٍ مُتزايد، ويكون بؤبؤ العين قد اكتمل وازداد تطور القرنية، ويكون الطفل على استعداد للخروج بصورة طبيعية.
ويتضح مما سبق جميعًا أن الطفل تتحقق له الاستفادة الصحية القصوى مع كل يوم يقضيه داخل رحم الأم أكثر من خارجه، وعليه إن كان مصطلح الولادة المُبكرة يشمل الولادات في الشهر السابع والثامن على حدٍ سواء، وتتساوى معه المخاطر الصحية الُمحتملة للطفل، إلا أن الولادة المُبكرة في الثامن أسلم وأقل تشاؤمًا من الولادة في الشهر السابع.
قد يهمك أيضًا: مراحل الحمل والمشاكل التي تواجه المرأة الحامل
أسباب الولادة في الشهر الثامن
من أساليب الوقاية من تغيرات الحمل في الشهر الثامن الغير مرغوبة، وكذلك الحد من الولادة المُبكرة فيه هو التعرف على أسباب الولادة المُبكرة بالشهر الثامن ومحاولة العمل على تجنبها قدر الإمكان، ومن بين تلك الأسباب ما يلي:
- السفر لمسافاتٍ طويلة في رحلاتٍ برية أو جوية أو بحرية مُرهقة ومُجهدة.
- انفكاك أو ضرر المشيمة مما يمنع تغذية الجنين، أو سلامتها مع وجود مُشكلاتٍ في وصول الأكسجين والغذاء إلى الجنين.
- المُعاناة سابقًا من حملٍ خطير أو ولادة طفلٍ ميت أو ولادة مُبكرة.
- تجاوز عمر الأم الـ 35 عامًا.
- الإصابة السابقة أو الآنية بالالتهابات البولية الحادة.
- الإصابة الآنية بالأنيميا الحادة.
- حدوث نزيف مهبلي بالتزامن مع الحمل في الشهر الثامن .
- انفتاق كيس الحمل وفراغ ما به من ماء.
- ارتفاع ضغط الدم.
- توقف نمو الجنين.
- الإصابة بنوباتٍ شديدة من التوتر والقلق والخوف.
- انفتاح واتساع عنق الرحم بشكلٍ عام، وبسبب ممارسة الاتصال الجنسي والعلاقة الحميمية بشكلٍ خاص.
- المجهود البدني الشاق وحمل الأوزان الثقيلة.
- إصابة الأم بالوزن الزائد والسمنة المُفرطة، وكذلك الحال مع زيادة وزن الجنين للحد الذي يُضيق معه الرحم عليه ويُحتمل اختناقه بالداخل.
- الحمل في التوائم.
- صغر حجم الرحم أو قصره أو ضيقه.
- إدمان التدخين والمُخدرات والكحوليات.
- السقوط والانزلاق.
- تناول الأدوية العلاجية لتقرحات المعدة.
- وجود عيوبٍ خلقية وتشوهاتٍ في الرحم أو في الجنين.
- تناول القرفة والتمر بكثرة.
- الإصابة بسكر الحمل أو بتسمم الحمل.
- حتمية إجراء عملية جراحية بالبطن مما يُلزم بإخراج الجنين أولًا.
- الإصابة بالالتهابات البكتيرية الشديدة.
- تمزق الأغشية الرحمية مُبكرًا.
- اضطراب نسب الهرمونات بجسم الأم.
مؤشرات الحمل في الشهر الثامن وأعراض الولادة فيه
توجد مجموعة من العلامات والدلالات التي تُخبر الأم بدخولها في معترك الولادة المُبكرة بالشهر الثامن، من أهمها:
- الشعور بآلام شديدة في أسفل الظهر وفي أعلى الفخذين.
- الشعور بآلام شديدة تشبه وخز الإبر في أسفل البطن.
- حدوث نوباتٍ من الاهتزاز العنيف للبطن كنتيجة للتقلصات الرحمية الشديدة.
- الإصابة بنزيفٍ مهبلي، إلى جانب زيادة الإفرازات الغير دموية كنزول غزير للسوائل والماء.
- تواتر نوبات الألم الحادة والجامعة لمنطقتي البطن والظهر معًا، مع تقلص الفترة الزمنية بين كل نوبة وأخرى بمرور الوقت.
- الإصابة بتشنجات تُشبه آلام الدورة الشهرية.
- الإسهال الشديد نظرًا لنزول الجنين إلى منطقة الحوض وضغطه على عنق الرحم.
مخاطر الولادة في الشهر الثامن على الجنين
تبعًا لما ذُكر آنفًا عن طبيعة التغيرات الأساسية التي تحدث للجنين خلال الحمل في الشهر الثامن يظهر لنا أن صعوبات الولادة المُبكرة في الشهر الثامن وعوامل الخطورة الملحقة بها تتمثل في الاحتمالات الآتية:
- الإصابة بصعوبة التنفس أو التنفس السريع أو عدم انتظام التنفس.
- الخروج إلى الدنيا برئتين غير مُكتملتي النمو.
- ولادة الطفل بوزنٍ أقل من 2 كيلوجرام.
- المُعاناة اللاحقة من تأخر الكلام والمشي عن المُعدلات الطبيعية المعروفة للأطفال.
- إمكانية الإصابة اللاحقة باضطرابات واختلالات مرضية في حاستي البصر والسمع، مع تأكد تأخر قدرة الطفل الخديج على مُلاحظة ومُتابعة والانتباه لما يحدث حوله.
- فقدان الطفل قدرته على الرضاعة الطبيعية والشفط الجيد من حلمتي الأم كنتيجة مُباشرة لعدم اكتمال النمو، وهو ما يتبعه طول فترة تغذية الطفل اعتمادًا على محاليل اللاكتوز الوريدية الدوائية والحليب الصناعي.
- الدخول في دوامة تذبذب درجة حرارة الجسم ارتفاعًا وانخفاضًا كنتيجة حتمية لعدم توازن الوظائف الحيوية بالجسم.
- الإصابة بالصفراء لنقص نمو القناة المرارية.
- الإصابة بضعف المناعة وما يعقبها من تعزيز احتمالية وسهولة الإصابة بأنواع العدوى المُختلفة.
- ضعف البنية العامة للجسم كنتيجة لنقص نمو العظام ونقص الوزن.
- إلزامية احتياج الطفل للبقاء في حضَّانة لحين اكتمال نموه.
- تعزيز فرص التعرض لمُتلازمة موت المهد.
- عدم انتظام النوم.
مخاطر الولادة في الشهر الثامن على الأم
كما أن تغيرات الحمل في الشهر الثامن تتسبب في مجموعة من المخاطر الصحية للجنين حال ولادته قبل تمام هذه التغيرات، فإنها أيضًا وبطبيعة الحال لها تأثيرها الصحي على الأم، وذلك على النحو التالي:
- الدخول في نوباتٍ حادة من التقلُبات المزاجية والاكتئاب.
- زيادة فرص التعرض للمُضاعفات الصحية أثناء الولادة الطبيعية، مع تأكد احتمالية إتمام الولادة بالجراحة القيصرية.
- تنامي شدة الانقباضات الرحمية الخاصة بالولادة (الطلق) دون الاستعداد الكافي عبر مُتابعة ضغط الدم ومُعدل الأنيميا عند الأم مما يجعل عملية الولادة تُشكل خطرًا داهمًا على حياتها.
- إذا جاءت الولادة المُبكرة في الشهر الثامن بفعل إصابة الأم بسكر الحمل؛ فإنه من المؤكد استمرارية الإصابة بالسكري لما بعد الولادة بكثير.
قد يهمك أيضًا: متى يُشكل مرض ارتفاع ضغط الدم خطرًا على الحامل وكيف يُمكن علاجه بسرعة؟
طُرق الوقاية من الولادة في الشهر الثامن
لتفادي الولادة في الشهر الثامن على الأم اتباع الطُرق الوقائية التالية:
- ممارسة التمارين الرياضية الخاصة بالحوامل وأقلها المشي الخفيف لنصف ساعة كل يوم.
- التجنب النهائي لحمل الأوزان الثقيلة والمجهود البدني الشاق والسفر لساعات طويلة.
- عدم الإكثار من تناول السكريات والحلويات والدهون المشبعة للوقاية من الإصابة بسكر أو تسمم الحمل.
- الإكثار من تناول الأغذية الطازجة ومُكملات الحديد للازمة أثناء الحمل في الشهر الثامن .
- عدم التهاون في المُتابعة الدورية مع الطبيب.
- تجنب الضغوط العصبية والقلق.
أُسس التعامل مع الأطفال الخدج
بالرغم من أن الولادات المُبكرة لها أسبابها الخاصة التي يصعب مع أغلبيتها الحيلولة دون وقوعها، إلا أنه –برحمةٍ من الله– توجد بعض الإجراءات الاحترازية التي قد تُساعد في الوصول إلى أعلى مُعدل نموٍ مُمكن خلال فترة زمنية قصيرة من تاريخ الولادة، ومن أمثلة ذلك:
- إذا ما كانت الولادة المُبكرة حتمية؛ فمن المُمكن أن يلجأ الطبيب إلى إعطاء الحامل نوعًا من الحقن يُساعد على اسراع اكتمال نمو الرئة للجنين تحسبًا لأي طارئ، وخاصة من كان الحمل في الشهر الثامن، فحتى وإن جاءت الولادة في موعدها فإن هذه الحقن لا خطر منها على الأم أو على الجنين.
- حال الولادة المُبكرة يُمكن تفادي مُتلازمة موت المهد بوضع الطفل في حضَّانة لحين اكتمال نموه وامتلاكه القدرة المناعية على الحياة.
- ينبغي على الأم تناول عنصر الحديد بمصادره الطبيعية والدوائية –بعد الرجوع للطبيب– ليستفيد طفلها منه بشكلٍ كامل من الرضاعة، كما يُمكن لها استشارة الطبيب في اعطاء الطفل المُكملات الدوائية للحديد الخاصة بالرضع على هيئة نقط بعد بلوغه سن الستة أشهر، فضلًا عن إمكانية اللجوء إلى الحليب الصناعي المُدعم بالحديد كأساس لتغذيته أو كعنصر إضافي مُساعد.
وبعد أن عرضنا لكِ أهم تغيرات الحمل في الشهر الثامن ومدى خطورة الولادة المُبكرة فيه وطُرق الوقاية منها نتمنى لكِ حملًا يسيرًا وولادةً سهلة إن شاء الله.
للمزيد: الانيميا عند الحامل أعراضها وطُرق العلاج والوقاية منها
الحمل في الأربعينات من عمر المرأة هل هو ممكن؟ وما هي مخاطره؟