نسمع كثيرًا عن مخاطر الحمل في سن متقدمة لكن لا علم لنا ما هي تلك المخاطر، وهل بالفعل هُناك مخاطر على الأم أو الجنين وما هو حجم الخطورة.
مُنذ بدايات مرحلة البلوغ يُصبح حلم الأمومة ممكنًا، وتبدأ خصوبة المرأة في تغيير مسار حياتها كلها، وتكون في ذروة نشاطها في سنوات المُراهقة والسنوات المُبكرة من مرحلة الشباب، وتبدأ في التناقص تدريجيًا مع تقدم العمر لتصل إلى قمة الضعف ثم تنتهي ببلوغ المرأة سن اليأس والذي يختلف من امرأةٍ لأخرى ولكنه يبدأ في ملاحقة المرأة مع مشارف الأربعينيات، وهُنا سنتناول الحديث عن الحمل في سن متقدمة وما يُمكن أن يترتب عليه من منافع أو أضرار.
أفضل مرحلة للحمل بالنسبة للمرأة ومتى يُقال عن الحمل أنه حدث في سنٍ متقدمة؟
أفضل مرحلة للحمل بالنسبة للمرأة هي سن ما بعد العشرين والتي تمتد حتى سن الخامسة والثلاثين، والتي يبدأ بعدها مُعدل الخصوبة للأنثى في التراجع، ويُعتبر حدوث الحمل في مرحلة ما بعد الخامسة والثلاثين حملًا متأخرًا، فضلًا عن الحمل في الأربعين أو ما بعدها.
الأسباب المؤدية للحمل في عُمرٍ مُتقدم
هناك أسباب اجتماعية واقتصادية وأحيانًا أسباب قدرية خارجة عن إرادة المرأة ومن أهمها ما يلي:
- تأخر فرصة الزواج.
- وجود صعوبات اقتصادية تدفع الوالدين لتأخير قرار الإنجاب.
- تأخر الإنجاب قدرًا أو لظروفٍ صحية منعت الزوجة من الحمل في الفترة الطبيعية.
- وجود عوامل اجتماعية أو نفسية أخرى تدفع الأم للتخطيط للحمل ما بعد الأربعين.
قد يهمك أيضًا: أسباب الاجهاض في الشهر الأول وطُرق الوقاية
مزايا الحمل في سن متقدمة
لكل شيءٍ عيوب ومزايا، ومن مزايا الحمل في سن متقدمة ما يلي:
- تُصبح الام أكثر نضجًا ووعيًا بالحمل والولادة وأمور التربية.
- غالبًا ما تكون ضغوط الحياة ومسؤولياتها قد تراجعت وباتت الأم تتمتع بوقت فراغ أطول.
- تستمد كثيرًا من الأمهات الشعور بالرضا عن الذات ويعدن تقييم أنفسهن بصورة أكثر إيجابية بعد تجربة الأمومة في سنٍ مُتقدمة، فهذا الأمر يُشعرهن بالأهمية وبالأنوثة أيضًا.
- تُصبح الأم أكثر هدوءً وأقل توترًا فيما يتعلق بأعراض الحمل ومتاعبه.
- يجلب الحمل في تلك المرحلة العُمرية الشعور بالتوازن العاطفي.
قد يهمك أيضًا: أعراض تنذر بـ اجهاض الجنين وكيفية تفاديه
مخاطر أو مُضاعفات الحمل في عمرٍ مُتقدم

أما عن مخاطر أو مُضاعفات الحمل في سن مُتقدمة فتتمثل في:
- تُصبح احتمالات اللجوء للولادة القيصرية أكبر كلما كان السن متقدمًا عن الخامسة والثلاثين، وحتى في حالة الولادة الطبيعية تُصبح الحاجة إلى تدخلات الطبيب بوسائل مُساعدة أكبر ومن تلك الوسائل استخدام حقن الإيبيدورال أو الجفت أو الشفاط أو ملقط الجراحة.
- تُصبح المرأة أكثر عرضة للإصابة بنزيف ما بعد الولادة نتيجة ضعف عضلات الرحم وارتخائه الشديد وهذا يرتبط تحديدًا بمن سبق لها ولاداتٍ مُتكررة.
- تُصبح أكثر عُرضة للإصابة بضعف وترهل عضلات المهبل، ومُعاناة السقوط الرحمي.
- تُصبح أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب ومشاكله، وكذلك الإصابة بسكري الحمل أو تسمم الحمل.
- زيادة احتمالات حدوث ما يعرف بــ “ضائقة” أو “تألم” الجنين الذي يدفع الطبيب للولادة القيصرية.
- تُصبح أكثر عُرضة للإصابة بنقص الكالسيوم وما تسببه من هشاشة العظام وغيره.
- الإصابة بالأنيميا ومشاكل فقر الدم.
- الشعور الدائم والمُضاعف بالتعب والوهن والذي يصل أقصى درجاته مع اقتراب الولادة.
- تُصبح فترة الحمل والولادة أطول نسبيًا وخاصة في المرحلة الثانية من المخاض، مما يدفع الطبيب للاستعانة بالتحفيز الصناعي ومن أمثلته اعطاء الأم “الأوكسيتوسين”.
- تُصبح الأم أكثر عُرضة للإصابة بمُضاعفات ما بعد الولادة من الأمهات الصغيرات في السن ومن أهم تلك المُضاعفات الجلطات الدموية.
- تزيد احتمالات الإجهاض الطبيعي الراجع إلى ضعف الجنين.
قد يهمك أيضًا: الحمل في الأربعينات من عمر المرأة هل هو ممكن؟ وما هي مخاطره؟
مخاطر الحمل في سن متقدمة على المولود

تتمثل المخاطر المُحتملة للحمل في سن متقدمة على المولود في:
- تزيد احتمالات موت الجنين في الرحم في مرحلة تقدمة من الحمل في حالات كون الأم أكبر من أربعين عامًا عن احتمالات موته في حالات كون الأم صغيرة في العمر.
- تزيد احتمالات ولادة طفل بعاهة مثل الاصابة بمتلازمة ادوارد أو متلازمة داون أو متلازمة باتو، وهي متلازمات مُرتبطة إلى حدٍ ما بتقدم عمر الأم، حيث أن احتمالات الإصابة لدى الأمهات اللاتي تبلغ أعمارهن من 53 إلى 39 تصل إلى 1 في كل 500 سيدة، في حين تزيد لدى الأمهات اللاتي تتراوح أعمارهن من 40 إلى 44 لتصل إلى 1 في كل 250 سيدة، وتصل إلى أقصاها لدى الأمهات اللاتي تتجاوز أعمارهن 45 لتصبح 1 في كل 70 سيدة.
- تزيد احتمالات ولادة طفل بعيوبٍ خلقية.
- تزيد احتمالات انتقال الأمراض الوراثية التي تحملها الأم إلى الجنين.
- تزيد احتمالات الولادة المُبكرة نتيجة انفصال المشيمة، وما يتبع ذلك من مشاكل نقص الوزن أو غيره.
وختامًا؛ فإن الحمل بعد الخامسة والثلاثين برغم ما قد يحتمله من مخاطر إلا إنها ليست مؤكدة تمامًا، وترجع إلى عوامل مُتعددة، فقد يحدث الحمل والولادة بأمانٍ تام، ولكن الأمر يحتاج إلى مزيدٍ من المُتابعة والرجوع إلى الطبيب عند مُلاحظة أي أعراضٍ غير عادية واتباع التعليمات المُوصى بها.
للمزيد: