ارتفعت مؤخرًا حالات الإجهاض، وهذا بدوره أدى إلى إثارة القلق بين الأزواج، وبدأ ينتابهم الخوف، بالأخص حديثي الزواج، هل سيحدث الحمل بعد الإجهاض مباشرةً، أم ينبغي الانتظار لفترة طويلة.
حالات الإجهاض المتكررة يترتب عليها الكثير من المشاكل منها إهلاك الصحة والرحم والخوف المستمر والتوتر من حدوث ذلك مرة أخرى.
هل تتأثر فرص الحمل مباشرة بعد الإجهاض بالسلب؟
لم يتم الإجذام بهذه النقطة تحديدًا، فتوجد أدلة كثيرة تؤكد على أن الإجهاض الاختياري سيؤدي إلى زيادة الفرص في الإجهاض فيما بعد الحمل في المستقبل، ولكن إلى الآن لم يتم الأثبات بالأدلة القاطعة على هذا، لأنه لم يتم ثبوت علاقة سببية لهذا إلى الآن.
ولكن أيضًا الكثير من الدراسات التي أجريت على مدار السنوات الماضية توضح زيادة نسبة الإجهاض بالمستقبل بعد حدوث الإجهاض الاختياري.
ولقد تحدثت الدراسات بخصوص النساء اللاتي أصابهن حالات من الإجهاض المتكررة، وأيضا تشير مجموعة من الدراسات إلى عدم وجود أي صلة بين الإجهاض المتكرر وبين الإجهاض في المستقبل.
ومجموعة من الأبحاث تشير إلى أنه إذا كان هناك خطر دائم على الحامل فمن المحتمل أنه لن يكون من الإجهاض المتكرر، ولكن يكون له علاقة بنواحي أخرى في الحياة، والتي تتنشر بين النساء اللاتي يتعرضن للإجهاض بشكل مستمر.
قد يهمكِ:
الحمل بعد الإجهاض (حقيقة أم كذب)
لا يمكن تحديد الإجابة إلا بعد معرفة سبب الإجهاض ومدى تكراره، فهناك أنواع يتم الحمل فيها بسهولة، وأنواع أخرى لا يتم فيها الحمل لأن الإجهاض أهلك الرحم.
فمثلًا عملية الإجهاض من خلال التمدد ” الكحت ” هذه الطريقة مع تكراراها تهلك الرحم، غير الإجهاض الحديث الذي يتم استخدام الأدوية به، والإجهاض من خلال الأدوية لا يؤثر على الإطلاق في المستقبل على الحمل.
فقد أجريت دراسة عام 2007 على 11800 سيدة، وكلهم تعرضوا إلى الإجهاض العمدي بالأدوية، وأنه لم يتسبب في خطر مضاعفات في الحمل، أو يؤثر على الإجهاض مرة أخرى في المستقبل.
ولكن، يمكن أن يحدث الحمل بعد الإجهاض حتى ولو لم تكن دورتك الشهرية طبيعية، حيث أنه بعد الإجهاض يبدأ جسمك بالعودة لنظامه الإنجابي المعتاد، وقد يحدث التبويض بعد حوالي الأسبوعين من الإجهاض، بالتالي يمكن أن يحدث الحمل.
كيفية التغلب على مخاوف فرص الحمل بعد الإجهاض؟
- إذا حدث معك إجهاض بالسابق، وتنتابك المخاوف تجاه حدوث حمل مرة أخرى، قومي بالتحدث مع الطبيب المعالج وقولي له كل ما بداخلك وما هي مخاوفك لأنها من الممكن أن تكون غير سليمة، وبالأخير يؤدي إلى قلق واضطرابات ليس لها أساس من الصحة، فالطبيب سيشرح لك حالتك وما حدث بالضبط بشكل علمي وسليم وستطمأنين بإذن الله.
- وإذا كنت من النساء التي تعرضت إلى إجهاض اختياري بالسابق، وينتابك القلق والتوتر حيال ذلك، تذكري فقط أن السيدات اللاتي تعرضت للإجهاض المتعمد لم يحدث لهن أي مضاعفات، وذلك على حسب الدراسات التي ذكرناها بالسابق، وأن احتمالات حدوث الحمل القادم كانت أعلي من احتمالات الإجهاض نفسه.
- إذا كنت تعرضت إلى الإجهاض وذلك بعد الكثير من الإجهاضات المتعمدة بالسابق، وتتساءلين هنا هل ما حدث لي له علاقة بما حدث بالسابق؟، فليس هناك من يؤكد على ذلك إلى الآن، وعلى الأرجح ليس هنالك علاقة بين الحدثين، فعملية الإجهاض لها الكثير من المسببات، والسبب الأكثر شيوعًا هو شذوذ الكروموسومات لدى الجنين، وهي بالطبع لم تكن من بين أسباب الإجهاض المتكرر لك بالسابق.
- إذا تعرضت إلى ظروف جعلت عملية الإجهاض لديك اختيارية، سواء أكانت لأسباب طبية أو لأسباب عائلية، وأنت لديك قلق من التداعيات الخاصة بها على صحتك، فتحدثي مع الطبيب المعالج لك وناقشي معه الاختيار الأقل خطورة عليك.
وهذا ما يجب عليك فعله لتجنب مخاطر الإجهاض مستمرة الحدوث في المستقبل، لأن كل حالة لها تداعيات تختلف عن الحالة الأخرى.
فرص الحمل بعد الإجهاض
من المحتمل أن يحدث الحمل بعد الإجهاض، وقبل أن تنزل الدورة الشهرية القادمة، يفضل الأطباء أن تستخدم السيدة موانع للحمل لمدة لا تقل عن ثلاثة شهور من وقت حدوث الإجهاض.
نظرا لأن الرحم يكون مجهد من عملية الإجهاض، ومن الممكن أن يتسبب حدوث الحمل في إجهاض آخر نتيجة إجهاد الرحم، وعدم قدرته على الحفاظ على الجنين.
إضافة إلا أنه خلال الشهر الأول بعد الإجهاض قد تجد المرأة أن الإفرازات مستمرة النزول مع دماء قليلة، وهذا بدوره يقلل من حموضة المهبل، ويكون مكان أكثر ملائمة للميكروبات. ونظرًا لأن عنق الرحم يكون مفتوحًا وجدار الرحم الداخلي يبدأ في تكوين غشاؤه المطاطي بعدما حدث له من إهلاك؛ لذا جميع هذه الأسباب تسمح للميكروبات بالعبور.
وأيضًا يكون لدى السيدة المجهضة التهابات عنيفة، لذلك يرجح أن تحتاج المرأة إلى الراحة بعد عملية الإجهاض، بسبب ما فقدته من دم خلال فترة إجهاضها، فتكون في حالة غير مستقرة من الناحية الصحية.
نعم إن السيدة المجهضة لا تحتاج إلى أيام لكي تجلس في المستشفى، ولكن هذا لا يمنع أنها تحتاج إلى راحة في منزلها على الأقل أسبوع، لأن الدماء التي فقدها جسمها وخرجت من الرحم، أقل من المعتادة عليه شهريا أثناء الدورة الشهرية.
وهنا يأتي دور التغذية لها، فهي من أهم الأمور التي تساعدها على استرجاع طاقتها وصحتها، وينصح الأطباء مرضاهم بتناول الأطعمة التي تحتوي على الحديد وعلى الفيتامينات وجميع المقويات، وأيضًا يعطي الطبيب المريضة أدوية تساعد على انقباض الرحم لكي يعود إلى مكانه بأسرع وقت ممكن.
أهمية الفحص للسيدات حتى تستطيع الحمل بعد الإجهاض
من الضروري أن تقوم المريضة بزيارة الطبيب المعالج بعد فترة الإجهاض بثلاثة أسابيع، وذلك لكي يتم التأكد من انتهاء نزول الدم بصورة نهائية، وأن الرحم رجع إلى وضعه الطبيعي، ويجب أن يتأكد الطبيب أن الجهاز التناسلي لم يحدث به أي نوع من أنواع الالتهابات نتيجة عملية الإجهاض.
وتكرر السيدة المجهضة زيارتها من أجل فحص عنق الرحم، لأن الكثيرون من الأطباء يخطئون في تشخيص الكثير من الحالات المجهضة، فأحيانا يوجد قرحة في عنق الرحم تكون ناتجة عن التفاعل الطبيعي مع هرمونات الحمل بعد الإجهاض.
وهذه القرحة تختفي بمجرد أن تختفي هذه الهرمونات من الجسم، وهذا الأمر يستغرق من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع بعد عملية الإجهاض، ولكن لا داعي للقلق فيوجد أطباء يقومون بعملية الكي لكي يتم التخلص من هذه القرحة، ولكن لا داعي لها فيفضل الانتظار أسبوعان أو ثلاثة، وستختفي هذه القرحة.
ما هي أسباب حدوث الإجهاض؟
- أن يوجد في تكوين الجنين عيوب خلقية، وهو من أكثر الأسباب انتشارًا في حالات الإجهاض، فمن خمسون إلى ثمانون بالمائة يحدث الإجهاض في هذه الحالة، ويكون نتيجة اختلال في البويضة التي تم تخصيبها، خلل في الصبغات الوراثية، وعيوب خلقية في تكوين الجنين نفسه.
- في حالة نقص في الهرمونات اللازمة لاكتمال الحمل، فإن الحامل تحتاج إلى إفراز هرمونات مخصصة بفترة الحمل، وهذه الهرمونات يفرزها المبيض من أجل أن يستمر الحمل، ومن ثم تقوم المشيمة بهذه المهمة بعد انقضاء أول ثلاثة شهور من الحمل.
- وجود عيوب خلقية في الرحم، فتكون هذه العيوب مكتسبة، أو نتيجة لتشوهات خلقية في الرحم نفسه، وهذه التشوهات أن يكون الرحم بقرنين أو بقرن واحد أو أن يوجد حاجز داخل تجويف الرحم نفسه. وهذه التشوهات تؤدي بدورها إلى الكثير من المشاكل، منها الولادة المبكرة، وعمليات الإجهاض وأيضًا التورم الليفي في الرحم، عندما يكون حجمها كبير بدرجة كبيرة فإن ذلك يؤدي إلى الإجهاض.
- ضعف في عنق الرحم، ويكون ذلك بسبب عيب خلقي، أو إجراء عملية جراحية في عنق الرحم، فلا يستمر الحمل بسبب هذا الضعف، علاجه يتم من خلال ربط عنق الرحم.
- أمراض في الغدد الصماء، ومنها أمراض متعلقة بالغدة الدرقية، سواء أكان هناك نقص أو زيادة في نشاطها وأيضًا مرضى السكر.
- أن ترتفع درجة حرارة الحامل خلال فترة حملها، فهذا يؤدي إلى الإجهاض إذا لم يتم العلاج بالشكل المناسب، ذلك بسبب الخوف من أمراض الزائدة الدودية، أمراض التهابات المالك البولية، الالتهابات الرئوية، الالتهابات الحوضية.
- الأمراض المعدية، والتي تتعرض لها الحامل، مثل الحصبة العادية، والحصبة الألمانية، وفيروس الهربس، فهذا يؤدي بدوره إلى الإجهاض، وهذه الإصابات خلال الأشهر الأولى من الحمل تؤدي إلى تشوهات الجنين، وبالتالي يحدث الإجهاض.
- وأيضًا من أهم الأسباب التي تؤدي إلى إجهاض الجنين الإصابة بالتوكسوبلازما، والذي يطلق عليه داء القطط فهو يؤثر على الجنين، ويؤدي إلى الإجهاض المبكر، وهو المرض الذي يحدث نتيجة الطفيليات التي تعيش في القطط.
مجموعة من الأسئلة تتعلق بحدوث الحمل مباشرة بعد الإجهاض
هل يزيد الإجهاض الطبي من فرص حدوث سرطان الثدي؟
لا، إن الإجهاض الطبي لا يزيد من احتمالية الإصابة بسرطان الثدي، فقد انتشرت مجموعة من الدراسات الخاطئة، والتي تتعلق باحتمالية إصابة السيدة المجهضة، وبالأخص المتكرر إجهاضها بسرطان الثدي.
ولكن هذه المعلومة غير صحيحة، فقد قامت منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع المعهد الوطني للسرطان وذلك في الولايات المتحدة الأمريكية بتكذيب هذه الدراسات، وأنه لا يوجد أي دليل ملموس يدل على العلاقة بين الإجهاض وسرطان الثدي.
هل أستطيع ممارسة الجنس بعد الإجهاض؟
لا يفضل ذلك، فبعد عملية الإجهاض يكون عنق الرحم مفتوح، ويكون عرضة للكثير من الجراثيم والميكروبات، واحتمال الإصابة بالأمراض يكون كبيرًا في ذلك الوقت، ومع أنه يوجد نزيف مستمر بعد فترة الإجهاض، فمن الممكن أن يستمر لمدة تطول عن الأسبوعين.
ومن الممكن ممارسة الجنس مع هذا النزيف، ولكن من الأفضل ألا يمارس في هذا الوقت حرصًا على صحتك.
حيث تكون المبايض نشطة خلال فترة النزيف بعد الحمل، لذا إذا كنت لا ترغبين في الحمل مرة أخرى، عليك باستخدام موانع الحمل، واستشارة الطبيب.
وإذا كنتِ ترغبين بالحمل فيجب أيضًا استشارة الطبيب، لأن كل سيدة تختلف عن الأخرى، ومن الممكن أن يكون جسمك، ورحمك مجهدان جدًا بعد عملية الإجهاض لذا من الضروري أن تقومي باستشارة الطبيب.
المصادر:
- الحمل بعد الإجهاض: إجابات لأسئلتك | healthline
- فترة الحمل بعد فقدان الحمل وخطر الإجهاض المتكرر | (Alexandra Sundermann.Dr)