ما هي التغيرات التي تطرأ على المهبل بعد الولادة وكيفية علاجها؟

خلق الله عز وجل الأنثى وجعل لها مواصفاتٍ خاصة تتناسب مع ما يطرأ عليها من تغيرات في مراحل حياتها المُختلفة، من وأهم تلك التغيرات وأكثرها صعوبة الحمل والولادة، فعملية الولادة وخاصةً الولادة الطبيعية من العمليات الفسيولوجية التي تترك تغيرات كبيرة على جسم المرأة وخاصة منطقة المهبل، وهنا سوف نتعرف على كل ما يحدث في عملية الولادة، والتغيرات التي تطرأ على المهبل بعد الولادة وأهم طُرق علاجها.

ما يحدث في جسم المرأة استعدادًا للولادة الطبيعية

المهبل بعد الولادة

بعد قضاء حوالي تسعة أشهر من الحمل ووجود الجنين داخل الرحم، الذي يحتويه ويوفر له الظروف الملائمة لينموا بشكلٍ طبيعي دون التعرض لأي مخاطر، فإن الرحم نفسه يتمدد ويزيد حجمه ليستوعب الزيادة المُستمرة في حجم الجنين، وتعمل منطقة الحوض بما فيها من العظام والعضلات كدعم لنمو الجنين وطُريقًا لخروجه أثناء الولادة.

يبدأ الجسم بكل أجزائه في الاستعداد للولادة وبصفة خاصًة الجهاز التناسلي الأنثوي، ومن مظاهر هذا الاستعداد ما يلي:

يبدأ الجسم مع اقتراب الأسابيع الأخيرة من الحمل في إفراز هرمونات مُعينة تعمل على تليين الأربطة بين الحوض والعظام، ومن ثم يحدث توسع في منطقة الحوض والتي يترتب عليه بعض المتاعب وشعور بآلام المفاصل وتفككها، في نفس الوقت يتم إفراز نوعًا آخر من الهرمونات والتي تعمل على تليين عُنق الرحم، والذي يُمثل ممر الجنين من الرحم إلى الحوض أثناء الولادة.

في حالة انتظام افراز الهرمونات المُلينة لعنق الرحم والحوض يبدأ الجنين في النزول تدريجيًا إلى منطقة الحوض، ويحدث نتيجة لذلك ثقلًا في أسفل البطن، وقد يحدث هذا التحرك في الأيام الأخيرة للحمل أو أثناء الولادة نفسها، ويُصاحب عملية نزول الجنين من الرحم إلى منطقة الحوض نزول بعض الافرازات المخاطية، والتي تختلف في كميتها ومُعدل نزولها من امرأة إلى أخرى.

ومع اقتراب الولادة أكثر تبدأ المياه المُحيطة بالجنين في النزول، وغالبًا ما يحدث ذلك في الساعات الأخيرة التي تسبق الولادة، والذي يُعتبر مؤشرًا قويًا على أن أوان الولادة قد حان، ويجب اللجوء فورًا إلى الطبيب، وغالبًا ما يبدأ بعدها مُباشرةً حدوث التقلصات والتي تتفاوت في شدتها ومُعدل حصولها من امرأة لأخرى.

ما يحدث أثناء الولادة

أثناء الولادة تزيد مُعدلات الانقباضات الرحمية، ويزيد مُعدل التقلص وشدة الألم مع ضغط الجنين إلى أسفل ونزوله إلى منطقة الحوض، ثم تبدأ مرحلة المخاض النشط والتي يصل مُعدل التقلصات فيها إلى مرة كل 3 دقائق أو 4، حيث يبدأ بعدها الجنين في الاندفاع نحو منطقة الحوض، ومنه نحو المهبل الذي تتسع أربطته ويسمح بخروج الطفل بعد إجراء جرح في الجدار الخلفي له.

وبعد خروج الطفل يواصل الرحم دفعه حتى تخرج المشيمة، ويتم فصلها عن الرحم قبل أن يُغلق الرحم، ثم يتم خياطة الجرح الذي أحدث في الجدار الخلفي للمهبل، ويستمر نزول الدم من الرحم لفتراتٍ تتفاوت من امرأة إلى أخرى في غزارته ومدته فيما يُعرف بمرحلة النفاس.

ما يطرأ من تغيرات في المهبل بعد الولادة

المهبل بعد الولادة

بعد عرضنا بالتفصيل لعملية الولادة وخروج الجنين من الرحم إلى الحياة فيما سبق، فمن الطبيعي أن تحدث عدة تغيرات في شكل المهبل وقوة عضلاته التي تتعرض للتمدد أثناء الولادة، ومن أهم تلك التغيرات ما يلي:

  • اتساع المهبل وترهل العضلات: وهذه من التغيرات الطبيعية جدًا المُصاحبة للولادة، فمع اندفاع الجنين نحو المهبل يتمدد المهبل وتُصبح عضلاته مرنة بما يسمح بخروج الطفل، بعد خروج الطفل يكون قد حدث ترهل وضعف في عضلات المهبل بعد الولادة يُسبب ارتخائها وتوسّع تلك المنطقة، وهذه من المُشكلات التي تزعج مُعظم النساء فقد لما ينتج عنها من سلس البول، كما تؤثر على ممارسة العلاقة الحميمة سلبًا وتجعلها أقل مُتعة.
  • جفاف المهبل: يُعتبر جفاف المهبل من التوابع المُصاحبة للولادة، حيث يحدث انخفاض كبير في افراز الاستروجين فضلًا عن الرضاعة الطبيعية التي تُعد من مُسببات الجفاف.
  • شق العجان والالتهابات التي تحدث بعد الولادة.
  • منطقة الغرز تُسبب للمرأة بعض الألم أو الالتهابات.

علاج التغيرات التي تحدث في المهبل بعد الولادة

علاج اتساع المهبل

توسعّ المهبل مُشكلة مُزعجة جدًا لما لها ينتج عنها من مُشكلات كما ذكرنا بالسابق، ولكن لها عدة حلول يُمكن أن تلجأ إليها المرأة ومنها ما يلي:

العلاج من خلال التمارين الرياضية

المهبل بعد الولادة

ممارسة تمارين تضييق المهبل التي تُسمى تمارين كيجل، وهي عبارة عن تمارين بسيطة جدًا تعتمد على شد عضلات المهبل بنفس الطريقة التي يُمكن أن يفعلها الشخص الذي يريد أن يحبس البول، ثم بسطها مرة أخرى، وتُكرر هذه العملية كل يومٍ بمُعدل 20 مرة.

ومع التعود يُمكن زيادة العدد إلى 30 و40 و50 مرة يوميًا، هي تمارين مُفيدة جدًا حيث تُقوي عضلات المهبل بعد الولادة وتعمل على تضييقه، وتُعالج سلس البول الذي قد يحدث بعد الولادة.

لكن يجب عدم ممارسة تلك التمارين أثناء امتلاء المثانة بالبول، عدا ذلك يُمكن ممارستها في أي وقتٍ وفي أي وضع، كالجلوس أو أثناء الاستلقاء على ظهرك، فهذه التمارين سهلة جدًا وآمنة، ونتائجها ملموسة.

العلاج من خلال الوصفات الطبيعية

كما يُمكن اللجوء إلى بعض الوصفات الطبيعية وما أكثرها على الإنترنت ولكن احرصي على الوصفات الآمنة، ويُمكنك الاستعانة بطبيبك الخاص في الاستشارة ومنها على سبيل المثال:

  • أخذ مطحون حب الرمان وإضافته إلى ماءٍ مغلي والاحتفاظ به في بخاخة واستخدامه قبل ممارسة العلاقة الحميمة بعشر دقائق عن طريق رشه على المهبل.
  • كذلك يُمكنك وضع مطحون الشبة في إناءٍ كبير به كمية مُناسبة من الماء والجلوس فيه لمدة نصف ساعة، والوصفتان لهما تأثير جيد جدًا في تضييق المهبل بعد الولادة.

العلاج من خلال الجراحة

في حالة ترهل المهبل بشكلٍ كبير وزيادة اتساعه والذي غالبًا ما يحدث بعد عدة ولادات، يُمكن اللجوء إلى الجراحة، وهذا فقط في حالة أن تكون المرأة قد قررت عدم الإنجاب مرة أخرى، حيث يتم تضييق المهبل جراحيًا بإذالة الجزء المُترهل من المهبل، ويشترط الامتناع عن العلاقة لمدة أربعين يومًا كاملة بعد إجراء الجراحة.

علاج جفاف المهبل

جفاف المهبل يُسبب ألم وتهيج للمهبل أثناء العلاقة الحمية، ويُسبب كذلك حرقة في المهبل مما ينجم عنه تراجع رغبة المرأة في العلاقة الجنسية وخوفها منها، والحل في استخدام بعد المرطبات الطبية الخاصة بالمهبل، وهي تُرطب المنطقة الجافة وتسمح بإتمام العملية الجنسية بدون ألم أو تعب، وغالبًا ما يكون الاستخدام مؤقت حيث يعود المهبل بعد الولادة لسابق وضعه بعد أشهر قليلة.

كذلك يمكن الاستعانة على تلك المشكلة بتناول بعض الأطعمة التي تزيد نسبة الاستروجين عند المرأة مثل: فول الصويا، حليب الصويا، وبعض المشروبات مثل: الحلبة والينسون والكراوية وغيرها.

علاج مشكلة الالتهابات والألم بالمهبل بعد الولادة

المهبل بعد الولادة

يجب العناية بمنطقة الغرز وشق العجان حتى لا يحدث بها التهابات وذلك من خلال:

النظافة الجيدة واستعمال الكريمات أو المراهم المُضادة للالتهابات والمطهرة للمنطقة، وتُعتبر هذه المشكلة مؤقتة وتنتهي بعد التئام الجرح وعودة الجلد لطبيعته.

أما الألم المُصاحب للعلاقة الحميمة فيكون حالة نفسية أكثر من كونها عضوية، وهي تتلاش تلقائيًا مع تكرر العملية ولا داعي للقلق.

للمزيد: علاج نزلات البرد بنصائح بسيطة وبدون أدوية للحامل

كيفية العناية بالبشرة الجافة بمكونات طبيعية أثناء فترة الحمل

عن الكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *