احذري من تسعة أعراض ما بعد الولادة

الحمد لله على السلامة… كلمة نهنئ بها المرأة بعد الإنجاب، فهل نعي معنى هذه الكلمة؟

نعم درجت هذه العبارة على ألسنتنا دون أن نعي معناها، إلا أننا لو بحثنا قليلًا في مخاطر الحمل والولادة وما بعد الولادة لوجدنا أن هذه الكلمة غير كافية على الإطلاق.

فسلامة الأم بعد الولادة تحتاج سجدة شكر لله على العناية الإلهية التي أولاها لهذه الأم حتى استطاعت الاستمرار في الحياة.

فلو أن المرأة ألغت عواطفها وفكرت بعقلها وبمخاطر عملية الإنجاب لتوقف الكون وانتهت البشرية، ولكن ليعمر الكون ولتستمر البشرية خلق الله المرأة بقلب شغوف للحمل والإنجاب، فسبحان الله العظيم.

فما هي المخاطر التي تحيط بالمرأة بعد الولادة؟ وما هي الأعراض التي تشكل إنذار خطر؟

الأعراض  الخطرة ما بعد الولادة

احذري من تسعة أعراض بعد الولادة

إن أهم عرض يحدث للمرأة بعد الولادة هو:

ارتفاع درجة الحرارة

فارتفاع درجة الحرارة له عدة أسباب تختلف باختلاف زمن حدوث هذا العرض، فإذا ارتفعت حرارة المرأة بعد الولادة مباشرة فذلك لعدة أسباب:

قلة السوائل في الجسم

يفقد جسم المرأة أثناء المخاض الكثير من السوائل، إما بسبب التّعرق أو فقد الدم أو ربما حدوث التقيؤ، فيعطي الجسم إشارة ارتفاع درجة الحرارة للدلالة على حاجة الجسم للمزيد من السوائل ولتعويض النقص الذي حدث.

التهاب المسالك البولية

قد تعاني الحامل في الفترة الأخيرة من حملها من التهاب المسالك البولية، فإذا ما أهملت علاجه وحدثت الولادة تزداد حدة هذا الالتهاب نتيجة فَقْد الجسم للسوائل، ويعطي أعراض شبيهة بأعراض الإنتان النفاسي ومنها ارتفاع في درجات الحرارة.

ويصعب التمييز بين التهاب المسالك البولية والإنتان النفاسي، إلا من خلال ما يسمى بـ (الزحير البولي) وهو الشعور المتكرر بالرغبة في التبول.

احتقان الثدي

قد ترتفع الحرارة نتيجة حدوث احتقان في الثدي، فعندما يمتلئ الثدي بالحليب ولا تقوم الأم بتفريغه يحدث ارتفاع في درجة الحرارة، فهناك قاعدة عامة تقول:

إن انحباس أي سائل في مكان معين من الجسم يسبب ارتفاع درجة الحرارة نتيجة حدوث الالتهابات.

أما في حال حدوث ارتفاع في حرارة الجسم بعد 48 ساعة، فهذا يدل على أن المرأة مصابة بإنتان نفاسي، وهذه الحرارة هي ما تسمى (بحمى النفاس).

الإنتان النفاسي

يندر حدوث الإنتان النفاسي في هذه الأيام فأغلب الولادات تتم في المستشفيات، والإنتان النفاسي يحدث ضمن بيئة غير نظيفة تساعد على نقل الجراثيم.

وسببه أن المرأة أثناء الولادة معرضة لحدوث جروح خفيفة في الفرج أو المهبل أو عنق الرحم، وحدوث الولادة في ظروف غير معقمة يؤدي إلى دخول الجراثيم إلى هذه الجروح وحدوث التهاب الحوض.

وفي حالة حدوث هذا التطور ينبغي اللجوء مباشرةً إلى المستشفى لاتخاذ الإجراءات اللازمة قبل تحول الإنتان النفاسي إلى إنتان الدم الذي يودي بحياة المرأة.

النزيف الحاد

قد تتعرض المرأة بعد الولادة لنزيف حاد، نتيجة تمزق عنق الرحم، وقد لا تشعر المرأة أثناء مكوثها في الفراش بهذا النزيف، بسبب تجمع الدم داخل الجسم، وعندما تقوم من السرير تتفاجأ بحدوث النزيف ويترافق ذلك مع الإغماء.

ويجب الإشارة إلى أنه من الحكمة البالغة حدوث الإغماء، فلولا حدوث الإغماء وسقوط المرأة لحدث احتشاء في الغدة النخامية نتيجة عدم وصول الدم إليها.

وفي حالة حدوث نزيف حاد فمن أولى الخطوات التي ينبغي اتخاذها هي أن تستلقي المرأة وترفع ساقيها كي تساعد على وصول الدم إلى الدماغ.

صداع حاد أو مستمر

الصداع الحاد ما بعد الولادة

لا يعد الصداع عرضًا خطيرًا في الحالات العادية لأنه ربما يكون نتيجة التخدير القطني، ولكن في حال ترافق الصداع مع أعراض أخرى مثل:

  • ارتفاع ضغط الدم.
  • آلام بأعلى البطن.
  • وذمات في الجسم.
  • وجود بروتين في البول (يظهر من خلال إجراء تحليل للبول).

فتضافر هذه الأعراض مع بعضها ينذر بوجود تسمم حملي، ويجدر الإشارة إلى أن التسمم الحملي مرض يصيب المرأة أثناء الحمل، وقلما يحدث بعد الولادة.

ولكن في حالات نادرة تكون أعراض التسمم الحملي خفية أثناء الحمل وتظهر بعد الولادة مباشرةً، ويجدر الإشارة إلى أنه يزول خطر حدوث التسمم الحملي بعد مرور 24 ساعة على الولادة.

ولذلك نجد أن الأطباء في أول ست ساعات بعد الولادة يوصون بفحص ضغط الدم، للتأكد من أنه غير مرتفع عن الحد الطبيعي.

ضيق في التنفس

قد تتعرض المرأة بعد الولادة لحدوث ضيق في التنفس، وذلك لثلاثة أسباب:

هبوط الضغط

فالتعرق الشديد الذي تعاني منه الحامل أثناء المخاض، وفقدها لكم كبير من الدم، يسبب نقص في نسبة السوائل بالجسم، فيحدث هبوط في ضغط الدم.

التقيؤ

فعندما يحدث التقيؤ يتشنج الحجاب الحاجز فيؤدي ذلك إلى ضيق في التنفس.

الانسداد الرئوي

ويحدث ذلك بسبب حدوث جلطة تسد إحدى أوردة الرئة، وهذه من الأعراض الخطيرة جدًا والتي تودي بحياة المرأة إن لم يتم إسعافها فورًا.

ألم في الصدر

إن حدوث ألم في الصدر مؤشر خطير جدًا، ويجب اللجوء فورًا للمستشفى في حال حدوثه، وذلك إذا ترافق هذا الألم مع ضيق في التنفس، لأنه مؤشر على وجود جلطة في الرئة.

ألم في بطة الساق

هناك سببان لآلام بطة الساق، قد يكون الألم نتيجة تشنج في الساق، وقد يكون نتيجة جلطة في الساق.

فعندما يتعرض الجسم لعملية جراحية أو في حالة الولادة عند المرأة تزداد عوامل التخثر في الدم، وتعد الساقان أكثر الأعضاء عُرضة للجلطة بعد العمل الجراحي؛ وذلك بسبب اتساع أوردتها، ومع زيادة عوامل التخثر يصبح تدفق الدم فيها أبطأ مما يساعد على حدوث الجلطة.

فإذا ترافق ألم الساق مع احمرار مائل للزرقة، وتورم ولمعان في نفس المكان، مع عدم القدرة على المشي فهذا يعني وجود جلطة موضعية في الساق، وتكمن خطورة هذه الجلطة في حال انطلاقها مع مجرى الدم باتجاه الرئة، ومن المعلوم أن جلطة الرئة مميتة.

ولذلك يوصي الأطباء بضرورة المشي بعد مضي ساعتين على الولادة، وعدم اللجوء للراحة التامة أو المكوث في الفراش لفترات طويلة.

اضطراب في السلوك

تتعرض المرأة أثناء الحمل للتغيرات الهرمونية التي تؤثر على الحالة المزاجية عندها، وهذا أمر طبيعي، إلا أنها قد تتعرض بعض الولادة وفي حالات نادرة لما يسمى بـ (هوس النفاس).

حيث تعاني من مجموعة أعراض منها: اضطراب في الأفكار، الهياج الشديد، التوهم، وعندها يجب مراجعة الطبيب على الفور خوفًا من تطور الحالة إلى أكثر من ذلك.

وقد تمتد حالة تقلب المزاج عند المرأة إلى ما بعد الولادة، وتتطور لتتحول إلى اكتئاب ما بعد الولادة، فإن لم تشعر المرأة بتحسن الحالة النفسية بعد الولادة بأسبوعين فلابد لها من مراجعة الطبيب لاتخاذ التدابير اللازمة.

سلس البراز

قد تشعر المرأة بعد الولادة بعدم قدرتها على ضبط غازات البطن، أو عدم قدرتها على التحكم في عملية التغوّط، ويكون ذلك نتيجة حدوث جرح يصل للمعصرة الشرجية أثناء الولادة، ولكن هذه الحالة نادرة حاليًا بسبب حدوث أغلب الولادات في المستشفيات.

عدم القدرة على التبول

عدم القدرة على التبول بعد الولادة

لابد للمرأة بعد الولادة بساعتين إلى ثلاث ساعات أن تبدأ بتناول السوائل وتقوم من السرير وتمشي مدة ربع ساعة لسببين أساسيين:

الأول

اكتشاف النزيف في حال حدوثه؛ فركود المرأة بالسرير مع استمرار النزيف الداخلي قد يودي بحياتها.

الثاني

محاولة التبول؛ فلابد للمرأة بعد مضي ساعتين على الولادة أن تحاول التبول، فإن لم تستطع عليها القيام بإجراء بسيط مساعد، فتقوم المرأة ببل يدها بالماء مما يؤدي إلى انقباض المثانة وبالتالي يتم إفراغها من البول.

وهذه الخطوة ضرورية جدًا، فهناك حالات ترتض فيها المثانة أثناء الولادة وهذا الرض يمنعها من الانقباض فتتسع بسبب امتلائها مما يؤدي إلى حدوث (حصر البول)، وهذا ما يستدعي وضع قسطرة للمريضة كي تستطيع تفريغ المثانة.

وبعد كل هذه التفاصيل ألا تستحق هذه المرأة عبارة، حمدًا لله على سلامتك؟

وبالأخص من زوجها الذي ربما يستبدل هذه الجملة بجملة ماذا أنجبت؟ ذكرًا أم أنثى؟

فليته ينظر إلى الألطاف الإلهية التي تحيط بزوجته أثناء وبعد الولادة ثم يختار إحدى العبارتين.

عن الكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *