انتهت شهور الحمل بشكل سليم، وتمت عملية الولادة، وقمتي باستقبال مولودك، وتخلصت بشكل كامل من فترة الحمل والتوتر المرافق لها، لكن عليك سيدتي التمهل حيث ان هناك العديد من الأعراض التي من الممكن أن تعانين منها بعد فترة الولادة، ولكن هذه الأعراض اقل إزعاجا من الأعراض المرافقة لمرحلة الحمل، ولكن بجميع الأحوال ليس هناك أي داعي للقلق، فأن هذه الأعراض طبيعية وهي تختفي بشكل تلقائي مع مرور الوقت، لكن من الضروري الانتباه لصحتك خلال قيامك برعاية طفلك، لأن في حال الإصابة بأي مرض أو اضطراب سوف يعيق عملية عنايتك بطفلك، وبمقالنا هذا سيدتي سوف نعرض لك الأعراض ما بعد الولادة التي ترافق العديد من السيدات في هذه الفترة الحساسة.
أعراض ما بعد الولادة وطرق علاجها
هناك مجموعة من الأعراض الصحية التي من الممكن أن تصيب بعض السيدات بعد فترة الولادة، ومن أشهر هذه الأعراض نزيف المهبل، وبشكل عام تستمر هذه الحالة ما بين 10 أيام إلى ثلاث أسابيع، ولكن هناك بعض الأعراض التي تسبب للسيدات القلق والخوف، حيث تعتمد بشكل أساسي هذه الأعراض على طبيعية الولادة، وهل كانت صعبة أم سهلة، قيصرية أو طبيعية، بالإضافة للحالة الصحية للحامل، ومن هذه الأعراض:
نزيف المهبل (دم النفاس):
يحدث هذا النزيف في حال الولادة الطبيعية أو القيصرية ويستمر ما بين العشرة أيام وثلاث أسابيع، ويبدأ لون الدم بالتحول من اللون الأحمر للون البني الفاتح، ومن ثم يختفي بشكل نهائي.
بهذه الحالة سيدتي عليك الاستعانة بالفوط الصحية ذات الحجم الكبير، فمن الممكن أن تستمر هذه الحالة لفترة طويلة.
تقلص وانقباض بالبطن:
بحدث هذه الحالة نتيجة الانقباضات التي تصيب الرحم، ويمكن استخدام بعض المسكنات كالباراسيتامول للتخفيف من الألم المرافق لها، ومن الممكن ان تستمر هذه الانقباضات ما يقارب الشهر والنصف حتى عودة الرحم للحجم الطبيعي.
ألم وتنميل بمنطقة الشرج:
من الضروري جدا سيدتي المحافظة على نظافة منطقة الشرج، كما يجب استخدام كمادات باردة، وأخذ مغاطس بمياه دافئة، واستخدام بعض الكريمات والمراهم المسكنة والحبوب المسكنة للألم، ويفضل بهذه الفترة النوم على الجنب، واتداء ملابس عريضة، ومن الممكن القيام بتمارين كيجل فهي تساهم بشكل فعال على تنشيط الدورة الدموية بمنطقة الشرج.
وجود صعوبة بالتبول:
قد تواجه بعض السيدات صعوبة في التبول في الأيام التي تلي عملية الولادة، لذلك من الضروري الالتزام بشرب كميات كافية من الماء، وأخذ مغاطس ماء دافئة، واستخدام الكمادات الباردة، أو توجيه المياه عند الرغبة بالتبول على فتحة المثانة.
الإمساك:
قد تصابين بالإمساك بعد الولادة بشكل مباشر، ولذلك عليك الالتزام بشرب الماء وتناول الأطعمة الغنية بالألياف، كالحبوب، الفاكهة، الخضار الورقية، وفي حال القدرة يساعد المشي على علاج مشكلة الإمساك وكذلك تمارين كيجل، كما يساعد مضغ العلكة على تنشيط عمل الجهاز الهضمي.
البواسير:
خلال فترة الحمل وبعد الولادة تحدث الإصابة بالبواسير، ومن الممكن علاجها من خلال مغاطس الماء الدافئة، أو استخدام الأدوية والكريمات الخاصة بهذه الحالة ولكن تحت إشراف طبي.
الإصابة بالتعب والإجهاد:
حاولي سيدتي الحصول على مساعدة الأشخاص كزوجك أو أحد أفراد العائلة، وتجنبي الحركة الكثير، وتجنبي هدر طاقتك في استقبال الضيوف والتحضير لهم، واهتمي جيدا بتغذيتك.
الإصابة بتورم العينين:
من الممكن علاج هذه المشكلة من خلال استخدام الكمادات الباردة بشكل يومي لمدة 15 دقيقة.
زيادة تعرق الجسم:
يساعد شرب الماء على تعويض النقص، وقومي باستخدام مناشف خاصة فوق الوسائد خلال فترات الليل.
تشقق والتهاب الحلمات:
عند بدء الرضاعة الطبيعية تصاب الحلمات بالتهاب والتشقق، ولذلك عليك التأكد من إرضاع طفلك بوضعيات صحيحة، مع التبديل ما بين الثديين، كما يجب تعريض الحلمات للهواء بعد انتهاء الرضاعة، والمحافظة عليها نظيفة ومعقمة وجافة، وارتدي ملابس قطنية معقمة.
يمكن استخدام بعض قطرات من الحليب في دهن الحلمات وتركها حتى الجفاف، حيث يساعد ذلك على علاج الجروح والتشققات، كما أن لكمادات الشاي والماء باردة دور مهم في عملية العلاج.
الإصابة بألم في الظهر:
بعد الولادة يجب تجنب حني الظهر، والجلوس بوضعيات خاطئة لتجنب الإصابة بألم في الظهر، ويفضل رفع الأقدام عند الرضاعة على كرسي.
الاكتئاب ما بعد الولادة:
تعتبر فترة ما بعد الولادة من الفترات التي يرافقها العديد من التغيرات الهرمونية والنفسية والانفعالية، فمع ولادة الطفل تزداد المسؤوليات، وقد تصاب الأم بالعصبية والقلق وفي بعض الأحيان الاكتئاب، حيث تصاب سيدة من بين سبع سيدات باكتئاب ما بعد الولادة، ويبدأ هذا الاكتئاب خلال الأيام الأولى التي تلي الولادة، ولم هذا الاكتئاب يبدأ بالتلاشي والتحسن بشكل تلقائي خلال مدة الأسبوعين.
في هذه الفترة تحتاج السيدة لعناية خاصة من الزوج والعائلة، ويجب أن لا تترددي سيدتي في التعبير عن كل ما يدور في خيالك، وحاولي التأقلم والاندماج مع الوضع الجديد.
تغيرات هرمونية:
ينتج عن التغيرات الهرمونية التي تصيب السيدة بعض الأعراض كتساقط الشعر، جفاف البشرة، تقلبات المزاج وغيرها الكثير من الأعراض، وهذه الحالة لا تحتاج لعلاج ولكن تحتاج للصبر، وانتظار مرور هذه الفترة الحساسة.
احتباس السوائل:
قد تلاحظ السيدة انتفاخ بالقدمين، اليدين بعد الولادة، وقد يستمر هذ الانتفاخ لمدة أسبوع كامل ما بعد الولادة، ويبدأ بالتلاشي بشكل تلقائي، ويعود هذا الاحتباس لارتفاع بمستويات هرمون البروجسترون بالجسم.
متى تبدأ أعراض ما بعد الحمل بالتلاشي؟
تعتبر الأسابيع الست التي تلي الولادة هي فترة التعافي من الولادة، وبجميع الأحوال، معظم الأعراض مؤقتة وتنتهي بشكل تدريجي بغضون أسبوع أو أسبوعين، ولكن قد تستمر بعض الأعراض كالم الظهر، تشقق الحلمات، ومن ثم تبدأ هذه الأعراض أيضا بالاختفاء.
ولكن هناك بعض الأعراض التي تحتاج للرعاية الطبية بشكل فوري في حال ظهورها، والتي هي:
- الإصابة بألم بمنطقة الصدر.
- النزيف بحيث يتم تبديل الفوط أكثر من مرة خلال الساعة الواحدة، أو في حال نزول ثخرات دموية.
- الإصابة بضيق بالتنفس أو وجود صعوبة في عملية التنفس.
- ارتفاع درجات الحرارة لأكثر من 38 درجة.
- الشعور بصداع لفترة طويلة دون أي تحسن مع تناول المسكنات، أو في حال رافق الصداع تغير بالرؤية.
- عندما يراودك أفكار اكتئابيه كإيذاء النفس أو الطفل.
- تأخر في عملية التئام الجرح.
- نوبات صرع.