كيفية العناية بالجسم بعد الولادة

عندما تتزوج المرأة يكون الهدف الأساسي لحياتها الزوجية هو إنجاب طفل سليم ومعافى مع سلامة صحتها وعافيتها لتستطيع الاعتناء به وبنفسها، فمن الأخطاء الشائعة أن تهب الأم حياتها لطفلها واهمالها لنفسها.

فهناك أمور كثيرة وتغيرات تطرأ على صحة الأم ونفسيتها بعد الولادة يجب الانتباه لها ومراقبتها وعلاج أي مشكلة قد تطرأ عليها حتى لا تتطور الأمور وتصبح الأمور الصحية سيئة وخطيرة فكلما اهتمت الام بنفسها حافظت على سلامتها وسلامة طفلها.

التغيرات وخطوات العناية بالجسم بعد الولادة

هناك العديد من التغيرات التي تطرأ على الأم بعد الولادة يجب مراقبتها وعلاجها ومنها:

الالتهابات والافرازات المهبلية:

الولادة الطبيعية عمل شق مهبلي لتسهيل الولادة أمر قد تتعرض له الكثير من النساء وقد يأخذ الجرح وقت طويل حتى يلتأم ويشفى، فيمكن استخدام وسادة طرية للجلوس، ويمكن استخدام كمادات مكان الجرح، ويمكن استخدام الماء الدافئ بعد التبول، أو القيام بمغطس معقم دافئ لتخفيف الألم.

كما يمكنك تناول مسكنات ألم أو استخدام كريمات أو بخاخات، كما يمكنك تناول ملين براز لمعالجة الامساك لتخفيف الألم بعد استشارة الطبيب.

بعد الولادة يبقى جسم الام يفرز مفرزات مهبلية تكون كثيفة وغزيرة وذات لون أحمر تقل وتصبح بيضاء مصفرة مع الوقت، ولكن إن استمرت وأصبحت أشبه بنزيف وترافقت مع حمى يجب مراجعة الطبيب فوراً.

التقلصات والانقباضات:

قد تستمر التقلصات والتشنجات بعد الولادة بفترة من الزمن مشابهة لتشنجات الولادة والدورة الشهرية واحياناً بسبب الارضاع الطبيعي، فيمكن الطلب من الطبيب استخدام المسكنات المناسبة، ويجب الانتباه من قبل الام وعدم تعرضها لأي جهد أو ضغط أو ارهاق جسدي أو نفسي.

الاصابة بسلس البول:

قد تبدأ مشكلة سلس البولي بعد الحمل الولادة وخاصة في حالات الولادة الطبيعية، حيث تتمدد العضلات الحوضية وتتأذى بشكل واضح فلا تستطيع الاستمرار في حماية الرحم والمثانة فتصبح المرأة غير قادرة على حبس البول ويحدث طرح له عن أي جهد أو ضغط وقد تزول المشكلة بعد فترة وقد تطول، وتحتاج العلاج المناسب وهنا من الأفضل استخدام الفوط الصحية وممارسة تمارين خاصة بالحوض لشد عضلاته بطريقة سليمة.

مشكلة الامساك والبواسير:

قد تشعر الأم بعد الولادة بصعوبة في التغوط مع تورم في منطقة الشرج فقد تكون هناك مشكلة البواسير فيمكن استشارة الطبيب واستخدام كريم مناسب أو دواء معين مع القيام بمغاطس ماء دافئ مع اتباع نظام غذائي ملين للأمعاء ومنظم للبراز كالألياف والخضار والفواكه مع شرب كمية كافية من الماء.

ألم في الثديين:

بعد الولادة يحدث ألم واحتقان وتصلب في الثديين بعد امتلاؤهما بالحليب، فإذا واجه الطفل صعوبة في الرضاعة الطبيعية يفضل استخدام وسيلة لسحب كمية من الحليب واراحة الثديين ويفضل تكرار الرضاعة ما أمكن، ولكن عند عدم الرغبة في الارضاع الطبيعي يفضل عدم الارضاع حتى لا يزيد الادرار كما يحبذ استخدام كمادات ماء فاتر أو بارد لتخفيف الألم، ويمكن استخدام مسكنات الألم المسموح بها ويمكن ايضاً اجراء مساجات للصدر تساعد على الراحة.

قلة كثافة الشعر وتبدلات الجلد:

خلال الحمل تكون كثافة الشعر وسرعة نموه ممتازة مع تمدد الجلد وظهور بقع بنية ولكن بعد الولادة تخف كثافة الشعر كثيراً وعلامات تمدد الجلد والتبقعات الداكنة لن تزول ولكن سيخف مظهرها كثيراً.

التغييرات النفسية:

بعد الولادة قد تتعرض الأم لما يسمى كآبة ما بعد الولادة فتصاب بتعب وارهاق وخوف وتوتر وقلق وعدم قدرة على رعاية الطفل ويسيطر عليها الاحباط واليأس، وهنا لابد من اللجوء الى خبير علاج نفسي وطلب المساعدة من الشريك أو شخص مقرب حتى تمضي المرحلة بسلام ولا تطول كثيراً.

إنقاص الوزن:

بعد الولادة يحدث انخفاض بالوزن ولكن تشعر الأم بالإحباط لرغبتها بعودة جسمها وشكلها كما كان سابقاً فيجب عليها اتباع نظام غذائي ورياضي معين لتحقيق الهدف من ذلك.

المتابعة الطبية بعد الولادة:

بعد الولادة يجب على الأم مراجعة الطبيب بشكل دوري للتأكد دائماً من سلامتها الجسدية والنفسية ووضعها العام، ومناقشته بأي أمر يخصها أو يخص عائلتها وتنظيم الاسرة وغيرها من الأمور التي تضمن سلامتها واستقرارها.

اللقاحات بعد الولادة وفحوصات الدم:

يجب على الأم الانتباه لأخذ لقاح الحصبة الألمانية ولقاح الكزاز والخناق والسعال الديكي بعد الحمل بإشراق الطبيب للحفاظ على صحتها وسلامتها وسلامة جنينها من أي مشكلة صحية.

ان كان هناك عدم توافق عامل ريزيس بين الام والطفل يجب اجراء الفحوص اللازمة للدم فتعطى الغلو بولين المناعي لعلاج المشكلة وتفادي الخطر لاحقاً.

النشاط الجنسي وتنظيم الاسرة:

يمكن للأم استعادة نشاطها الجنسي حينما ترغب وتكون قد استعادت عافيتها وتماثلت الجروح للشفاء حتى لا يحدث أذى أو مضاعفات، كما يمكن الاستحمام بعد فترة بسيطة من الولادة طالما لا يوجد مانع لذلك، ولكن يفضل مراجعة الطبيب واستشارته في تفاصيل مهمة تخص مانع الحمل وتنظيم الاسرة فيما يتعلق بالإنجاب لاحقاً حتى لا يحدث حمل في وقت غير مناسب وحتى تكون الأم تماثلت للشفاء والطفل حصل على حقه من الاهتمام والرضاعة فيمكن اختيار وسيلة مانع حمل مناسبة كالواقي الذكري أو دواء مناسب حسب ما يختار الطبيب المختص.

مكان تواجد الأم والطفل:

يجب أن يكون المكان الذي توجد به الأم والطفل صحي وسليم حرارته طبيعية ورطوبته طبيعية وتهويته جيدة صيفاً شتاءً حتى لا يتعرضان لأي مشكلة أو عدوى.

الحيض بعد الولادة:

تختلف أول مرة يعود فيها الحيض عند المرأة بعد الولادة فمنهن من تحيض بعد وقت قصير ومنهم من تبقى فترة أطول، وقد يتأثر الموضوع بالإرضاع ولكن كيفما كانت النتيجة لا داعي للقلق أو الشك أن هناك حمل فقد يكون اضطرابات هرمونية تلي الولادة تعود الى طبيعتها لاحقاً، ولكن يفضل مراجعة الطبيب كل فترة للاطمئنان.

الارضاع:

ان لم يكن هناك رغبة بالإرضاع فالأفضل عدم تكرار ادرار الحليب أما إن كان الهدف ارضاع الطفل طبيعياً فمن الأفضل مساعدة الطفل على الارضاع المتكرر ليزيد الادرار ويأخذ الطفل حاجته، فعندما يبكي الطفل ويضع يده في فمه ويحريك رأسه عند لمسه كلها دلائل على الجوع وحاجة الارضاع فيجب مساعدة الأم على كيفية الارضاع والجلوس بشكل صحيح وحمل الطفل بطريقة أمنة مع احتضانه واشعاره بالأمن والراحة حتى تتم عملية الارضاع بسلام.

عن الكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *