مما لا شك فيه أن جميع بني آدم خطائين ولكن تتعدد أنواع الخطأ؛ فيخطأ معظم الآباء والأمهات في تربية الأطفال ويعود ذلك بالسلب على صحتهم النفسية مما يجعلهم معدومي الشخصية وذو سلوك مختلف عن سلوك الشخص الطبيعي، وفي معظم الحالات يرتكب الآباء ذلك في حق أبنائهم دون وعي أو قصد، وهذا ما سوف نُنوه عنه فيما يلي.
أخطاء الآباء والأمهات في تربية الأطفال
تتعدد الأخطاء التي يقع فيها كلٍ من الآباء والأمهات، ولكن يُمكننا مواجهتها والبعد عنها حتى يتعلم الطفل السلوك الصحيح الذي يجب أن يتماشى به مع أمور الحياة التي سوف تواجهه، وتتمثل هذه الأخطاء في كلٍ من:
الدلال المُبالغ فيه
يقوم بعض الآباء بتدليل أطفالهم الصغار تدليلًا مُبالغ فيه فإذا قام الطفل بارتكاب أي خطأ لا يقوموا بتوبيخه أو عقابه ولكن يثنون عليه وذلك من أخطر الأسياء التي تُعلم الطفل أنه مهما ارتكب خطأً فلا يوجد عقاب فيجعل الطفل ذو شخصية مُتسيبة ولا يستطيع الأب أو الأم السيطرة عليه بعد ذلك.
الحماية المُتسلطة على الطفل
نجد في كثير من الأُسر أن بسبب زيادة حب الوالدين الشديد لأطفالهم فيقوموا بحمايتهم ضد أي شيء وضد أي موقف خارجي يحدث للطفل، فينوب الآباء عن الطفل في أي أمر يجب أن يُمارسه الطفل بنفسه فيشعر الطفل بعدم الاستقلالية عن أبويه ولا يستطيع الانفصال عنهم أو حل أي مشكلة خاصة به، وذلك يجعل الطفل يشعر بالإنطوانية عن الناس وعدم التعامل معهم.
تعرفي على أكثر الأخطاء شيوعًا في تربية الأطفال.
الاختلاف في الرأي للوالدين
من أكثر الأمور التربوية الخاطئة التي تجعل الطفل يمتاز بعادات سيئة مثل: عدم معرفة الخطأ من الصواب والكذب، فعندما يكون الوالدين مختلفان في الرأي فهذا يجعل الطفل مُشتتصا لا يستطيع سماع كلام أيٍ منهم، وكذلك عندما يقوم أحد الأبوين بتوبيخ وعقاب الطفل فيقوم الطرف الآخر بتدليله ومُصالحته فهذا يجعل الطفل ينجذب تجاه الطرف المُصالح له والبعد عن الطرف المُعاقب، وهذا التشتُت يُشعِر الطفل بوجود انقسام كبير في عائلته ويجعله شخص غير سوي؛ ولذلك يجب على الأبوين عندما يقوم شخصٍ منهم بعقاب الطفل فيقوم الطرف الآخر بالتحدث مع الطفل على أسباب هذا العقاب لكي لا يُكرره الطفل مرة أخرى.
إجبار الطفل على السعادة
فمن شدة حب الأبوين للطفل فيقومون بالبحث عن مختلف طرق السعادة لكي يقدموها للطفل ليشعر بالسعادة، وهذا منطق خاطئ لأن الطفل يجب أن يشعر بالسعادة بمفرده عندما يتعايش مع ظروف الحياة ويُواجه المواقف المُختلفة.
فرض الأوامر على الطفل
تقوم بعض الأمهات والآباء بفرض الأوامر والتوجيهات للطفل، وهذه من الأمور الخاطئة التي تجعل الطفل غير مُستجيب لهذه الأوامر وعدم تنفيذها وكأنه لم يسمع هذا الأمر ولا يقوم بالرد عليهم؛ لذلك يجب على كل أم وأب طلب الأوامر من الطفل بكل ود وحب وعدم أمرهُ بالتنفيذ وترك نسبة من الحرية للطفل لكي يستطيع ممارسة حياته بصورة طبيعية وعمل أموره الحياتية بشكل بسيط.
التفرقة بين الأبناء
يجب عدم التفرقة في المعاملة بين الأبناء لأن هذا الأمر يُعتبر أمر كارسي يُحوّل الطفل إلى طفل عدواني يكره أخوه الذي يحصل على مُعاملة جيدة بالرغم من معاملته معاملة سيئة، فيجب الموازنة بين معاملة الأطفال أمام بعضهم وعدم تغيير المعاملة بينهم لأن الأطفال كائنات حساسة يستطيعوا أن يشعروا بكل ما يحدث حولهم ويستطيعوا فهمه.
الإيذاء الجسدي واللفظي
هذه ظاهرة منتشرة بين الآباء والأمهات فيقوم كلٍ منهم بإهانة الطفل لفظيًا أو جسديًا الأمر الذي لا يجعل الطفل يشعر بالثقة بالنفس ويجعله يمتاز بالعدوانية فهذه الظاهرة تعمل على التشويه النفسي والجسدي للطفل وخاصةً إن كانت أمام أشخاص أو أطفال أخرى، كما من الممكن أن يتجه الطفل للعداء ضد أقاربه وأصدقائه ويقوم بضربهم، فلذلك يجب على كل ام وأب التحلي بالصبر والبعد الكامل عن الضرب، فتوجد طرق كثيرة للتوبيخ والعقاب بعيدًا عن الإيذاء الجسدي أو اللفظي.
التذبذب في المعاملة
تقوم بعض الأمهاب بازدواج المعاملة مع الطفل، فتقوم بتوبيخ الطفل على موقف ما وتقوم بمكافأته على نفس الموقف في مرة أخرى، وهذا يجعل الطفل مُشتتًا لا يستطيع التفريق بين الصواب والخطأ، ويؤدي بعد ذلك إلى إنطواء شخصيته والبعد عن الآخرين لأنه لا يستطيع التفريق بين الصواب والخطأ.
تعرفي على أفضل طرق تربية الأطفال، وما هي التصرفات التي من الممكن أن تدمر علاقة الوالدين بأطفالهما.
تجاهل الأسئلة المُحرجة من الطفل
يعيش الطفل في الحياة ليتعلم ويكتسب الخبرات من أبويه، وعندما يكبر الطفل ويمر بالمراحل العمرية المختلفة يكون له بعض الأسئلة المُحرجة للأم أو للأب مثل: كيف جئت إلى الدنيا، ولا يستطيع أيًا منهم الرد عليها كما يقومون بتعنيف الطفل أو عدم الرد على أسئلته، ولكن هذه أساليب خاطئة في التربية فهذا يجعل الطفل ينجذب تجاه العالم الخارجي وسيقوم بسؤال أصدقائه الصغار ومن المؤكد رد زملائه سيكون خاطئ، وقد ينعكس ردهم على شخصية الطفل بالسلب؛ لذا يجب الرد على الطفل بكل حب وتفهيمه الإجابة على أسئلته بشكل يتوافق مع الأمور الدينية والأخلاقية.
توجيه العقاب والشدة للطفل عند لمسه أعضائه التناسلية
يمر الطفل بمراحل عمرية مختلفة، فهو لا يستطيع التفريق بين أعضاء جسده إلا عندما يمر بمرحلة اكتشاف الذات؛ ففي هذه المرحلة يقوم باكتشاف كل أعضائه عن طريق لمسها، ولكن عندما يضع يده على أعضائه التناسلية ربما يشعر ببعضٍ من اللذة فيقوم بتكرار هذا الفعل دون دراية منه بأنه فعل خاطئ، ويقوم بعض الىباء في وقتها بتعنيف الطفل ومن الممكن ضربه حتى يكُف عن هذه العادة السيئة، ولكن هذا تصرُف خاطئ وخطير من الأبوين فيجب عند مُلاحظطة ذلك على الطفل إلهائه بأي لعبة أو أو شيء يلفت انتباهه ويجذبه بعيدًا عن هذه العادة السيئة، ولكن القيام بالتعنيف والضرب فسيقوم الطفل بالعناد ضدهم وعمل هذه العادة مرات مُتكررة حتى إذا قام بعملها من وراء الأم والأب.
مُقارنة الطفل
يجب أن تعرف كل أم أن قُدرات الأطفال هي قدوات مُتفاوتة؛ فيوجد بعض الأطفال يكونوا متميزون في الدراسة بالرغم من وجود أطفال اخرى يذاكرون ولكنهم غيز مُتميزون فلكل طفل مستويات طبيعية من الذكاء، وعند مقارنة الطفل بغيره من الأطفال يشعر بالعجز والنقص وعدم الثقة بالنفس؛ لذلك يجب عدم مقارنة الطفل بغيره مهما كان؛ فكل طفل يمتاز بقدرات معينة سواءً كانت في الدراسة أو في الحياة عامةً.
المُكافآت المالية
يقوم الكثير من الآباء بمكافأة أطفالهم بمكافأة مالية عندما يقوموا بعمل جيد، فيؤدي ذلك إلى ترسيخ الأمور المالية في ذهن الطفل، ويرتبط عمله الجيد بالأموال، وبعد ذلك إذا قام بأي عمل جيد سيطلب الطفل من أبويه الأموال وإذا لم يستطع الأب إعطاء الطفل هذه الاموال في كل مرة يقوم الطفل فيها بعمل جيد ستكون بمثابة جريمة للطفل ومن الممكن ألا يُكرر هذا العمل الجيد مرة اخرى بسبب عدم حصوله على الأموال.
أسلوب اللاعقوبة
هو أسلوب خاطئ يبتعه بعض الآباء والأمهات، فمن شدة حبهم للطفل لا يقوموا بمعاقبته أو توبيخه على أي سلوك خاطئ يصدر منه فيجعل الطفل لا يستطيع التفرقة بين الصواب والخطأ، وفي بعض العائلات يقوم أحد الأبوين بعقاب وتوبيخ الطفل في كل مشكلة يواجهها في مقابل تدليل الطرف الآخر للطفل فهذا يجعل الطفل ينفر من الطرف المُعاقب والتقرُب من الطرف المُدلل للطرف وهذا أيضًا أسلوب خاطئ.
ولكن الأسلوب الصحيح الذي يجب اتباعه أن يقوم الأبوين بالتوازن في العقاب ولا يكون العقاب مُتمثل في شخص واحد فقط منهم، وعندما يقوم أحد الوالدين بمعاقبة الطفل فيقوم الطرف الآخر بتوجيه النصيحة له وتعريفه بخطأه وأسباب عقوبته حتى لا يُكرر الخطأ مرة أخرى؛ فبذلك سيستطيع الطفل معرفة الصواب من الخطأ والبعد عن الأخطاء حتى لا تتم مُعاقبته مرة أخرى.
إهمال الطفل وعدم شعوره بالحب والأمان
يوجد بعض الآباء الذين يهملون أبنائهم وعدم الاهتمام بهم، فلا يجد الطفل من يُوجهه ويشعر بعدم الأمان ويتحول سلوكه إلى سلوك عدواني تجاه أصدقائه وأخواته حتى يتم الالتفات والنظر إليه، كما يوجد بعض الآباء الذين يُعاملون أطفالهم بقسوة شديدة وعدم الحنان عليهم فهؤلاء الأطفال يمرون بحالات نفسية سيئة تنعكس بشكل سلبي على تكوين شخصياتهم؛ لذا يجب الحنان على الاطفال حتى يشعرون بالأمان تجاه آبائهم مع الحزم البسيط حتى لا يؤثر التدليل المُتزايد على شخصية الطفل أيضًا، فالوقوف في منطقة وسط بين التدليل والحزم عند التعامل مع الأطفال.
بعض العبارات الخاطئة التي يتم توجيهها للطفل
أنت تعلمتْ الكذب
يمر الطفل بمراحل مختلفة خلال عمره، وعندما يدخل في عمر الـ 3 سنوات: 5 سنوات يحلم ويتخيل بأحداث مختلفة يحلم أن يعيشها، ويستمر في ذلك الحلم ويقوم بحكايته إلى والدته كأنه حقيقة حدثت بالفعل، فتقوم الأم بتعنيفه وتوبيخه وهذا من الخطأ، فيجب أن تقوم الأم باحتضانه وتفهيمه أن هذه قصص من وحي خياله حتى لا يبتعد عن والدته ولا يقوم بحكاية أي شيء لها مرة أخرى.
أصبحت فاشل
تقوم بعض الأمهات بتوبيخ طفلها وتقوم له أنت أصبحت فاشلًا، ويؤثر ذلك في شخصية الطفل بصورة سلبية ويجعله غير واثق في نفسه؛ فعندما تقول الأم هكذا لطفلها فيترسخ في ذهنه أنه فاشل وسيستمر في الفشل وأنه حتى إذا بذل أي جهد سيظل فاشل فيشعر باللامُبالاة تجاه اي شيء بعد ذلك.
أنت حرامي
يقوم بعض الأطفال بأخذ أي شيء يجذب انتباهه ويُعجب به حتى إذا كان هذا الشيء ليس ملكه وخاص بصديق له وذلك بسبب عدم إدراكه بأن هذا خطأً، فيجب على الأم عندما تجد مع طفلها أي شيء غير خاص به تتحدث مع طفلها برفق وتُعلمه أن هذا خطأ كبير ويجب عليه إرجاع هذا الشيء لصديقه وعندما يقوم بذلك يبنغي على الأم أن تُقدم للطفل مُكافأة على هذا العمل السليم.
يجب على كل أم وأب أخذ كل هذه النصائح في الاعتبار وتطبيقها حتى تُربي طفلها تربية سليمة بعيدة عن المشاكل والأزمات النفسية، فالطفل كائن رقيق يجب المُعاملة معه برفق وحب وحنان حتى لا يلجأ لمن هم خارج المنزل والذين من الممكن أن يكونوا أصحاب سوء ويقوموا بتعليمه العادات السيئة.
مقالات أخرى:
اترك تقييم