يُوصف سرطان المبيض بالقاتل الصامت، نظرًا لعدم ظهور أي أعراضٍ له في مراحله المُبكرة، وما إن تشتد درجة المرض وينتشر إلى منطقة الحوض خارجًا من المبايض حتى تبدأ الأعراض في الظهور، ولكن بعد أن يكون أوان التدارك والعلاج المُبكر قد فات.
تحتاج كل سيدة إلى رفع حصيلتها المعلوماتية عن سرطان المبايض، وهذا ما ستحصل عليه من هذا المقال.
المبيض وسرطان المبيض
يضم الجهاز التناسلي الأنثوي مبيضين، الواحد منهما في حجم حبة اللوز، ويقع المبيض الأول على الجانب الأيمن للرحم، ويقع الثاني في الجهة اليسرى المُقابلة، ومنوط بالمبيضين إنتاج البويضات، وكذلك إنتاج هرمونيّ الإستروجين والبروجسترون.
أما سرطان المبيض فهو من أنواع الأورام الخبيثة التي تُصيب أحد المبيضين أو كلاهما، وفي الغالب الأعم لا يُكتشف سرطان المبيض بالأعراض المُصاحبة إلا في مراحل مُتأخرة، حيث يكون قد انتشر إلى داخل منطقة الحوض وإلى منطقة البطن، وهو ما يزيد من خطورته، وكذلك من صعوبة علاجه.
من هذه الآلية التطورية يُوصف سرطان المبيض بالقاتل الصامت، ويُصنف ضمن أنواع السرطانات المُميتة، والجدير بالذكر أنه طوال مرحلة اقتصار الورم السرطاني على المبيض فقط؛ فإن علاجه والقضاء عليه سهل وسريع ومُتعدد الخيارات ما بين التدخلات الجراحية والعلاجات الكيميائية والموجهة.
أسباب الإصابة بسرطان المبايض
السبب المُباشر في إصابة السيدات بسرطان المبيض مازال مجهولًا وغير واضح الآلية، وكل ما استطاعت الدراسات الطبية تحديده هو مجموعة العناصر والعوامل التي تزيد معها فرص الإصابة.
ويُمكننا القول أن بداية تكون الأورام السرطانية بالمبايض تنشأ في اللحظة التي تطور فيها الخلايا عدة طفرات بالحمض النووي (DNA) الخاص بها، ليتبع هذه الطفرات تلقائيًا مجموعة أوامر ذاتية للخلايا بسرعة النمو والتكاثر.
هذه السرعة المُفرطة في النمو قد ينشأ عنها تكتلاتٍ وأورام مُتكونة من خلايا غريبة وغير طبيعية، لتستمر حياة وتطور ونمو هذه الخلايا في مقابل تلف وموت الخلايا الأصلية السليمة، وهكذا تهاجم وتغزو التكتلات الأنسجة المحيطة القريبة، ومن المُمكن أن تنفصل هذه الأورام عن مكانها المركزي لتبدأ في الانتشار بأماكن أخرى بالجسم.
قد يهمك أيضًا: أعراض سرطان الثدي وأسباب الإصابة وطرق العلاج
أنواع سرطان المبيض
بناءً على آلية التكوين والتمدد السالفة الذكر؛ يتضح لنا أن سرطان المبيض ينقسم إلى أنواعٍ يُحددها نوع خلايا المبيض التي تبدأ الأورام والتكتلات في الظهور عليها، وتشتمل أنواع سرطان المبيض على:
الأورام الظهارية: وهي تُشكل الأساس لـ 90% من إجمالي حالات سرطان المبيض التي تُصيب النساء، حيث تبدأ الأورام السرطانية في الجزء النسيجي الرفيع الذي يُغطي الأجزاء الخارجية من المبيضين.
الأورام السدوية: وهي تُشكل الأساس لـ 7% من إجمالي حالات سرطان المبيض التي تُصيب النساء، حيث تبدأ الأورام في الجزء النسيجي بداخل المبيض الذي يضم مجموعة الخلايا المسئولة عن إنتاج الهرمونات، وما يميزها عن غيرها من الأنواع أنه يسهُل تشخيصها في مرحلة مُبكرة مُقارنةً بأنواع الأورام الأخرى التي تُصيب المبيض.
أورام الخلايا الجرثومية: وهي من أنواع سرطانات المبيض النادرة الحدوث، وإن حدثت فإنها تنتشر أكثر بين السيدات الأصغر في العمر، حيث تبدأ الأورام مُباشرة داخل مجموعة خلايا المبيض المسئولة عن إنتاج البويضات.
أعراض سرطان المبيض
أشرنا إلى أنه نُدرة تسبب سرطان المبيض في أي أعراضٍ جانبية خلال مراحله المُبكرة، حتى إنه أحيانًا يتسبب في أعراض مرضية بسيطة وغير مُحددة بالرغم من ولوجه إلى المراحل المُتقدمة، وينتج عن ذلك بالتبعية خلط كامل بينه وبين مجموعة من الأورام الحميدة الشائع الإصابة بها عند النساء، ومن أبرز أعراض ودلالات الإصابة بسرطان المبيض ما يلي:
- تورم منطقة البطن وانتفاخها.
- دوام الشعور السريع بالامتلاء والشبع من أقل كمية طعام يتم تناولها.
- خسارة وزن الجسم بوتيرة سريعة وبمُعدلاتٍ مُرتفعة.
- الشعور بعدم الراحة في منطقة الحوض بأكملها.
- حدوث خللٍ وظيفي وحركي كامل في الأمعاء، وأهمها دوام الإصابة بالإمساك.
- امتلاء المثانة على الدوام، والحاجة المُستمرة للتبول.
قد يهمك أيضًا: سرطان عنق الرحم .. ماذا تعرفين عن أسبابه وعلاجه
أبرز عوامل الخطورة
تشير المعارف الطبية إلى ما يُعرف باسم “عوامل الخطورة”، وهي عبارة عن مجموعة العناصر التي يُعزز توافرها فرص الإصابة بالمرض، من بين أبرز عوامل الخطورة التي تُعزز الإصابة بمرض سرطان المبيض ما يلي:
التقدم في العمر: فالإصابة بسرطان المبيض واردة الحدوث في أي مرحلة عمرية، بيد أنها تشيع بصورة أكبر بين السيدات التي تتراوح أعمارهن بين عمر الـ 50 إلى الـ 60 عامًا.
احتمالية حدوث طفرات جينية موروثة: بالرغم من أن مُعدلاتٍ بسيطة من حالات الإصابة بسرطان المبايض تنتج عن طفراتٍ جينية وراثية، إلا أن خطر الإصابة يبقى مُرتفعًا بارتفاع احتمالية حدوث هذه الطفرات.
وعلميًا يُرمز إلى الجينات المسئولة عن زيادة خطورة الإصابة بسرطان المبيض بـ “BRCA1” أي جين سرطان الثدي 1، وأيضًا “BRCA2” أي جين سرطان الثدي 2، وهي أنواع من طفرات الجينات التي تتسبب في تعزيز الإصابة بسرطان الثدي، وكذلك الإصابة بسرطان المبيض.
الإصابة بمتلازمة لينش: وهي نوع آخر من الطفرات الجينية التي تزيد من احتمالات الإصابة بسرطان المبيض.
وجود تاريخ عائلي مع سرطان المبيض: حيث ترتفع فرص الإصابة عند السيدات اللاتي يمتلكن اثنين أو أكثر من أقارب الدرجة الأولى أصبن سابقًا بسرطان المبيض.
التداوي ببدائل هرمون الإستروجين: خصوصًا عند طول مدة العلاج وكثافة الجرعات.
توقيت بدء الحيض وتوقيت انقطاع الطمث: حيث تتعزز فرص الإصابة بسرطان المبيض كنتيجة مُباشرة إلى النزول المُبكر لدم الحيض في سنٍ مُبكرة، أو انقطاع الطمث المُتأخر في سنٍ مُتأخرة، أو كلاهما معًا إن حدثا.
وجوبية المشورة الطبية
على اعتبار أن سرطان المبيض من السرطانات المعدومة الأعراض في المراحل الأولى؛ لذلك تُعد زيارة الطبيب واجبة فور الشعور بأي أعراض غير مُريحة كالمذكورة سابقًا، وكذلك حال تحقق أيٍ من عوامل الخطورة، وبخاصة وجود تاريخ للعائلة مع سرطان الثدي أو سرطان المبيض.
قد يهمك أيضًا: الالتهابات المهبلية وأسباب تجعلكِ أكثر عرضة للإصابة
أهم طرق الوقاية
حقيقةً لا توجد وسائل وقاية مُباشرة تمنع الإصابة بسرطان المبيض بمجرد الالتزام بها خصوصًا إذا ما توافر عند المرأة أحد عوامل الخطورة التي تم ذكرها، ولكن المُناقشة مع الطبيب المُتخصص والالتزام بتعليماته قد تخلق طريق وقاية يُعزز الحد من خطر الإصابة، ومن بين أبرز ما قد ينصح به الأطباء كإجراءاتٍ وقائية:
تناول أقراص منع الحمل: وذلك لدورها المثبت في تقليل فرص الإصابة بسرطان المبيض، حيث أثبتت الدراسات أن النساء المُستخدمات لوسائل منع الحمل الفموية الهرمونية أقل عُرضة للإصابة بسرطانات الثدي والمبايض، وللعلم فإن الطبيب عادةً ما يوازن بين مزايا تناول حبوب منع لحمل ومخاطرها، وبناءً على الكِفة الأرجح منهما تكون النصيحة الطبية الخالصة.
مناقشة عوامل الخطورة: وخصوصًا التاريخ العائلي مع سرطانات الثدي والمبيض قد تدفع الطبيب إلى الاستعانة بمُتخصص في علم الوراثة لعمل الفحوصات والاختبارات الجينية المُناسبة والتي لها القدرة على تأكيد أو نفي مُعاناة المرأة محل الفحص من تشوه جيني قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان المبيض، وبناءً على النتائج قد يُقرر الطبيب اللجوء إلى التدخل الجراحي لاستئصال المبيضين قبل الوصول إلى مرحلة الإصابة بالأورام السرطانية.
طرق تشخيص سرطان المبيض
تتعدد طرق واجراءات تشخيص سرطان المبايض، ومنها:
الفحص السريري
حيث يُناقش الطبيب مريضته في الأعراض والتاريخ المرضي لها وللعائلة مع السرطانات المُختلفة وأهمها سرطان الثدي وسرطان المبايض، وأيضًا الفحص البصري الخارجي للأعضاء التناسلية والمهبل وعنق الرحم.
فحص منطقة الحوض
حيث يقوم الطبيب بإدخال أصابع يده بعد ارتداء القفاز الواقي إلى داخل المهبل، وفي نفس الوقت يقوم بالضغط بيده الأخرى على منطقة البطن، ليتحسس أي تكتلات أو نتؤات غريبة بأعضاء الحوض.
الفحص التشريحي للمبيضين
حيث يلجأ الطبيب إلى فحوصات الأشعة بالموجات فوق الصوتية أو بالتصوير المقطعي المحوسب المعروف بالأشعة المقطعية لتحديد شكل وحجم المبيضين، وإظهار أي تغيراتٍ ظاهرية عليهما.
قد يهمك أيضًا: كيف يتم علاج العقم بالخلايا الجذعية وما مدى فاعليتها
فحوصات الدم المخبرية
لدورها في بيان وتحديد كفاءة وظائف أعضاء الجسم، وكذلك تحديد الحالة العامة لصحة الجسم كله، كما أن لها دورًا في الكشف عن مُعدلات وجود مضادات السرطان التي يُطلقها الجهاز المناعي، وكذلك مُعدلات البروتين الموجودة على سطح الخلايا بما ينبأ بوجود خلايا سرطانية على المبيض من عدمه.
وتجدر الإشارة إلى أنه أحيانًا تزداد الشكوك حول احتمالية الإصابة بسرطان المبيض دون دليل دامغ تكشفه الفحوصات المُختلفة، فيتجه الطبيب مُباشرةً إلى استئصال المبيضين جراحيًا كإجراء احترازي؛ ليُكتشف بفحصهما بعد الإزالة إصابتهما بالسرطان.
ومن ناحيةٍ أخرى تفيد كل أنواع الفحوصات السابقة – إلى جانب تأكيد الإصابة بسرطان المبيض – في تحديد مرحلة المرض، فمن المتعارف عليه ترقيم المراحل من الرقم 1 إلى الرقم 4، حيث تعبر الأرقام الصغرى 1 و2 على اقتصار الورم السرطاني على المبايض فقط، في حين تعبر المراحل 3 و4 (خصوصًا المرحلة 4) عن انتشار الورم السرطاني إلى أجزاءٍ أخرى من الجسم.
علاج سرطان المبيض
علاج سرطان المبيض هو عبارة عن برنامج مُتكامل يشتمل على عدة عناصر، يتحدد اختيار كل عنصر فيها بناءً على نتائج العنصر السابق عليه، وتهدف مجتمعة إلى التغلب على المرض بصورة نهائية، من أبرز هذه العناصر العلاجية ما يلي:
التدخلات الجراحية
فيلجأ الطبيب إلى هذا الخيار بشكلٍ قاطع للتخلص من سرطان المبيض على النحو الآتي:
استئصال مبيض واحد جراحيًا: عند اكتشاف الورم السرطاني في مرحلة مُبكرة جدًا، وعند التأكد من عدم تجاوزه مبيض واحد وانتشاره خارجًا عنه إلى المبيض الآخر أو إلى مناطق أخرى من الجسم، وقد تستدعي الجراحة إزالة قناة فالوب الخاصة بالمبيض المُصاب بالتزامن، وبهذه الطريقة العلاجية تحتفظ المرأة بقدرتها على الإنجاب.
استئصال المبيضين معًا: عند اكتشاف وجود الورم السرطاني فيهما معًا، وفي العادة يقوم الطبيب بإزالة قناتي فالوب بالتزامن لضمان أقصى النتائج، ولا تفقد المرأة قدرتها على الإنجاب حيث إن استبقاء الرحم يفيد في القدرة على الحمل بتقنيات البويضات المُجمدة.
استئصال المبيضين والرحم: وهو الخيار الجراحي الذي يلجأ إليه الطبيب عند اشتداد سرطان المبيض وتقدمه المرحلي، وينتج عن هذا التدخل إزالة:
- المبيضين.
- الرحم.
- قناتي فالوب.
- العقد اللمفاوية القريبة من المبايض.
- جزء من طيات الأنسجة الدهنية بالبطن المعروفة باسم “الثرب”.
وبذلك تفقد الأنثى نهائيًا القدرة على الحمل والإنجاب، وإذا ما تأكد الطبيب من التقدم المرحلي الشديد لسرطان المبيض فإنه قد يوصي بالخضوع إلى العلاج الكيميائي عقب إتمام الجراحة الاستئصالية لضمان القضاء الكامل على كل الخلايا السرطانية.
قد يهمك أيضًا: علاج العقم للنساء بالأدوية والعمليات الجراحية
العلاج الكيميائي
وهو العنصر الثاني على لائحة العناصر العلاجية لسرطان المبيض، حيث يهدف إلى القتل السريع لكل الخلايا ذات مُعدلات النمو السريع مُقارنةً بالمُعدلات الطبيعية لنموها، ليشمل ذلك الخلايا السرطانية أينما وجدت، ويتمثل العلاج الكيميائي على صورة حقن وريدية أو أقراص يتم تناولها عن طريق الفم.
وغالبًا ما يُستخدم مع سرطان المبيض العلاجات الكيميائية التي تُحقن مُباشرةً في منطقة البطن، وتحديدًا داخل الصفاق. غالبًا ما تتم الاستعانة بالعلاج الكيميائي بعد اجراء التدخلات الجراحية لإزالة الأجزاء المُصابة ومنها المبيضين، وذلك لقتل أي خلايا سرطانية تبقت بالجسم بعد الجراحة، وهذا لا ينفي إمكانية اللجوء إليها قبل الجراحة.
العلاج الموجه
وهو أنواع من الأدوية يتم توجيهها إلى مواضع جسدية مُحددة تتمركز بها الخلايا السرطانية، وذلك بهدف إحداث الأثر السريع على هذه الخلايا، وعادةً ما يتم استخدام هذا النوع من العلاج مع أورام المبيض الخبيثة التي تنشأ مرة أخرى بعد إتمام المعالجة الأولية، والتي يُطلق عليها طبيًا الأورام المقاومة للعلاجات الأساسية الأخرى.
وجدير القول أن العلاج الموجه يخضع في السنوات الأخيرة للعديد من التجارب السريرية والأبحاث المعملية لرفع كفاءته واستحداث فوائد جديدة.
العلاج الداعم (التلطيفي)
وهو من العناصر الأساسية الثابتة في أي برنامج علاجي لسرطان المبيض ولأي نوعٍ من السرطانات الأخرى، حيث يقوم به مُتخصصون بهدف تخفيف حدة الآلام والأعراض والآثار الجانبية الناتجة عن المرض وعن علاجاته.
وعادةً ما يطلب أخصائيوه مُساعدة من عائلة المريض وأطباءً آخرين، وذلك لتحقيق أقصى استفادة من العلاجات الرئيسية للمرض، وكذلك لدعم المريضة واستثارتها على تكملة البرنامج إلى مبتغاه.
وتتركز استخدامات العلاج الداعم في أعقاب الخضوع لعلاجات سرطان المبيض الأساسية العنيفة مثل الجراحة والعلاج الكيميائي لما لهما من عظيم الأثر البدني والنفسي، ومن ثَم تُساهم العلاجات والرعاية التلطيفية في تعزيز شعور المريضات بالتحسن ومقاومة السرطان.
ولا يقتصر العلاج الداعم على مجموعة من العقاقير التي تتناولها المريضة وحسب، بل يشمل اجراءاتٍ أخرى يُنفذها فريق من الأطباء والأخصائيين والممرضين والمهنيين، كان قد حصل جميعهم على تدريبات مُتخصصة في هذا الجانب العلاجي، لتأتي الرعاية الداعمة بأثرها على تحسين نوعية وجودة الحياة للمريضات وأسرهن، بالتغلب على الآثار الجانبية للسرطان ولعلاجاته.
قد يهمك أيضًا: العلاجات والمكملات الطبيعية التي تساعد في علاج العقم لدى المرأة والرجل
المساندة النفسية
وهي جزء أصيل لا يُغفل أبدًا عند تخطيط البرنامج العلاجي لسرطان المبيض، بل ولكل أنواع السرطانات المُختلفة، حيث إن تشخيص الإصابة بسرطان المبيض يمثل أمرًا مُخيفًا وقاتلًا لأي أنثى، وبالتالي تُصبح في أمسّ الحاجة للتأقلم النفسي والدعم الوجداني لما لهما من أثر على نجاح كل ما سبق من عناصر علاجية.
وهذا الجزء من برنامج العلاج قد تقع مسئوليته المُباشرة على أفرادٍ من عائلة المريضة ومن مُحيطها العملي كالأصدقاء، وقليلًا ما يُشارك المُتخصصون فيه. وتتمثل الآليات الواقعية للمساندة النفسية لمريضات سرطان المبيض في:
- توفير الشخص الذي ترتاح المريضة معه في التحدث عن المرض، وعن أثر العلاج، وعن مشاعرها الداخلية، وعن نظرتها المُستقبلية. وللعلم قد يحقق الانضمام لمجموعات الدعم المُتكونة من مريضاتٍ سابقات أو حاليات الغرض في دعم المريضة وكذلك دعم أسرتها نفسيًا.
- توفير الشخص أو الأشخاص ذو القدرة والمهارة في مُساعدة المريضة على إنجاز مراحل البرنامج العلاجي، خصوصًا وأن علاج السرطان – أي سرطان – يُعد من أكثر أنواع العلاجات إرهاقًا للمريض ومن يحيطون به.
- من الضروري على المحيطين بالمريضة وضع أهدافًا بسيطة قريبة التحقق زمنيًا، حتى إذا ما تحققت كانت بمثابة الداعم لاستكمال مشوار العلاج وتحديد أهدافًا أخرى.
- على المحيطين بالمريضة عدم إغفال تحديد أوقاتًا كافية تقوم فيها مريضة السرطان بالاسترخاء والراحة والاستجمام وممارسة الهويات والتفكير في المُستقبل والطموحات، دون التطرق ولو ذهنيًا للمرض والأعراض والنتائج والتعب والإرهاق و..و..
تكمن خطورة سرطان المبيض في الكشف المتأخر عنه لفقدانه لأعراضٍ واضحة فور الإصابة به، وبالتالي فإن المطلوب من كل أنثى – خصوصًا صاحبات عوامل الخطورة – عدم إهمال أي عَرَض صحي شاذ، والأفضل على الإطلاق هو مداومة المُتابعة الطبية كنمط حياة صحي.
للمزيد: كيف تتحكم في نسبة املاح الكلى وما مخاطر زيادتها ونقصانها خاصة أثناء الحمل؟
أسباب انقطاع الطمث مبكرًا وهل له علاقة بأمراض القلب