تسبب الإصابة بمرض هشاشة العظام إلى ضعف عام بالعظام حيث تصبح ضعيفة لدرجة أن القيام ببعض الأعمال البسيطة التي لا تحتاج لجهد وضغط كبير، كرفع المكنسة، السعال، الانحناء للأمام قد تسبب كسور بالعظام، ويعود سبب هذا الضعف بأغلب الحالات للنقص الكبير بمستويات عنصري الكالسيوم والفسفور بالعظام، بالإضافة لنقص بعض المعادن الأخرى المهمة والضرورية لتقوية العظام.
التعرض للإصابة بهشاشة العظام خلال فترة الحمل من الأمور النادرة الحدوث، وتظهر نتائجها بفترة الحمل أو بعد عدة أسابيع على الولادة، حيث من الممكن ان تصاب الأم بكسور بالعظام، وبشكل خاص بمنطقة الحوض أو العمود الفقري، وهذا كله يسبب ألم شديد بمنطقة الظهر، العجز، فقدان الطول، وتتم عملية علاج الكسور التي تصيب العمود الفقري من خلال الراحة فقط، دون الحاجة للتدخل الطبي، ويتم التحسن خلال الشهور الأولى التي تلي عملية الولادة، بالإضافة للاستعانة ببعض المسكنات التي يقوم الطبيب المختص بوصفها للحامل.
كما يجب على الحامل أخذ الحيطة والحذر الشديد لتجنب الإصابة بتشوه بالعظام التي تعرضت للكسر المتكرر، ويجب التأكيد أن الجنين لا يتأثر بإصابة الأم بهشاشة العظام، وبمقالنا هذا سيدتي سوف نشرح لكي عن أهم الأسباب المؤدية للإصابة بهشاشة العظام أثناء الحمل، والأعراض، وأفضل طرق العلاج.
العلاقة ما بين هشاشة العظام والحمل
هناك علاقة ما بين هشاشة العظام والحمل، حيث أن هشاشة العظام التي تنتج عن الحمل تعتبر من الأنواع النادرة والشديدة من هشاشة العظام التي تنتج عن انقطاع الدورة الشهرية في بعض الأحيان، وفي غالب الأحيان تحدث الإصابة بالثلث الخير للحمل أو ما بعد الولادة.
عادة تظهر الإصابة بهشاشة العظام الذي ينتج عن الحمل عند الحمل الأول للسيدة ويكون عبارة عن إصابة مؤقتة، ولا يظهر مرة أخرى.
الأسباب المؤدية للإصابة بهشاشة العظام أثناء الحمل
إلى وقتنا الحالي ما زالت الأسباب التي نتجت عنها الإصابة بهشاشة العظام أثناء الحمل غير معروفة، ولكن هناك العديد من العوامل الي قد تكون سبب في الإصابة بهشاشة العظام، والتي هي:
نقص بعنصر الكالسيوم وبمستويات الإستروجين:
من الممكن أن يسبب نقص عنصر الكالسيوم والإستروجين بالدم عند الحامل والسيدات المرضعات لفقدان الكثير من المعادن التي توجد في العظام وبشكل خاص خلال الشهور الثلاث الأخيرة للحمل، مما يؤدي للحاجة لكميات مضاعفة للكالسيوم الذي يتم امتصاصه بالأمعاء.
تتم خسارة عنصر الكالسيوم بشكل كبير عند الحوامل، حيث يتم طرحه من خلال عملية التبول المتكررة، ولكن من الممكن أيضا نقص كثافة العظام مع وجود الكالسيوم بالدم بنسب طبيعية.
كما أن الرضاعة الطبيعية، من الممكن أن تسبب بنقص بالمعادن التي تتواجد بالعظام وتسبب نقص بمستويات الإستروجين بالدم، وذلك بسبب انقطاع الدورة الشهرية بعد عملية الولادة وتثبط عمل التطور الجريبي مبيضي.
خسارة المعادن خلال فترة الرضاعة الطبيعية تكون حالة مؤقتة، وتتم عملية التعويض بشكل تام بعد مرور ستة أشهر على عملية الفطام.
الكسر الناتج عن التعب والإجهاد:
قد تصاب الحامل برخاوة بالأربطة ناتجة عن التغير بمستويات هرموانت البروجيستيرون، الإستروجين، الريلاكسين في الجسم خلال فترة الحمل، ما يرفع من فرص الإصابة بكسور خلال عملية الولادة تكون ناتجة عن التعب والإجهاد.
كما ان استخدام بعض الحقن التي تستخدم لعلاج ارتفاع بضغط الدم الذي ينتج عن الحمل، قد يرفع من فرص الإصابة بكسور الولادة.
عوامل أخرى:
والتي هي:
- عوامل جينية.
- الراحة لفترات طويلة للحامل ومنع الحركة.
- القيام باستخدام الستيرويدات.
- القيام باستخدامالييارين.
- الإصابة بالتسمم الدرقي.
الأعراض المرافقة للإصابة بهشاشة العظام أثناء الحمل
هناك بعض الأعراض التي ترافق الإصابة بهشاشة العظام أثناء الحمل، والتي هي:
- الإصابة بألم حاد بأسفل منطقة الظهر، وذلك خلال الشهور الثلاث الأخيرة للحمل او بعد عملية الولادة بشكل مباشر.
- نقص في طول السيدة.
- الإصابة بكسور بالعمود الفقري.
طرق تشخيص إصابة هشاشة العظام أثناء الحمل
تتم عملية التشخيص من خلال الكشف عن الكسور التي إصابة العمود الفقري بواسطة الصور الشعاعية كتصوير الرنين المغناطيسي.
من الممكن أن تتأخر عملية التشخيص في بعض الحالات وذلك يؤكد على أهمية البداية بالعلاج بشكل فوري عند الكشف عن الإصابة.
طرق الوقاية من هشاشة العظام أثناء الحمل
تصل العناصر الغذائية الضرورية للجنين في بطن أمه من خلال دم الأم عن طريق المشيمة، وبما في ذلك عنصر الكالسيوم، ولكن في حال كانت كميات الكالسيوم التي تحصلين عليها خلال فترة الحمل قليلة، فأن الجنين يحصل عليها من جسدك، مما يسبب لك الإصابة بهشاشة العظام، وعند الرضاعة الطبيعية يزداد الامر خطرا وسوءا، ولكي تتجنبي التعرض لهذا الخطر ما عليك سيدتي سوا اتباع هذه الخطوات:
تناول مكملات غذائية غنية بعنصر الكالسيوم:
يقوم الطبيب المختص والمشرف على الحالة بوصف مكملات الكالسيوم للحامل بدءا من شهر الحمل الرابع، وذلك بمعدل 500 مل غرام يوميا بعد تناول الحامل لوجبة الإفطار، ومن الضروري سيدتي الالتزام بهذه الجرعة للمحافظة على صحة جسدك وصحة عظامك.
تناول الطعام الغني بالكالسيوم:
يتوافر عنصر الكالسيوم في الكثير من الأطعمة، كمنتجات الحليب، سمك السلمون، اللوز، البرتقال، نبات البروكلي وغيرها الكثير، ولذلك يجب عليك سيدتي الحرص على إدراج هذا النوع من الأطعمة في النظام الغذائي الخاص بك، لكي تحصلي على كفايتك وكفاية جنينك من عنصر الكالسيوم.
الحصول على كميات كافية وكبيرة من فيتامين D:
تعتبر الشمس من المصادر الأساسية لفيتامين D الضروري لعملية امتصاص عنصر الكالسيوم في الجسم وللمحافظة على صحة العظام، ولذلك يفضل الخروج يوميا بمنتصف النهار لما يقارب العشرين دقيقة، وفي حال عدم القدرة على ذلك، قومي بالإكثار من الأطعمة الغنية بفيتامين D، كالكبدة، صفار البيض، الحليب ومشتقاته التي تكون مدعمة بفيتامين D وغيره من الفيتامينات.
الابتعاد عن المشروبات التي قد تسبب الإصابة بهشاشة العظام:
هناك بعض أنواع المشروبات التي من الممكن أن تسبب الإصابة بهشاشة العظام، مثل المياه الغازية التي قد تسبب الغثيان، ونتيجة احتوائها على حمض الفوسفوريك عند شربها يسبب نقص بكثافة العظام، ومن الأفضل تجنبها بشكل كامل خلال فترات الحمل، كما يجب الابتعاد عن المشروبات التي تحوي على مادة الكافيين التي تسبب نقص بكثافة العظام، كما تؤثر بشكل سلبي على عملية امتصاص الجسم لعنصر الكالسيوم، مما يرفع من فرص الإصابة بهشاشة العظام.
أخيرا سيدتي، الأمومة ليست من الأمور السهلة، ولذلك يجب عليك اتباع جميع نصائح وتعليمات الطبيب، وتناول طعام صحي ومغذي، والابتعاد عن الأخطاء التي من الممكن أن تسبب لكي ألم بالعظام خلال فترة الحمل، لكي تتجاوزي مرحلة الحمل بسلام أنت وجنينك.