استخدمت الابر الصينية في علاج العُقم مُنذ أكثر من ألفيّ عام، وبالفعل رويّ عن نتائجها في هذا الجانب العديد من السرديات التاريخية.
والاتجاه المعاصر الآن هو دمج تقنية الابر الصينية مع التقنيات الطبية المتطورة كأطفال الأنابيب لتعزيز النتائج ورفع فرص إتمام التلقيح الخارجي، سنتعرف أكثر على التفاصيل.
الابر الصينية في الدراسات الطبية الحديثة
الشروع في استخدام أي تقنية علاجية يلزمه ابتداءً إجراء العديد من الدراسات البحثية والتجارب المعملية والواقعية قبل الإقرار النهائي باستعمالها ونتائجها، وهذا ما تم تحديدًا مع الابر الصينية ومدى إمكانية استخدامها لتعزيز فرص الحمل بأطفال الأنابيب.
وتُعتبر أهم الدراسات الحديثة التي تناولت هذا الموضوع وفندته تفنيدًا علميًا دقيقًا هي الدراسة التي قام بها في العام 2002 م مجموعة من الباحثين من جامعة ويل كورنيل الأمريكية.
حيث خلصت تلك الدراسة بناءً على تجارب معملية ومراجعات فاحصة لأبحاثٍ سابقة في ذات الموضوع إلى أن الابر الصينية تُساعد في زيادة كميات الدم المُتدفقة إلى الرحم، وهو ما يؤدي إلى زيادة مُعدلات تهيئة الرحم لاستقبال الجنين وانغراسه فيه، وبالتالي فإن الابر الصينية تزيد من احتمالية الحمل بأطفال الأنابيب.
كما أشارت الدراسة إلى أن استعمال الابر الصينية مع تقنيات التلقيح الصناعي يُساهم في الحد من أعراض القلق والتوتر وما ينتج عنهما من هرموناتٍ قد يكون لها تأثيرًا سلبيًا على مُعدلات الإخصاب أو إتمامه.
ومن بين ما تمت مراجعته من أبحاث قديمة دراسة كانت قد نُشرت في مجلة “Human Reproduction” الطبية الشهيرة في علم علاج العقم، حيث أكد البحث المُشار إليه على أن تضمين تقنية الابر الصينية مع تقنيات التلقيح الصناعي في علاج العُقم يُساعد في الحد من تقلصات الرحم، وبالتالي الحد من إمكانية لفظ الرحم للجنين أو رفض تواجده.
ويُضاف إلى ما سبق دراستين جديدتين، الأولى ألمانية وقد أقرت بأن العلاج بالإبر يرفع مُعدلات نجاح الحمل بأطفال الأنابيب بنسبة 50%، أما الدراسة الثانية فقامت بها جامعة هارفاد الأمريكية، وقد أقرت بأن الإبر الصينية تُعزز إفراز الهرمونات المطلوبة لنجاح الإخصاب الصناعي، مما يرفع مُعدلات نجاح الإخصاب بما نسبته 55%.
للمزيد: كيف يتم التلقيح الصناعي والفرق بينه وبين الحقن المجهري
آليات الجمع بين الابر الصينية والتلقيح الصناعي
يُعد مجال العلاج بالابر الصينية علمًا قائمًا بذاته له مُتخصصيه المُتمرسين، وبالتالي فإن أطباء التوليد التقليديين عادةً ما يستعنون بهؤلاء لوضع برنامج علاجي تتكامل فيه العناصر والتقنيات المُستخدمة للوصول إلى أفضل نتائج مُمكنة.
وبشكلٍ عام عادةً ما يُنفذ المعالجون بالإبر الصينية جلستين علاجيتين للأم، الأولى قبل عملية زرع الأجنة في الرحم بمُعدل يتراوح بين 20 إلى 60 دقيقة، والثانية بعد إتمام عملية الزرع مُباشرةً.
المُخاطر الصحية للابر الصينية مع التلقيح الصناعي
كل التجارب العملية والدراسات النظرية أثبتت عدم وجود مُضاعفات صحية أو مخاطر وآثار جانبية لاستعمال الابر الصينية مع تقنيات التلقيح الصناعي، حتى إن بعض الدراسات أقرت بوجوب العلاج بالابر الصينية بمُعدل جلسة كل ثلاثة أيام خلال فترة تنشيط التبويض لدورها في تحسين جودة وكفاءة البويضات.
ومن ناحية أخرى فإن العلاج بالابر الصينية غير مقيد بفئات عمرية أو مرضية مُعينة، أي أنه مُباح للجميع، حتى إن الإبر نفسها غير مؤلمة على الإطلاق نظرًا لوضعها في أماكن مُحددة بالجسم وليس عشوائيًا، وكذلك لكونها إبرًا رفيعة جدًا لا يتجاوز قطر الواحدة منها عن عُشْر إبرة الإنسولين.
والخلاصة مما سبق أن الابر الصينية يُمكن استعمالها بل ومن المُفضل استعمالها مع كل الأمهات التي يُعالجن بتقنيات التلقيح الصناعي للحصول على مولود.
للمزيد: الحمل في الأربعينات من عمر المرأة هل هو ممكن؟ وما هي مخاطره؟
خصوبة المرأة .. عوامل غريبة يمكن أن تؤثر عليها ونصائح لتجنبها
اترك تقييم