هل صحيح أن الحوض الضيق يمنع الولادة الطبيعية؟

هل صحيح أن الحوض الضيق يمنع الولادة الطبيعية؟

دائمًا ما يتردد بعض المصطلحات والأقاويل الشائعة أثناء الحمل حول السيدة الحامل مثل الحوض الضيق، البطن التي تُنبئ بالطفل الكبير أو الصغير، فإذا كان حجم طفلك صغيرًا فسوف تلدين طبيعيًا، وإذا كان حجمه كبيرًا وحوضك ضيق فسوف يصعب عليكِ  الولادة طبيعيًا وستلدين قيصريًا، فهل تعتقدي أن الحوض الضيق له ذلك التأثير في تحديد نوعية الولادة أم لا؟ تعرفي إلى الإجابة في هذا المقال

الحوض الضيق وعلاقته بالولادة الطبيعية

هل صحيح أن الحوض الضيق يمنع الولادة الطبيعية؟

في الحقيقة عندما يصعب أن يمر المولود من الحوض فهذا يكون لعدم التناسب بين حجم المولود وحجم الحوض، ولكن هُناك بعض الحالات الأخرى التي تؤثر على ولادة الطفل طبيعيًا وليس فقط حجم الحوض.

في القرن 18 و19 كان هُناك العديد من الحالات التي كان لا يوجد أي تناسب فيها بين حجم المولود وحجم حوض السيدة الحامل، وكانت نتيجة لعدم تناولهن الطعام الصحي أو بسبب سوء تغذيتهن ما ينتج عنه إصابة السيدات بمرض لين العظام أثناء طفولتهن، وأيضًا نتيجة لإصابتهن بالأمراض التي تسبب العدوى مثل شلل الأطفال مما يسبب حدوث تشوه في مكان الحوض.

وقد أثبتت الدراسات العلمية أنه لا يُمكن التشخيص بعدم تناسب حجم حوض السيدة الحامل وحجم الجنين قبل ولادتها إلا في حالة واحدة؛ إذا كانت تُعاني من تشوه خلقي بالحوض قد تم تشخيصه سابقًا.

وفي الأيام الحالية قد ندرت وجود حالات عدم تناسب بين حجم الحوض وحجم المولود، فكلما قرب موعد الولادة كلما تحرك الحوض بمكوناته حتى يفسح المجال لمرور المولود عن طريقه.

أما عن سبب ولادة السيدة الحامل قيصريًا وعدم ولادتها طبيعيًا يرجع هذا لأكثر من سبب؛ ومنها حدوث مواقف أمام الطبيب المُعالج يستشعر فيها بالقلق تجاه الجنين فتجعله يتسرع في إخراجه.

قد يهمك أيضًا: الولادة القيصرية إجبارية أم اختيارية

هل الولادة القيصرية لها علاقة بضيق عنق الرحم؟ تعالي لتُشاهدي بنفسك

عوامل تحدد مدى التناسب بين حجم الحوض والولادة الطبيعية

هُناك بعض العوامل التي تحدد لنا مدى التناسب بين حجم حوض الأنثى وولادتها طبيعيًا وهذه العوامل هي:

أولًا: حركة الحوض ورأس الجنين

حوض المرأة يتكون من عظام كثيرة تتسم بالترابط مع بعضهما البعض بمجموعة أربطة متعددة، وعند قرب الولادة أو خلالها يفرز جسم المرأة هرمون يسمى بالريلاكسين فيقوم هذا الهرمون بدور المساعدة في جعل أربطة حوض السيدة ومفاصله مرتخية؛ حتى يسهُل مرور الجنين من الحوض الضيق أو الواسع، وهذا الهرمون السبب في شعور المرأة في نهاية حملها بضعف في مفاصلها.

أما رأس الطفل أو جمجمته فتتكون من عدد من العظام وتتسم بالانفصال وتتجمع فوق بعضها أثناء ولادة الجنين حتى يسهل خروج رأسه من الحوض الضيق.

قد يهمك أيضًا: أسباب آلام الحوض أثناء الحمل وطرق العلاج

ثانيًا: وضع المرأة الحامل أثناء الحمل

إذا كانت السيدة الحامل كثيرة النوم على ظهرها أثناء حملها فيؤدى ذلك إلى ضيق حوضها بنسبة ثلاثين بالمائة، بينما إذا كان أكثر نومها على إحدى جانبيها أو باتخاذها أوضاع أخرى، كالقرفصاء أو الارتكاز على الأيدي أو الأرجل معًا فيعمل ذلك على اتساع الحوض الضيق حتى يمر الجنين بكل سهولة.

قد يهمك أيضًا: هل هناك أساليب لإنزال رأس الجنين إلى الحوض؟

ثالثًا: وضع الطفل داخل الرحم

في الوضع الطبيعي يُساعد وضع الطفل داخل رحم أمه على خروجه بسهولة من الحوض عمومًا حتى وإن كان ضيق، فيتطلب في هذه المرحلة أن يكون الجنين ملتف ومنثني، ولكن في كثير من الحالات يؤثر وضع الطفل بالرحم على مروره بالحوض، ويجعله صعب الخروج منه حتى وإن كان الحوض يتسم بالاتساع.

قد يهمك أيضًا: متى يكون شق العجان مطلوبًا ومتى لا يكون؟ 8 نقاط تعرفي عليها

فنستنتج من هذه العوامل أن الحوض الضيق لا يؤثر على تحديد الولادة إما طبيعيًا أو قيصريًا، فلا تنزعجي من الاعتقادات الخاطئة التي تتردد من حولك، وأعلمي أن كل شيء بيد الله سبحانه وتعالى.

مقالات أخرى: