أقل ما يُمكن قوله عن حليب الام هو سبحان الله الذي خلق فأبدع!
فمهما أعدت الأم لطفلها من أطعمة ومشروبات، ومهما تحرت الدقة في محتويات كل ما يُقدم له من عناصر غذائية؛ فلن يحصل طفلها على عُشر الفوائد التي يحصل عليها من حليب الأم بالرضاعة الطبيعية، استمري في متابعة هذا المقال وستعرفين لماذا!
مكونات حليب الام
هل تصدقين أن حليب الام يُعد بمثابة كائن حي يحتوي من ضمن مكوناته على الخلايا والهرمونات، فضلاً عن محتواه من العناصر الغذائية مثل المعادن والفيتامينات والدهون والنشويات والبروتينات والألياف، وهي ليست عناصرًا غذائية شبيه بتلك التي يحصل عليها جسم البالغين من الطعام، ولكنها ذات طبيعة خاصة تُعزز سهولة هضمها وتدعم النمو الصحيح.
بالإضافة إلى أن حليب الام غني جدًا بموادٍ مناعية مُضادة تحمي الطفل من الأمراض والأوبئة وتسهم في النمو السريع والصحيح لجهازه المناعي.
تجدر الإشارة إلى أن حليب الام يختلف في جزءٍ من تفاصيله بين الأمهات، وبمعنى آخر فإن الحليب الذي يتناوله طفلك بالرضاعة الطبيعية قد صُنع خصيصًا له توافقًا مع حالته الصحية والجسمانية.
لا يتوقف الإعجاز الرباني عند هذا الحد، ولكنه يستمر حين ندرك أن حليب الام ليس شيئًا واحدًا من الولادة إلى الفطام، بل إنه يتطور بتطور احتياجات الرضيع وبتطور ظروف كل مرحلة من مراحل النمو مُنذ لحظة الولادة حتى سن الفطام.
على صعيدٍ آخر، فإن حليب الام له فوائد صحية للأم أيضًا من خلال دوره في وقايتها من الأمراض الخطيرة أهمها سرطانات الثدي.
قد يهمك أيضًا: الأكل الصحي للأطفال وجدول لأهم الفيتامينات المناسبة لصحتهم
دراسات بحثية هامة
أكدت العديد من الدراسات التي أشرفت عليها مُنظمة الصحة العالمية على أن الرضع الذين يتغذون بشكلٍ حصري على حليب الام لمدة ستة أشهرٍ مُتواصلة تقل بينهم الإصابة بالأمراض بشكلٍ عام، وأمراض صعوبة التنفس والتهابات الأذن ومُتلازمة الموت المفاجئ والأورام السرطانية والتهابات القولون والسكري والحساسية وأمراض القلب بشكلٍ خاص.
أما من ناحية الأم، فإن تغذية الرضيع على حليبها الطبيعي يُساعدها على عودة الرحم إلى موضعه الطبيعي كما كان قبل الولادة، الحد من حدوث النزيف، خسارة الوزن الزائد بفعل الحمل، انعدام فرص الإصابة بأمراض الرحم وأمراض المبايض وسرطان الثدي وهشاشة العظام.
كما أكدت دراساتٍ طبية أخرى اهتمت بالجانب الاجتماعي والنفسي والمادي للرضاعة الطبيعية على أن تغذية الريضع بحليب الام يقوي العلاقة بينهما، فيُلاحظ سكون الرضيع وهدوءه في حضن أمه لا فيما سواه من أحضانٍ حتى وإن كانت أكثر حنوًا عليه.
أما من النواحي المالية فيتميز حليب الام بعدم حاجته إلى تسخين أو تبريد أو شراء أدوات وزجاجات، وبالتالي هو أقل كُلفة مالية من الحليب الصناعي.
قد يهمك أيضًا: أهم الأغذية المُضافة للأطفال الرضع وطرق تحضيرها
نصائح أساسية في تعلم الإرضاع الطبيعي
عزيزتي الأم عليكِ أن تعلمي أن الرضاعة الطبيعية مهارة مُكتسبة بالممارسة والتعود، لذلك لا حرج من افتقاد هذه المهارة مع الشهور الأولى للطفل الأول، ومن ثَم عليكِ بسؤال أهل الخبرة والعلم في المجال لتستفيدي بنصائحهم عند الممارسة، ونعرض لك بعض النصائح هنا في نقاطٍ قليلة:
- اسعِ عقب الولادة مُباشرةً إلى إرضاع طفلك نظرًا لأن قدرته على المص تكون في أوج قوتها.
- تعلمي مُنذ البداية مُتابعة طفلك وفهم اشاراته واماءاته، فالرضيع حين يجوع يطلب بطريقته الخاصة فتعلميها.
- تأكدي عند حمل طفلك للرضاعة أن يكون ظهرك في وضعية مُستقيمة، وأنه يلتقم حلمة الثدي بشكلٍ كامل وصحيح، وأن فتحتي أنف الرضيع ليستا غاطستين في الثدي مما يحد من قدرته على التنفس.
- من الطبيعي أن يشفط الطفل ويتوقف، ثم يشفط ويتوقف… وهكذا فلا تملي.
- لا تتركي طفلك حتى يبلغ به الجوع مبلغه، وفي نفس الوقت لا ترضعيه على فترات زمنية أقل من ساعتين.
- أرضعي طفلك من الثديين في كل نوبة، ولا تعتمدي على تفضيلك لارضاعه من جهة واحدة فقط.
- بعد كل رضعه حركي كف يدكِ برفق على ظهر الطفل، ثم اربتِ على ظهره حتى يتجشأ (يتكرع) لتفريغ الهواء الداخل مع الرضاعة حتى لا يُسبب له التقلصات.
- حذار من غسل الثديين بالصابون قبل كل رضعة كما اعتادت بعض النساء، فإن لهذا التصرف ضررًا بالغًا على الطفل وعلى تشقق الحلمات.
وأحيرًا عزيزتي؛ لا تتكاسلي عن الرضاعة الطبيعية وتغذية مولودك على حليب الام فإن فيه من المنافع الصحية والنفسية والغذائية والمادية ما ليست في سواه.
للمزيد: تعرفي على العناصر الغذائية اللازمة لنمو طفلك بالشكل الصحيح