القائمة التي تضم أخطر الأمراض التي من المُمكن أن تُصيب الأطفال مُنذ اللحظة الأولى للولادة طويلة جدًا ومتشعبة، ولا يستدعي ذلك القلق المُبالغ فيه من جهة الأهل على صحة أطفالهم، ولكن العلم بالشيء مدعاة لتفادي آثاره قدر الإمكان، والقاعدة الطبية تقول “الوقاية خير من العلاج”.
في هذا المقال جمعنا لكم الكثير من أمراض الأطفال بتفاصيل مركزة ودقيقة لتثقيف الأم وإلمامها بطرق الوقاية لحماية أطفالها.
أخطر الأمراض التي قد تُصيب طفلك مُنذ الولادة
قائمة طويلة نذكر منها:
قصور الانتباه وفرط الحركة ADHD
لا يُمكن اعتباره مرضًا بالمعنى المُتعارف عليه، ولكنه عبارة عن اضطراب سلوكي مُزمن يُصيب ملايين الأطفال حول العالم ويُلازمهم إلى ما بعد البلوغ، وينم عن اضطرابات في الانتباه والتركيز مصحوبًا بفرط في النشاط والحركة.
بذلك تتضح لنا أعراض المرض المُتمثلة في نقص الانتباه وعزوف الطفل عن ممارسة كل ما يتطلب التركيز وإعمال العقل وبذل مجهود فكري وتنظيم، وهو يؤثر بالضرورة على التحصيل الأكاديمي للطفل، بالتزامن مع المبالغة في النشاط والحركة والضوضاء والعصبية والتبرم والتحدث وإثارة المشاكل مع الآخرين من جهة الطفل، وهو ما يتبعه لا محالة السلوكيات الاندفاعية.
وغالبًا ما تظهر هذه الأعراض جلية قبل بلوغ الطفل سن السابعة بقليل، وهذا لا يُنفي أن بعض الأطفال تظهر علهم الأعراض في مراحل أبكر من ذلك.
غالبًا ما يُعاني الأطفال من هذا الاضطراب السلوكي وفق عوامل وراثية بالأساس، أو لتدخل مجموعة مُعينة من العوامل البيئية كمُسبب لتصرفات الطفل على هذا النحو، أو بسبب تغيرات في بنية أو آلية عمل الدماغ، أو لإدمان الأم على التدخين أو المخدرات أو الكحوليات، أو بسبب الولادة المُبكرة أيًا كان أسبابها.
البرنامج العلاجي المُعتمد لقصور الانتباه وفرط الحركة مُتعدد العناصر، حيث يحتوي على العلاج الدوائي بأصنافٍ مُتنوعة بما فيها مُضادات الاكتئاب والمهدئات و… و….، وفق جرعاتٍ مُنضبطة تحايلًا على ما لها من آثارٍ جانبية. يُضاف إلى العلاجات الدوائية مجموعة مُتشعبة من العلاجات النفسية والسلوكية والمهارية المُتخصصة بجلساتٍ موقوتة على يد أخصائيين نفسيين وأخصائيّ تعلم.
قد يهمك الاطلاع على: ما هو اضطراب فرط الحركة وقصور الانتباه لدى الأطفال؟
الفتق السُري
عند بروز السُرّة إلى الخارج مخلِّفةً نتوءًا طفيفًا بالتزامن مع بكاء الطفل؛ فهو دليل على إصابته بفتق السرة، وهي حالة مرضية شائعة ولا يُمكن اعتبارها من أخطر الأمراض على الطفل إلا بشروط.
ينتج بروز سرة الطفل إلى الخارج عن انتفاخ جزء من الأمعاء خروجًا من أضعف منطقة بعضلة البطن وغالبًا ما ينغلق فتق السرة تلقائيًا في غضون عام من الولادة، ومع بعض الأطفال قد يستغرق الأمر 4 سنوات كاملة، والبعض الآخر قد يمتد إلى أبعد من ذلك زمنيًا.
ولا يُعني انغلاق فتق السرة شفاء الطفل التام منه، فكثيرًا ما يحتاج الطفل إلى تكملة علاجية، وأحيانًا قد يلزم التدخل الجراحي للحيلولة دون المُضاعفات.
عادةً ما ترجع أسباب الإصابة بالفتق السري إلى عدم الالتحام الكامل للمنطقة التي يمر منها الحبل السري في عضلات البطن، والتي من المفترض أن تلتحم كاملةً قبل موعد الولادة.
ومن حيث المُضاعفات الصحية فهي غالبًا مُنعدمة، إلا في بعض حالات تبقى فيها أنسجة البطن مُنحصرة إلى الخارج وغير قادرة على الاندفاع إلى الوراء لدخول تجويف البطن، وهو ما قد ينتج عنه انخفاض كميات الدم الواصلة إلى الأنسجة المحصورة، ومن ثَم تتضرر الأنسجة ويشعر الطفل بألم شديد.
أما من حيث العلاج؛ فإن لم ينغلق الفتق تلقائيًا مع إكمال الرضيع عامه الأول من العمر، قد يقوم الطبيب بإزاحة النتوء إلى الداخل لإعادة الأنسجة إلى تجويف البطن، وإن لم تسمح له الحالة المرضية بذلك قد يلجأ إلى التدخل الجراحي إذا ما كان فتق السرة كبيرًا.
الجدري
يُعد من أخطر الأمراض التي تُصيب الأطفال وأكثرها فتكًا، لذا لا يُسمح بالاقتراب من الأطفال المُصابين به. وهو بالأساس نتاج العدوى بفيروس الجدري المعروف طبيًا باسم فيروس فاريولا، حيث ينتقل المرض بين الأطفال بالسعال أو العطس أو الاستعمال المُشترك للأغراض الشخصية لطفل مريض به.
أبرز أعراض الجدري الشعور العام بالتعب والوهن والهزال، وجع عام في الرأس والظهر، الارتفاع الحاد جدًا لدرجة حرارة جسم الطفل، طفح جلدي شديد يبدأ على الوجه وأعلى الذراعين ثم ينتشر بالجسم كله، ثم يتحول الطفح خلال أسبوعين إلى بقع مسطحة حمراء اللون تعلوها قبيبات مليئة بالصديد. عادةً ما تبدأ الأعراض في الظهور بالتتابع بعد 12 يومًا كاملة من تلوث جسم الطفل بالفيروس.
المؤسف في زاوية العلاج أن مرض الجدري لا يُعرف له علاج إلى الآن، ولهذا هو من أخطر الأمراض على الأطفال، حيث تنحصر عناصر برنامجه العلاجي في شرب كمياتٍ وفيرة من السوائل، تناول الأدوية الخافضة لحرارة الجسم وأدوية المُسكنات لتخفيف الألم، وأخيرًا عزل الطفل لحين الشفاء الكامل، ولكن يُمكن الوقاية من المرض قبل الإصابة به عبر تلقي الطفل جرعة اللقاح المضادة للفيروس المسئول، لكن بعد الإصابة لا دور للمصل في علاج المرض.
قد يهمك الاطلاع على: الجدري المائي عند الأطفال أسبابه وأعراضه وطرق علاجه
التهاب لسان المزمار
ويُعني انتفاخ وامتداد الغضروف المسئول عن إغلاق القصبة الهوائية لحماية الجسم من دخول الأجسام الغريبة والحادة أثناء البلع، ولكن ما يصير بالغضروف من انتفاخ وتمدد يتسبب في انسداد القصبة الهوائية، وهو ما يُشكل تهديدًا على حياة الطفل، لذا يُعد من أخطر الأمراض على الأطفال.
أسباب الإصابة بالمرض كثيرة، منها وزمة الحروق الناتجة عن احتساء السوائل المغلية، أو لتعرض الحنجرة مُباشرً لأي أذى أو عدوى، وغالبًا ما تنتشر الإصابة بالمرض بفعل عدوى المُستَدمِية النَّزلِيَّة الناتجة عن الجرثومة المُسببة للالتهاب الرئوي والتهاب السحايا أيضًا.
الأعراض المُصاحبة للمرض تتمحور حول ارتفاع درجة الحرارة، الشعور بآلامٍ بشعة في الحلق، صعوبة وألم في البلع، سيلان مُتدفق وغزير للعاب الفم، العصبية والهيجان، وأخيرًا في المراحل المُتقدمة ضيق في التنفس كنتيجة لانسداد كُلي للقصبة الهوائية، وبالتالي احتمالية انخفاض مُعدلات الأكسجين بالجسم وارتفاع مُعدلات ثاني أكسيد الكربون.
يُنظر في العلاج أولًا إلى فتح ممرًا هوائيًا ينفذ منه الأكسجين إلى الرئتين بالقدر الكافي لجسم الطفل حفاظًا على حياته، وبعدها يُنظر لما غير التنفس من أعراض لعلاجها.
قد يهمك الاطلاع على: التهاب لسان المزمار لدى الأطفال
شلل الأطفال
لا زال التهاب سنجابية النخاع أو ما يُعرف بيننا بشلل الأطفال واحدًا من أخطر الأمراض التي من المُمكن أن تُصيب الأطفال بالرغم من انحساره نوعًا ما.
شلل الأطفال مرض فيروسي حاد معروف مُنذ فجر التاريخ، حتى إنه كان يومًا ما من الأمراض المُتوطنة في دول العالم أجمع، وكان ضحاياه من الأطفال بالملايين.
فيروس شلل الأطفال يُعرف طبيًا باسم “البوليو”، وهو مُصنف لثلاثة أنماط يحمل كل واحدًا منهم رقمًا من 1 إلى 3، وهو بالأساس من مجموعات الفيروسات المعوية، مما جعل هذا المرض من أخطر الأمراض الطفولية أنه يبدأ كحمى عادية جدًا، وما يلبث أن يُهاجم الفيروس الجهاز العصبي المركزي خفيفًا، ثم يتطور أداءه ويشتد حتى يتفاقم تأثيره فيُسبب الشلل.
الحل الوحيد لعلاج المرض هو الوقاية منه ابتداءً، فإن أصاب الطفل فلا مفر ولا طريقة للتخلص منه، ولهذا أجمعت كل الدول حاليًا على أهمية الوقاية وحماية الأطفال من الفيروس من خلال التطعيمات الروتينية الإلزامية التي تُفرض على الأطفال.
والتطعيمات عبارة عن نوعين من اللقاحات، الأول مُخلق من فيروسٍ ميت، والثاني مأخوذ من فيروس حي معدوم الأثر والفاعلية، واللقاحين معًا يحتويان على أنماط الفيروس الثلاثة، وبالتالي فإن لهما الفاعلية القصوى في مُهاجمة المرض إن أصاب جسم الطفل.
قد يهمك الاطلاع على: أسباب مرض شلل الأطفال وأعراضه وأبرز طرق الوقاية منه
تَفَقُّم الأطراف
ما يجعله من أخطر الأمراض على الأطفال أنه عبارة عن متلازمة جينية تضم العديد من أنواع التشوهات الخلقية عند الرضع، أهمها وأولها توقف نمو وتطور – أو قل ضمور – الأطراف السفلية والعلوية للطفل؛ ليمتلك طفل الفقمة أطرافًا أقصر جدًا من الطبيعي مُقارنة بطبيعة نمو باقي أعضاء الجسم. بالإضافة إلى مجموعة أخرى من التشوهات البدنية والعقلية الإضافية مثل التخلف العقلي والحنك المشقوق والشفة المشقوقة.
ما يزال الاختلال الجيني المُتسبب في هذه المُتلازمة مجهولًا، فالبعض يُرجعها إلى تناول الحوامل خلال الأشهر الأولى من الحمل أصنافًا دوائية مُعينة، وبعض الدراسات أرجعت المُتلازمة لعديد عوامل بيئية.
قد يهمك الاطلاع على: تفقم الأطراف عند الأطفال ما هي أسبابه وأعراضه وطرق العلاج؟
قصور البنكرياس
هو ناتجًا عن مجموعة مُختلفة من الاختلالات الخلقية التي مفادها في النهاية فشل البنكرياس في أداء مهامه الوظيفية، أو بمعنى آخر تؤدي إلى وجود خللٍ وظيفي في الإفرازات الخارجة من البنكرياس.
وبالرغم من أنه أقل الأمراض شيوعًا بين الأطفال، إلا أنه يُعد من أخطر الأمراض التي تُصيب الأطفال حال الإصابة به علمًا بأن الاضطرابات المؤدية للمرض أغلبها خلقي، ولكن هذا لا يُنفي أن بعضها مكتسب، وأهمه الناتج عن نقص التغذية، في حين أن القصور الناتج عن التليف الكيسي فهو قصور لسببٍ وراثي بالأساس يؤدي بجانب قصور البنكرياس إلى مجموعة من الأمراض والتشوهات المتلازمة مع بعضها، مثل متلازمة شواشمان-دياموند ومتلازمة جونسون – بليزارد ومتلازمة بيرسون.
قد يهمك الاطلاع على: قصور البنكرياس عند الأطفال … أسبابه وطرق علاجه
التنسج القصبي الرئوي
هو مرض مُزمن يُصيب الرئتين خصوصًا عند الأطفال الخدج المولودين في الأسبوع السابق للأسبوع الـ 30 من الحمل وبوزنٍ أقل من 1200 جم، والمعالجين بأجهزة التنفس والتنفس الصناعي عقب الولادة.
وترجع أسباب الإصابة إلى عدم نضج أنسجة الرئة بالكامل، وهو ما يجعلها قابلة للانهيار. وتكمن مُضاعفات المرض في أن ضغط أجهزة التنفس الاصطناعي المسئول عن تعزيز الحويصلات الغير ناضجة بالرئة قد يُسبب لها أضرارًا ميكانيكية والتهابية، وقد يؤدي إلى تمزق الحويصلات وتمزق الشعب الهوائية الطرفية وتسرب الهواء إلى ما بين الأنسجة.
وبتطور المرض تنتشر آثاره في كل الجهاز التنفسي، فيصيب القصبات الهوائية والحويصلات بالوذمات والنخر والتقرحات ما يؤدي في النهاية إلى انسداد الأنسجة وتراكم الخلايا المُلتهبة بالشعب الهوائية.
ومن حيث العلاج فيبدأ من الأم قبل الولادة، حيث تتناول أصناف دوائية لمادة الستروئيدات التي تُساعد على اسراع نضج رئتيّ الجنين، ثم يُلجأ إلى تسريب مواد كيميائية خاصة إلى داخل القصبات الهوائية للطفل بالتزامن مع الولادة.
وأخيرًا يوضع الطفل على وسائل التنفس الاصطناعية لحين تُمكنه من التنفس بشكلٍ طبيعي، علاوةً على تخطيط برنامج دوائي يهدف إلى تقليل حدة الوذمات بالجهاز التنفسي، والحد من انتفاخ الرئة، وتخفيف الضغط بالأوعية الدموية الموجودة بالرئة، وبغير ذلك يُشكل المرض تهديدًا على حياة الطفل، لذا هو من أخطر الأمراض، بل أخطرها على الإطلاق.
قد يهمك أيضًا: أسباب وأعراض مرض الالتهاب الرئوي لدى الأطفال وطرق العلاج
سلائل الجهاز الهضمي
السّليلة هي نتوء بارز يأخذ اتجاهه من جدار الجهاز الهضمي إلى داخل التجويف، وهذه النتوءات مسئولة عن حدوث النزيف في الجهاز الهضمي، وعن الشعور بآلامٍ حادة في البطن، وعن انسداد الأمعاء.
ومن هذه السلائل (النتوءات) ما هو خبيث، وما هو حميد، حيث تمثل أورامًا غدية سنخية، فالحميدة عبارة عن نتوءات التهابية أو نوع من الورم الوعائي أو سلائل لمفاوية تظهر في المُستقيم، ويعد الاستئصال الجراحي هو علاجها الوحيد
مع تطور النتوء الحميد قد يتحول إلى مئات – بل الآلاف – من الأورام الغدية السنجية بالأمعاء الغليظة أو الأمعاء الدقيقة أو المعدة، ليسهل تحولها بعد ذلك إلى أورامٍ سرطانية لها القدرة على الانتشار في العظام أو في الأنسجة الضامة أو في الدماغ أو في الغدة الدرقية أو في الكبد.
قد يهمك أيضًا: أسباب الغازات عند الرضع وعلاجها
التسمم الدرقي
يُعد من أخطر الأمراض على الطفل، وعادةً ما يُصيب الأطفال الذين تُعاني/عانت أمهاتهم من فرط الغدة الدرقية، حيث يكون السبب المُباشر في الإصابة هنا هو الأجسام المناعية المُنتقلة من الأم إلى الجنين عبر المشيمة.
من المحتمل أن تظهر أعراض المرض من المرحلة الجنينية للطفل، أو مزامنةً مع الولادة إذا ما عُوجلت الأم أثناء الحمل بمثبطات الغدة الدرقية، حيث تنتقل المواد الفعالة في هذه الأدوية إلى الجنين عبر المشيمة فتثبط نشاط الغدة الدرقية عنده، ثم ما تلبث أن تظهر الأعراض في الأسابيع الأولى اللاحقة للولادة.
ومن الأعراض المميزة للمرض تسارع النبض، قصور القلب، بطء نمو الجنين، ويُضاف عليها بعد الولادة ولادة طفل خديج، جحوظ العين، ضيق التنفس بفعل قيام حويصلات بسد القنوات التنفسية، ارتفاع ضغط الدم، تضخم الكبد والطحال والعقد الليمفاوية، يرقان، انخفاض الصفائح الدموية، حدوث نزيف تحت الجلد.
يكون العلاج من خلال السوائل الوريدية التي تعمل على تبريد تدريجي لجسم الطفل، مع شد الرقبة إلى أعلى، بجانب العقاقير المسئولة عن تثبيط نشاط الغدة الدرقية.
قد يهمك الاطلاع على: ما هو التسمم الدرقي وما خطره على الطفل المولود؟
نقص سكر الدم العادي والمُزمن
نقص سكر الدم عند الرضع يُعني انخفاض مُعدل السكر لأقل من 50 ملليجرام لكل ديسيلتر، وغالبًا ما ينجم عن نقص مخازن السكر عند الطفل، أو لفرط استهلاك المخزون بالجسم، وهي الحالات التي تحدث للطفل بفعل إصابة الأم بالسكري أو لتعرضها للتلوث أو لصيامها أثناء الحمل. في حين أن نقص السكر المُزمن فينتج عن اختلالات بمُعدلات السكر أثناء الولادة أو لفرط إفراز الأنسولين بجسم الطفل.
قد يهمك الاطلاع على: أسباب نقص سكر الدم عند الأطفال الرضع وأعراضه
قصور الغدة الدرقية
هرمونات الغدة الدرقية تتولى وظيفة مركزية بالجسم البشري هي تنظيم الأيض، ويُعد قصور الغدة الدرقية أحد أخطر الأمراض على الأطفال لأنه يحتم العلاج الفوري لتجنب مُضاعفاته على الجهاز العصبي ألمركزي.
قصور الغدة الدرقية قد يكون خلقيًا وقد يكون مُكتسبًا، وفي كلتا الحالتين يحدث انخفاض في إفراز هرمون الثيروكسين، ومن ثَم تظهر الأعراض تدريجية بطيئة من شهورٍ إلى سنوات.
علامات قصور الغدة الدرقية مُتنوعة، فمنها تأخر النمو، صعوبات التحصيل الدراسي، تساقط الشعر، حساسية البرد، الإمساك المُستمر، الوهن والتعب والخمول العام والمُستمر، النوم لساعاتٍ طويلة مُتواصلة.
يُعالج القصور عند الطفل بتعويض النقص في المركب الهرموني بالبدائل الدوائية وفق جرعاتٍ مُنضبطة.
الالتهاب الرئوي
يعد الالتهاب الرئوي من أكثر ما يعاني منه الأطفال، ومن أكثر الأمراض التي يخاف معها الأهل على صحة طفلهم، ويُعد من أخطر الأمراض عادةً في مراحله المُتقدمة.
يبدأ تشخيص الالتهاب الرئوي بالمراجعة الدقيقة للتاريخ المرضي للطفل من زوايا الولادة أو وجود تشوهاتٍ خلقية أو التعرض لالتهاباتٍ مُتكررة بمجاري التنفس أو وجود كيسات في الرئتين.
كما أن من العلامات الدالة عليه ضعف العضلات أو الإصابة بأمراض التوتر العضلي، أو وجود مُشكلات هيكلية في عظام الصدر تؤدي إلى صعوبات في مرور الهواء إلى داخل الرئتين.
يتفرع الالتهاب الرئوي إلى أمراضٍ خاصة لكل منها خصائصه وطريقة علاجه، فمنه الربو والانسداد المُكتسب بمجرى التنفس والتهاب الرئة المُوضعي الناتج عن توسع القصبات.
في بعض الأحيان يتكرر الالتهاب الرئوي بصور غير مُسيطر عليها لدى الأطفال ممن أصيبوا بأورامٍ خبيثة، أو عولجوا بزراعة النخاع العظمي، نظرًا لما تسببه هذه الأمراض في ضعف الجهاز المناعي لديهم.
قد يهمك أيضًا: وصفات طبيعية وسريعة في علاج الكحة للاطفال أثناء نومهم
مرض إلاسقربوط
يظهر عند الأطفال الذين يُعانون من نقص فيتامين C، نظرًا لكون هذا الفيتامين مادة جوهرية في إنتاج الأحماض الأمينية البرولين والهيدروكسي برولين اللذين يُعدان أساس في نسيج الكولاجين، فضلًا عن الوظيفة الأساسية لفيتامين C كمُضاد للأكسدة يحد من مفعول المواد السامة المسئولة عن تحليل الأكسجين في جسم الطفل.
ترجع أسباب الإصابة به إلى نقص المُستهلك من الفيتامين بقلة التغذية عليه للأم أيام الحمل والرضاعة.
هذا النقص يؤدي إلى ظهور أعراض المرض المُتمثلة في إعاقة إنتاج الكولاجين في الأنسجة فتظهر مظاهر الاسقربوط على الجلد، بالإضافة إلى فقدان الشهية، التململ وعدم الهدوء، اضطرابات النوم واليقظة، الضعف والوهن العام بسبب نقص الكولاجين الذي يُعد أساسًا في النسيج الغير عظمي لعظام الجسم، وهو ما قد يحدث معه نزيف أسفل غلاف النسيج الضام، ومن ثَم يصبح الطفل حساسًا لكل ما يلمس جسده، ويصبح وضع الاستلقاء المفضل والمريح له هو الوضعية النموذجية للضفدع.
كل ذلك بجانب القابلية الكبرى لحدوث النزيف بالأغشية المخاطية كتلك الموجودة باللثة، مع الفقدان المبكر للأسنان، ونزيف الجلد، ونزول دم مع البول، وعدم التئام الجروح، ولا علاج للمرض سوى تناول فيتامين C، وهو أيضًا سبيل الوقاية منه.
اختناق المولود
يُمثل أخطر الأمراض التي من المُمكن أن تُصيب الأطفال، حيث ينقص الأكسجين عند الطفل لحظة الولادة أو عقبها مُباشرةً، هذا النقص يؤدي إلى ما يُعرف طبيًا باسم الحُماض، والذي ينتج عنه بالضرورة إصابة جهاز أو أكثر من الأجهزة الحيوية بجسم الطفل بالفشل.
وعلى رأسها أجهزة الرئتين والقلب والدماغ والكُلى والدم، لتصل الحالة في النهاية إلى الوفاة الحتمية، وحتى مع الشفاء الكامل وتجاوز الصعوبات، لا تُستأمن العواقب الصحية التي قد يمتد أثرها على الطفل لآخر العمر، وأهمها تراجع الجهاز العصبي، أو نوبات الغيبوبة وما يترتب عليها من آثار، اختلال كهربة المخ ونوبات الصرع.
إلى الآن لا يُعرف سببًا مُباشرًا لاختناق الطفل، وكل ما يتم عمله مُباشرةً هو تنفيذ بروتوكولات الإنعاش أثناء الولادة أو فور ظهور الأعراض، ثم يُتبع بالعلاجات الدوائية الهادفة إلى إعادة بناء الأنسجة التالفة، هذا وقد أثبتت بعض الدراسات السبب في الاختناق بدور فقر الموارد المشيمية الناتجة عن الخلل الوظيفي بالأوعية الدموية.
قد يهمك أيضًا: تعرفي على سبب بكاء الطفل أثناء النوم وعلاجه
الضفيرة العضدية
تُعد من أخطر الأمراض على الأطفال، وتُعرف أيضًا باسم شلل إيرب. والضفيرة العضدية هي مجموعة الأعصاب المُتجمعة على هيئة خيوط العنكبوت، والتي تخرج من الحبل النخاعي العُنقي الموجود بين فقرات العنق، وهذه الأعصاب هي المسئولة عن الإحساس والحركة بالأطراف العليا.
الولادات القاسية والطويلة المدة الزمنية لأسباب عدة مثل كبر حجم الجنين أو ضيق قناة الولادة قد تتسبب في إصابة الطفل بالمرض، حيث من الوارد أن يحتبس أحد الكتفين في القناة فتتأثر أعصاب الرقبة. ومن إن حدثت الإصابة فعليًا حتى يُصبح التنبؤ بمُعدلات التحسن الوظيفي للأطراف المُصابة صعب.
يُمثل العلاج الفيزيائي بالتمارين والأجهزة الداعمة والمُساعدة الأساس في إعادة الطرف المُصاب إلى أداء وظائفه بشكلٍ جزئي أو كلي قدر الإمكان، وذلك بالتزامن مع العلاج الدوائي الهادف إلى منع تيبس أو تقلص العضلات المتوقفة عن العمل مُستقبلًا.
قد يهمك أيضًا: أنواع براز الطفل والألوان وما يعبر عنه كل نوع ولون
حساسية اللاكتوز
ونُعني بها فقدان الجسم القدرة على هضم سكر اللاكتوز أو سكر الحليب، فعند مرور سكر الحليب بالأمعاء الغليظة من المفترض أن يُهضم كاملًا، وما إن يحدث ذلك حتى تظهر أعراض جانبية، أشهرها الغازات والشعور بآلامٍ في البطن وانتفاخ بدرجاتٍ مُتفاوتة من الخفيفة إلى الشديدة بحسب مقدار إنزيم اللاكتاز الذي يفرزه جسم الطفل، الأمر الذي يحول دون القدرة على التغذي على الحليب ومنتجاته، وهو ما يُفقد الجسم كثيرًا من الفوائد من أهمها مده بالكميات الكافية له من الكالسيوم.
ومن ثَم يتطلب علاج الأمر اللجوء إلى الأغذية البديلة الغنية بالكالسيوم وإن كانت أقل في محتواها منه مُقارنةً بالحليب، كما قد تستدعي الحالة المرضية لعلاج نقص الكالسيوم اللجوء إلى المُكملات الدوائية.
تشوهات الحاجز الأذيني
خلال مراحل تكون الجنين في رحم الأم يتكون ثقب بين الأذينين، وفي العادة يلتئم هذا الثقب تلقائيًا عقب الولادة، وهو ما يسهل مرور الدم بين الأذينين، فمن المعروف أن الأذين الأيسر يمر فيه الدم الأحمر الغني بالأكسجين والعائد من أوردة الرئة، بينما يمر في الأذين الأيمن الدم الأزرق العائد من الأوردة الجهازية وهو الدم الذي يكون قد مر على كل الأعضاء لامتصاص أكبر كمية من الأكسجين منه.
مع وجود هذا الثقب يتدفق الدم من البطين الأيسر إلى البطين الأيمن في رحلة معكوسة عن رحلته الطبيعية من الأيمن إلى الأيسر، وبالتالي يقل الضغط في الجزء الأيمن من القلب كثيرًا عن الضغط بالجزء الأيسر، وهو ما يسمح بتدفق كمياتٍ أكبر من الدم في الأذين والبطين جهة اليمين، وكذلك في شريان الرئة، هذا الخلل الوظيفي يتبعه تضخم الفراغات وزيادة العبء على الجانب الأيمن من القلب.
من الضروري تشخيص الثقب مُنذ الصغر والعمل على علاجه، فالتأخير يُعزز الإصابة بالمشاكل الصحية الأخطر على القلب.
قد يهمك أيضًا: أسباب وعلاج انتفاخ بطن الطفل مع عدم التبرز لمدة أيام
انحلال الدم الوليدي
من أخطر الأمراض على الأطفال، ومفاده وجود نقص في الدم عند الرضع بسبب انتقال مُضادات البروتينات من الحامل إلى الجنين عبر المشيمة.
عادةً لا يُصاب الطفل الأول بهذا الانحلال الوريدي، ولكن بتتابع الولادات تزداد خطورته مع كل حمل على الأطفال من الثاني إلى الأخير، حيث إن تطورات المرض قد تؤدي إلى إصابة الطفل بالفشل القلبي أو بالوذمة الشاملة المؤدية للوفاة لا محالة.
العرج الناتج عن تآكل مفصل الورك
توجد العديد من الاختلالات والاضطرابات التي تحد من تطور مفصل الورك، بل وتتسبب في تآكل المفصل مُبكرًا مُخلفة العرج أو إعاقة حركية كاملة.
ما يجعل هذا النوع من العرج أحد أخطر الأمراض على الأطفال هو عدم وجود أي برامج علاجية لهذه الاضطرابات بالرغم من كل هذا التطور الطبي والتقني الذي نشهده حاليًا.
يتمحور البرنامج العلاجي بعد الإصابة بالعرج حول مُحاولة الإرجاع الجراحي لرأس الورك إلى مكانه الطبيعي في الحوض مع تثبيت المفصل على النحو الذي يجعل توزيع وزن الجسم على مفاصل الحوض قويم وعادل، هذا التدخل الجراحي يتم اجراءه مُبكرًا جدًا قبل الوصول إلى مراحل لا مُنتهية من تآكل المفصل.
قد يهمك أيضًا: زيادة الكهرباء بالمخ لدى الرضع … الأسباب والأعراض وطرق العلاج
سرطان الدم
بالفعل هو أخطر الأمراض التي يُمكن أن يُعاني منها أي طفل، ويُعرف أيضًا باسم ابيضاض الدم وباسم اللوكيميا، وخلاصته أنه المرض الخبيث الذي يُصيب خلايا دم الطفل بفعل طفرات واختلالات مُرتبطة بالنخاع العظمي.
فالخلية الدموية تُنتج بالأساس في النخاع العظمي، وفي ظروف ما يتأتي إنتاج هذه الخلايا وفق معايير مضطربة تبعًا لعوامل وراثية أو بيئية جمة، والخلية المُنتجة وفق هذا الخلل الخبيث تُعرف باسم الخلية الأرومية للتفريق بينها وبين خلايا الدم السليمة.
وما إن تصل الخلايا الأرومية إلى مجرى الدم حتى تصل كل أعضاء الجسم مثل العقد اللمفاوية والكبد والطحال والجهاز العصبي المركزي والخصيتين… إلخ، وهو ما يُعزز الإصابة بأنواعٍ أخرى من السرطان.
من أشهر أعراض المرض وجود نقص في الدم، الشعور الدائم بالإرهاق، شحوب الوجه والجسم، تكرار النزف، الشعور بآلامٍ شديدة ومُتكررة في العظام، تضخم العقد اللمفاوية، تضخم الكبد والطحال.
علاج اللوكيميا عند الأطفال يتشعب إلى العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي والعلاج الموجه، أي أنه حالة سرطانية عادية كأي نوعٍ يُصيب الأطفال أو البالغين من السرطانات الأخرى، ولا يخفى على أحد الآثار الجانبية لمثل هذه العلاجات خصوصًا الكيميائي، وهو ما يُمثل إرهاقًا مضاعفًا على الطفل.
قائمة أخطر الأمراض التي تُصيب الأطفال طويلة جدًا، ولكن ما ذُكر آنفًا قطرة من معين لا ينضب، فاهتموا بصحة أبناءكم وداوموا على مُتابعة الطبيب.
للمزيد: مراحل تطور الطفل الطبيعي بعد الولادة من عمر اليوم إلى العامين
الخصية المعلقة .. الأسباب والأعراض وعوامل الخطر والعلاج