كيف تجعلين طفلك يسمع كلامك من دون الصراخ أو الضرب

كيف تجعلين طفلك يسمع كلامك؟ هذا السؤال أصبحت الإجابة عليه تتطلب من مهارات متعددة في تربية الأطفال، وقواعد يجب اتباعها مع الحذر كي لا تأتي بنتيجة عكسية؛ وحتى لا يُفلت منكي زمام الأمور في سلوك طفلك سواءً كان صغيرًا أو كبيرًا.

فإن مُحـاولة ضـبط السلوك لطفلك أصبحت من المهام الصعبة والشاقة وقد تكون مُستحيلة عند بعض الأمهـات، فالأطفال قلما يستمعون للتوجـيهات، فكل ما يشغلهم هو محاولة اكتشاف كل ما حولهم في هذا العالم الغريب بالنسبةِ لهم.

فكم من المرات شعرتِ بعدم القدرة على السـيطرة على طفلك! وهل خطر ببالك أن سماع طفلك إلى التوجيهات هي من المهارات التي لم تكتمل بشكل نهائي عنده مثلها مثل مهـارات أخرى تكتمل مع مرور الوقت؟

لذلك فلتكن أولى خطوات تعامُلك مع هذه المشـكلة هي جعّل توقعـاتك قـابلة لأن تتحقق بالشـكل الذي يُناسب سن طفلك، ولا تنتظري من هذا الصغير الطاعة الكاملة؛ لأنه غير مؤهل لذلك، فإليكِ بعض الطرق كي تجعلين طفلك يسمع كلامك، وستكون هي نقطة التحول في طـريقـتك لتربية طفلك.

كيف تجعلين طفلك يسمع كلامك؟ وطرق سهلة لذلك

إذا قمت بتهديد طفلك تابعي تهديدك له ولا تتراجعي

عليكِ بالإنزال بجسمك إلى مسـتوى طفـلك

اعلمي أنه إذا صرختِ بصوتًا مرتفع وأنتِ بعيدةٌ عن طفلك أي لا يرى وجهك (أو من غرفـة مجاورة) فأن تأثير توجيهاتك على طفلكِ يكون ضعيفًا وفي الغالب ليس المطلوب، فاجلسي أمام طفلك أو أرفعيه إلى الأعلى كي يرى وجهك ولجذب انتباهه فسيصغى إليكِ ويهتم إلى كلامك.

فإذا جلسـتِ بجانبه وهو يأكل مثلًا تُذكرينه بأن يُكمل أكله، أو جلستِ بجانبه على السرير لتذكريه أن النوم باكرًا هذا مُفيد له؛ فمن المؤكد أنه سيسمع كلامك.

عليكِ أن تكوني واضحة في رسالتك له

يجب أن يكون كلامك له واضحًا وبسيطًا وبشـكل قاطع لأن؛ مستوى تركيز الطفل لا يستوعب الكلام المُطول، فعليكِ بالاختصار قدر المُستطاع حتى يستطيع طفلك التركيز معكي وإدراك المغزى من كلامـك وأيضًا حتى تصلهُ رسالتك أو توجيهكِ له.

ولا تجعلي كلامك بصيغة السؤال فهناك تأثير قوي ففي قول: “الآن عليك أن تجلس في المِقعد المُخصص لك في السيارة” أكثر من التأثير في قول: “هل تود الصعود إلى مقعـدك في السـيارة، يا حبـيبـي؟”

إذا قمت بتهديد طفلك تابعي تهديدك له ولا تتراجعي

يجب إظهار أن كلامك ليس تهديدًا وأنكِ تُعنـين ما قلتِ، ولا تعدي طفلك بشيء ولا يُنفذ، يعني: إذا قلتِ لابنك: “عليك بعدم شرب الماء أثناء الأكل” فعليكِ بعدم التراجع بعد قليل والسماح له بشرب الماء أثناء الأكل، مع الحرص على مشـاركة الزوج هذه القواعد واحترام رأيك أمام طفلك حتى لا يشـكك أحدكمـا الآخر.

اجعلي رسالتك مدعومة بشيء حسيّ

إذا أردتِ توصيل رسالة لطفلك فعليك بدعمها بحركة كي يهتم لكلامك ويقوم بتنفيذه، مثلًا: إذا قلتِ له “الآن حـان وقت نومك” مع الإشارة البصرية بأن يُغلق الضوء” أو حسه بأن تضعي يدك فوق كتفيه، أو بالإشارة إلى السرير فبذلك تجعلينه يسمع كلامك.

الإنذار المُسبق

يجب إعطاء طفلك إنذارًا مُسبقًا قبل أن يقترب وقت الخروج مثلًا إذا كان منهمكًا في اللعب فقولي له: “سنخرج خلال 10 دقائق، فعندما أُناديـك ألبس معطـفك” أو غير ذلك من الأشياء عليكِ إشعاره من قبل حتى لا يتفاجأ ويتأخر في تلبية الأمر.

اجعلي توجيهاتك واقعية

عندما تطلبين من طفلك الصغير بأن يضع ألعابه بعيدًا فهذا سيجعل الأمر شاقًا عليه حين يُفكر في نقل جميع الألعاب إلى هُناك، لذلك قولي له: “هيا بنا لنضع مكعباتك الحمراء اللون هُناك، والآن هيا لنضع الكرة بعيدًا، ثم مكعباتك الخضراء في هذه العلبة” بذلك تكون قد أعطيتيه مهام عملية وواقعيـة.

قومي بتشجيع طفلك

في الغالب لا يستجيب الطفل للصراخ أو إذا استجاب قد يُسبب له الخوف أو الذعر منكِ، ولكن قد يستجيب لكي طفلك إذا حاولتِ التعامل معه بروح الدعـابة فعلى سـبيل المثـال: يمكنكِ استخدام صوتًا مُضـحكًا في طلب الشيء، أو يمكنك أن تغني له لتوصيل الرسالة.

مثلًا بإماكنكِ أن تغني له ” الآن حـان الوقت للنوم” بلحن أحد الأناشيد التي يحبها، أو أي أغنية يحبها، كما يمكنك أن تقولي له نتيجة طاعتك مثل: “اذهب إلى النوم وسأقرأ لك قصتك المفضـلة” ثم أثني عليه بأن تقولي له “برافو” أو “شاطر” أو أنت ولد مُطيـع”.

فقد تسـاهم هذه الروح الدعابية مع طفلك في حبة لأن يسمع كلامك، ويصغي إليكِ، وسيشعر بحبك، غير أنه أيضًا يشعر بتميزه بالنسـبة لكِ، وإذا كان الأمر مصحوبًا بعناق وابتسامة عند هذا سيُدرك طفلك أن إطاعتك أمرٌ ناهيته مُحببة لديه.

كوني قدوة له

دائمًا الطفل يقلد الكبير خاصةً إذا كان هذا الكبير أمه أو أبيه، فاستمعي جيدًا وباحترام كما لو كان شخص كبير، واهتمي به عندما يتكلم معك، واستجيبي إليه بتهـذيب حتى نهاية حديثه بدون أن تقاطعيه إن أمكن ذلك؛ حتى إذا كان هذا الطفل يتحدث بكثرة فلا تبتعدي عنه أثناء الحديث، ولا تذهبي إلى مكان آخر حتى لا يشعر بعدم اهتمامك به.

الابتعاد عن الضرب نهائيًا

عليكِ بالابتعاد عن ضرب الطفل قدر المستطاع كوسيلة للعقاب واستبدليها بالحرمان من شيء يفضله، أو منعه من الخروج للتنزه مثلًا.

الخصام

يجب أن تأخذي من طفلك موقف عندما يُخطأ بالخصام وعدم كلامه لفترة، ليشعر بأهمية وجودك في حياته.

الاعتراف برغبات الطفل

من طبيعة الأطفال حبهم لتملك كل لعبة تقع عليها أعينهم في محل لعب، فلا تصفيه بالطمع بل يجب احترام رغباته.

محاولة الوصـول إلى مشاعر طفلك

إذا لاحظتِ سوء أدب من طفلك فابحثي عن الشيء الذي جعله يفعل ذلك، هل هذا كان نتيجة أني منعت عنة شيء مُعين؟ أم لم أوافق على خروجه فتصرفه هذا لأنه غاضب مني وتصرف معي بسوء أدب؟ ثم تحدثي معه.

وبما أنك قدوة له فقولي له: “أنا زعلانه من أختـي ولكن سأتحدث معها لنتصالح” (مثلًا).

عدم الرشوة وتهديد الطفل

إذا كنتِ تهديدين طفلك دائمًا كي تحصلين على طاعته فسيتعمد دائمًا تجاهلك حتى تقومي بتهديده؛ لأن تهديداتك في وقت غضبك غالبًا لا تكون في حيز التنفيذ، فيتعود الطفل عليها ولا يقلقه كلامك، وبمرور الوقت تصبح عادة لديه.

وأيضًا الرشوة تعوده ألا يستجيب لكي حتى تعطيه سعر مناسبًا، أو مُقابل جيد.

قوة شخصيتك مع طفلك

يجب أن يشعر الطفل بقوة شخصيتك وأنكي أنتِ التي تُسيطر وليس هو، ليس لإخافته ولكن كي يحترمك ويعمل لكي حساب.

بعض الجُمل التي من شأنها حثّ طفلك على سماع كلامك

أنت مُتعـاون

هذه من الجُمل التي تجعل الطفل يشعر بأنه قام بشيءٍ عظيم فعندما يقوم بالتعاون معك في فعل شيء يشعر بالفخر والاستقلالية وقدرته على مسـاعدة غيره.

برافو أنت أكلت كويس

عليك باستخدام هذه الجمل بدلًا من الجمل السلبية التي من شأنها إحباط الطفل مثل “أنت لم تنتهي من أكلك بعد!” أو “كل الأطفال تأكل جيدًا إلا أنت” فإذا استبدلتِ هذه الكلمات المحبطة فقد يتشجع طفلك لتكرار السلوك الجيد وهو أن يأكل جيدًا.

ممكن تحضر لي كذا؟

إذا كان طفلك يقوم بعمل فيه خطورة عليه وتُريدي توجيه انتباهه إلى شيء آخر ليترك هذا الشيء فيمكنك أن تقولي له “ممكن تحضر لي كذا؟” ويُفضل أن يكون هذا الشيء من الممنوعات عليه من قبل فقد يلفت انتباهه أكثر بدلًا من التهديد والوعيد فالطفل عنيد بطبعه.

شـكرًا لك على المساعدة

عندما تشكري طفلك على القيام بشيء جيد يشجعه على القيام به مرة أخرى مستقبلًا.

معقول! أنت عمـلت كـل هذا بمفردك؟

هذه الكلمات تشعر الطفل بالسعادة وأنه أصبح كبير ويستطيع فعل الأشياء بمفرده، كما أنه يشعر بالثقة بنفسه.

إذا كنت تحب ماما أسمع الكلام

عندما يسمع الطفل هذه الجملة سيسمع الكلام فورًا؛ لأن أمه أغلى شيء في حياته، فسيسعى ليثبت لكي حبه بتنفيز طلبك.

وأخيرًا فيُعتبر وضع قواعد سلوكية للطفل واحدة من أهـم المهـام بالنسبة للأم وأصعبـها في نفس الوقت، فقد تتصدى الأم لمقاومة طفلها كثيرًا في عدم الاستجابة للأوامر كي يثبت ذاته، ويشعر باستقلاله، فمن طبعة الطفل اختراع طرق سـلوكية ليجذب انتباه من حوله.

وغالبًا تكون سلوكيات سـلبية مثل: عدم تنفيذ ما يُطلب منه، وبالطبع القواعد تختلف من سن إلى سن ومن طفل إلى آخر، والهدف واحد هو السلوك الجيد للطفل.

لذلك فأنتِ أيها الأم عليكِ بالصبر وتكرار إرشاداتك مرة أخرى لتجعلي طفلك يسمع كلامك، ولكن في نهاية الأمر سيدفعه حبـه إليكي، ومحاولته للحصول على رضـاكي لتقبّل هذه القـواعد الصعبة من وجه نظره، ودورك هو إقناع طفلك بطاعة أوامرك.

عن الكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *