أسباب هبوط المشيمة بعد الأسبوع الـ 20 من الحمل

فترة الحمل والولادة هي من أهم الفترات في حياة الأنثى، ورغم أهميتها البالغة وأنها فترة تحّول في حياة السيدة إلا أن الكثير من السيدات لا يعلمن شيئًا عن هذه الفترة وما الأشياء التي تطرأ عليها في فترة حملها؟

وما هي الأشياء التي بتأثرها يتأثر حملها بالكامل على أثره؟

من هذه الأشاء هو الجزء الصغير الذي يُسمى بالمشيمة، فالمشيمة عضو مهم جدًا جدًا في إتمام فترة الحمل على خير وسلام، فما الذي يحدث إذا تم انخفاض أو هبوط المشيمة بعد الأسبوع الـ20 من الحمل، وما الذي يترتب على ذلك بالنسبة للأم والجنين؟

وما هي أسباب هبوط المشيمة بعد الأسبوع الـ20 من الحمل؟

وما هو انخفاض أو هبوط المشيمة؟

ومن منا فكرت قبل ذلك ما هي المشيمة وما هو الدور الذي تقوم به في جسم الحامل؟

وكيف يمكننا أن نعالج هبوط المشيمة؟

وإذا حدث لا قدر الله لأحد الحوامل أن هبطت المشيمة أو انخفضت فكيف للحامل أن تساعد نفسها في هذا الوقت؟

كل هذه الأسئلة سنجيبك عليها لتتعرفي على هذا العضو الهام في جسد كل حامل.

أسباب هبوط المشيمة بعد الأسبوع الـ 20 من الحمل

متى يظهر كيس الحمل والجنين؟
متى يظهر كيس الحمل والجنين؟

أول شيء لابد أن نتعرف على ما هي المشيمة؟

المشيمة هي أهم عضو أسطواني الشكل، ويتم تكوينه في رحم الأُنثى في فترة حملها، وتكون المشيمة مسؤولة خلال هذه الفترة عن إمداد الطفل بالـدم من أمه، وتعمل على تبادل الأُوكسجين والغذاء وسحب أي فضلات ناتجة عن الطفل عن طريق دورة الدم عند الأم وطفلها.

كما أن المشيمة تقوم بإنتاج هرمون خاص للمحافظة على الحمل واكتماله ونمو الطفل.

تكون المشيمة ملتصقة بجـدار الـرحم، وما يصل بينها وبين الجنين هو الحبـل السُـري، يتم نشأة المشيمة في الوقت الذي تنغرس فيه البويضة، وبعد مُضي من خمس إلى ثماني أيام من وقت تلقيح البويضة، وتتكون عن طريق الخلايا الجينية الخاصة التي يتم دخولها إلى داخل جـدار الرحـم والأوعية الدمـوية للرحم فتعمل على تكوين المشيمة.

وعندما تنمو المشيمة تعمل على إنتاج الزغبات الصغيرة، وتقوم بالتفرع لتشبـه الشجـرة، وتبدأ بالانغماس في المجمعـات الدمـوية الخاصة بالأم. ومن ثم يتم تشكيل الأوعيـة الدمـوية المختصة بالطفل في هذه الزغبات الصغيرة.

والمشيمة بها الغِشاء الدقيق الذي يعمل على فصل دم الأم ودم الطفل الذي يقوم بالسريان في الزغبات الصغيرة في المشيمة وبهذا يقوم التبادل للمواد، وتشكيل حاجزًا بين الأم وجنينها، فتمنع وصول بكتريا أو جراثيم أو أي شيء يؤذي الطفل.

فالمشيمة يكتمل نموها في الأسبوع الـ20 من الحمل ويستمر نموها إلى أن تصل في وزنها ما يُعادل (500) جرام، والقطر (22) سـم، وعند انقباض الرحم أثناء الولادة فيقوم بانفصال المشيمة من مكانها عقب عملية الولاد مباشرةً.

مسميات للمشيمة

  • المشيمة الهابطة: وهي محور حديثنا في هذا الموضوع وهي التي تنمو في أسفل عُنق الرحم.
  • مشيمة ملتصقة: وهي المُنغرزة في جدار الرحم بقوة، وتسبب النزيف الحاد الذي قد يصل إلى استئصال الرحم.
  • مشيمة غشائية: وهي المشيمة الدقيقة التي تُغطي الرحم كاملًا.
  • مشيمة محوطة.
  • مشيمة إضافية: هي المشيمة ثنائية يتم اتصالها بالمشيمة الرئيسية عن طريق الأوعية الدموية.
  • مشيمة متقدمة: وهي تحدث في أول حملك بأن تتواجد في الرحم من الأسفل قريبة من عُنق الرحم أو تغطيه بالكامل، وكلما زاد في الاتساع والحجم مستعدًا لولادة الطفل تمزقت المشيمة وسببت في حدوث نزيف مهبلي حادًا، وهي لها ثلاثة أشكال هي:
  • مشيمة متقدمة كاملة أو كلية وهي التي تقوم بتغطية عنق الرحم بالكامل.
  • مشيمة متقدمة جزئيًا وهي جـزء من عنق الرحم.
  • مشيمة متقدمة حافية وهي التي تكون قريبة فقط من عنق الرحم.

أسباب هبوط المشيمة

  • عند نموها في أسفل الرحم، وتظل منخفضة حتى الأسبوع الـ20 من الحمل حتى قُرب أخر الحمل، ومن الممكن أن تسبب هبوط المشيمة نزيف من منتصف حملك إلى المرحلة المتأخرة في الحمل، ويكتمل نموها وهي على هذه الوضعية المنخفضة.

وهناك الهبوط الجزئي للمشيمة: وهو أن تكون المشيمة لدى السيدة الحامل لا تقوم بتغطية عُنق الرحم بشكل كامل.

وهناك الهبوط الكلي للمشيمة: وهو تكون المشيمة تقوم بتغطية عُنق الرحم بالكامل.

وتعاني سيدة من (300) سيدة هبوط الشيمة بدرجة متفاوتة في أخر مدة الحمل، وتُعد أغلب هذه الحالات من البسيطة والطفيفة بالمقارنة بإصابات أخرى للحوامل.

أسباب هبوط المشيمة بعد الأسبوع الـ20 من الحمل

  • ومن السيدات من تتعرض لهبوط مشيمي أكثر من غيرها لأنها تعرضت للولادة القيصرية قبل ذلك.
  • شراهة التدخين تتسبب في هبوط المشيمة.
  • تقدُم السن يؤدي إلى هبوط المشيمة.
  • حملك بتوأم.
  • تعرّضك لحدوث هبوط في المشيمة من قبل.
  • التعرض للإجهاض سابقًا.

فإذا كان اكتشاف انخفاض المشيمة مبكرًا وكان هبوطها قريبًا من عُنق الرحم فلا داعي للقلق؛ فمع نمو الطفل وكبر حجمه سيقوم بسحب الرحم للأعلى بالشكل الطبيعي مبتعدًا عن عُنق الرحم.

 

وهذا الفيديو يشرح كل شيء عن المشيمة وتكوينها بالتفصيل.

https://youtu.be/FuzxKM-M-e4

كيف تتم معرفة أن هناك هبوط في المشيمة وتشخيصها؟

اكتشاف هبوط المشيمة يتكون من خلال الفحص بالتصوير بالمـوجات الصوتية (السونار) في بداية النصف الثاني من فترة الحمل.

فإذ ظهر من خلال التصوير بالموجات (السونار) أنه يوجد انخفاض للمشيمة، أو لم تظهر صورة واضحة فيكون على الأخصائية الفحص من خلال مهبل السيدة الحامل (تصوير مهبلي) حيث يعطي الفحص من خلال المهبل الصورة الأكثر وضوح وهذا الإجراء لا يسبب أي ألم.

ففي حالات كثيرة يظهر بالفحص تحرّك المشيمة للأعلى مبتعدة عن طريق الجنين، وإذا ظهر العكس فلا دعي للقلق فهناك الوقت الكافي لتحركها للأعلى، إلا لو كانت السيدة الحامل قامت بعمل قيصرية فيما مضى، أو كانت المشيمة تستقر بجدار الرحم الخلفي، ففي هذه الحالات غالبًا لن يتم تحرك المشيمة.

ومن المؤشرات التي تدل بأن هناك هبوط في المشيمة أن يكون الطفل مقلوب في وضعيته في البطن، أو بعرض البطن، فهذا يدل على عدم قدرة الطفل للوصول إلى الوضعية السليمة لاعتراض المشيمة طريقه.

أو وجود النزيف المهبلي الحاد والغير مؤلم في أخر شهور حملك أو بعد مجامعة الزوج، فإذا حدث هذا لابد استشارة الطبيب على الفور.

المضاعفات المترتبة على هبوط المشيمة

المضاعفات الناتجة عن هبوط المشيمة تتلخص في أن ولادتك طفلك ستكون من خلال عملية قيصرية.

ويوجد بعض عدة مضاعفات ولكنها من النادر حدوثها، وحدوثها يُنذر بخطورة وهي:

  • نزيف حاد: عند هبوط المشيمة من المُحتمل حدوث نزيـف شديد فترة الحمل أو المخاض، ويتطلب حدوث هذا إلى العناية الطبية الطارئة.
  • المشيمة الملتصقة: ويحدث التصاق المشيمة إذا انغرست المشيمة بعمق في جـدار الـرحم، ولهذا ستظل المشيمة ملتصقة بالرحم حتى بعد الولادة، ويسبب هذا نزيف حاد أثناء إجراء القيصرية.
  • هبوط الأوعية الدموية أو انخفاضها في الحبـل السُري: هذا من النادر حدوثه، ويكون بمرور الأوعية الدموية من خلال الحبـل السُري أو من خلال المشيمة، لهذا يسهُل تمزق المشيمة مما يُسبب نزيف حاد بالأوعية الدموية بالحبل السُري، والذي عن طريقه يصل الدم للجنين من المشيمة.

وهذا قد يعرضك والطفل لخطر شديد فإذا تم معرفته مبكرًا فمن الأفضل أن تُنقلين للمستشفـى على الفور، وإذا تم معرفته في أثناء انفجار كيـس المـاء، أو عند المخـاض في هذا الوقت لابد من الولادة القيصرية على الفور.

وهذا نسبته لسيدة من كل (2000) إلى سيدة من (6000) من الحوامل.

كيف أساعد نفسي في تغيير وضعية المشيمة؟

في حالة هبوط المشيمة لا يمكن للحامل تغيير وضع المشيمة؛ لكن يمكنها أن تحرص على سلامتها وأن تظل صحتها جيدة بنا يلي:

  • تناول الغذاء المفيد الغني بمادة الحديد، مثل: اللحم الأحمر، بقوليات، خضروات ورقية خضراء.
  • إذا كنتِ عُرضة للإصابة بفقر الدم عليكِ باستشارة الطبيب المختص لإرشادك لنوع أقراص المكمل الغذائي والحديد الذي يصلح لحالتك.
  • هبوط المشيمة من الأُمور المقلقة جدًا خصوصًا لمن كانت تنتظر أن تعرف هل تم تحرك المشيمة للأعلى أم للأسفل، فعليكِ بالتحلي ببعض الهدوء والصبر ولتطمأني فهناك الكثير من الأطباء الذين لديهم كفاءة عالية لرعاية طفلك ورعايتك.
  • لو نصحك طبيبك بالخضوع تحت رعاية في المستشفى في هذه الحالة عليكِ بالتحرك والمشي، وتناول كمية وفيرة من المياه، واستخدمي جوارب ضاغطة تحت إشراف طبيبك المختص لجريان الدورة الدموية؛ لمنع الإصابة بجلطة دموية.

كيف يتم معالجة هبوط المشيمة؟

يعتمد علاج هبوط المشيمة على مراقبة الطبيب المختص لكِ ومتابعة وضع المشيمة، ويختلف حجم الرعاية على حسب الوضع الصحي لكي، وفي هذه الحالة يُنصح بالابتعاد عن المعاشرة الزوجية ما بقي من فترة حملك، خصوصًا في حالات ما إذا كان هناك نزيف.

وستقومين بعمل سونار يبدأ من أسبوعك الـ(الثاني والثلاثون) تحت إشراف الطبيب المختص وللحالات الأتية:

  • الهبوط أو الانخفاض الكبير في المشيمة فتكون مغطية لعُنق الرحـم بالكامل.
  • في حالة نزيف شديد بدون ألم وفي هذه الحالة سيُنصح بنقلك للمستشفى لتلقي العناية والرعاية الطبية اللازمة.
  • إذا خُشي على الحامل تعرضها للمضاعفات بسبب تأخرها عن المتابعة.

ومع عدم المضاعفات يحتمل أن تخضع الحامل للعملية القيصرية بمرور أسبوعها الـ(الثماني والثلاثون) من حملها، وسيوضح لها طبيها حينئذٍ بأنه سيحضر معها العملية طبيب مختص  للتخدير، وطبيب مختص للولادة، وتجهز العملية تحسبًا لنقل دم لأنها مُعرضة أن يحدث نزيف وقت إجراء العملية.

في حالة الولادة المُبكرة فسيقترح عليك الطبيب المختص أخذ حقن (سترويد) وهي الكورتيزون فهي تسرع قفل رئتي الطفل، ونموه وتطوره سريعًا.

وأخيرًا لعل كل سيدة حامل تستفيد من هذا الموضوع ولو بقدرٍ ضئيل حتى تعمل على المحافظة على صحتها وصحة جنينها، فالصحة تاج، ومن أكبر النعم التي وهبنا الله إياها وسنُحاسب عليها لو لم نعمل جاهدين على المحافظة على نِعم الله -عز وجل-.

والوقاية خيرٌ من العلاج، فلتتوقي الحذر فكم منا اشتاق كثيرًا لهذه النعمة الكبيرة وهي نعمة الأطفال، التي يسعى الكثير لنيلها ولكن قدر الله لهم عكس ذلك، ما يتوجب علينا المحافظة على ما خصنا الله به من خيرات، ونشكره سرًا وعلانية.

وأسأل الله أن يعافي الجميع ويتم حمل كل سيدة على خير ما يكون، وترى طفلها بين يديها سليمٌ معافى وتفرح برؤيته بين يديها.

وأسأل الله أن يرزق الجميع الذرية الصالحة وكل من اشتاق للأطفال يا رب العالمين، اللهم أمين.

عن الكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *