ما هو هبوط الرحم؟ وهل يمكن أن يحدث أثناء الحمل؟

هبوط الرحم أو تدلي الرحم (Uterine prolapse) هما أسمين لمشكلة واحدة وهي من المشاكل شائعة الحدوث بين السيدات مع التقدم في السن، وتظهر مشكلة هبوط الرحم لدى السيدات اللواتي أنجبن أطفالهن بدرجات مختلفة من الخطورة، وحوالي 10% من السيدات اللواتي يصبن بهبوط الرحم يرافق هذه الإصابة بعض الأعراض.

تحدث مشكلة هبوط الرحم عند خروج الرحم من المكان الطبيعي المخصص له وهبوطه نحو الأسفل، وذلك يعود لحدوث خلل بوظيفة الأربطة التي تقوم بدعم الرحم والحفاظ عليه مستقر في موقعه بالحوض.

ما هي الأعراض المرافقة لمشكلة هبوط الرحم؟

إن هبوط الرحم الطفيف بشكل عام لا يُظهر أية أعراض، ولكن في الحالات الشديدة والمتوسطة قد تظهر بعض الأعراض، والتي هي:

  • شعور السيدة بثقل وشد بمنطقة الحوض.
  • ظهور نسيج بارز من منطقة المهبل.
  • الإصابة بمشاكل بالمسالك البولية كالسلس البولي، واحتباس السوائل.
  • وجود صعوبة في عملية التبرز.
  • شعور السيدة الدائم بانها تجلس على كرة صغيرة، أو أن هناك شيء ما يسقط من منطقة المهبل.
  • بعض المخاوف الجنسية كالإحساس بحدوث ارتخاء بأنسجة المهبل.

ما هي أسباب وعوامل الخطر لمشكلة هبوط الرحم؟

تحدث الإصابة بهبوط الرحم نتيجة أسباب مختلفة ومتنوعة،:

  • الحمل.
  • صعوبة فترة المخاض وصعوبة الولادة، أو إصابة السيدة بصدمة خلال الولادة.
  • ولادة السيدة لجنين بحجم كبير.
  • السمنة أو زيادة الوزن.
  • اانخفاض بمستويات هرمون الإستروجين بالجسم بعد انقطاع الدورة الشهرية.
  • الإصابة المزمنة بالإمساك، أو الإجهاد بحركة الأمعاء.
  • الإصابة المزمنة بالتهاب الشعب الهوائية أو سعال السيدة المزمن.
  • قيام السيدة برفع الأوزان الثقيلة بشكل متكرر.

أما فيما يتعلق بعوامل الخطر فهي:

  • الحمل لمرة واحدة أو أكثر والولادة عن طريق المهبل.
  • ولادة طفل بحجم كبير.
  • التقدم في السن.
  • الوزن الزائد.
  • القيام بجراحة سابقة بالحوض.
  • الإمساك الدائم والإجهاد خلال حركة الأمعاء المتكرر.
  • التاريخ العائلي.

ما هي المضاعفات المرافقة لهبوط الرحم؟

تدلي أمامي

قد يسبب ضعف نسيج الضام الذي يقوم بفصل المثانة عن المهبل لانتفاخ المثانة بداخل المهبل، ويطلق على هذه الإصابة بتدلي أمامي ويعرف أيضًا باسم تدلي المثانة.

هبوط للمهبل الخلفي

قد يؤدي حدوث ضعف بالنسيج الضام الذي يفصل ما بين المهبل والمستقيم لانتفاخ المستقيم في منطقة المهبل، وهنا قد تواجه السيدة صعوبة في عملية التبرز.

قد يهمكِ أيضًا:

كيف يتم تشخيص هبوط الرحم؟

بصورة عامة تتم عملية تشخيص الإصابة بهبوط الرحم من خلال القيام بفحص عام لمنطقة الحوض، ومن الممكن أن يطلب الطبيب من السيدة القيام ببعض الإجراءات، والتي هي:

  • الضغط: كما لو أن لديك حركة في الأمعاء، حيث من الممكن أن يساعد هذا الضغط في تقيم الطبيب لمدى انزلاق الرحم بالمهبل.
  • شد السيدة لعضلات الحوض: حيث يطلب من السيدة شد عضلات منطقة الحوض كما لو أنها تقوم بإيقاف تدفق البول، حيث يساعد هذا في معرفة الطبيب لمدى قوة عضلات هذه المنطقة.

ما هي طرق علاج هبوط الرحم؟

هناك نوعين من العلاجات التي تستخدم في معالجة مشكلة هبوط الرحم، والتي هي:

العلاجات الغير جراحيm

  • الرعاية الذاتية: عندما تتسبب مشكلة هبوط الرحم بظهور بعض الأعراض أو عدم وجود أية أعراض فقد تساعد خطوات الرعاية الذاتية كالراحة بمنع تدهور وتطور الحالة، ومن هذه الخطوات قيام السيدة بتمارين كيجل بهدف تقوية عضلات منطقة الحوض، كما يجب خسارة الوزن الزائد، وعلاج مشكلة الإمساك المزمن.
  • الفرزجة: تعرف أيضًا باسم الفرزجة المهبلية (vaginal pessary) [1]، وهي حلقة بلاستكية أو حلقة مطاطية يتم وضعها داخل المهبل لدعم الأنسجة المصابة بالانتفاخ، ومن الضروري إزالتها بشكل مستمر وبانتظام من أجل التنظيف والتعقيم.

العلاجات الجراحية

  • إصلاح أنسجة منطقة قاع الحوض: يتم إجراء هذا النوع من العمليات الجراحية من خلال منطقة المهبل، لكن في بعض الأحيان تتم من خلال منطقة البطن، حيث يقوم الطبيب بزراعة الأنسجة الخاصة بك او أنسجة الشخص المتبرع أو المادة الصناعية على شكل هياكل بقاع الحوض المصاب بالضعف لكي تقوم بدعم الأعضاء.
  • استئصال الرحم: ببعض حالات هبوط الرحم قد يوصي الطبيب باستئصال الرحم، ويعتبر هذا الإجراء أمن بصورة عامة، ولكن كأي عمل جراحي في بعض الأحيان قد تحدث بعض المضاعفات.

قد يهمكِ أيضًا: ما أسباب عملية استئصال الرحم وما مخاطرها؟

كيف يمكن الوقاية من الإصابة بمشكلة هبوط الرحم؟

الرحم
  • ممارسة تمارين كيجل بشكل منتظم: حيث تساهم هذه النوعية من التمارين في تقوية عضلات منطقة قاع الحوض بشكل كامل، وهي عضلات مهمة جدًا لإنجاب الطفل.
  • معالجة الإمساك وتجنب الإصابة: يمكننا الحد من الإصابة بالإمساك من خلال الإكثار من السوائل، وإدخال الأطعمة الغنية بالألياف في نظامنا الغذائي كالفاكهة، الخضار، الحبوب الكاملة.
  • تجنب حمل الأوزان الكبيرة: أو رفع أي شيء ثقيل، وذلك لأن هذا الشيء يسبب ضغط كبير على منطقة الحوض والظهر.
  • السيطرة على مشكلة السعال: من الضروري علاج مشاكل السعال المزمن، أو مرض التهاب الصدر، والابتعاد عن التدخين.
  • المحافظة على الوزن بنسبه الطبيعية: من الضروري سيدتي التحدث مع الطبيب المختص حول وزنك والتأكد ما إذا كان في حدوده الطبيعة، وإذا لم يكن ما هي الطرق المناسبة للوصول للوزن المناسب.

هل يمكن أن يحدث هبوط الرحم أثناء الحمل؟

تعتبر مشكلة هبوط الرحم خلال الحمل من الحالات النادرة، ومن الممكن أن تصاب به سيدة حامل من بين 15000 سيدة [2]، ومن الممكن أن يسبب الولادة المبكرة أو الإجهاض، وببعض الأحيان قد يتسبب بوفاة كل من الأم والجنين خلال الولادة، ومن الممكن أن يكون الهبوط جزئي أو هبوط كامل.

يمكن أن يتطور هبوط الرحم لأول مرة خلال الحمل، وفي كثير من الأحيان يكون الحمل هو السبب الرئيسي لحدوثه، وقد يستمر خلال فترة الحمل ومن ثم يعود لشكله الطبيعي ويرتفع بشكل تلقائي، ولكن في الكثير من الحالات يحدث تدلي الرحم خلال الشهور الثلاث الأخيرة من الحمل وتختفي الإصابة بشكل تلقائي بعد عملية الولادة والمخاض.

في حال التأكد من إصابتك بهبوط الرحم خلال الحمل، ينصح الطبيب المختص والمشرف على الحالة بما يلي:

  • الولادة القيصرية: وذلك لأنها طريقة أمنة لولادة جنينك دون أية مضاعفات خلال فترة المخاض، ولكن مع ذلك يستمر الطبيب بمتابعة الحالة خلال فترة الحمل وما إذا كانت الحالة مستقرة وكان الرحم متسع يمكن أن تتم الولادة بشكل طبيعي ولكن بشرط الفحص المنتظم والدوري من قبل الطبيب.
  • الراحة: تجنب بذل أي مجهود خلال هذه الفترة، لأنه من الممكن أن تزيد من درجة الإصابة، وتسبب مضاعفات خطيرة على صحتك وصحة طفلك، لذلك فإن الراحة سوف تساهم بشكل كبير في استقرار حالتك.
  • الالتزام بممارسة تمارين كيجل: كما ذكرنا في الأعلى أن تمارين كيجل مهمة وضرورية للوقاية من الإصابة بهبوط الرحم، حيث تساهم بشكل كبير وفعال في تقوية عضلات كل من منطقة المهبل وعنق الرحم والحوض وعودة الرحم لوضعه الطبيعي، وتساعد أيضً في تسهيل عملية الدفع خلال ولادة طفلك، كما تمنع إصابتك بسلس البول الذي يعرف بأنه من العوارض الشائعة لعملية الولادة الطبيعية.
  • الجراحة: من الممكن أن يقوم طبيبك بإجراء الجراحة لإصلاح هبوط الرحم وتعرف باسم جراحة تعليق الرحم، حيث يتم من خلالها إعادة الرحم لموضعه الطبيعي من خلال إعادة تجميع الأربطة الخاصة بالحوض، وفي حال حدوث الهبوط بأخر ثلاث شهور من الحمل سيقوم الطبيب بوصف حقن الكورتيزون التي تسرع من عملية نمو الرئة عند الجنين تحسبًا لحدوث الولادة المبكرة.

المصادر:

عن الكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *