هل قلة الإفرازات المهبلية تعني وجود مشكلة في الخصوبة؟

نقص الإفرازات المهبلية

هل قلة الإفرازات المهبلية تعني وجود مشكلة في الخصوبة؟ وهل قلة الخصوبة تعمل على تأخر حدوث الحمل؟ قد تُعاني الكثير من النساء من قلة الإفرازات المهبلية، ويرجع ذلك لعدة أسباب صحية ونفسية، وقد ينتاب الكثيرات ممن يُعانين من قلة الإفرازات المهبلية الخوف والقلق من هذا الأمر؛ فقد تكون هذه المشكلة تعني وجود خلل ما لديهن في الخصوبة. فما مدى صحة أو حقيقة هذا الأمر من عدمه؟ وما هي أبرز أسباب تلك المشكلة؟ هذا ما سوف نُجيب عليه في هذا الموضوع، بالإضافة إلى الأسباب الأخرى التي تؤدي إلى قلة الخصوبة لدى النساء.

هل قلة الإفرازات المهبلية تعني قلة الخصوبة؟

نقص الإفرازات المهبلية

يرى الدكتور “أمين غفار” الخبير في علاجات الخصوبة أن هذا الأمر علامة على وجود مشكلة في الخصوبة، ولكنها من الممكن أن تكون ليست خطيرة، بينما يعتبر علامة من علامات التبويض الغير جيد خاصةً وإذا كانت دورتك الشهرية غير منتظمة. وقد تعني أيضًا قلة الإفرازات المهبلية أنه قد حدثت إباضة بالفعل ولكن من الممكن أن تكون الإفرازات عالقة في عنق الرحم أو أعلى المهبل، فهي موجودة ولكن لم تخرج.

نظرًا لنشاط الغدد في عنق الرحم يختلف إنتاج الإفرازات من شهر لآخر، وأيضًا الحالة العامة للجسم تؤثر بشكل كبير في قلة الإفرازات المهبلية، ولو اعتمدنا عليها فقط كدليل على قلة الخصوبة فبالطبع هذا سيكون مقياسًا طبيًا مُضللًا، لذلك يمكننا الاعتماد على انتظام الدورة الشهرية كدليل أفضل على الخصوبة وحدوث الإباضة؛ لأن انتظام الدورة الشهرية يدل على توازن طبيعي في الهرمونات، ويعني إفراز هرمون التبويض أو (الأستروجين).

يوجد جهاز يسمى (جهاز رصد الإباضة) يمكنك استخدامه بالمنزل إذا أرتدي اكتشاف موعد إباضتك، وهو من أدق وأسهل الطرق؛ حيث أنه سيكشف لك نسبة إنتاج الجسم من (هرمون اللوتيني أوLH ) الضروري لحدوث الإباضة، وإذا لم تجدين أي زيادة في هذا الهرمون مع قلة الإفرازات المهبلية فلا بد حينئذٍ من زيارة الطبيب.

أسباب نقص إفرازات عنق الرحم

  • بعض الأدوية التي تؤخذ لعلاج حالات بعض الأمراض المزمنة لها آثار جانبية قد تسبب ذلك.
  • امتناعك عن تناول أقراص منع الحمل يؤثر على إفراز الرحم للمخاط مدة لا تقل عن شهرين.
  • من الطبيعي أن تقل أيام إفراز الرحم للمخاط مع تقدم العمر، ففي مرحلة العشرينات يكون المخاط قابلًا للتمدد ولزج ويستمر إفرازه حتى خمسة أيام وتقل في الثلاثينيات لتصل إلى يومين، وفي الأربعينيات من الممكن عدم انتظام الإباضة شهريًا وأن ينتج الرحم المخاط الذي يدل على الخصوبة لمدة يوم واحد، أيضًا انخفاض مستوى هرمون الأستروجين يقلل من الإفرازات المهبلية.
  • تناولك لأدوية الخصوبة يؤدي إلى جفاف مخاط الرحم الضروري لنقل الحيوانات المنوية داخل عنق الرحم إلى البويضة، وبالتالي قد يتسبب قلة الإفرازات المهبلية إلى تأخُر الحمل.

هل هناك حل لمشكلة قلة الإفرازات المهبلية؟

  • شرب كميات كبيرة من الماء، والحد من استخدام أدوية الحساسية المضادة للهستامين يعمل على زيادة إنتاج الإفرازات المهبلية.
  • أيضًا الحد من تناول أدوية البرد والكحة؛ لأنها تساعد على جفاف الأغشية المخاطية بجميع أجزاء الجسم وبدلًا منها تناولي الأدوية الطاردة للبلغم؛ لأنها تزيد من إفراز مخاط عنق الرحم.
  • من المعروف أن الإفرازات المهبلية تساعد في نقل الحيوانات المنوية من المهبل إلى عنق الرحم ومنه إلى البويضة، وقلة وجودها قد يعوق حدوث الحمل بشكل طبيعي؛ لذلك يمكنك تخطي هذه المشكلة عن طريق عملية التلقيح الصناعي وهي عملية بسيطة يتم فيها إدخال الحيوانات المنوية مباشرةً داخل الرحم دون الحاجة للإفرازات، وهذا الحل يستخدم إذا كنتي تحاولين الحمل بالطريقة الطبيعية لفترة طويلة ولم تنجح.

أسباب تؤثر على الخصوبة لدى النساء

من المشكلات التي تؤثر على الخصوبة لدى النساء ما يلي:

  • مشاكل أو خلل في الهرمونات.
  • غياب الإباضة لأي سبب ما.
  • تكيسات المبايض.
  • سن اليأس المبكر.
  • مشاكل في قنوات فالوب كانسدادها أو غير ذلك.
  • عدوى المتدثرة والأورام الليفية.
  • الانتباذ الباطني الرحمي.
  • وأخيرًا الجفاف المهبلي، وهو السبب الأكثر انتشارًا، وفي دراسة أقيمت في إحدى عشرة دولة على نساء يتراوح سنهم ما بين 18 و34 سنة تبين أنهم يعانون من جفاف مهبلي ويزداد هذا الجفاف مع ممارسة العلاقة الزوجية ويضطرون لاستخدام المزلقات المنتشرة والتي تعمل على تسمم السائل المنوي، وحتى استخدام اللعاب أيضًا يسبب ذلك؛ لذلك يجب عليكِ استشارة الطبيب إذا كنتي تعانين من قلة الإفرازات المهبلية إن كنتي تبحثين عن الحمل.

وفي النهاية فإن قلة الإفرازات المهبلية قد تعني وجود مشكلة في الخصوبة بالفعل لدى النساء، ولكن لا داعي للقلق فالأمر ليس خطير إذا تعرفتي على أسباب تلك المشكلة وكيفية التوصل إلى حل لها، بل ويمكنك أيضًا أن تقي نفسك من حدوث تلك المشكلة من الأساس باتباع النصائح والإرشادات الطبية الصحيحة، والمداومة على عمل الكشف الدوري والتحاليل للاطمئنان المستمر، ومتابعة انتظام الدورة الشهرية من عدمه، وعند ظهور أي مشكلة فيمكنك السيطرة عليها في بدايتها؛ فإن الوقاية خيرٌ من العلاج.