ينتج عن الحمل سلسلة من الأعراض والمضاعفات لدى السيدات الحوامل والتي تجعل حياتهن اليومية أكثر صعوبة، يمكن أن يحدث أيضًا أن تتفاقم هذه المضاعفات إذا كانت موجودة بالفعل قبل الحمل، على سبيل المثال مع الحمل هناك زيادة في العبء البدني الذي يجب أن تتحمله المفاصل، وذلك مع تقدم الحمل وزيادة وزن الجسم مما يسبب الم المفاصل، فما هو ألم المفاصل الأكثر شيوعًا عند النساء أثناء الحمل؟ كيف نتجنبها أو على الأقل نخفف منها؟ دعونا نرى ذلك بالتفصيل في مقالنا.
أسباب الإصابة بألم المفاصل عند الحامل
خلال فترات الحمل تحدث عند السيدات تغييرات معينة والتي قد تفسر ظهور ألم المفاصل هذه، والتي هي:
- أربطة المفاصل تصبح أكثر رخوة بسبب عمل الهرمونات كهرمون الاستروجين وهرمون ريلاكسين.
- حدوث تغير في الوضع حيث أن معظم الوزن الذي تكتسبه المرأة الحامل يتركز في الجزء السفلي من الحوض والبطن، كما تميل المرأة إلى إمالة جسدها للأمام خلال فترة الحمل، والذي يتم تعويضه عن طريق تحريك ظهرها لاستعادة مركز ثقلها، حيث تسبب هذه العادة إلى زيادة تقوس العمود الفقري القطني، والإصابة بألم في الظهر.
- احتباس السوائل عند النساء الحوامل، حيث تزداد ماء الجسم خلال الحمل بحوالي 8.5 لتر بسبب تأثير هرمون البروجسترون والهرمونات الأخرى مثل مضادات إدرار البول، مما يؤدي هذا إلى زيادة ترطيب النسيج الضام، وخاصة في العمود الفقري والحوض، وتصبح المفاصل أكثر تراخيًا، وبالتالي يظهر الألم.
- تؤدي السمنة أو زيادة الوزن إلى زيادة أكبر في الحمل البدني الذي يجب أن تتحمله المفاصل.
- من الممكن أن ينتج ألم المفاصل عن الاستعداد الوراثي في العائلة.
أكثر آلام المفاصل شيوعًا أثناء الحمل
بطريقة أو بأخرى، تشعر الغالبية العظمى من النساء الحوامل ببعض الانزعاج في بنية أجسامهن خلال فترة الحمل، ومن أكثر ألام المفاصل انتشارا خلال فترة الحمل، هي:
ألم الظهر:
ما يقارب من 50٪ من النساء الحوامل يعانين من آلم بأسفل الظهر أو ألم الظهر، خاصة إذا كان هناك ألم بأسفل الظهر قبل الحمل، أو نتيجة تعدد الحمل بفترات زمنية قصيرة دون أي راحة للأم، يبدأ ألم أسفل الظهر بالظهور في الأسبوع 18 من الحمل ويلاحظ الحد الأقصى له من الشدة بين الأسبوع 24 و 36.
يتميز ألم الظهر بتفاقمه بسبب النشاط البدني، ولإراحة الظهر يجب على الحامل الاستلقاء أو الجلوس لكي يبقى الألم ثابت ومتوسط الشدة، ويمكن أن يمتد الألم إلى الفخذين أو الأرداف أو منطقة العجز الحرقفي، في هذه الحالات تكون الوقاية ضرورية والقيام بالتحضير البدني الكافي قبل الحمل خاصةً إذا كان هناك تاريخ للحمل.
إذا كنت حاملاً بالفعل، فبمجرد أن يهدأ الألم الحاد يوصى ببرنامج تمرين لتحسين قوة العضلات ومنع تكرارها، وتجنب صعود السلالم، وتقليل نطاق حركة الوركين أو الظهر، ونصيحة أخيرة من الضروري على الحامل ارتداء دعامة غير مرنة للحوض للتقليل من الألم.
ألم الحوض:
يتميز بألم شديد في منطقة الحوض عند ارتفاق العانة، ويزداد شدته مع تغيرات وضع الحامل، ويزداد سوءًا مع حالات الحمل المتتالية ويمكن أن يستمر لسنوات.
من الممكن أن تصاب المرأة بتمزق في هذا المفصل، وعلى الرغم من ندرة حدوثه ولكن في حال حدوثه يرافقه ألم شديد وقوي.
عندما يكون الفصل أقل من سنتيمتر واحد، فإن العلاج يكون من خلال قيام الحامل بالراحة، كما يمكن أن يساعد وضع الثلج على مستوى ارتفاق العانة على التخفيف من الألم وذلك بسبب أن الثلج يساعد على تخدير المنطقة، ولكن في حال كان أكبر من سنتيمتر واحد فيجب عرض الحالة على الطبيب المختص وفي كثير من الأحيان يكون علاج هذه الحالة بالعمل الجراحي.
متلازمة النفق الرسغي:
تحدث الإصابة بهذه المتلازمة نتيجة الضغط على العصب المتوسط بمفصل الرسغ، مما يسبب ألم شديد، ويمتد هذا الألم وصولا للأصابع وبشكل خاص الإبهام.
ولعلاج هذه الحالة يتم استخدام الجبائر على ظهر اليد، لأنها تحافظ على الرسغ في وضع محايد وهناك راحة كبيرة للرسغ واليد، كما يوصى أيضًا باتباع نظام غذائي خالي من الملح، ولا يُنصح بالعلاج الجراحي بشكل عام أثناء الحمل، حتى لو كان مصحوبًا بأعراض شديدة، نظرًا لوجود نسبة عالية من الشفاء التلقائي بعد الولادة.
التهاب المفاصل:
وهو يشمل عدد من الأمراض ويتميز بألم وتيبس والتهاب في المفاصل وحولها، والأكثر شيوعًا هو التهاب المفاصل الروماتويدي، والذئبة، والألم العضلي الليفي، والنقرس.
في بعض الأحيان قد تشعر بعض النساء الحوامل بأن التهاب المفاصل لديهن يزداد سوءًا أثناء الحمل، وقد يعاني البعض الآخر من أعراض أقل حدة، لذا فإن السيطرة عليه وإدارته يعتمد على درجة تفاقم الأعراض.
طرق تجنب ألم المفاصل عند الحامل
بشكل عام، يمكن للمرأة الحامل التخفيف أو تجنب الإصابة بألم المفاصل خلال الحمل باتباع التوصيات التالية، والتي هي:
- ممارسة التمارين البسيطة ومنخفضة الشدة: تساعد التمارين البسيطة ومنخفضة الشدة على تحسين نطاق الحركة لدى الحامل، حيث يوصى الحوامل في حالة عدم وجود موانع بالمشي أو السباحة.
- العلاج بالحرارة والبرودة: يتم ذلك من خلال وضع كمادات دافئة وساخنة على المفاصل، وكمادات باردة وذلك بحسب الحالة وتوصيات الطبيب المختص والمشرف على الحالة.
- التدليك: حيث يساعد التدليك بشكل كبير في تحسين تصلب المفاصل ويمنحها الليونة.
- جلسات الوخز بالإبر: تساعد في تخفيف ألم المفاصل، حيث أثبتت العديد من الدراسات والأبحاث ان الوخز بالإبر من العلاجات الفعالة لعلاج ألم المفاصل والتي يمكن تطبيقها أثناء الحمل، وفي دراسة عملية تم أجراءها، تم تحليل استخدام الوخز بالإبر على مجموعة من السيدات الحوامل الذين يعانون من ألم أسفل الظهر، حيث تم ملاحظة انخفاض بنسبة 60 ٪ في الأعراض ودون الكشف عن الآثار الضارة لهذه التقنية.
- استخدام الجبائر: تساعد الجبائر على تخفيف من الآلام في حالة متلازمة النفق الرسغي.
- الأطعمة الغنية بالأوميغا 3: ادراج الأطعمة الغنية بالأوميغا 3 في نظامك الغذائي يساعد في التقليل من ألم المفاصل خلال فترة الحمل، حيث يمكن للحامل تناول الأسماك مثل السلمون والتونة أو يمكنك تناول المكملات الغذائية ولكن ذلك بعد استشارة الطبيب المختص.
- التخفيف من استخدام الملح: التقليل من تناول الملح في النظام الغذائي اليومي.
- استخدام الأحذية المناسبة: لا ينصح بارتداء الكعب العالي، لأنه يسبب الإصابة بألم المفاصل، ومن الأفضل استبداله بأحذية مريحة وعملية خلال فترات الحمل.
- الراحة: يجب على الحامل تجنب الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة، كما ينصح بالقيام بالتمارين التي تساعد على الاسترخاء.
- التعرض لأشعة الشمس: حيث أن التعرض بشكل كافي لأشعة الشمس خلال اليوم يمنح الجسم حاجته من فيتامين د والكالسيوم، وهذه كلها عناصر مهمة وضرورية لتقوية مفاصل الجسم والعظام.
- اتباع نظام غذائي صحي: حيث ينصح السيدة الحامل باتباع نظام غذائي صحي والتقليل من الأطعمة الغير صحية التي تسبب زيادة بالوزن، وبالتالي زيادة الحمل على المفاصل مما يسبب ألم المفاصل.
- الانتباه لوضعيات النوم: حيث يجب على الحامل خلال النوم تجنب النوم على جانب واحد، ومن الأفضل التبديل بين كلا جانبيها، وذلك لتجنب تحميل مفاصل محددة حمل الجسم.
- المحافظة على شرب السوائل: يجب على الحامل الالتزام بشرب كميات كبيرة من الماء خلال اليوم، أي ما يقارب 3 لتر وغيرها من السوائل للمحافظة على رطوبة الجسم والمفاصل.
اترك تقييم