التغلب على مشكلة الغيرة بين الأطفال

التغلب على مشكلة الغيرة بين الأطفال

تُعد الغيرة بين الأطفال أحد المُشكلات الشائعة، والتي تبرز في مراحل مُعينة ومُختلفة أبرزها قدوم طفل جديد للأسرة، وهي من المشاكل التي لا يكاد يخلو منها بيت، والتي تختلف في حدتها وتوابعها من طفلٍ لآخر باختلاف عدة عوامل، أهمها طريقة تعامل الوالدين مع المُشكلة، وهنا سنتناول مُشكلة الغيرة بين الأطفال من كافة زواياها، مبينين أسبابها ومظاهرها وطُرق علاجها والتعامل السليم معها.

أسباب الغيرة بين الأطفال

التغلب على مشكلة الغيرة بين الأطفال

هُناك عدة أسباب قد تؤدي إلي الغيرة بين الأطفال، بعضها واضح ومُباشر وبعضها غير مُباشر ولعل من أهم تلك الأسباب ما يلي:

الاهتمام الزائد بالطفل والارتباط الكبير بينه وبين الأم أو الأب أو كلاهما

حين يكون الطفل وحيدًا فقد يُبالغ الأبوين في الاهتمام به والعناية الزائدة ويرتبطان به بصورة مُبالغ فيها، فإذا قدم طفلٌ آخر أصبح من الصعوبة بمكان منح نفس الاهتمام والرعاية، فيعجز الطفل غالبًا عن استيعاب هذا التغير ويُسبب ذلك ازعاجًا كبيرًا له وغيرة كبيرة تجاه القادم الجديد.

الشعور بالحرمان والنقص

يحدث ذلك حين يكون أحد الأطفال لديه مشكلةٍ صحيةٍ معينةٍ أو يُعاني عجزًا ما، فهو يشعر دائما أن أخيه أكثر منه حظًا وأفضل منه حالًا، وتسيطر عليه مشاعر الغيرة.

قد يهمك أيضًا: الأطفال الرضع والتلفاز ومدى صحة تأثيره على ذكاء الطفل وتوحده

إهمال الطفل مع قدوم طفل جديد

التغلب على مشكلة الغيرة بين الأطفال

وهذا من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها الكثير من الأمهات دون قصد، حيث تتجه الأم بالكلية إلى العناية بالطفل الجديد وتهمل الطفل الأكبر، فيرسخ في نفسه وعقله أن الطفل الجديد قد احتل مكانه وأخذ نصيبه.

المقارنة بين الأطفال

المُقارنة بين الأطفال في قدراتهم وامكانياتهم أو حتى طاعتهم للوالدين وسلوكهم، أمرٌ خطير يُعزز مشاعر الغيرة والحقد بين الأطفال.

العقاب العنيف على الغيرة

أحيانًا يُعاقِب الأبوين الطفل حين يُبدي مشاعر الغيرة تجاه اخوته، فيزيدون بذلك شعور الغيرة ويؤصلونه دون أن يقصدوا.

أهم مظاهر وعلامات الغيرة بين الأطفال

التغلب على مشكلة الغيرة بين الأطفال

تتعدد مظاهر الغيرة عند الأطفال وتتعدد طرق تعبيرهم عنها، ولكن تظل هُناك مجموعة من المظاهر المشتركة بين مُعظم الأطفال والتي تدل على أن الطفل يُعاني حالة من الغيرة، هُنا سنتعرف على أشهر تلك المظاهر وأكثرها شيوعًا، وهي كما يلي:

  • الالتصاق والارتباط المُبالغ فيه بالأم.
  • العنف والتعرض للطفل الأصغر بالضرب أو العض أو غيره.
  • قضم الأظافر ومص الأصابع مظهر من مظاهر الغيرة.
  • التبول اللاإرادي وكذلك التبول الليلي غالبًا ما يكون له علاقة بمشاعر الغيرة التي يحملها الطفل بداخله.
  • لجوء الطفل إلى الصخب أو الصراخ أو البكاء المُستمر الغير مُبرر في محاولة للفت انتباه الآخرين إليه.
  • ادعاء المرض يعكس أحيانًا غيرة الطفل وسعيه لجذب مزيدٍ من الاهتمام به.
  • تقليد ومحاكاة الطفل الأصغر في حركاته أو كلماته.
  • قلة النوم وفقدان الشهية وانصراف الطفل بالكلية للتركيز مع الطفل الجديد.
  • ترك اللعب والعزوف عنه ومُراقبة الأم في حركاتها.
  • التمرد والعند الشديد.
  • الخوف من الأب والأم.
  • قد يعطي الطفل أخيه الصغير شيئًا غريبا ليبتلعه، أو يحاول أن يسقيه أو يطعمه بنفسه، أو يدفعه ليسقط من مكانٍ مُرتفع أو ما شابه ذلك.
  • سيطرة العنف والعدوانية على سلوك الطفل تجاه أقرانه وأحيانًا مع ألعابه أو مع الحيوانات الأليفة.
  • تكسير الأشياء وميل الطفل للتخريب.
  • تأخر القدرة على الكلام أو التلعثم.
  • الخجل الشديد وفقدان الثقة بالنفس.

قد يهمك أيضًا: مراحل تطور الطفل الطبيعي بعد الولادة من عمر اليوم إلى العامين

أفضل الطُرق للتعامل مع مُشكلة الغيرة عند الأطفال

التغلب على مشكلة الغيرة بين الأطفال

قبل أن نتعرف على الطُرق المُناسبة للتعامل مع مُشكلة الغيرة عند الأطفال، يجب أن نفهم أولًا أن الغيرة عامة شعورًا طبيعيًا، يُعاني منه الطفل أو حتى البالغ عند رؤية غيره متفوقًا عليه في ناحيةٍ ما أو استئثار هذا الغير بمكانته وحبه عند من يهمه، كذلك الطفل ينزعج من تميز غيره أو أخذ مكانته عند والديه.

وتظل هذه المشاعر طبيعية ومقبولة ما دامت لم تخرج عن النطاق المُحتمل والعادي، ولم تدخل في حيز المشاعر المرضية أو تؤدي إلى اضطرابات نفسية أو سلوكية.

كذلك يجب أن نعلم أن البيئة المحيطة بالطفل هي المسئولة عن توجيه تلك المشاعر وتحجيم الغيرة عند الأطفال، واستغلالها إيجابيًا أو تركها تتفاقم وتُسبب أثارًا مُدمرة على الطفل وعلى غيره فيما بعد.

قد يهمك أيضًا: الأكل الصحي للأطفال وجدول لأهم الفيتامينات المناسبة لصحتهم

ومن أفضل الطُرق التي يجب اتباعها مع مشكلة الغيرة عند الأطفال ما يلي:

التغلب على مشكلة الغيرة بين الأطفال

  • تفهم مشاعر الطفل والتعامل معها بالرفق مع الحب والاهتمام المُعتدلين.
  • تعليم الطفل الاستقلالية والاعتماد على النفس بما يسمح له بالتحرك بعيدًا عن الأم وعدم الالتصاق بها.
  • تأهيل الطفل نفسيًا لقدوم الطفل الآخر بالحديث الإيجابي عنه وعن المرحلة القادمة، واقناع الطفل أن الطفل القادم سيحبه ويؤنسه ويُشاركه اللعب والاستمتاع وأن هذه التفاصيل سوف تجعل واقعه القادم أفضل.
  • غرس وتعزيز قيم الرضا عن النفس والرضا بالرزق وعدم المُقارنة من خلال القصص أو الحديث المُباشر، والتزام تلك المبادئ في حياتنا اليومية.
  • استغلال مشاعر الغيرة الطبيعة في تعزيز روح المُنافسة والتطلع للأفضل دائمًا، والتحفيز لتحقيق المزيد من الإنجازات.
  • الاهتمام بالطفل وعدم اهماله عند قدوم طفلٍ جديد، وإشراك الطفل في تفاصيل الطفل الصغير بما يُشعره بالمسئولية تجاهه، ولكن باعتدال ودون مُبالغة، فليس من المنطقي أن نحمل الطفل فوق طاقته لنعالج مشاعر الغيرة عنده.
  • تعزيز قيم حب الآخرين والتعاون معهم، والتشجيع على الانخراط في اللعب الجماعي ومُشاركة الأخرين في ألعابه ووقته، لأن هذا الأمر يجعله مهيأ للتعامل مع وجود غيره من الأطفال.
  • اعطاء الطفل الجرعة الكافية من الحب وتعزيز ثقته بنفسه واقناعه أنه عضو محبوب ومُهم لكل أفراد سرته.
  • المُساواة في العطاء بكل أنواعه، في الأمور المادية وكذلك في النواحي المعنوية من التدليل والاهتمام وكلمات الحب والإعجاب وغيره.
  • الثناء على الطفل والتركيز على علاقته الإيجابية والتأكيد على حبه لأخيه.

وأخيرًا؛ يُمكن القول أن مُشكلة الغيرة ليس لها حلًا نهائيًا وليس لها علاجًا لحظيًا، فهي فطرة في الإنسان ولكن يُمكن بقليلٍ من الحب الوعي والاهتمام أن تظل تلك المشاعر في أضيق الحدود الطبيعية.

للمزيد: كيف تعلم طفلك تقدير قيمة المال دون أن يتعلم البخل

كيف أنهي تعلق طفلي بالتلفاز والأجهزة الذكية

كيف أُربي طفلي تربية إسلامية