إن عقم النساء قد قُتل بحثًا وتأصيلًا في الأسباب وطُرق العلاج، ولازال العقم عند الرجال يحتاج إلى مزيدٍ من الشرح والإيضاح، وجدير القول أن العقم عند النساء هو الذي يُمثل النسبة الأعلى، إلا أن هذا لا يُعد مبررًا لإغفال الحديث عن العقم عند الرجال، خاصةً وأنه يُمثل ما يُعادل 15% من حالات عدم القدرة على الإنجاب، ومن ثَم فإن له دورًا بآثاره النفسية والاجتماعية والمادية على العقيم وعلى الأسرة بأكملها.
تعريف العقم
تُشير كافة المراجع الطبية إلى أن التعريف العام للعقم هو عدم قدرة أحد طرفي العلاقة الجنسية على إنجاب طفلٍ بالرغم من تكرار ممارسة الجنس بطُرقه الصحيحة، وبدون عوازل كيميائية أو فيزيائية لمدة عامٍ كامل وما بعده، وفي العادة يرجع انعدام القدرة هذا إلى أسبابٍ مُتعددة ومُتنوعة، وبخاصة في العقم عند الرجال.
الجهاز التناسلي الذكري وإنتاج السائل المنوي
يبدأ التعرف على ماهية العقم عند الرجال بالتعرف على أساسيات الخصوبة الذكرية وآلية عمل الجهاز التناسلي، لأن الصحة الإنجابية للذكر هي عبارة عن تآزر كامل بين مُكونات الجهاز التناسلي ووظائفها وبين الهرمونات المسئولة التي ينتجها الجسم، ومن ثَم يُعتبر التشخيص الأدق للعقم عند الرجال هو الباحث في آلية عمل الجهاز التناسلي أولًا، وبالتبعية الباحث في اختلالات عمله المرضية والصحية والتكوينية.
الخصيتان
أولى مكونات الجهاز التناسلي الذكري هما الخصيتين البالغ طول الواحدة منهما ما يتراوح بين 4 إلى 5 سم، والمستقرتين في كيس “الصفن” لانخفاض درجة حرارته عن درجة حرارة الجسم.
وتحتوي كل واحدة منهما على حوالي 250 حُجيرة، وتحتوي كل حُجيرة منها على أنابيبٍ تُعرف باسم “الأنابيب المنوية”، وهي ملفوفة وطويلة، وهي المسئولة عن إنتاج السائل المنوي، ويضم الجدار الداخلي لهذه الأنابيب نوعين من الخلايا هما الخلايا الجرثومية وخلايا السرتولي، وحال البلوغ تبدأ الأنابيب في العمل بإنتاج أعدادٍ كبيرة جدًا من الحيوانات المنوية.
قناة البربخ
الأنابيب المنوية في كل خصية تتجمع في النهاية داخل قناة البربخ، وهي قناة طولها حوالي خمسة أمتار، إلا أن كثرة التفافها حول نفسها يجعلها تُشبه الكتلة بجانب الخصية.
الوعاء الناقل (قناة المنيّ)
من نهاية قناة البربخ تمتد قناة أخرى إلى خارج كيس الصفن حتى تصل إلى المثانة البولية، لتدور حولها وتمر من تحتها، ومن ثَم تفتح لنفسها منفذًا في مجرى البول يُسمى الإحليل.
الحوصلة المنوية
على طرف قناة المني توجد حوصلتين منويتين، ودورهما حجز كمية من السائل المنوي قبل صبه في مجرى البول، كما أنهما تقومان بإفراز كمية من السُكريات كمصدر للطاقة للحيوان المنوي.
الغدد
حيث تتواجد غدة البروستات وغدتيّ كوبر في نقطة التقاء مجرى البول والوعاء الناقل، وبالتالي فإن إفرازاتهم تصب في مجرى البول مُباشرةً.
الهرمونات
وهي العامل الأساسي في عمل الجهاز التناسلي الذكري رغم بُعد مصدرها عنه، حيث تقوم الغدة النخامية بالدماغ بإفراز نوعين من الهرمونات لإنتاج السائل المنوي، وهما الهرمون المُحفز لنضج الأنابيب وتكوين الحيوانات، والثاني هو الهرمون المحفز لإنتاج الخلايا البينية بالخصية، وهي الخلايا المسئولة عن إفراز هرمون الذكورة (التستوستيرون).
الخلو من العقم عند الرجال نتاج تكاتف كل المكونات المذكورة آنفًا وتأدية كلٌ منها وظيفته لإنتاج نطفة من خلية أولية قادرة على استكمال دورة البلوغ، وقد أثبتت الدراسات إلى أن إنتاج الحيوان المنوي الواحد البالغ يحتاج إلى 74 يومًا كاملة.
وتجدر الإشارة إلى أن عدد الحيوانات المنوية التي يقذفها الرجل داخل مهبل الأنثى كل مرة يتراوح بين 100 إلى 300 مليون، في حين أن العدد القادر على إكمال دورة تلقيح بويضات الأنثى بالبقاء حيًا لأربعة أيامٍ وعبور الغشاء المخاطي إلى داخل قنوات فالوب لن يتجاوز الـ 15% فقط من كل هذه الكمية المقذوفة.
ومن الوصف السابق لآلية إنتاج الحيوانات المنوية يتضح لنا أن خصوبة الذكر عملية مُعقدة جدًا، كما يتضح لنا أن العقم عند الرجال ينجم بالأساس عن انخفاض العدد المُنْتَج من الحيوانات المنوية، أو عن انخفاض وخلل في جودة ووظيفة الحيوانات المنوية، أو عن وجود انسداداتٍ مُعينة تُعيق طريق الحيوانات المنوية إلى مستقرها الأخير.
وأيًا كان شكل العقم عند الرجال فإن كل الأشكال لها العديد والعديد من الأسباب والعوامل، وكذا الحال مع البرامج العلاجية.
قد يهمك أيضًا: علاج العقم للنساء بالأدوية والعمليات الجراحية
أعراض العقم عند الرجال
عادةً لا تتوافر للعقم أي أعراض ظاهرة سوى عدم القدرة على الإنجاب بالرغم من ممارسة الجنس بالشكل الصحيح ولفترة زمنية طويلة، غير أن بعض حالات العقم عند الرجال قد تظهر عليها مجموعة العوارض المرضية التي تثير الشبهات والشكوك حول المُشكلة الكامنة، مثل: العيوب الوراثية أو خلل الهرمونات أو اتساع الأوردة الدموية، وتُعد من أبرز الأعراض الوارد ملاحظتها ما يلي:
- صعوبات في الأداء الجنسي يتمثل في ضعف أو صعوبة الانتصاب، قذف كميات قليلة جدًا من السائل المنوي، فقدان الرغبة الجنسية.
- الشعور بآلامٍ في منطقة الخصية.
- وجود ورم أو كتلة بمنطقة الخصيتين.
- الإصابة المُتكررة بالتهابات الجهاز التنفسي.
- الفقدان الكامل لحاسة الشم.
- التثدي، أي نمو الثديين عند الذكر بصورةٍ غير طبيعية وأقرب لثدي المرأة.
- ملمس الوجه أو الجسم الناعم والخالي من الشعر (الأمرد) بما يُشير إلى وجود خللٍ في الكروموسومات والهرمونات.
- إظهار الفحص الطبي قلة عدد الحيوانات المنوية عن المُعدلات الطبيعية المُتمثلة في 39 مليون حيوانٍ منوي مع كل عملية قذف على الأقل.
قد يهمك أيضًا: العقم والضغط النفسي .. هل من علاقة؟
أسباب العقم عند الرجال
ذكرنا سابقًا أن الخصوبة الذكرية من أكثر العمليات الجسدية الحيوية تعقيدًا، وتبعًا لهذا التعقيد فإن الأسباب المؤدية إلى العقم عند الرجال تتصف هي الأخرى بالتعقيد إضافةً إلى التنوع والكثرة، ومن أهم الأسباب والعوامل المؤثرة على عمل الجهاز التناسلي الذكري والمُتسببة في العقم عند الرجال ما يلي:
الأسباب المرضية والطبية
الأسباب المرضية والطبية تتمثل في:
القيلة الدوالية
هي تورم الأوردة التي تُفرغ الخصية، وهي حالة مرضية تُعرف باسم “القيلة الدوالية” أو “دوالي الخصية”، وتُعد من أكثر الأسباب شيوعًا بين الرجال، نظرًا لتأثيرها على درجة حرارة الخصيتين بما يؤدي إلى انخفاض جودة الحيوانات المنوية.
العدوى الالتهابية
الإصابة ببعض أنواع من العدوى الالتهابية يُحدث أثره على إنتاج الحيوانات المنوية من ناحية، وعلى صحتها ونضجها من ناحيةٍ أخرى، خصوصًا أنواع التهابات قنوات الجهاز التناسلي والخصيتين مما يُعيق حركة الحيوانات المنوية للخروج، وأشهر أنواع العدوى في هذا الصدد التي تُنقل جنسيًا مثل السيلان أو الإيدز… إلخ، لأنها قد تؤدي إلى تلف الخصيتين بالكامل.
رجوع القذف
حيث يُصاب بعض الذكور باتجاه المني إلى المثانة بدلًا من اتجاهه إلى رأس القضيب للخروج، وقد تنتج هذه الحالة عن الإصابة بالسكري أو بمرضٍ في العمود الفقري، أو كنتيجة لتناول أصنافٍ مُعينة من الأدوية أو لإجراء جراحة بالمثانة أو بالبروستاتا أو بمجرى البول.
الأجسام المُضادة بجهاز المناعة
تخليق الجهاز المناعي أجسام مُضادة تُهاجم بالخطأ الحيوانات المنوية على اعتبار أنها أجسام غريبة بالجسم.
الأورام
الإصابة بالأورام الحميدة أو السرطانية بالأعضاء التناسلية، وكذلك فإن العلاجات الجراحية والإشعاعية والكيميائية لهذه الأورام قد ينتج عنها العقم عند الرجال .
الخصيتان المعلقتان
ففي أثناء نمو الجنين قد تفشل الخصيتان أو احداهما في النزول جانب الكُلى إلى كيس الصفن، وهو ما يؤدي إلى انخفاض الخصوبة.
اختلال الهرمونات
يؤدي إلى انخفاض إفراز هرمون الذكورة التستوستيرون، وهي الحالة التي تُعرف باسم قصور الغدد التناسلية.
عيوب الجهاز التناسلي
الإصابة بعيوب في أي جزء أو مرحلة من أجزاء أنابيب وقنوات الجهاز التناسلي الذكري، ومما يؤدي إلى العقم عند الرجال أيضًا انسداد تلك الأنابيب لأي سببٍ من الأسباب مثل العمليات الجراحية أو العدوى أو العيوب الخلقية وعدم النمو أو التليف الكيسي.
العيب الخلقي في الكروموسومات
حيث إن بعض حالات العقم عند الرجال يكون سببها المُعاناة من الاضطرابات الوراثية المعروفة باسم مُتلازمة كلينفلتر، والتي فيها يولد الذكر باثنين من الكروموسومات X وY كحالة شاذة بدلًا من الولادة بكروموسوم واحد طبيعي X أو Y، وهو ما يؤدي حتمًا إلى نمو غير طبيعي بالأعضاء التناسلية الذكورية.
أمراض الجماع
والتي تتمثل في صعوبة الانتصاب الكامل، أو صعوبة الحفاظ على الانتصاب للفترة الزمنية الكافية (ضعف الانتصاب)، أو سرعة القذف، فقدان الرغبة في الجماع بسبب الشعور بآلام شديدة أثناءه.
تشوهات القضيب
التشوهات التشريحية للقضيب مثل وجود فتحة البول تحت القضيب.
الإعاقة النفسية
الإصابة بإعاقات نفسية تُنفر من ممارسة الجنس.
الاضطرابات الهضمية
الاضطرابات الهضمية المتسببة في الحساسية قد تسبب العقم عند الرجال، وأشهرها حساسية الجلوتين.
تناول أدوية بعينها
تناول أصنافًا مُعينة من الأدوية العلاجية، وأبرزها بدائل التستوستيرون وأدوية السرطان ومضادات الفطريات ومضادات التقرحات.
العمليات الجراحية
الخضوع لعمليات جراحية تؤثر على مُعدلات الخصوبة وتدفق السائل المنوي، مثل قطع القناة الدافقة وجراحة الفتق الأربي وجراحات الخصيتين وكيس الصفن وجراحات البروستاتا والمُستقيم.
قد يهمك أيضًا: 12 نصيحة مفيدة لحدوث الإنجاب
العوامل البيئية
العوامل البيئية تتمثل في:
- التعرض الكثيف للمواد الكيميائية والمواد الصناعية السامة، ومنها المُبيدات الحشرية والمذيبات العضوية ومواد الطلاء.
- التعرض الكثيف ولفترات زمنية طويلة للمعادن الثقيلة مثل الرصاص والفسفور المشع.
- التعرض الكبير للإشعاعات ومنها الأشعة السينية.
- التعرض لدرجات حرارة مُرتفعة جدًا من شأنها رفع درجة حرارة الخصيتين.
العادات الحياتية والغذائية
العادات الحياتية والغذائية تتمثل في:
- اعتياد الجلوس لفتراتٍ زمنية طويلة.
- اعتياد ارتداء الملابس الضيقة.
- تعاطي المخدرات.
- تناول مُنشطات تحفيز نمو العضلات.
- إدمان الكحوليات.
- تدخين مُنتجات التبغ.
- الضغط العصبي والنفسي الشديد.
- الإكثار من تناول الأطعمة الضارة الغنية بالدهون والسكريات وصولًا إلى الإصابة بالسمنة والسمنة المُفرطة.
مُضاعفات العقم الذكري
قد لا يكون للعقم عند الرجال مُضاعفاتٍ صحية بالمعنى الشائع للكلمة مع الأمراض الأخرى، غير أن العقم عند الرجال له تبعاتٍ نفسية واجتماعية ومادية ليس على المريض فقط بل وعلى زوجته وعائلته أيضًا.
قد يهمك أيضًا: أسباب مشكلة تأخر الحمل وطرق العلاج للزوجين
وقاية الذكور من العقم
مع أسباب مُعينة مؤدية إلى العقم عند الرجال من تلك المذكورة آنفًا قد لا يُمكن تفاديها أبدًا لعدم وجود يدٍ للإنسان فيها، في حين توجد أسبابٍ أخرى يُمكن تجنبها، وبالتالي الوقاية من العقم.
ومنها: الإقلاع والامتناع عن التدخين والمخدرات والكحوليات وتناول العقاقير الضارة، إلى جانب الحفاظ على وزن الجسم والحذر من ارتداء الملابس الضيقة التي قد ترفع درجة حرارة الخصيتين، بالإضافة إلى تجنب عوامل الضغط النفسي والعصبي وتجنب العوامل البيئية الضارة بالصحة العامة ومنها العقم.
تشخيص العقم عند الرجال
فحص وتشخيص العقم عند الرجال لا يُعني أن شريكة الحياة بعيدة عن اجراءات الفحص، بل سيلزم طرفي العلاقة الجنسية زيارة الطبيب وإتمام الفحوصات المُقررة بالكامل، بالنسبة لتشخيص العقم عند الرجال فيتم عبر مساراتٍ طبية معروفة منها:
- الفحص السريري ومُناقشة المريض للتعرف على التاريخ المرضي له ولعائلته، والتعرف على تأثير الوراثة على العائلة وإصابات الأمراض المُزمنة والجراحات السابقة والعادات الجنسية مُنذ البلوغ.
- الفحص البدني الكامل، وفحص الأعضاء التناسلية للكشف عن أية تشوهاتٍ بها.
- الفحص المعملي للسائل المنوي لتحديد عدد الحيوانات المنوية فيه، وكذلك لتحديد أي تشوهاتٍ في هذه الحيوانات المنوية وحركتها.
- فحص كيس الصفن بالأشعة فوق الصوتية، للكشف عن وجود دوالي أو أي مُشكلاتٍ صحية أخرى بالخصيتين.
- فحص هرمونات الغدة النخامية والوطاء والخصيتان، وخصوصًا الهرمونات المسئولة عن النمو الجنسي وإنتاج الحيوانات المنوية، وأيضًا فحص مستوى هرمون التستوستيرون (هرمون الذكورة) بالدم.
- فحص البول بعد القذف لبيان الإصابة بالقذف المُرتجع من عدمه.
- الفحوصات الجينية إذا ما شك الطبيب في وجود سبب وراثي وراء العقم.
- أخذ خزعة من الخصية إذا ما كانت نتائج كل الفحوصات السابقة إيجابية وجيدة، حيث إن ذلك يُعد مؤشرًا على احتمالية وجود انسداد يعيق انتقال الحيوانات المنوية.
قد يهمك أيضًا: العلاجات والمكملات الطبيعية التي تساعد في علاج العقم لدى المرأة والرجل
علاج العقم الذكوري
يتمثل علاج العقم عند الرجال في:
العلاجات الطبية
تعدد وتنوع أسباب العقم عند الرجال – كما اتضح لنا – يتبعه بلا شك تعدد وتنوع البرامج العلاجية الطبية، حيث إن تخطيط البرنامج الناجع سيتوقف لا محالة على التحديد الدقيق لسبب العقم، وبالتالي فإن التدخل الطبي لعلاج العقم عند الرجال يشمل:
- الإجراءات الجراحية.
- العلاجات الدوائية بالمضادات الحيوية ومُنشطات الخصوبة وأدوية تحسين الانتصاب وتأخير القذف.
- الأدوية الهرمونية لضبط مُستويات الهرمونات الأساسية في الخصوبة والذكورة بالجسم.
- التقنيات الإنجابية الخارجية المُتمثلة في التلقيح الصناعي والحقن المجهري والتي تعتمد على القذف بطريقة طبيعية ثم تحسين جودة الحيوانات المنوية معمليًا، ثم استخدامها في تلقيح البويضات الأنثوية داخل الجسم أو في المعمل ثم زرع الأجنة المتكونة.
العلاجات الإجرائية
جدير القول أن علاج العقم عند الرجال لا يُكتفى فيه بالبرامج الدوائية والطبية، بل يدعم تلك البرامج ممارسات إجرائية منزلية ونفسية لتعزيز فرص إنتاج حيواناتٍ منوية فائقة الجودة وقادرة على التخصيب، ومن العلاجات الإجرائية المنزلية:
- تكرار الاتصال الجنسي مع الزوجة بما لا يقل عن أربع مرات أسبوعيًا مع تحري مواقيت التبويض، حيث تزداد فرص الحمل والإنجاب بشكلٍ كبير في مُنتصف الفترة الزمنية فيما بين كل دورتين شهريتين.
- الابتعاد عن استعمال الجل والكريمات الموضعية التي تسهل من الحركة أثناء الجماع؛ لأن مثل هذه المواد تُعيق حركة الحيوانات المنوية من المهبل إلى عنق الرحم، ومن الأولى سؤال الطبيب عن المُستحضرات الأقل إعاقة.
العلاجات الغذائية
بالرغم من أن الأدلة العلمية الدامغة على دور الأغذية في علاج العقم عند الرجال ليست متوفرة بالقوة الكافية، إلا أنه من المُمكن الاستفادة – نوعًا ما – من بعض الأغذية الغنية بالعناصر الأساسية في تحسين الصحة العامة للجسم، وبالتالي زيادة الخصوبة.
ولسنا في حاجة إلى التأكيد على أن الطب البديل والعلاجات الطبيعية يختلف أثرها من شخصٍ إلى آخر، كما أنه لا دور لها مع أسباب العقم المرضية التي تحتاج إلى علاجٍ طبي أو جراحي حقيقي.
التركيز على تناول الأطعمة الغنية بالعناصر الضرورية للخصوبة – كما يُمكن تناولها عبر المُكملات الغذائية بعد الرجوع للطبيب.
مثل: حمض ألفا ليبويك، الأنتوسيانات، إل أرجينين، الأستازانتين، البيتا كاروتين، البيوتين، إل أسيتيل كارنيتين، إل كارنيتين، الكوبالامين، إنزيم Q10، إيثيل سيستين، حمض الفوليك، الجلوتاثيون، الإينوسيتول، الليكوبين، الماغنيسيوم، الأسيتيل سيستين، البنتوكسيفيلين، مثبطات فوسفو ثنائي إستريز 5، الأحماض الدهنية الغير المشبعة، السيلينيوم، فيتامينات A – C – D – E، الزنك.
العلاجات النفسية
سبق وأشرنا إلى أن العقم عند الرجال له أثره النفسي الجم على المريض خصوصًا في مجتمعاتنا الشرقية، ومن ثَم فإن العقم عند الرجال يحتاج فعليًا وبشكلٍ حقيقي إلى علاج ودعم نفسي كبير لتخطي آثاره وتحقيق نتائج في الإنجاب، لأن التحسن الصحي والوظيفي في أسباب العقم قد يمحوه الضجر النفسي والاضطراب العصبي كأن شيئًا لم يحدث ولا تحسنًا حصل.
ومن ثَم يحتاج الرجل إلى كل الدعم النفسي والعاطفي من المحيطين به، وقد يحتاج إلى برنامج علاجي نفسي على أيدي مُتخصصين، فضلًا عن دور الزوجة في رفع معنوياته ودعمه لتحسين الحالة النفسية لكليهما.
وأخيرًا، بعد أن وضعنا بين يديك عزيزي القارئ كل المعلومات التفصيلية الخاصة بالعقم عند الرجال من أسباب وأعراض وطُرق علاج، نتمنى أن تعم الفائدة وأن يمن الله على الجميع بالذرية الصالحة.
للمزيد: كيف يحدث الحمل والعوامل التي تؤثر على الخصوبة