لعوامل شتى؛ يُولد بعض الأطفال بحالة إكلينيكية من زيادة الكهرباء بالمخ علمًا بأن هذه الحالة – على وجه الخصوص – من المُمكن أن تُكتسب بنفس القدر من كونها وراثية مُنذ الولادة.
لغرابة الحالة، ولقلة الوعي الصحي حولها؛ اخترنا الحديث في هذا الموضوع توعيةً لأولياء الأمور في كيفية التعامل مع أطفالهم المُصابين بها.
سر زيادة الكهرباء بالمخ عند الرضع
الأطفال ذوي الأجسام الحساسة هم الأكثر عُرضة مقارنةً بغيرهم للإصابة بالأمراض الوراثية التي تظهر عليهم إبان الولادة، وهم الأكثر تفاعلًا مع الأمراض المُكتسبة الناشئة عن ظروفٍ خاصة أثناء الولادة أو بعدها، وفي القلب من هذه الأمراض كل ما قد يُصيب ويؤثر على الوظائف الحيوية للجهاز العصبي، والتي يتبعها بالضرورة التأثير على أداء وكفاءة الدماغ، لذلك نجد أن من أبرز ما قد يُعاني منه الرضع – والأطفال في العموم – زيادة الكهرباء بالمخ.
وحقيقةً السر الكامن وراء ولادة طفل بهذا الشكل ما زال مجهولًا، أو يُمكننا القول أن ما يتردد حوله وما تتطرق إليه الأبحاث الطبية المُعتبرة لا يعدو كونه اجتهادات وفرضيات وتحديد أعراض وأسباب تُعزز فرص الحدوث وتزيد من خطر بعض العوامل التي لربما هي السبب في زيادة الكهرباء بالمخ عند الرضيع.
حتى مع البالغين لم تضع العلوم والتقنيات الطبية الحديثة بكل ما أوتيت من تطور وازدهار يدها على ماهية زيادة الكهرباء بالمخ ولا على مُحفزات تلك الزيادة.
تجدر الإشارة إلى أن زيادة الكهرباء بالمخ عند الرضع ناتجة عن وجود خللٍ في عمل النواقل العصبية المسئولة عن تكوين النبضات الكهربائية بالدماغ، وتبعًا لهذا الخلل لا تخرج هذه النبضات بصورة طبيعية، ولكن يشوبها اضطراب في التنظيم بالزيادة أو بالنقص، ومن ثَم تنفرز الشحنات الكهربائية بصورة شاذة عن المُتعارف عليه، ويُطلق البعض على هذه الحالة مُصطلح الصرع.
قد يهمك أيضًا: ما مدى خطورة ترجيع الحليب من الأنف أو اختناق الطفل؟
أسباب زياد الكهرباء بالمخ
ذكرنا في التقدمة أن ما قيل في أسباب زيادة الكهرباء بالمخ عند الرضع هو فرضيات، وتكمن المُشكلة هُنا في أن الجهل بالسبب المُباشر يُصعِّب من العلاج، بمعنى أن صيغ العلاج المُتعارف عليها مع مثل هذه الحالات ما هي إلا صيغ للتعايش والتكيف، والأمر كله منوط بما ستكشفه فحوصات تخطيط الدماغ والأعصاب.
ومن بين أبرز الأسباب المتعارف عليها ما يلي:
- عوامل وراثية تُسببت في انتقال الجين المسئول عن الإصابة من الأب أو من الأم إلى الجنين.
- وقع خطبٍ ما للجنين أثناء الولادة، مثل نقص حاد في الأكسجين، أو انخفاض في مُعدلات السكر بالدم عنده، وتبعًا لمثل تلك الظروف تتلف بعض الأنسجة في الدماغ وتُصاب بالضمور مكونةً ما يُعرف في العلوم الطبية بـ “البؤر الصرعية” التي تتسبب لاحقًا في زيادة الكهرباء بالمخ عند الرضيع.
- العلاج بأصنافٍ معينة من الأدوية تتسبب في خللٍ وظيفي بخلايا وأنسجة الدماغ.
- تعرض الأطفال لموجات إشعاعية قوية، أو لضغوطٍ نفسية شديدة.
الأعراض التي تظهر على الطفل
أهم ما يظهر على الرضيع من أعراض حال إصابته بزيادة الكهرباء بالمخ ما يلي:
- دخول الطفل في نوباتٍ من التشنج، وهو العَرَض الرئيسي، وعادةً ما تستمر النوبة خمس دقائق مُتصلة كحد أقصى.
- قد يصاحب التشنجات عض اللسان وكزّ الأسنان.
- من المُحتمل دخول الطفل في غيبوبة وفقدان الوعي.
- إصابة الجسم برعشة قد تستمر لثوانٍ.
- بعيدًا عن وقت حدوث نوبات التشنج قد يُعاني الطفل من مُتلازمة فرط الحركة والنشاط.
- اختلال القدرة على المشي والحركة.
- تأخر النطق أو الإصابة بالتأتأة وتقطّع الكلام.
- الإصابة بالتبول اللاإرادي.
- زيادة إفراز اللعاب.
- تقلص شديد في حجم أعضاء الجسم.
- انحراف البصر أو الصوت.
- علو وحدِّية صوت ونبرة البكاء.
- ارتفاع أو انخفاض درجة حرارة الجسم.
- الإصابة بالصداع الشديد، آلام مبرحة في الأعصاب.
- رفض الرضاعة.
- تصلب وتقوس الظهر.
قد يهمك أيضًا: تعرفي على سبب ارتفاع درجة حرارة الطفل مع برودة الأطراف
علاج زيادة الكهرباء بالمخ لدى الرضع
البرنامج العلاجي المتبع في حالة زيادة الكهرباء بالمخ لدى مرضى الصرع يشتمل على:
- وصف أصنافٍ مُعينة من الأدوية بجرعاتٍ تُحدد بحسب شدة المرض.
- التركيز على تغذية الطفل وفق نظام غذائي مُتوازن وصحي وبأطعمة تُناسب وضعه الصحي.
- التركيز على حصول الطفل على القدر الكافي والجيد من النوم العميق.
- تدريب الطفل على أخذ وضعية السجود فور الدخول في نوبة التشنج؛ لدورها الكبير في تفريغ شحنات الكهرباء الزائدة بالمخ.
قد يُلاحظ من خطة علاج زيادة الكهرباء بالمخ عند الرضع والأطفال من أنها ليست علاجًا نهائيًا شافيًا، ولكن الإلتزام بها يزيد من فرص التحسن ويُباعد بين حدوث النوبات بشكلٍ كبير.
للمزيد: مراحل تطور الطفل الطبيعي بعد الولادة من عمر اليوم إلى العامين