ما أسباب عملية استئصال الرحم وما مخاطرها؟

ما هي مخاطر عملية استئصال الرحم وما هي أسبابها؟

عملية استئصال الرحم هي عبارة عن عملية تخضع لها السيدة لإزالة الرحم لأسباب مرضية أو غير مرضية، وهناك نوعان من استئصال الرحم: إما استئصال الرحم بالكامل، أو استئصال جزء منه مثل إزالة العنق فقط، ولقد زادت أعداد عمليات إزالة الرحم في الفترة الأخيرة بشكل كبير، ففي سنة 2006 في الولايات المتحدة الأمريكية تم إجراء حوالي (600 ألف) عملية من هذه العمليات، وقد أدت هذه الأعداد الضخمة إلى البحث لمعرفة الأسباب التي تؤدي إلى إجراء هذه العملية وبشكل متزايد، لذلك سنقوم بإلقاء الضوء على هذه الظاهرة لمعرفة أسبابها وكيفية إجرائها بالإضافة إلى الآثار الجانبية التي تنتج عنها.

ما هي الوظائف التي يؤديها رحم المرأة؟

ما هي مخاطر عملية استئصال الرحم وما هي أسبابها؟

  • يستقبل البويضة المُلقحة لتستقر به ويتكون الجنين بداخله حتى يخرج إلى الحياة.
  • تتكون الدورة الشهرية بداخله.

لهذا السبب فإنه عند استئصال الرحم فإن المرأة تتوقف عن الدورة الشهرية، بالإضافة إلى أنها لن تتمكن من الحمل مطلقًا حتى بالوسائل المساعدة كالتلقيح الصناعي أو أطفال الأنابيب.

أسباب إجراء عملية استئصال الرحم

  • سرطان الرحم: من أهم الأسباب التي تجعل السيدة تقوم بإجراء هذه العملية هو مرض السرطان الذي يصيبها في منطقة الرحم بالكامل أو في جزء منها مثل: منطقة عنق الرحم، وأيضًا في حالة حدوث سرطان المبايض فينتج عنه استئصال الرحم.
  • حدوث نزيف في الرحم: يوجد بعض النساء اللاتي يعانين من آلام شديدة في منطقة الرحم وفي الغالب تكون بسبب حدوث التهابات في المبايض أو في منطقة الرحم تؤدي إلى حدوث نزيف، وهذا الأمر يكون عائق أمامه الأطباء؛ لذلك يلجؤون إلى إجراء عملية استئصال الرحم، أما بالنسبة للنزيف الداخلي فإن العلم تطور كثيرًا وأصبح هناك العديد من الحلول التي يمكن القيام بها حتى تتم عملية استئصال الرحم مثل: عمليات الليزر، أو استخدام المنظار لمعالجة النزيف، ولكن إذا لم يكن هناك فائدة ولم تنجح هذه الطرق في توقف النزيف فإنه لا بد من اللجوء إلى هذه العملية.
  • هبوط الرحم خارج الحوض: في بعض الأحيان يحدث سقوط لجدار الرحم وهذا يعتبر من الأسباب التي ينتج عنها إجراء هذه العملية.
  • وجود ألياف في الرحم: ويعتبر هذا الأمر من أكثر الأمور التي يكون لها دور كبير في إجراء عملية استئصال الرحم؛ حيث تصل نسبتهم إلى 30% من الحالات.
  • وجود ألم شديد ومزمن في الحوض: هذا الأمر الذي لا يجعل لدى المرأة أي قدرة على القيام بواجباتها المنزلية أو بالتركيز بأي أعمال أخرى فيكون اللجوء إلى عملية استئصال الرحم هو الحل الأمثل.
  • حدوث نزيف بعد الولادة: إن النزيف من الأعراض الجانبية التي تُصاحب المرأة بعد الولادة سواء كانت طبيعية أو قيصرية؛ مما يؤدي في بعض الحالات إلى اللجوء إلى إجراء عملية استئصال الرحم في حالة أصبح هذا النزيف مزمن.

فيديو لاستئصال الرحم والمبيضين لسيدة عمرها 55 سنة بسبب وجود ورم ليفي حجمه 9 كجم الجزء الأول د/ أحمد الطنطاوي.

أنواع عمليات استئصال الرحم

  • يتم إجراء العملية من خلال فتحة المهبل، فتُجرى هذه العملية دون الحاجة إلى فتح بطن السيدة، وهذا الأمر لا يوجد له أي آثار ناتجة عن العملية، وهذا ما يعرف “بالاستئصال الجذري للرحم”، وفيه يتم إزالة الرحم بالكامل.
  • الاستئصال الكامل للرحم: وهذا النوع من العملية الأكثر انتشارًا، ويتم إجرائه من قِبل الأطباء بشكل كبير عن الأنواع الأخرى، ويتم عن طريق البطن ومن خلال فتحة في أسفل البطن، وفيه يتم إزالة الرحم بالكامل.
  • استخدام المنظار: وهذا يتم طريق فتح فتحة صغيرة يجريها الطبيب في البطن، ثم يقوم بإدخال المنظار من خلال هذه الفتحة؛ وذلك حتى يتمكن من متابعة الرحم خلال إزالته من منطقة المهبل، والتأكد من أن إزالة الرحم لن تؤثر أي تأثير سلبي على الأجزاء المجاورة له، وفي هذه الحالة يتم إزالة الرحم فقط، ولا يُزال العُنق.

عملية استئصال رحم لسيدة من الحراك نتيجة أورام ليفية نازفة.

الآثار الجانبية الناتجة عن عملية استئصال الرحم

من المؤكد أن بعد إجراء أي عملية جراحية يكون لها أعراض جانبية في بعض الحالات، وهذه الأعراض تظهر بعد انتهاء العملية، وبالنسبة لعملية استئصال الرحم فيما يلي سوف نوضح الآثار الجانبية الناتجة عنها:

  • الدخول في غيبوبة وضيق في التنفس؛ وذلك نتيجة مواد التخدير إذا كان لدى المريضة حساسية نتيجة استخدام المخدر.
  • في حالة عدم التعقيم الجيد للأدوات التي يستخدمها الطبيب، وعدم ارتداء القفاز أثناء إجراء العملية فإن هذا ينتج عنه تلوث في جرح المريضة وهذا الأمر يؤدي إلى العديد من الأضرار والمضاعفات.
  • وأيضًا من المخاطر التي قد تتعرض لها المريضة أثناء العملية هي حدوث توقف في أمعائها ولكن هذا يحدث بشكل مؤقت.
  • بعد العملية يجب على المريضة أن تستريح فترة معينة في السرير ولا تتحرك منه مطلقًا إلا بأشراف الطبيب؛ فهذا الأمر قد ينتج عنه حدوث جلطات في الساق ولكن بشكل مؤقت.
  • يُمكن أن يحدث للمريضة نزيف خلال إجراء العملية أو بعد الانتهاء منها.
  • عدم الرغبة في إجراء العلاقة الحميمة بعد إجراء عملية استئصال الرحم، وإذا قامت بالجماع فقد يحدث لها ألم شديد في البطن أثناء العلاقة أو بعد الانتهاء منها.
  • إصابة للأعضاء الموجودة بجانب الرحم أثناء إجراء العملية مثل: حدوث فشل في الكلى، ولكن هذه الحالة تحدث بشكل ضعيف جدًا لا يزيد عن 3% عادةً في حالة إخراج الرحم من ناحية المهبل، وقد يؤدي هذا إلى حدوث ضرر في الحالب وهذا بسبب تواجده تحت الرحم، ولكن يتم معالجة بإتباع إرشادات الطبيب.

قد يهمك أيضًا: ملف شامل عن عملية ربط عنق الرحم

مميزات الاستئصال الجزئي للرحم

  • الوقت الذي تُجرى فيه العملية أقل بكثير من الوقت المستغرق في عمليه الاستئصال الكامل.
  • تستطيع السيدة أن تستمتع بحياة جنسية أكثر، ويبقى الحوض سليم.
  • لا ينتج عنه حدوث هبوط بالرحم.

الحياة الجنسية بعد عملية استئصال الرحم

إن الغالبية العظمى من السيدات اللواتي يتعرضن لإجراء هذه العملية لا تتأثر تمامًا على الرغبة الجنسية لديهن بل على العكس فإنها في بعض الأحيان تزيد، وهذا لأن هؤلاء السيدات قبل إجراء هذه العملية كانوا يتألمون بسبب آلام الرحم سواء كان سببها نزيف أو غيره، ويمكن للسيدات أن يقمن بالعلاقة الحميمة ولكن هذا يحدث بعد مرور شهر ونصف إلى شهرين من إجراء العملية وتختلف المدة على حسب الطريقة التي أجريت بها العملية، وعلى حسب قدرة السيدة على التحمُل.

أما بالنسبة للمرضى اللواتي يتعرضن لنزيف شديد في أيام الدورة الشهرية فإنه يتم إجراء عملية لهن حتى يتم التخلص من الغشاء الذي يُبطن الرحم، فهو الذي يسبب في هذا النزيف بدلًا من إجراء عملية استئصال الرحم.

ما الذي يحدث بعد عملية استئصال الرحم؟

بعد الانتهاء من هذه العملية فإنه يجب على الطبيب أن يصف للمريضة بعض الأدوية كنوع من المُسكنات لتخفيف الآلام التي يمكن أن تتعرض لها بعد إجراء العملية.

ولا يُسمح للمريضة أن تتحرك من فراشها حتى تُشفى تمامًا من العملية، ولا يتم تناول أي أطعمة إلا بعد مرور 24 ساعة على الأقل، وفي حالة إذا تم استئصال الرحم عن طريق فتحة في البطن فإنها تأخذ وقت أطول للراحة وعدم الحركة حتى تشفى تمامًا، أما في حالة استخراج الرحم من المهبل واستخدام المنظار فإنها تأخذ وقت أقل، وبعدها تعود المريضة إلى حياتها الطبيعية مرة أخرى، وأيضًا يختلف الأمر على حسب عمر السيدة.

ما الذي تشعر به السيدة بعد استئصال الرحم

عملية استئصال الرحم

يختلف شعور المريضة بعد العملية من مريضة لأخرى وذلك على حسب نوع العملية، وأيضًا إذا كان الاستئصال بالكامل أو لجزء فقط، مثلًا في حالة الاستئصال الجزئي عند استئصال المبايض فإنه ينتج عنه انقطاع في الدورة الشهرية. وأحيانًا قد تكون المريضة صغيرة في السن، ولم تكن أنجبت أطفال بعد، فهذا قد يؤثر عليها تأثير سلبي، ولكن يجب عليها أن تعلم جيدًا أن الحفاظ على صحتها هو الأهم، وقبل إجراء العملية عليكِ استشارة العديد من الأطباء حتى تتأكدِ من أنكِ حقًا تحتاجين إلى العملية للحفاظ على حياتك وصحتك.

أهم الأسئلة التي يجب أن تسألها السيدة للطبيب قبل إجراء العملية

  • لا بد من سؤال الطبيب عن مدى صحية هذه العملية ونتائجها، وهل يوجد خطورة على حياتها أم لا؟
  • هل هناك حل آخر بدلًا من إجراء هذه العملية؟
  • عليها أيضًا أن تقوم بإجراء الفحوصات التي سوف يطلبها منها الطبيب على أكمل وجه.

أهم التحضيرات التي تقوم بها المريضة قبل العملية

  • يتم حجز المريضة في المستشفى قبل العملية بيوم واحد.
  • للحفاظ على حياة المريضة يقوم الطبيب بإعطائها مضاد حيوي وذلك قبل العملية مباشرةً؛ والسبب في هذا التقليل من أي التهابات يمكن أن تحدث للمريضة بعد إجراء العملية التي مدتها لا تتجاوز الساعتين.
  • يتم تخدير المريضة تخدير كامل.
  • بعد أن ينتهي الطبيب من العملية يقوم بوضع قسطرة للمريضة لمدة لا تقل عن ست ساعات.
  • الاهتمام بالنظافة أثناء العملية بالكامل وبعد إجراء العملية أيضًا يقوم الطبيب بتعقيم الجرح؛ حتى لا يحدث تلوث للمريضة أو مضاعفات.
  • بعد العملية تبقى المريضة في الإنعاش لمدة ست ساعات وإجراء القسطرة لها، ويتم إعطائها مُسكنات لتخفيف الآلام، وقياس نبضات القلب والضغط بشكل مستمر، وبعد الست ساعات يجب أن تتمشى قليلًا؛ وذلك حتى لا تتعرض لجلطة وحتى يتم تشغيل المعدة.

أيضًا ما يجب علينا ذكره هو أن عملية استئصال الرحم قد انخفضت كثيرًا في السنوات الأخيرة، وأيضًا أغلب السيدات اللواتي يقمن بإجراء هذه العملية تتراوح أعمارهن ما بين خمس وثلاثين سنة إلى أربعين سنة وتصل نسبهم إلى 55% من السيدات اللواتي يقمن بإجراء هذه العملية عامةً، وأغلب من يلجأ إلى عملية استئصال الرحم تكون أسبابهم مرضية ولا يوجد علاج لها، ولكن عليكِ سيدتي بالمتابعة الدورية حتى تقي نفسك من الإصابة بأي مرض لا قدر الله وحتى لا تتعرضين إلى اللجوء لمثل هذه العمليات.