ماذا يعني مصطلح الرحم المرتفع وهل له مخاطر على الحمل؟

ماذا يعني مصطلح الرحم المرتفع وهل له مخاطر على الحمل

يوجد العديد من الأسباب وراء تأخر الحمل، وتتنوع الأسباب من امرأة إلى أخرى، وأسباب تأخر الحمل كثيرة منها ما يكون السبب في المبيض أو الرحم أو ما يعرف بحالة الرحم المرتفع يمكن الرجوع إلى هذا المقال للتعرف أكثر على أسباب تأخر الحمل

قد تكون هذه المرة الأولى التي تسمعين فيها عن الرحم المرتفع، وسواء كنتِ كذلك أم لا تابعي معنا قرتءة هذا المقال لتعرفي أكثر عن حول هذا الموضوع.

نظرة على الجانب التشريحي لرحم الأُنثى

ماذا يعني مصطلح الرحم المرتفع وهل له مخاطر على الحمل

تعريف الرحم: هو الكيس العضلي الذي يشبه في الشكل ثمرة كمثرى، ويبلغ في الطول (7.5) سم تقريبًا، ويبلغ العرض (5) سم تقريبًا، ويكون قابل للزيادة بحدوث حمل.

الجزء العلوي منه يُسمى (جسم الرحم) وهو المُتصل بقناة فالوب، والجزء السُفلي منه يُسمى (عُنق الرحم) وهو المتصل بالمهبل، ومكان الرحم مستقرًا بالحوض أمام المستقيم وخلف المثانة، ويتم تثبيته في جـوف الحـوض بستة أربطة هما:

  • رباطان عريضان.
  • رباطان مدوران.
  • رباطان رحميان عجزيان.

ويتسم كل رباط منهم بمرونة فائقة، ويُسبب هذا حرية الحركة للرحم من الأعلى ولكن بحدود، والتساؤل هنا هل حرية حركة الرحم تجعله متمكن من الارتفاع إلى الأعلى أم قاصرة على ميلانه إلى الخلف والأمام فقط؟ وسيأتي ذكر الإجابة على هذا السؤال فيما يأتي الحديث عنه.

ما وراء الأكذوبة القائلة بارتفاع الرحم؟

بدايةً لا بد أن تعلم السيدة أن الرحم يتمكن من الميل للخلف والأمام، ويوجد بعض الحالات المرضية يهبط الرحم للأسفل، ولهذا السبب ظن البعض أنه كما يوجد ما يُسمى بالهبوط فلا بد من وجود ما يُقابله وهو الارتفاع، وهو ما أطلقوا عليه بـ(الرحم المرتفع).

ماذا يعني الرحم المرتفع وكيف يمكن أن يكون الرحم بهذه الحالة؟

ماذا يعني مصطلح الرحم المرتفع وهل له مخاطر على الحمل؟

هذا السؤال لا بد وأن يدور برأس كل سيدة قبل أن تنساق وراء كل ما يُقال من أكاذيب، فلا وجود لما يُسمى بارتفاع الرحم، ولا يمكن له ذلك، وعبارة “الرحم المرتفع” لا تصح أصلًا؛ لأنها حالة جديدة من تأليف العوام وأصحاب المُخيلات الواسعة.

فإذا تفكرنا ولو لبضعة ثوانٍ سنجد أن لا ملجأ للرحم للارتفاع إليه سوى المعدة فهل سيتجاوزها في الارتفاع مثلًا؟

فكون رحم السيدة يتمكن من الحركة فلا معنى أنه يتمكن من تغيير مكانه، لكن كل ما يتمكن منه هو الحركة المحدودة التي تلائم تغيرات الجسم، كامتلاء المثانة مثلًا يميل الرحم للخلف، وعند فراغها يعود مستقرًا في مكانه.

قد يهمك أيضًا: مشكلة الحمل خارج الرحم وكيفية علاجها

من وراء مصطلح (الرحم المرتفع)؟

مصطلح الرحم المرتفع لا وجود له طبيًا، فمن وراء انتشاره بتلك الصورة؟

إلى هذه الدرجة تُعد متاجرة بعض البشر بآلام البعض الآخر؟ فلا معنى آخر من وجود هذا المُصطلح غير المتاجرة بالآلام والترويج هنا وهُناك.

وكان السبب الرئيسي وراء انتشار مصطلح الرحم المرتفع يرجع للثقافة الغريبة والعجيبة التي انتشرت واردة من عالم الشعوذة، فقد انتشر هذا المصطلح وخاصةً بين السيدات وأن هُناك بديل دائمًا للعلاج مما فشل في علاجه الأطباء وهو العلاج مستخدمين الشعوذة.

فكان من بين هؤلاء المشعوذات من نصّبت نفسها منصب مُعين للابتعاد عن مُسمى مشعوذة، كحرمة وعشابة وممرخة، وهي لا تملك لنفسها الشفاء من شائكة، ودون أي شهادات تفتي في الطب والعلاج. وتكون مهمة (الممرخة) تشخيص الأمراض المُستعصية طبيًا وهنا تبدأ ببث مجموعة من المصطلحات الخاصة بها والتي لم تكن دارجة في عالم الطب، ومنها مصطلح الرحم المرتفع.

هُناك نتائج إيجابية للممرخة فما هو مبرر هذه النتائج؟

ماذا يعني مصطلح الرحم المرتفع وهل له مخاطر على الحمل؟

قد يقول قائل: هُناك بعض الحالات قد حُلت المُشكلة التي تُعاني منها على يد تلك الممرخة فكيف تُنعت بالمشعوذة إذن؟

وللرد على ذلك القائل: هو أن الغالبية العُظمى ممن يعملون بهذا المجال من تمريخ وغيره يعتمدون على الإيهام والإيحاء، وهو الإيحاء لشخص مريض بأن مشكلته كبيرة ومستعصية طبيًا، وأن تلك الممرخة الوحيدة القادرة على حل مشكلته. فيؤدي هذا الإيحاء إلى ارتفاع معنويات الشخص وتحسين حالته النفسية، فهي دفعة في اتجاه الشفاء، فيكون مؤهل للشفاء بتحسين حالته النفسية.

وإذا وجدنا بعض الحالات رُزقت بالحمل بعد أن وُصفت حالاتهم بأنهم مُصابون بارتفاع الرحم على يد ممرخة، فتلك الحالات يكون عامل تأخير الإنجاب لديهم نفسي ليس إلا، ولو كان لسبب عضوي مانع للحمل فلا يجدي مع تلك الحالة الإيهام والإيحاء، وتحسين الحالة النفسية لأي سيدة يمكن للسيدة تحسينها دون الذهاب لمن يستغلها ويستغبيها.

تصحيح الالتباس

من كل ما تقدم يتبين لدينا أنه لا يوجد ما يُسمى الرحم المرتفع، ولكن بعد انتشار هذا المُصطلح أطلقه بعض العوام على الحالة الطبية للرحم المقلوب، فماذا نُعني بالرحم المقلوب؟ وهل هذه الحالة تمنع من حدوث الحمل؟

الرحم المقلوب

ماذا يعني مصطلح الرحم المرتفع وهل له مخاطر على الحمل؟

الرحم المقلوب مصطلح يُطلق على الرحم في حالة اتجاه جسمه للخلف وليس للأمام وليس كالطبيعي فوق المثانة كما هو معتاد، وأفاد علماء الطب أن الرحم المقلوب ليس له تأثيرًا على الخصوبة ولا يعيق عملية الحمل كما يقول البعض.

عند وجود الرحم المقلوب وهو ما يُسمى بالرحم المائل لا تشعر السيدة بأي ألم أو أي شعور غريب، وبالتالي لا تشتكي من أي شيء إلا ألم بالظهر والبطن عند الجماع وهذا نادرًا حدوثه، وتتعرض (من15% إلى 25%) من السيدات للرحم المقلوب.

فبطبيعة الحال لدى السيدة يميل الرحم إلى الأمام، لكن هُناك البعض يميل الرحم لديهن للخلف بدرجة معينـة بسبب التمدد في الأربطـة التي تربطـه بجـدار البطـن، ولا تعتبر هذه حالة خطيرة، وحدوث حمل من الأمور الممكنة ودون أي مشكلة، ما عدا بعض الحالات القليلة التي يُخلفها الرحم المقلوب وهي عدم اكتمال الحمل وإجهاض الطفل؛ لذا ينصح الأطباء في حالة الرحم المقلوب أن تحاول السيدة النوم على الجانب الأيمن مع الاستمالة باتجاه البطن، أو تنام على جانبها الأيسـر مع الاستمالة باتجاه البطن حتى يستقر الرحم فوق المثانة والتي تُعد كأنها كيس ممتلئ بالماء الدافئ فيريح الجنين والرحم.

وهذا الفيديو يوضح ما هو الرحم المقلوب وعواقبه على الصحة الإنجابية والجنسية

السبب وراء الرحم المقلوب

يرجع السبب وراء الرحم المقلوب عدة أمور هي:

  • العيب الخلقي.
  • إصابة الحوض بالالتهابات عدة مرات فأدت إلى الالتصاقات.
  • الالتهاب في قناتي فالوب فأدى ذلك إلى الالتصاقات بين جدار الرحم وأعضاء الجهـاز التناسلي.
  • الولادات المتكررة التي تسببت في ضعف وارتخاء الأربطـة.

وهذا فيديو يشرح علاقة الرحم المقلوب بالحمل

الإجراءات اللازمة للوقاية من المضاعفات الناتجة عن الرحم المقلوب

لو حدث الحمل في حالة الرحم المقلوب والذي يطلق عليه الرحم المرتفع على لسان بعض العوام لا بد من الحماية من حدوث إجهاض بشتى الطُرق الممكنة، وأهم ما تُنصح السيدة الحامل بفعله للوقاية من الإجهاض المُبكر هو قيامها بعمل بعدة أشياء هي:

  • ابتعاد الحامل عن النوم مستلقيةً على ظهرها والتعويض عنه بنومها على إحدى جانبها كما سبق ذكره.
  • الاستمرار في ممارسة تمرين رياضي خفيف فالرياضة تعمل على تحسين تروية الحـوض وبناءً عليه تتحسن قوة أربطة الرحم.

وهذا الفيديو يشرح تأثير الرحم المقلوب على الجنين

تنبيه هام

تصحيحًا لخطأ شائع بين الأطباء المتخصصون بالأشعة، يقومون بالتدوين في تقاريرهم بميل الرحم يمينًا أو يسارًا، فهذه الحالة ليست بحالة مرضيـة. فطبيعي أن يميل الرحم يمينًا عند تثبيت عنقه شمالًا، وطبيعي أن يميل الرحم شمالًا عند تثبيت عنقه يمينًا لتحرك الرحم عكس اتجاه تثبيت العُنق ويظهر هذا بالتصوير.

ومما سبق بيانه علِمنا أن مصطلح الرحم المرتفع ليس له وجود، وكان السبب في إذاعته أوكار الدجل والشعوذة لاستغلال السيدات الساعيات وراء سبب تأخر الإنجاب. ويبقى السؤال الهام جدًا وهو: أين النقابات والرقابة الصحية من جهل هؤلاء العوام ونشر آفات مجتمعية تقودنا للجهل ومزيدًا من التخلف؟