يعتبر ارتفاع درجات حرارة الجسم من التغيرات التي تصيب المرأة الحامل خلال فترة الحمل، وهو نتيجة طبيعية لزيادة عمل استقلاب الجسم أو ما يعرف باسم عملية الأيض، أو بسبب التغيرات الهرمونية.
لكن هذا الارتفاع بدرجات حرارة الجسم عند الحامل يعتبر من الإشارات المهمة على أن أمر غريب يصيب الجسم، فمن الممكن أن يكون هذا الارتفاع مؤقت وغير مقلق ولا يتجاوز ال 37.5 درجة، أو من الممكن أن يكون مقلق لفترة زمنية طويلة ويتجاوز 39 درجة، وهنا يسمى هذا الارتفاع بالحمى الذي ينتج عن الإصابة بعدوى ما أو فيروس ويتطلب العناية الطبية الفورية.
أسباب ارتفاع درجات الحرارة عند الحامل وتأثيرها على الجنين
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي لارتفاع درجات الحرارة عند الحامل، والتي هي:
إصابة الحامل بتسمم غذائي:
من الممكن أن تصاب الحامل بتسمم غذائي ينتج عن بعض أنواع البكتيريا والفيروسات التي تكون موجود بالغذاء الملوث، ومن الأعراض المرافقة للإصابة بالتسمم الغذائي ارتفاع درجات الحرارة، ألم العضلات، غثيان، إسهال.
قد تصاب الحامل بتسمم غذائي الذي ينتج عن البكتيريا الليسترية المستوحدة، وذلك عند القيام بتناول أطعمة ملوثة أو شرب مياه ملوثة.
عند انتشار العدوى ووصولها للجهاز العصبي يسبب ذلك للحامل ألم في الرأس، تصلب بالرقبة، عدم القدرة على التوازن، تشنج العضلات.
تأثيرها على الجنين:
في كثير من الحالات أن لم تحصل الأم على العلاج الطبي الفوري والمناسب للحالة فأن هذه الإصابة قد تسبب الإجهاض، ولادة مبكرة، موت الجنين.
إصابة الحامل بالتهاب مسالك بولية:
بحسب العديد من الدراسات والأبحاث العلمية التي أجريت، أثبتت أن ما يقارب 10% من السيدات الحامل يتعرض للإصابة بعدوى بالتهاب المسالك البولية خلال الحمل.
تحدث الإصابة بالتهاب المسالك البولية نتيجة عبور الجراثيم من منطقة المهبل للمجرى البولي وصولا للمثانة، حيث ينتج عن هذه الإصابة بول دموي وغامق اللون، بالإضافة لارتفاع بدرجات الحرارة والقشعريرة، الشعور بحرقة قوية عند القيام بالتبول.
تأثيرها على الجنين:
لا تعتبر عدوى الجهاز البولي من الإصابات الخطيرة في حال علاجها بشكل فوري من خلال استخدام المضادات الحيوية وشرب الكثير من السوائل.
ولكن في حال إهمال الإصابة من الممكن ان تنتقل العدوى وصولا للكلى وتسبب بعض المضاعفات الخطيرة للحامل كالولادة المبكرة، الإجهاض، انخفاض بوزن الجنين عند الولادة.
إصابة الحامل بالإنفلونزا ونزلات البرد:
تعتبر الإصابة بالإنفلونزا ونزلات البرد سبب رئيسي بارتفاع درجات الحرارة كما يرافقها سعال، تقيؤ، غثيان.
تأثيرها على الجنين:
في أغلب الأحيان لا تكون الحرارة المرافقة للإنفلونزا ونزلات البرد شديدة وقوية أو خطرة على صحة الحامل وجنينها، ولكن من الضروري عرض الحالة على الطبيب بشكل فوري في حال تجاوزها عن 37.5 وبشكل خاص خلال الشهور الثلاث الأولى للحمل لأن الجهاز العصبي للجنين يتكون في هذه الفترة.
ولذلك فأن الارتفاع بدرجات الحرارة الكبير من الممكن أن يسبب بعض التشوهات الخلقية للجنين.
كما أن هناك بعض الدراسات العليمة التي وجدت أن ارتفاع درجات الحرارة يزيد من فرص إصابة الجنين بتأخر النمو ومرض التوحد.
إصابة الحامل بالتهاب المشيمة:
أن التهاب الأغشية المحيطة بالمشيمة تعتبر عدوى بكتيرية تحدث نتيجة انتقال البكتيريا التي تتواجد بالمهبل للرجم ومن ثم تصاب بها أغشية المشيمة التي تكون قريبة من السائل المحيط بالجنين، وتعرف هذه الحالة بتسمم دم الأم الحامل.
ويرافق هذا النوع من الالتهاب الكثير من الأعراض ارتفاع بدرجات حرارة الجسم، زيادة معدل ضربات القريب وسرعتها، إصابة بطانة الرحم بالتهاب، جلطات، خروج رائحة كرهة من المهبل.
تأثيرها على الجنين:
في بعض الأحيان تسبب الإصابة بالتهاب المشيمة للولادة المبكرة، كما تسبب إصابة الرضع بالتهاب السحايا، حدوث بعض المشاكل بالجهاز التنفسي، ومن الممكن ان تؤدي لإصابة الجنين بتلوث حاد يؤدي لوفاة الجنين ببطن أمه.
إصابة الحامل بالتهاب الأمعاء والمعدة:
تعتبر الإصابة بالتهاب الأمعاء والمعدة من أسباب ارتفاع درجات الحرارة عند الحامل ومن الممكن ان تؤدي لنتائج وخيمة لدى السيدات الحوامل في حال تركها دون علاج، كما يرافق هذه الإصابة بعض الأعراض كانخفاض بضغط الدم، دوخة، ضعف، إغماء، إسهال، قيئ المؤدي للجفاف.
تأثيرها على الجنين:
عند إصابة الحامل بالتهاب المعاء والمعدة خلال الشهور الثلاث الأولى للحمل من الممكن ان يسبب ذلك بعض المخاطر على الجنين كإصابته ببعض المشاكل بالأنبوب العصبي، وإبطاء في نمو الجنين بشكل مؤقت.
أما فيما يتعلق بالجفاف الناتج عن إصابة الحامل بالتهاب من الممكن أن يسبب تقلصات بالرحم مما يؤدي للولادة المبكرة، وهذه الحالة يتم ربطها بالأطفال الذين يولدون بوزن قليل.
إصابة الحامل بفيروس بارفو البشري:
بحسب بعض الدراسات والأبحاث العلمية فأن ما يقارب 5% من السيدات الحوامل يصبن بهذا الفيروس.
ويرافق هذه الإصابة ألم شديد بالمفاصل وقد يستمر لأسابيع، ظهور طفح جلدية، ارتفاع بدرجات حرارة الجسم، التهاب بالحلق.
تأثيرها على الجنين:
يكون الجهاز المناعي للجنين ضعيف جدا، وهذا يجعله أكثر عرضة للإصابة بالفيروس الذي من الممكن ان يسبب بوفاة الجنين برحم أمه، أو ولادة الجنين وهو مصاب بفقر دم حاد.
نصائح لعلاج ارتفاع درجات الحرارة عند الحامل
تستطيع المرأة الحامل عند ارتفاع درجات الحرارة الجسم اتباع بعض النصائح والخطوات التي تساهك بخفض درجات الحرارة بشكل طبيعي، وذلك بعد استشارة الطبيب والتأكد من أن هذه الحرارة لا تشكل أي خطر على صحتها وصحة الجنين، وهذه النصائح هي:
شرب كميات كبيرة من المياه والسوائل:
تساهم المياه الباردة الغير غازية، والمحاليل التي تحوي على نسب من المعادن والأملاح التي يحتاج لها الجسم، والعصائر الطبيعية على تخفيض درجات حرارة الجسم عند الحامل، بالإضافة لتعويض نقص الجلوكوز والأملاح التي فقدها الجسم بسبب ارتفاع درجة الحرارة.
أخذ قسط كافي من الراحة:
تساعد الراحة على التخفيف من الأعراض المرافقة لارتفاع درجات حرارة الجسم عند الحامل، وتقلق من نسب الإصابة بالإغماء الناتج عن الدوخة المرافقة للحرارة العالية.
الحفاظ على برودة الجسم:
ويتم ذلك من خلال استحمام الحامل بماء فاتر والابتعاد عن الماء البارد، وتهوية الغرفة بشكل جيد، وارتداء ملابس خفيفة قطنية رطبة، واستخدام أغطية خفيفة عند الشعور بالبرد والقشعريرة.
كمادات باردة:
تساعد الكمادات الباردة على تخفيض درجات حرارة الجسم، ومن الممكن أن تقوم الحامل باستخدام الأكياس المجمدة وتطبيقها على الجسم لإنزال الحرارة.
التغذية السليمة:
من الضروري على الحامل عند ارتفاع درجات الحرارة أن تقوم بتناول الأطعمة المغذية والتي تحوي على الفيتامينات والمعادن المهمة والضرورية للجسم، لكي تقوم بتقوية الجهاز المناعي ليحارب هذه العدوى.
طرق علاج ارتفاع الحرارة عند الحامل طبيا
تعتمد عملية علاج ارتفاع درجات الحرارة عند الحامل طبيا على السبب المؤدي لهذا الارتفاع، وهذه بعض الأدوية التي يتم وصفها من قبل الطبيب المختص لعلاج ارتفاع الحرارة:
مضادات حيوية:
عند تشخيص أن سبب ارتفاع درجات الحرارة نتيجة عدوى بكتيرية يقوم الطبيب المختص بوصف المضادات الحيوية التي تناسب السيدة الحامل والحالة، وتعتبر أغلب المضادات الحيوية أمنة الاستخدام خلال فترات الحمل، ولكن من الضروري استشارة الطبيب قبل البدء باستخدامها لتجنب حدوث أي اضطرابات أو أي خطر على حياة الحامل والجنين.
مضادات الفيروسات:
ببعض الحالات يتم وصف مضاد فيروسي عندما تكون الحرارة ناتجة عن العدوى الفيروسية.
خافض الحرارة:
تستخدم الأدوية الخافضة للحرارة كالباراسيتامول خلال فترة الحمل لأنه أمن مع الالتزام بتعليمات الطبيب والجرعة، كما يجب الإشارة لتجنب استخدام أنواع أخرى ومسكنات دون استشارة الطبيب.
متى يجب استشارة الطبيب؟
اذا شعرتي سيدتي بارتفاع درجات الحرارة وكنتي متأكدة بأنك لم تصابي بنزلات البرد، الإنفلونزا وغير متأكدة من السبب يجب الاتصال بشكل فوري بالطبيب وعرض الحالة عليه، للتأكد من السبب المؤدي لارتفاع درجات الحرارة.
وفي حال وجود هذه العلامات يجب التوجه للطبيب بشكل فوري، والتي هي:
- نزول ماء الرأس وارتفاع بدرجات الحرارة.
- استمرار الحرارة لأكثر من 36 ساعة حيث يكون هذا مؤشر للإصابة بالتهاب بكتيريا.
- الشعور بألم في منطقة البطن يرافقه غثيان، انقباض بالرحم، طفح جلدي.
- في حال كانت الحامل مصابة بمرض السكري أو أي نوع من أنواع الأمراض المزمنة.
- ارتفاع بدرجات الحرارة يرافقه التهاب بالكلى حيث من الممكن ان يسبب الإصابة بالجفاف.
- استمرار الحمى الخفيفة لمدة 4 أيام.
- ارتفاع بدرجات الحرارة يرافقها خروج إفرازات من المهبل ذات رائحة كرهة.