مشكلة ارتفاع نسبة الزلال في البول خلال الحمل

تُعتبر مُشكلة ارتفاع نسبة الزلال في البول أثناء الحمل واحدة من المُشكلات الخطيرة التي قد تتعرض لها الحامل، والتي قد تؤدي إلى مُضاعفاتٍ وخيمة إذا لم يتم تداركها في الوقت المُناسب، لذا فسنتناول في هذا المقال كل ما يتعلق بزلال البول من حيث أسباب ارتفاعه وأعراضه وما قد يترتب عليه من التوابع.

ما المقصود بزلال الحمل؟

المقصود بزلال البول أثناء الحمل هو احتباس السوائل في جسم المرأة وعدم قدرة الجسم على التخلص منها بمُعدلاتٍ طبيعية، ومن ثم زيادة البروتين في البول، ويؤثر هذا الاحتباس على قيام أجهزة الجسم بوظائفها خاصة الكليتين، فقد يُعني أن الكليتين تقاوم عدوى مُعينة أو أنهما تعملان بجهد زائد.

وتكمن خطورة ارتفاع زلال الحمل أنه لو كان مصحوبًا بارتفاع ضغط الدم فيؤديان إلى حدوث ما يُعرف بتسمم الحمل، ومن الجدير بالذكر أن ارتفاع نسبة زلال البول تتزامن غالبًا مع المراحل المُتقدمة من الحمل بمعنى أنها غالبًا ما تحدث في الشهرين الأخيرين من الحمل.

ما هي أسباب ارتفاع نسبة الزلال في البول خلال الحمل؟

  • صغر سن المرأة أو تقدمها في العمر يجعلها أكثر عرضة من غيرها لارتفاع الزلال في الحمل.
  • وجود مشاكل في الكلى أو قصور الكليتين عن القيام بوظيفتهما.
  • الحمل بتوأم أو أكثر.
  • زيادة الوزن.
  • الإصابة بأمراض المناعة الذاتية مثل الذئبة.
  • الإصابة بالأمراض المزمنة مثل داء السكري.
  • احتباس السوائل والأملاح في الجسم.
  • حدوث تغير في تفاعلات الأوعية الدموية.
  • تعرض الحامل إلى إصابات الخلايا الباطنية.
  • حدوث ما يعرف بــ “تهيج الجهاز العصبي”
  • نقص بعض العناصر الغذائية الهامة نتيجة لسوء التغذية، ومن أهمها الفيتامينات.
  • وجود خلل في إفراز كل من مادة ثرومبوكسان ومادّة بروستاسيكلين.
  • استعداد المرأة لبعض الأمراض الوراثية ووجود تاريخ مرضي للعائلة مثل الاستعداد لتسمم الحمل أو ما يعرف بـــ :”زيادة التجلط الخلقي”
  • ارتفاع ضغط الدم نتيجة نقص الأنزيمات التي تفرزها المشيمة في الوضع الطبيعي للحمل.
  • الإصابة بالتهابات المسالك البولية والمثانة.
  • سوء التغذية وارتفاع نسبة الدهون في الدم.

قد يهمك أيضًا: الغذاء الصحي هو الطعام المتوازن خاصةً فترة الحمل … أنواع الغذاء الصحي وفوائده للجسم

ما هي أعراض ارتفاع نسبة الزال في الحمل؟

مشكلة ارتفاع نسبة الزلال في الحمل

من أهم الأعراض التي تُشير غلى ارتفاع نسبة الزلال في البول ما يلي:

  • تورم في القدمين واليدين.
  • ورم في المنطقة المحيطة بالعينين.
  • زيادة الوزن بصورة سريعة جدًا وملحوظة تصل إلى 5 باوند في أسبوعٍ واحد.
  • الشعور بألمٍ مُستمر في البطن وخاصة في المنطقة العليا من البطن من الناحية اليمنى أو المُنتصف.
  • زغللة في العينين بالإضافة إلى مشاكل في الرؤية كتشوش الرؤية أو الرؤية المزدوجة أو رؤية بقع الضوء.
  • تشنجات عضلية في الجسم.
  • الغثيان والقيء.
  • الرغبة في التبول كثيرًا.
  • الشعور بصعوبة شديدة في التنفس.
  • وجود رغوة في البول.
  • الشعور بحرقة أثناء التبول.
  • الشعور بالارتباك.
  • حدوث نوبات قلبية.

مضاعفات ارتفاع نسبة الزلال في البول أثناء الحمل

مشكلة ارتفاع نسبة الزلال في الحمل

لعل أخطر ما في موضوع ارتفاع نسبة الزلال في البول أثناء الحمل ما يترتب عليه من مُضاعفاتٍ صحية خطيرة على الأم وعلى الجنين في آنٍ واحد، ومن تلك المُضاعفات ما يلي:

  • خلل في أداء الكليتين لوظائفهما.
  • تسمم الحمل، والذي يحدث بعد الولادة مُباشرةً، وقد يتأخر قليلًا ويحدث في خلال أسبوع إلى اثنين من الولادة.
  • عدم وصول كمياتٍ كافية من الأوكسجين من الأم إلى الجنين الأمر الذي يترتب عليه نقص ملحوظ في وزن الجنين عن الطبيعي.
  • عدم قيام المشيمة بدورها كاملًا في توصيل الدم إلى الجنين.
  • قلة السائل الأمنيوسي الذي يُحيط بالجنين ويعمل على حمايته.
  • وفاة الجنين أو التعرض للولادة المُبكرة.

قد يهمك أيضًا: متى يُشكل مرض ارتفاع ضغط الدم خطرًا على الحامل وكيف يُمكن علاجه بسرعة؟

كيف يتم تشخيص ارتفاع نسبة الزلال في البول أثناء الحمل؟

مشكلة ارتفاع نسبة الزلال في الحمل

توصى المرأة الحامل بمُتابعة الطبيب وإجراء بعض التحاليل والفحوصات بصورةٍ مُتكررة ومتابعة نتائجها حتى يُمكن اكتشاف ارتفاع الزلال في البول وغيره من المُشكلات، ومن أهم المعايير التي يتعرف من خلالها الطبيب على ارتفاع زلال الحمل وجود زيادة في نسبة البروتين بالبول، الأمر الذي يُشير إلى عدم قيام الكليتين بوظيفتهما بكفاءة، ويُمكن اكتشاف نسبة الزلال من خلال عدة تحاليل وفحوصات من أهمها ما يلي:

تحليل البول: وهو تحليل يقيس نسبة وجود البروتين في البول.

فحص الدم: هو فحص هام يكتشف الطبيب من خلاله كفاءة وظائف الكبد ووظائف الكلى، بالإضافة إلى قياس الصفائح الدموية.

اختبار تصفية الكيرياتين: يُعتبر ارتفاع نسبة الكيرياتين وعدم تصفيته مؤشر للإصابة بزلال الحمل وخلل في عمل الكلى.

اختبار عدم الانضغاط: وهو اختبار للتحقق من مُعدل ضربات قلب الجنين.

تصوير الجنين بالموجات فوق الصوتية: ومن خلال هذا التصوير يتم معرفة وزن الجنين وكمية السائل لأمنيوسي المُحيط به، ومن ثم اكتشاف نسبة زلال الحمل.

العلاج الطبي لمُشكلة زلال الحمل

أهم خطوة في العلاج هي معرفة السبب الحقيقي لارتفاع نسبة الزلال في الحمل، فإذا كان السبب يتعلق بارتفاع ضغط الدم يجب التعامل مع تلك المُشكلة، ولو كان السبب قصور في وظائف الكلى فيجب الاستعانة بأخصائي للمساعدة في علاج السبب، وعموما ينقسم العلاج إلى مرحلتين:

علاج أثناء الحمل

في معظم الأحيان يضطر الطبيب لإجراء عملية الولادة لإيقاف تفاقم المُشكلة، وهذا الحل يُناسب الحمل في الفترة الأخيرة، أما لو كان الأمر قد حدث في مرحلة مُبكرة فيضطر الطبيب إلى عدة إجراءات لوقف المُضاعفات منها على سبيل المثال:

  • حجز الأم بالمستشفى لمُراقبتها باستمرار والتعرف على معلومات ضغط الدم بدقة ومتابعة التطورات في الحالة.
  • يتم اعطاء المريضة علاجات لخفض ضغط الدم، ومنع حدوث نوبات قلبية.
  • يتم كذلك إعطاء المريضة حقن الستيرويد لمساعدة نمو رئتي الجنين بشكلٍ أسرع.

العلاج في مرحلة ما بعد الولادة

في الطبيعي ووفقًا لما صرحت به الكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد فإنه من المُتوقع تراجع الأعراض واختفائها في غضون 48 ساعة من الولادة، فيبدأ ضغط الدم في الاعتدال وتتحسن تبعًا لذلك الحالة الصحية للأم، غير أن هُناك حالات نادرة تعاودها الأعراض بعد الولادة وهذه الحالات تتطلب عناية خاصة ومُراقبة مُستمرة والتدخل بعلاجات لتحسين وظائف الكبد والكلى.

قد يهمك أيضًا: مرض الذئبة الحمراء هل هو خطير مع الحمل .. المخاطر المحتملة ونصائح هامة

نصائح تُساعد في الوقاية من مشكلة زلال البول أثناء الحمل

مشكلة ارتفاع نسبة الزلال في الحمل

  • الالتزام بالتغذية المُتوازنة والبُعد عن الدهون قدر المُستطاع.
  • شرب كميات كافية من الماء بما يُعادل 8 أكواب يوميًا.
  • تجنب تناول الأطعمة مُرتفعة الأملاح من المخللات والمُقبلات ونحوها.
  • مُتابعة الوزن والحرص على المُحافظة عليه ثابتًا قدر الإمكان.
  • أخذ قسطًا كافٍ من النوم والاسترخاء.
  • البعد عن الضغوط والانفعالات قدر المُستطاع.
  • مُتابعة الحمل بصفةٍ دورية لمعرفة أي تطورات والتعامل معها على وجه السرعة.

بعض الوصفات المنزلية التي تُقلل من خطر الاصابة بارتفاع زلال الحمل

  • تناول كوبًا من حليب الإبل يوميًا.
  • تناول الفاصوليا الخضراء بكثرة سواءً مطهية أو غير مطهية.
  • إضافة الزعتر وزيت الزيتون إلى الأطعمة بقدر المُستطاع.
  • شرب كوبًا من مغلي الزنجبيل المُحلى بالعسل يوميًا.
  • غلي بذور البصل وتناول الماء المغلي ثلاث مراتٍ يوميًا بعد الأكل.

وأخيرًا؛ نوصي بمُتابعة زلال البول أثناء الحمل والالتزام بتعليمات الطبيب تجنبًا لتفاقم المُشكلة، ونلفت النظر أن المعلومات الواردة بالمقال مرجعها الأساسي الإنترنت ومن ثم يجب الرجوع إلى الطبيب للتأكد من مدى ملائمتها للحالة.

للمزيد:

عن الكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *