تهانينا.. بدأتِ الشهر التاسع واقترب موعد الولادة..
تنتظر السيدة الحامل قدوم الشهر التاسع من الحمل بفارغ الصبر، وتعيش في الفترة الأخيرة من حملها مزيجًا من المشاعر المتضاربة كالخوف والترقب والشوق، وكلما اقترب موعد الولادة ازدادت المخاوف والأسئلة.
فنجدها تتساءل عن وضعية الجنين، هل ستلد ولادة طبيعية؟ هل سيأتي المخاض في أوانه؟ متى سينزل رأس الجنين إلى الحوض؟ ماذا أفعل إذا تأخر نزول رأس الجنين في الحوض؟ وهل هناك أساليب لنزول رأس الجنين إلى الحوض أو مساعدته على الانقلاب بالاتجاه الصحيح؟
كل هذه الأسئلة وغيرها تجعل هالة الخوف تزداد اتساعًا في نفس السيدة الحامل، ولكن قبل الإجابة عن هذه الأسئلة لابد من معرفة الوضع الطبيعي الذي ينبغي أن يكون عليه الجنين في الشهر الأخير من الحمل.
الوضع الطبيعي للجنين في الشهر التاسع
في منتصف الشهر التاسع يكتمل نمو الجنين، ويصبح جاهز للخروج إلى عالمه الجديد، وهناك دلائل تشير إلى اقتراب قدوم الجنين، أهمها: نزول رأس الجنين إلى الحوض.
الأمر الذي يؤدي إلى شعور الأم الحامل ببعض الراحة، نتيجة ابتعاد الجنين عن الصدر والمعدة، فتتخلص من ضيق التنفس وحرقة المعدة التي صاحبتها طيلة فترة الحمل.
وهذا هو التطور الطبيعي الذي من المفترض أن يحدث عند السيدة الحامل، ولكن هذه الوضعية ليست هي الوضعية الوحيدة، فهناك عدة وضعيات من الممكن أن يكون عليها الجنين داخل الرحم.
وضعيات الجنين في الرحم
وهناك عدة وضعيات للجنين ممكن أن يكون عليها في فترة ما قبل الولادة، وهي غير ثابتة، أي من الممكن أن تختلف الوضعية حتى قبل يومين من الولادة، ومن هذه الوضعيات:
الجنين الرأسي
في هذه الحالة يكون رأس الجنين متجه إلى أسفل باتجاه الحوض، وهنا تكون الولادة طبيعية، إلا في حالة كان الجنين كبير الحجم، وكان هناك مخاوف من حدوث عسر الولادة.
الجنين المقعدي
في هذه الحالة يكون مقعد الجنين متجه إلى أسفل باتجاه الحوض، وهنا تكون الولادة قيصرية حتمًا، فالولادة الطبيعية قد تتسبب إما بموت الجنين، أو نقص أكسجة فيؤدي إلى لولادة جنين متخلف عقليًا.
الجنين المعترض
في هذه الحالة يكون رأس الجنين بالعرض، أي الرأس على اليمين والمقعد على اليسار أو العكس أي الرأس على اليسار والمقعد على اليمين، وهنا تكون الولادة قيصرية حتمًا، لنفس الأسباب السابقة الذكر.
ولكن السؤال: هل تستطيع السيدة فعل شيء لتغيير جهة الجنين في حالة كان بوضع مقعدي أو معترض؟ وهل يستطيع الطبيب العمل على تغيير جهة الجنين؟
تغيير جهة الجنين بين الخطورة والمعلومات المغلوطة
انتشرت على المواقع الإلكترونية والمنتديات على الشبكة العنكبوتية الكثير من الصور لوضعيات تساعد على تغيير جهة الجنين، ونظرًا لأن المعرفة لا تأتي إلا من بعد الشك، شككت بالمعلومة وبدأت البحث عنها وسأورد ما جاء به الطب والعلم حول هذا الموضوع:
- يجب أن تعلمي سيدتي أن حجم الحوض ثابت ولا يتغير مهما فعلت السيدة الحامل، ولا صحة لما يقال عن توسيع الحوض من خلال بعض التمارين والوضعيات.
- صحيح أن ممارسة تمارين معينة لتغيير جهة الجنين غير مجدية، ولكن هذا لا يعني الامتناع عن ممارسة التمارين الرياضية، فالرياضة ضرورية جدًا للحامل، فهي تساعد على تقوية عضلات الحوض وهذا ما يساعدها أثناء الولادة.
- إننا في زمن انتهت فيه بطولات الأطباء النسائية، ولن تجدي طبيبًا يقوم بتغيير وضعية الجنين من مقعدي إلى رأسي مثلًا؛ نظرًا لما ينتج عن ذلك من مضاعفات مميتة، مثل: انفكاك المشيمة.
- أن وضعية الجنين غير مستقرة، وربما تتغير في أي وقت من الحمل، فالشهران الأخيران كثيرًا ما تتغير فيهما وضعية الجنين في الرحم.
- ولكن لكي تكوني مطمئنة سيدتي عليكِ أن تعلمي أن الله على كل شيء قدير، وفي النهاية الخيرة فيما اختاره الله.
لماذا تخشى السيدة من عدم اتخاذ الجنين للوضعية الصحيحة؟
تخشى السيدة من عدم نزول الرأس في الحوض مخافة إجراء العملية القيصرية، ولكن يجب أن تعلمي سيدتي أن إجراء العملية القيصرية ليس بالضرورة أن يكون بسبب وضعية الجنين فقط، وإنما هناك أسباب أخرى تدفع الطبيب لإجراء عملية قيصرية.
عوامل تدفع الطبيب لإجراء عملية قيصرية (القيصرية الانتخابية)
ليست وضعية الجنين هو السبب الوحيد لإجراء عملية قيصرية، بل هناك عدة عوامل أخرى منها:
- إذا كان الجنين كبير الحجم يتراوح من 3500: 4000 جرام يسمى (جنين عرطل) ويسبب عسر الولادة، ولذلك يجري الطبيب عملية قيصرية نظرًا لصعوبة الولادة الطبيعية.
- تعاني معظم السيدات قصيرات القامة من ضيق الحوض وهذا ما يضطر الطبيب لإجراء عملية قيصرية، وقد يقرر الطبيب إجراءها في منتصف التاسع إن تأكد من ضيق الحوض وصعوبة الولادة الطبيعية، حيث يكون قد اكتمل نمو الجنين ولا داعي للانتظار.
- إذا كانت السيدة تعاني من مجموعة أعراض مثل: ارتفاع في ضغط الدم، والوذمات، ووجود بروتين في البول، وهذه علامات التسمم الحملي، فيجري الطبيب عملية قيصرية مخافة دخول المريضة في نوبات صرعية وحالة فقدان الوعي.
- في حالة بدأ المخاض عند السيدة، ولم يحدث تطور يساعد على الولادة خلال ساعات، يلجأ الطبيب إلى إجراء عملية قيصرية؛ لأن التأخر في عملية الولادة مع وجود مخاض يؤدي إلى اضطراب نبضات قلب الجنين، أو تباطؤ الدقات، فيجري الطبيب العملية خوفًا من حدوث نقص أكسجة مما يؤدي لولادة طفل مختل عقليًا أو موت الجنين.
- إذا ما تعرضت السيدة أثناء الولادة لنزيف يقوم الطبيب أيضًا بإجراء عملية قيصرية مباشرةً.
- في حالة كانت المشيمة منخفضة وقريبة من فتحة الرحم، وبدأ النزف في الثلث الثالث من الحمل، يحاول الطبيب إعطاء مثبتات الحمل، وينصح السيدة بالراحة، فإن لم يستجيب الجسم يقوم الطبيب بإعطاء السيدة أدوية خاصة باكتمال الرئة لدى الطفل، ثم يجري لها عملية قيصرية.
ولابد لنا من الإشارة أخيرًا إلى أن الحامل البكر تنصح بالتريث والصبر فعملية نزول رأس الجنين في الحوض غالبًا ما تكون قبل الولادة بـ 2: 4 أسابيع، أما السيدة التي أنجبت من قبل فربما يحدث نزول رأس الجنين يوم الولادة.