كيف يمكنني أن أعرف موعد اقتراب الولادة؟

يُعتبر الحمل وإنجاب الأطفال من أعظم النعم التي أنعم الله – عز وجل- بها على البشر، فتكون المرأة الحامل في أسعد أوقات حياتها عندما تُفكر في اقتراب موعد الولادة بأنها سترى مولودها القادم إلى الدنيا وكيفية تربيته، وتقوم بتجهيز له ملابسه في الثلاثة شهور الأخير استعدادًا لقدومه.

وعند دخول الحمل في الشهر التاسع تبدأ التقلصات الرحمية والآلام بسبب كبر حجم الطفل، وتستعد الأم لأي عرض أو ألم طارئ في أي لحظة، وقد تنخدع الأم في أعراض الولادة بسبب الخوف الشديد من الآلام لذلك سنقوم بعرض جميع الأعراض الحقيقية التي تدل على الولادة الفعلية.

الأعراض الأولية لاقتراب موعد الولادة

كيف يمكن أن أعرف اقتراب موعد الولادة؟

آلام أسفل الظهر

تبدأ الولادة عادةً بآلام شديدة أسفل الظهر وتمتد هذه الآلام إلى الرحم وخاصةً من الجهة السفلية، وتكون هذه الآلام شبيهة لآلام الدورة الشهرية، وتُعتبر علامات مؤكدة على فتح الرحم وبداية الولادة.

قد تعتقد العديد من النساء أن هذه الآلام ليست من آلام بداية الولادة حيث أن الموعد الفعلي للولادة لم يأتي بعد، ولكن يجب عليكِ أن تعلمي أن بالرغم من جميع التطورات التكنولوجية والأجهزة الحديثة المستخدمة في مجال الحمل والولادة إلا أنه حتى وقتنا هذا لم توجد أجهزة فعلية تُحدد الموعد الحقيقي لبداية الحمل أو لبداية الولادة.

كثرة الإسهال

يُعتبر الإسهال من العلامات الجيدة التي تدل على اقتراب موعد الولادة، فتشعر الأم بكثرة التردد على الحمام بسبب إصابتها بالإسهال؛ وذلك نتيجة تمدد الأوعية الدموية الموجودة بالأمعاء فتُسبب حالة الإسهال.

فقدان الوزن

عندما تقومي بوزن جسمك سوف تُلاحظي قلة وزنك عن وزنك الحقيقي بسبب تسرب المياه الموجودة حول الجنين بشكل تدريجي حتى تأتي اللحظة الحاسمة وتنفجر وتنزل كمية كبيرة من الماء، وهذه هي العلامة المُؤكدة على الاقتراب الحقيقي لموعد الولادة.

كثرة التوجه إلى التبول

تشعر الأم بكثرة التوجه إلى التبول المُتكرر بسرعة فائقة حيث تدخل الأم إلى التبول خلال كل ربع ساعة بسبب ضغط الطفل على المثانة فتقوم المثانة بطرد البول بشكل سريع.

انفجار ونزول المياه

يعيش الطفل في رحم الأم ويكون حوله كمية متوسطة من المياه، وعند اقتراب موعد الولادة تنفجر هذه المياه وتبدأ في النزول من القناة المهبلية للأم، ولا تستطيع الأم أن تتحكم في نزول هذه المياه ولكن تتفاجأ بنزولها وتعمل على إغراق ملابسها السفلية.

وأشار بعض الأطباء الأوروبيين أن قد تكون هذه المياه ليست المياه المنفجرة من رحم الأم، ولكنها تكون نتيجة ضغط الرحم على المثانة، وفي كلا الحالتين يجب الاستشارة الفورية للطبيب المُعالج للأم الحامل؛ لكي يقوم بتوجيهها على ما يجب أن تقوم بفعله، ويتم التفريق بين النوعين من المياه عن طريق:

  • إذا استمر نزول المياه على فترات ولم تتوقف فغالبًا يكون هذا إنذار عن الولادة المبكرة والتي يجب فيها التوجه الفوري إلى الطبيب لكي تتم عملية الولادة ونزول الطفل.
  • إذا لم تستمر المياه في النزول، ونزلت مرة واحدة فهذه الحالة لا تدل على اقتراب الولادة ولكن من الممكن أن يكون ذلك بسبب شرب كميات كبيرة من المياه وضغط الطفل على الرحم والمثانة فقد يجعل الأم تتبول لا إراديًا.

التقلصات الرحمية

في بداية الألم تحدث انقباضات الرحم بشكل بطيء إلى أن تتوالى هذه الانقباضات بسبب توسع الرحم ليبدأ في إطلاق وخروج الطفل، وتحدث هذه الانقباضات بين فترة وأخرى وتسمى بالطلقة التي تأتي بألمها الشديد ثم تهدأ وتسكن وتعود بالألم مرة أخرى.

قد يحدث بعض النزيف وينزل الدم عند توالي الانقباضات ولكن هذا الحدث من المؤشرات الخطرة التي تُنذر بوجود خطر حتمي على الطفل لأن من الممكن أن يكون هذه الدم بسبب انفجار المشيمة ويجب التوجه إلى الطبيب في أسرع وقت لكي يستطيع إنقاذ الأم والطفل معًا ليكونا في حالة صحية جيدة.

نزول دم السُدادة المخاطية

اقتراب موعد الولادة 2

عند اقتراب موعد الولادة تتلاشى السُدادة المخاطية التي تغلق فتحة الرحم والموجودة كحاجز بين عنق الرحم والقناة المهبلية، فتوجد هذه السُدادة لتمنع وصول الفطريات والبكتيريا إلى الرحم وتقوم بإيذاء الطفل.

وعندما تقترب الولادة تنزل هذه السُدادة في صورة بعض نقاط من الدم المائل إلى اللون البني أو اللون الأحمر الغامق.

نزول رأس الطفل إلى الحوض

ومع توالي الانقباضات والتقلصات الرحمية يبدأ الطفل في التحرك والالتفاف إلى أن تصبح رأسه في منطقة الحوض استعدادًا لخروجه، وفي هذا الوقت تشعر الأم بتوسع القناة المهبلية وزيادة الثقل على الجهة السفلية من الرحم والحوض كما تشعر بفراغ في أعلى البطن، وتزداد وتتوالى هذه الانقباضات إلى أن يخرج الطفل بسلام إلى حضن أمه.

هل توجد علامات دلالية على اقتراب موعد الولادة؟

  1. تزداد كمية الإفرازات المهبلية بشكل ملحوظ، وتصبح أكثر لزوجة.
  2. تصبح الانقباضات الرحمية أقوى وأكثر من المراحل الأولى للحمل.
  3. زيادة الشراهة على الطعام بكميات كبيرة، والشعور الدائم بالجوع.
  4. يبدأ الجنين يتحرك ليأخذ موضع الولادة وتتجه رأسه إلى الأسفل، وتشعر المرأة كأن بطنها مُتحجرة من الأسفل.
  5. صعوبة التنفس بشكل منتظم.
  6. تشعر الأم باضطرابات دائمة في النوم.
  7. الشعور الدائم بالتقلبات المزاجية وتصبح مشاعر الأم أكثر حدة.

نصائح هامة عند بدء موعد الولادة

  • شرب كميات كبيرة من المياه والعصائر؛ لأنها تُساعد على التسهيل من عملية الولادة.
  • القيام بالمشي على فترات ثم الجلوس عند الشعور بالألم.
  • تناول وجبات غذائية عالية القيمة والفائدة ويجب أن تكون قليلة الدهون أو خالية منها.
  • يجب عليكِ عدم الدفع أو الضغط لأسفل في المرحلة الأولى من الولادة، فكل مرحلة يجب أن تأخذ وقتها لكي تتم الولادة بشكل طبيعي ولا تتعرضي لأي مخاطر أو مضاعفات لكي أو لطفلك.
  • يُفضل تدليك الظهر للتخفيف من الألم الملحق به بواسطة الأم أو الأخت أو الممرضة.
  • عدم الخوف أو التوتر من مرحلة الولادة، ولكن عليكِ أن تشعري بالاطمئنان والفرحة فمولودك قادم للحياة الذي ستسعدين به مع زوجك وستقومين بتربيته تربية حسنة.
  • عند بداية الولادة والشعور بالألم يجب عليكِ أن تتحلي بالصبر وقومي بأخذ حمام دافئ واطلبي من الطبيب المختص أن يعطيكِ نسبة بسيطة من المخدر؛ لكي تهدأ آلامك.

كيف تحدث عملية الولادة؟

اقتراب موعد الولادة

بعد مضي التسع أشهر للحمل يأتي الوقت الذي تتم فيه الولادة وينطلق فيه الطفل للحياة، وتمر مرحلة الولادة بأربعة مراحلة متتالية وتتمثل في:

مرحلة اتساع الرحم

تبدأ عملية الولادة بالانقباضات المُتكررة لعنق الرحم حتى يصبح في أقصى اتساع له، ثم تتوالي الانقباضات حتى تصل إلى أقصاها، وفي هذه المرحلة تنزل من القناة المهبلية مادة مخاطية وتكون مختلطة ببعض قطرات من الدم، وقد تصل الولادة في بعض الأحيان إلى 12 ساعة متواصلة.

مرحلة الولادة للطفل

في هذه المرحلة تتم ولادة الطفل عندما يصل عنق الرحم إلى أقصى اتساع له، ويجب على الطبيب المُعالج أن يُتابع حالة الأم ومدى اتساع الرحم بين كل فترة وأخرى، وقد تستمر هذه المرحلة أكثر من ساعتين.

فينزل رأس الجنين في مقدمة المهبل ويقوم الطبيب بمساعدة الطفل بالضغط على مقدمة بطن الأم ليعمل على تحريك الجنين إلى الأسفل.

كما يطلب من الأم أن تساعد طفلها وتقوم بالضغط لأسفل لكي تدفع مولودها إلى الحياة، وعندما تنزل رأس الطفل من فتحة المهبل فإن جميع الآلام قد زالت وتتم ولادة باقي جسم الطفل بكل سهولة ويسر.

مرحلة نزول المشيمة

تتمثل هذه المرحلة في ولادة المشيمة المُغذية للطفل ونزولها بعد ولادة الطفل، وتستغرق هذه المرحلة من 10: 20 دقيقة، وعادةً تكون هذه المرحلة غير مؤلمة فعندما تتم ولادة الطفل سوف تزول جميع الآلام الصعبة.

تسعد كل أم بمولودها الذي تنتظره لمدة تسع أشهر، ولكن لكي ينزل الطفل إلى الدُنيا سليمًا معافًا من الأمراض يجب على الأم أن تهتم بصحتها النفسية والجسدية طوال فترة الحمل، لأن أي مرض سوف تُصاب به الأم بالتأكيد سيؤثر على طفلها وعلى صحتهُ، فالمُتابعة الدائمة مع الطبيب تُقدم الحلول لأي عرض أو مرض قد يظهر على الأم أو الطفل عند اقتراب موعد الولادة.

عن الكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *